شرح الكتاب المقدس - العهد القديم - اخبار الأيام الثاني 19- تفسير سفر أخبار الأيام الثاني

[Mary Naeem]

شرح الكتاب المقدس - العهد القديم - القس أنطونيوس فكري
اخبار الأيام الثاني 19 - تفسير سفر أخبار الأيام الثاني

الآيات 1-3:- ورجع يهوشافاط ملك يهوذا إلى بيته بسلام إلى اورشليم.و خرج للقائه ياهو بن حناني الرائي وقال للملك يهوشافاط اتساعد الشرير وتحب مبغضي الرب فلذلك الغضب عليك من قبل الرب غير أنه وجد فيك امورا صالحة لانك نزعت السواري من الأرض وهيات قلبك لطلب الله.
ياهو بن حنانى:- حنانى أبوه هو الذي وبخ الملك أسا (10:16) وياهو رأى أبوه في السجن بسبب عمله هذا. ولكن ياهو لم يهتم وفعل نفس الشيء فكلمة الله لا تقيد.
وياهو وبخ بعشا ملك إسرائيل (1 مل 1:16-4) على أننا نرى أن يهوشافاط قد سمع كلام النبي واعتبره كلام الرب ولكنه لم يستطع أن يخلص نفسه من أثار سياسته السيئة فهو قد زوج ابنه من ابنة اخاب فأدخل الشر إلى بيته. وهو زوج ابنه لعثليا، وهذه ربما تعتبر نوعًا من الزيجات السياسية أي لعقد نوع من المعاهدة مع إسرائيل. وهذا سبب لهُ التزامات عسكرية طالما عانى منها وأنقذه الله وعاد بالسلام إلى بيته بينما مات أخاب. ولكن عثليا بقيت هناك وبقى الشر معها ونجد أن ابنه يهورام يقتل جميع إخوته بالسيف ومعهم بعض رجال إسرائيل ورؤسائها وعمل الشر في عيني الرب. ثم مات بعد آلام كثيرة ولم تمتنع عثليا عن مشوراتها الرديئة فأكملت مع ابنها اخزيا حتى قُتل ثم قتلت هي كل النسل الملكى لترث. وكان أصل كل هذه الشرور إتحاد يهوشافاط بأخاب وهذا معنى كلام النبي.

الآيات 4-11:- واقام يهوشافاط في اورشليم ثم رجع وخرج أيضًا بين الشعب من بئر سبع إلى جبل افرايم وردهم إلى الرب إله ابائهم.و اقام قضاة في الأرض في كل مدن يهوذا المحصنة في كل مدينة فمدينة.و قال للقضاة انظروا ما انتم فاعلون لانكم لا تقضون للإنسان بل للرب وهو معكم في امر القضاء. و الآن لتكن هيبة الرب عليكم احذروا وافعلوا لانه ليس عند الرب الهنا ظلم ولا محاباة ولا ارتشاء.و كذا في اورشليم اقام يهوشافاط من اللاويين والكهنة ومن رؤوس اباء إسرائيل لقضاء الرب والدعاوي ورجعوا إلى اورشليم.و امرهم قائلًا هكذا تفعلون بتقوى الرب بامانة وقلب كامل. و في كل دعوى تاتي إليكم من اخوتكم الساكنين في مدنهم بين دم ودم بين شريعة ووصية من جهة فرائض أو احكام حذروهم فلا ياثموا إلى الرب فيكون غضب عليكم وعلى اخوتكم هكذا افعلوا فلا تاثموا.و هوذا امريا الكاهن الرأس عليكم في كل أمور الرب وزبديا بن يشمعئيل الرئيس على بيت يهوذا في كل أمور الملك والعرفاء اللاويين امامكم تشددوا وافعلوا وليكن الرب مع الصالح
في (4) رجع وخرج = يهوشافاط في أول ملكه أرسل بعض من رؤسائه وبعض من اللاويين والكهنة لتعليم الشعب لكنه هنا خرج بنفسه ليطمئن أن الحكم بالعدل في كل مكان وعمل يهوشافاط هذا هو نوع من التوبة فهو لم يعد يهتم بالمحالفات السياسية بل اهتم ببلده وأن يقيم العدل فيها فأخذ يقيم نظام قضائى ليحقق العدل حسب الشريعة من بئر سبع إلى جبل أفرايم = أي في كل مكان من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال. وفي (5) أقام قضاة = ربما كان العدد غير كافٍ فأقام قضاة جدد، أو كانوا مرتشين فأقام قضاة عادلين نزهاء. مدن يهوذا المحصنة = كانت هذه المدن مراكز حربية ومراكز محاكم مدنية أيضًا. وفي (8) وكذا فى أورشليم = هي محكمة عليا تحت رعاية الملك شخصيًا ترفع إليها القضايا الصعبة. لقضاء الرب والدعاوى = هذا تمييز بين القضاء الديني والمدني. وفي (11) يتخصص أمريا للقضاء الديني وزبديا على القضاء المدني.