رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
في ليلة من ليالي الشّتاء الباردة ، كان المطر يهطل بشدّة ، معانقا الأرض التي ٱشتاق لها كثيرا بعد طول غياب . كان البعض ممسكا بمظلّة تحميه من المطر ، والبعض يجري ويحتمي بسترته في هذا الجوّ البارد والمطر الشّديد .. كان هناك رجل واقف كالصّنم ! بملابس رثّة ، قد تشقّق البعض منها . لا يتحرّك ، حتّى أنّ البعض ظنّه تمثالا ! كان شارد الذّهن ودمعة تبعث الدّفء على خدّه . نظر له أحد المارّة بٱحتقار سائلا : ألا تملك ملابسا أفضل ؟ واضعا يده في محفظة النّقود وبعينيه نظرة تكبّر قائلا : هل تريد شيئا ؟ فردّ الرّجل بكلّ هدوء : أريدك أن تغرب عن وجهي ! فما كان من السّائل إلاّ أن ذهب وهو يتمتم : تبّا لهذا المجنون ! جلس الرّجل تحت المطر لا يتحرّك ، إلى أن توقّف المطر ! ثمّ ذهب بعدها إلى فندق في الجوار . فأتاه موظّف الإستقبال صارخا : لا يمكنك الجلوس هنا ، وكذلك يُمنع التّسول في هذا المكان رجاءًا ! فنظر إليه الرّجل نظرة ذات مغزى ، وأخرج من سترته مفتاحا عليه رقم ب 1 .. إنّ رقم ب 1 هو أكبر وأفضل جناح في الفندق !! حيث يطلّ على النّهر . ثمّ أكمل سيره إلى الدّرج وٱلتفت إلى الموظّف قائلا : سأخرج بعد نصف ساعة ، فهلاّ جهّزت لي سيّارتي ال : '' رولز رايس '' ؟ صعق موظّف الإستقبال قائلا : مالذي أمامي ؟ فحتّى جامعي القمامة يرتدون ملابسا أفضل منه ؟ ذهب الرّجل إلى جناحه ، وبعد نصف ساعة خرج رجلا آخر ليس بالذي دخل !! بدلة فاخرة ، وربطة عنق ، وحذاءًا يعكس الإضاءة من نظافته ! .. ولايزال الموظّف في حيرة من أمره ! خرج الرّجل راكبا سيّارته '' الرولز رايس '' ! مناديا الموظّف وسائلا إيّاه : كم مرتّبك ؟ فأجابه : 3000 دولار سيّدي ! الرّجل : هل يكفيك ؟ الموظّف : ليس تماما سيّدي ! الرّجل : هل تريد زيادة ؟ الموظّف : ومن لا يريد سيّدي ؟ الرّجل : أليس التّسول ممنوع هنا ؟ الموظّف بإحراج : بلا ! الرّجل : تبّاً لكم ، إنّكم ترتّبون النّاس حسب أموالهم ! فكيف بدّلت سلوكك معي في دقائق ؟ وأردف قائلا : إنّي في كلّ شتاء أحاول أن أجرّب شعور الفقراء ، فأخرج بلباس رثّ تحت المطر كالمشرّدين كي أحس ّبمعاناة الفقراء ! أمّا أنتم فتبّا لكم ، فمن لا يملك مالا فبالنّسبة لكم ليس له أدنى ٱحترام ، وكأنّه عار على الدّنيا !! فإن لم تساعدوهم ، لا تحتقروهم على الأقل ....... وأعينوهم حتّى بالكلمة الطّيبة فهي صدقة . |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
يستجدي المتسوّل من أجل حرمانه ما هو ضروري |
لا يشعرُ المتسوّل بأيّ إحراج في أن يقرعَ الباب ويسألَ |