رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الإعلام.. النجاة من سيف الاغتيال باسم يوسف بعد سقوط الرئيس المخلوع محمد مرسى ونظامه الإخوانى وإزاحة حكم ديكتاتورى كان يستهدف قمع جميع الأصوات، تنفس الإعلام -من قنوات وصحف مستقلة- الصعداء، بعد سقوط مخطط التنظيم بهم لتمكين حكم الفاشية الدينية، التى تقيد الحقوق والحريات العامة، بالزعم كذباً أنها تخالف صحيح الشرع والدين وتنتقد الحاكم وتثير الفتنة. دأب الرئيس المعزول وتنظيمه الفاشى على محاصرة وسائل الإعلام والتهديد المباشر وغير المباشر لرموزها فى مصر، بل حاصر الإخوان -وعلى رأسهم عصام العريان ومحمد البلتاجى- مدينة الإنتاج الإعلامى، وتعدوا على الإعلاميين وكسروا سياراتهم، كما حدث مع الكاتب الصحفى والإعلامى خالد صلاح وآخرين. ثم جاء «أبوإسماعيل» وأتباعه ليحاصروا القنوات الفضائية مرة أخرى، ويعلنوا استهدافهم لشخصيات إعلامية بعينها، وعلى رأسهم إبراهيم عيسى ولميس الحديدى، بالاتفاق مع الرئيس المعزول وبمباركة الإخوان. وبعد انتهاء حالة التخويف والترهيب التى استمرت قرابة العام، ربح الإعلام الخاص والقنوات الفضائية والصحف المستقلة من زوال حكم الرئيس الفاشى، الذى أراد أن يحكم مصر بغير صحيح الدين، ويعود بالبلاد إلى مرحلة الرجعية وتكميم الأفواه، فقد نجت القنوات الفضائية، وعلى رأسها قنوات «سى بى سى ودريم وأون تى فى» وغيرها من قرار الإغلاق، الذى كان معدا وجاهزا بالفعل من قِبل وزارة الاستثمار وبقرار من النائب الخاص، وأيضاً إغلاق عدد من الصحف المستقلة، وعلى رأسها «الوطن» عقب خلق حالة من الترويع والتهديد لمحررى الجريدة واستهدافها بالحرق أكثر من مرة. فى خطابه قبل الأخير، هدد المعزول مرسى كلا من الدكتور أحمد بهجت، صاحب قناة دريم، ورجل الأعمال محمد الأمين، صاحب قناة سى بى سى، بل وخرجت لهما قرارات على الفور بمنعهما من السفر، لولا أن جاءت ثورة 30 يونيو المباركة وأطاحت بهذا الرئيس الكابوس الذى ظل جاثما على البلاد عاما كاملا، تراجعت فيه مصر اقتصاديا وسياسيا فربح «الأمين وبهجت» وآلاف الشرفاء، وخسر «مرسى» و«الإخوان»؛ لأنهم لم يكونوا فى يوم على حق يعملون من أجل مصلحة مصر، ودأبوا على تلفيق الأكاذيب والقضايا لمن اختلفوا معهم فى الرأى والفكر، تمهيدا للبدء فى حملة اعتقالات موسعة لأصحاب الفكر والرأى وعدد من رموز الإعلام. وفى نفس الخطاب، تناول «المعزول» عددا من الإعلاميين والصحفيين بالتلميح أو التصريح، ومنهم وائل الإبراشى وإبراهيم عيسى ولميس الحديدى ومكرم محمد أحمد وأكد أن عاماً من الانتقاد كفاية، وهو ما يعنى أنه ضاق ذرعا بالإعلام وسيبدأ فى حملة اعتقالات معدة سلفا بقوائم الإعلاميين والصحفيين، وكان قد بدأ بالفعل فى اليوم التالى لهذا الخطاب المشئوم أن يتخذ خطوات فى هذا الإطار عندما أرسل إنذارا لعدد من القنوات الفضائية بالإغلاق إن لم تعدل من رسالتها الإعلامية بل تجرأ فى اليوم التالى وبادر بإغلاق قناة الفراعين وسعى جاهدا للقبض على الإعلامى توفيق عكاشة الذى استطاع الهروب من المدينة عقب أن أصدر النائب الخصوصى قرارا بضبطه وإحضاره، لقد ربحت لميس الحديدى وربح إبراهيم عيسى ووائل الإبراشى وعمرو أديب ومصطفى بكرى وتوفيق عكاشة وخيرى رمضان ومكرم محمد أحمد ويوسف الحسينى وباسم يوسف وجابر القرموطى من سقوط «مرسى»، ونجوا جميعا هم وغيرهم من مقصلة كانت جاهزة للتنكيل بهم لو أن الزمن تأخر قليلا ولم تحقق ثورة 30 يوينو أهدافها على هذا النحو، وكانت قرارات الضبط والإحضار معدة لدى النائب الخاص