اصطدام وضحية
حوادث غير متوقعة
يواجه الانسان في حياته حوادث معينة لا يتوقعها ولا يكون قد خطط لها. غالباً ما تقع بعض هذه الحوادث فجأة وبلحظات تُغيّر وضع الانسان من حالة الى حالة، وقد تترك آثارا أو نتائج سلبية أو إيجابية،
ترافق صاحب الحادث لفترات قصيرة أو طويلة في عمره، بل قد تُغيّر مجرى حياته بالكامل، ويصبح ذكرى يستعيد تفاصيله في تاريخ ومكان وقوعه ويقصه على اناس في مناسبات معينة إما للعبرة او من باب الإستشارة والنصح أو من أجل الإخبار فقط.
اصطدام وضحية
كان يوم أحد صباحاً، بينما كنت وعائلتي متوجهين بسيارتنا من منزلنا الى الكنيسة لنعبد الله، اذ ونحن نعبر طريقاً عاماً، وكنت اسير بسرعة حوالي 60 كلم بالساعة، وفيما كنا نتحدث ونسأل الأولاد عن حفظهما آيات من الكتاب المقدس موضوع الدرس في مدرسة الأحد، فجأة ودون توقّع أو تنبيه أو إخطار، لمحتها متجهةً نحو السيارة بسرعة لتعبر الطريق، ولأنه لم يكن بوسعي التوقف وهي لم يكن بوسعها الا العبور، صدمتها بمقدمة السيارة وكانت الصدمة مخيفةً لنا وقاتلة لها...ماتت الحمامة. هذا الحادث وبالرغم ان ضحيته كانت مجرد طائر غير انه اثّر بنا جداً وخاصة بالنسبة لولديّ اذ لم ينفكا يفكران بالحمامة طيلة اليوم بل من حين لآخر حين يتذكران الحادثة يحزنا ويرددا:
"حرام...يا ليتنا تأخرنا قليلا في المنزل قليلا". أما بالنسبة لي، فأيضا حزنت لأجل الحمامة لأن الحادث وقع صدفة اذ هي لم ترد ان تموت ولا انا شئت ان اصدمها. ولا اخفي عليك صديقي القارئ بأني تذكرت هذا الحادث منذ عدة ايام حينما كنت أتابع الاخبار عن سوريا حيث شاهدت اعداما لرجل ببرودة اعصاب فضلا عن اعمال القتل اليومية التي تشهدها مدن وقرى كثيرة في سورية، وايضاً الهجمات الوحشية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة حيث اطفال ونساء وشيوخ وشباب يقتلون ببرودة اعصاب. وهكذا أيظن ما يحدث اليوم في مصر والأرهاب والتخريب والقتل والتحريض علية من قبل الأرهاب الديني والكل يقاتل بإسم الله وكأن الله لايقدر أن يدافع عن ونفسه حاشى ، جهل ديني وحكمة شيطانية مسير لهم. أمام هذه المشاهد قلت في نفسي، نحن نحزن لمقتل طير حمام وقوم من الناس لا يشفقون على بعضهم ولا يردعهم اي شيء عن قتل واحدهم الآخر قطع رؤس وأكل قلوب واختصابات بفتوى دينهم وشيوخهم وغيرها كثير. لطفك وسترك يا رب يا منبع المحبة والرحمة. صديقي القارئ، هل تعرضت الى حادث او شاهدت حادثاً أثّر بك؟
كيف تعاملت معه؟
ماذا كانت ردة فعلك تجاهه؟
يعلمنا الله في الكتاب المقدس قائلا على فم نبيه سليمان: لِكُلِّ شَيْءٍ زَمَانٌ وَلِكُلِّ أَمْرٍ تَحْتَ السَّمَاوَاتِ وَقْتٌ (الجامعة3: 1).
وأرى بكل ما يحدث اليوم هو أقتراب مجيئك ألينا يارب
آمِينَ. تَعَالَ أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوعُ.
أشكرك أحبك كثيراً
الرب يسوع المسيح
هو ينبوع الحياة الى الأبد
آمين