27 - 08 - 2013, 03:45 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
تعال نصلي ربنا يبعتلك ساندوتش
كنت في الخامسة عشر من عمري عندما طلبت من والدتي ساندوتش بين المذاكرة , فابتسمت في وجهي كعادتها ثم قالت لي : تعال نصلي ربنا يبعتلك ساندوتش .
يومها عرفت ان ليس بالمنزل ولا شيئ للطعام , لا خبز ولا زيت ولا سمن ولا ارز ولا شيئ اطلاقاً . دخلت المطبخ وجدته نظيفاً تماماً . وكان ابي يسافر في مأموريات للعمل خارج مقر اقامتنا لمدة عشرين يوماً ويمكث معنا عشرة ايام . وفي ذلك اليوم كان والدي في مأمورية ويتبقى على رجوعه سبعة ايام , وكانت والدتي انسانة عزيزة النفس تأبى ان تطلب سلفة من احد .
في ذلك اليوم ركعت وبدأت تصلي الساعة الرابعة مساء واستمرت تصلي وترنم حتى السابعة مساء , كل هذا وانا اقف خلفها اراقب منظرها والجوع في بطني حقيقي .
وبعد هذه الساعات... نظرت الي وقالت لي شوية وانا اجمع ورق الصحف المتوفر في البيت ثم انزل ابيعه واشتري لك الساندوتش الذي تريده , وبينما هي تبحث عن الصحف كانت ترنم " مين احن منك " لكنها لم تستغرق في البحث كثيراً اذ ان كمية الصحف كانت قليلة وواضحة وهمت تلبس حذائها لتخرج , واذ بالباب الذي هي ممسكه به يقرع لتفتح وتجد امامها سيده هي ابنة خالتها حاملة على يديها ثلاث علب ورق , وسمعت من الزائره تقول لها انا مقصرة في حقك جدا وانتي دايما عامله الواجب وزياده معانا ودي حاجة بسيطة للاولاد . واعتذرت الزائرة عن الانتظار لان زوجها ينتظرها في سيارة صديق له على اول الشارع .
وانصرفت لافتح العلب الثلاثة لاجد في الاولى جبنة بيضا وجبنه رومي ومرتديلا وفي الثانية تورته كامله وفي الثالثة كيك وبسكويت وعيش فينو , ومعهما مبلغ خمسون جنيها ( كان ذلك في عام 1958 )
قرع الباب مرة اخرى وذهبت انا لافتحه فوجدت اختي الكبرى وزوجها واولادها الاطفال الثلاثة حضروا لزيارتنا و ليقيموا معنا خلال غياب والدي ونزلت والدتي فوراً لتشتري لهم لحوم وطيور لتقدمها لهم خلال اقامتهم طرفنا .
ما هذا الحب العجيب الساتر الذي لأبوة الله وهذا الايمان العجيب في امي .
لقد طلبت ساندوتش لي فقط , ففي خلال ثلاث ساعات كان عندي ثلاثة انواع من الساندوتشات والحلويات والمال الذي لا يكفي لي وحدي بل ولاسرة كاملة يعرف الله مقدما حضورها المفاجئ في بيت الام المؤمنة بأن الله هو الذي يعولها ويعول اولادها .
( القمص يوسف أسعد )
|