"لو صبرت قليلا"

[بنت معلم الاجيال]

عاش أخوان في قرية صغيرة، وكانا يتشاجران باستمرار ولساعات عديدة، وكل منهما يوجه للآخر أقسى الكلمات. وذات يوم ذهب أحد الأخوين إلى رجل حكيم وشكى له أخاه، وطلب منه أن ينصحه بطريقة توقف الشجار الدائم بينهما. فكر الحكيم ملياً ثم أعطى قارورة ماء للأخ وقال:
في هذه القارورة ماء سحري. إذا بدأ أخوك الشجار إملأ فمك بالماء واحتفظ به ريثما ينتهي أخاك من الكلام. وسترى النتيجة.
بعد أسبوع عاد الأخ فرحاً وقال للحكيم:
حقاً هذا الماء سحري، لقد أزال الشجار بيننا. فضحك الحكيم وقال: الماء ليس سحرياً فهو منعك من الكلام ، لكن السحر هو أنك صبرت قليلاً .
ماأحوجنا للصبر في هذه الأيام الصعبة التي تمر بها حياتنا وكنيستنا،وعائلاتنا وأعمالنا. الصبر الذي يزيل الشكوك ويبدد المخاوف ويعطي فرصة للإنسان ليعيد ترتيب أفكاره وإدراكه لمكامن الخطأ والصواب في ذاته.
نحن بشر ضعفاء أمام الخطيئة، لكننا أقوياء بروح الله الساكنة فينا وبالمحبة الأخوية التي تجمعنا وتميزنا عن سائر الكائنات. تلك المحبة التي تقتضي منا ألا نسمح لشرارة الغضب أن تسيطر على تصرفاتنا ولا لروح الانتقام أن تسود في علاقاتنا. ولنتذكر قول الرب يسوع:
أنتم ملح الأرض. أنتم نور العالم. فليضيء نوركم هكذا قدام الناس ليروا أعمالكم الصالحة ويمجدوا أباكم الذي في السموات
أشكرك أحبك كثيراً
يسوع بيحبك...هو ينتظرك