الذى قرر البدء بتوفيق عكاشة والتهمة جاهزة وهى الإساءة إلى رئيس منتخب وتكدير السلم والأمن العام كما حدث مع الناشط أحمد دومة وتم الحكم عليه بـ6 أشهر سجنا. وربحت أيضاً نقابة الصحفيين التى دأبت طوال عام تولى فيه «مرسى» الحكم فى الحصول على حقوق الصحفيين وحرياتهم ولم تستطع النقابة أن تحقق شيئاً فى هذا الملف، بل حاولت أيضا أن تصدر قرارا بقانون أو مادة فى الدستور الإخوانى بمنع الحبس فى قضايا النشر ولم تستطع؛ فالمؤكد أن الصحفيين تنفسوا الصعداء بسقوط هذا النظام المكبل الحريات، الذى يضيق ذرعاً بالنقد والرأى الآخر والذى اتُّهم عدد من قياداته بقتل الصحفيين ومنهم الحسينى أبوضيف. وربحت جريدة «الوطن»، التى قادت التغيير قبل 30 يونيو ودفعت مقابل ذلك تهديدات بالقتل لرئيس تحريرها ومديرى التحرير ورؤساء الأقسام والمحررين، ولم ترفع يوماً راية الاستسلام، كما نجا عدد من الكتاب والصحفيين ممن لم يحتمل «مرسى» انتقادهم وبادر شخصيا برفع دعاوى قضائية ضدهم باسمه وباسم رئاسة الجمهورية، ومنهم: جمال فهمى وباسم يوسف وجابر القرموطى وخالد صلاح ومحمود سعد وجيهان منصور وغيرهم، ونجوا جميعا وغرق «مرسى» وسفينته؛ لأنه ببساطة لم يكن ربانا ماهرا، بل دأب على شق الصف وتمزيق المجتمع وتمكين تنظيمه، فخسر كل شىء وربح الإعلام والصحافة، بل ربحت مصر كلها عندما استردت حريتها وكرامتها ونجت من يد تنظيم محتل كان يعمل لمصالحه الخاصة دون النظر لأى اعتبارات أخرى. يقول الإعلامى وائل الإبراشى: إن ثورة 30 يونيو استطاعت أن تنجو بالإعلام من براثن التنكيل والإطاحة والحبس لعدد من الإعلاميين، خاصة أن الإعلام هو صاحب الدور الأساسى فى الإطاحة بالإخوان، مضيفا لـ«الوطن» أنه إذا كانت ثورة 25 يناير بدأت بالإنترنت، فإن ثورة 30 يونيو بدأت بالإعلام، وانطلقت من على الشاشات، لدرجة أن «مرسى» فى خطابه الأخير خص الإعلام بأكبر كم من الهجوم، كما أن الإعلام ربح من سقوط «مرسى» بأنه حصل على «بوليصة تأمين» من الاعتقال وإغلاق القنوات؛ حيث إن الإخوان كانوا يخططون لاعتقال الإعلاميين وإغلاق القنوات بتهم التآمر، وهى اتهامات كانت معدة وجاهزة لو فشلت «30 يونيو». وأضاف «الإبراشى» أنه لو استمر الأمر أكثر من 7 أيام دون سقوط «مرسى» كان سيُعتقل، وأن «مرسى» خصه بالذكر 4 مرات، مرة عندما أجرى حواراً مع المهندس نجيب ساويرس حين قال بالحرف الواحد: «واحد هربان من الضرايب يروح يجيبله مذيع يدافع عنه»، ما أكد لـ«الإبراشى» أن حوار «ساويرس» سبب إزعاجاً للرئيس المعزول وألماً من سرد الحقائق. ويضيف: «خصنى الرئيس مرسى بالذكر فى خطابه قبل الأخير 3 مرات، وذلك تعقيباً له على حوار أجريته مع محمد دحلان؛ حيث قال (إعلامى يجيب دحلان يشتم فى الشعب المصرى)، وأيضا فى حلقة أجريتها عن رد القضاة ضد محمد مرسى الذى وصفهم بـ(الرقاصين والطبالين)، فرد القضاة: (إذا كان رب البيت بالدف ضارباً فشيمة أهل البيت الرقص)». وتابع: «بالإضافة إلى تعقيبه على حوارى مع أحمد شفيق، عندما قال إن اللى يروح لشفيق ويعمل معاه حوار هو خارج عن القانون، بجانب ما ذكره لى الزميل مصطفى بكرى عن أن مرسى قال بالحرف الواحد لرجال الأعمال: (الواد أبو شعر أبيض ده مش هسيبه)، وبالتالى على المستوى الشخصى يبدو أن محمد مرسى كان يستهدفنى بشكل شخصى، بسبب هجومى عليه وعلى الإخوان، وبالتالى على المستوى الشخصى يمكن أن أقول إن سقوط مرسى وتنظيمه كان طوق إنقاذ لى من الاعتقال والتنكيل والقمع وربما الاختطاف، وكان طوق إنقاذ أيضاً لكل وسائل الإعلام والإعلاميين». |
|