إمتياز رائع أن نصلي لبلد، وأن نرى الرب يستجيب لهذه الصلوات تدريجيًا، وعندي يقين أن الرب يريد أن يبارك هذا البلد، والخلاص يأتي لهذا البلد، وكمؤمنين يجب أن نملك منظار عالمي، لا يجب أن ننحصر بالمكان الذي نحن فيه، ولكن ما هيَ رؤية الله للبلدان في العالم؟ الكتاب واضح، هذا العالم سيكون للرب يسوع المسيح، وسيملك للأبد. اليوم أريدكم أن تبعدوا أنظاركم عن لبنان وتنظروا إلى بيوتكم، نستطيع أن نصلي لأناس كثيرين في أماكن مختلفة، ولكن الرب يريدنا أن نصلي لبيوتنا. كنت مذهولة أن أكون على جبل وأرى أضواء المدينة تحت، وكل ما هبط المساء نرى الأضواء أكثر، وكلما ٱشتدَّ الظلام كلما صار الضوء كالبحر. الله يريد أن يكون نوره مشع في بيتك وينتشر إلى كل البيوت، ينبغي أن ينتقل النور الموجود في بيتك حتى تُضاء كل المدينة، وبهذه الطريقة سيخلص لبنان، وهذا سيبدأ من بيوتنا.
سفر أعمال الرسل 38:10 " يسوع الذي من الناصرة، كيفَ مسحه الله بالروح القدس والقوة، الذي جال يصنع خيرًا ويشفي جميع المتسلط عليهم إبليس، لأنَّ الله كان معه ".
الله مسح يسوع الذي من الناصرة بالقوة والروح والقدس، ويسوع قال في أول خدمته، روح الله عليَّ. مسحة وحلول الروح القدس على أي كان أمر ثمين جداً. أذكر في بداية خدمتي، إن طلب مني أي أمر، كنت أصلي وأصلي وأطلب مسحة الله، وأطلب مسحته لأتكلم بكلمته، وهو قد مسحني، لكن مشكلتنا أننا نعتقد أنّ الناس الممسوحين هم فقط الذين يقفون وراء المنبر، كقائد تسبيح، أو راعي كنيسة، ولكن هل تعرف أن مشيئة الله أن يكون كل شخص ممسوح، نفكر بالمسحة فقط للإجتماعات، ولا نفكر بها عندما نسير في الطريق، عندما نغسل الثياب، عندما نكون في العمل.. رغبة الله لكل مؤمن أن يكون ممسوح أربعة وعشرون ساعة في اليوم، المسحة ليست فقط للكنيسة، التسبيح في هذه الكنيسة رائع، ولكن المسحة الحقيقية هي أن نكون كذلك في بيوتنا، الشباب الذين هنا ربما يقولون ليس لنا بيت بعد، وأهلي ليسوا مؤمنين، ولكن على الأقل لديك غرفة في بيتك، والرب يمسحك وأنت تصلي في غرفتك، الرب يريد أن حضوره الرائع ينبع منك كل يوم. أريد أن أساعدكم كيف تجعلون بيتكم يمتلىء من مسحة الله. نحن نخلق الجو الذي حولنا. منذُ سنين كان عندنا كنيسة صغيرة، كنت أذهب إلى هناك وأصلي، وكنت أشعر بحضور الله من اللحظة التي أدخل فيها إلى هذا المكان. ولكن هناك مرات أخرى كنت أذهب إلى مكان آخر وأشعر بالعدائية.. نحن نخلق الجو حولنا.
سفر أعمال الرسل يُخبرنا عن تلاميذ يسوع الأول، كانوا يتنقلون من بيت إلى آخر، وأنا أكيدة أن كل مضيف كان يتأكد أن يكون ٱستقباله لائقًا بتلاميذ الرب. الرب يريد أن تكون بيوتنا مسكنًا لحضوره، ونستطيع أن نخلق جو سلام، وقداسة، حتى يشعر كل من يدخل إلى بيوتنا بحضور الرب فيه.
للرجال كأزواج وآباء: الأب والزوج عنده دور مهم في البيت، هو الكاهن في بيته، نحن كلنا كهنة، نحن ملكوت كهنة، ولكن الأب والزوج عنده مكانة مميزة في البيت، والكتاب يعلمنا أنَّ الرجل رأس المرأة، وأنهما سوياً يربيان الأولاد. ومن العهد القديم نستطيع أن نحصل على صورة واضحة:
- يقف أمام الله نيابة عن الشعب، يصلي ويتشفع نيابة عن الشعب، ويقدم ذبائح نيابة عن الشعب، خدمته أمام الله نيابة عن الشعب.
- كان يبارك الشعب، يعلن كلمة الله، يشجعهم، كان يمثّل الله لهم.
وكزوج وأب لديك الخدمة نفسها، الرب يريدك أن تقف أمام الله نيابة عن عائلتك، أن تتشفع لعائلتك، وتجلبهم أمام عرش الله. هذه خدمتك العملية.
يحزنني أن أرى راعي الكنيسة فقط يصلي ويخدم زوجتك، لماذا لا تفعل أنت ذلك؟ بينما أنت تستطيع أن تفعل ذلك، أيها الرجال صلوا لنسائكنَّ باركوهنَّ وشجعوهنَّ، الرب يريد أن يستخدمكن كي تكون نساءكم كما يريدها الرب أن تكون.
وماذا عن أولادك؟ سمعت أن أحدهم كان يصلي لأولاده كل يوم قبل الذهاب إلى المدرسة. وسمعت أيضاً أن الأم كانت تصلي لهم عند عودتهم من المدرسة كي يغتسلوا من أي شيء علق بهم.
كنت متحمسة لقراءة العهد القديم وتعليم الناس عن المنّ، وكيف يرمز إلى كلمة الله. وسألتهم من كان يجمع المن ومن يمثلوا؟ وكان الرجال هم الذين يجمعون المن لخيمتهم. قالوا أن الراعي هو من يجمع المن؟ ولكن هل الراعي يعيش معكم في البيت؟ كان على كل رجل أن يجمع المن، أنتم أيها الآباء دوركم أن تأتوا بكلمة الله لعائلتكم. الكتاب المقدس مملوء بالأمثلة عن الذين يأتون بكلمة الله ويخدمون عائلاتهم. بيتكم يُمكن أن يكون مسكنًا لحضور الله.
موضوع آخر أريد أن أتكلم عنه بٱختصار: الكلمة التي تخرج من أفواهكم. الأهل لهم تأثير من خلال كلماتهم على أولادهم، والكثير من العائلات تحطمت لأن كلمات الأهل كان مضرّة. صلوا أن يضع الله حارثًا على فمكم، كونوا حذرين أن لا تكسر كلماتكم شيئًا في عائلاتكم. يجب أن نُدرك أهمية العيش ونحن نغفر بعضنا لبعض، الكثير من الأوقات أقول بيتي خالٍ من التهجمات، الرب يريدنا أن نعيش يومياً ونحن نغفر لبعضنا. الناس الذين نحبهم هم أكثر الناس حساسية عندما نجرحهم، إنجيل متى الإصحاح 18 يُعلِّم أن الغفران يُطلق الشخص الآخر، وعدم الغفران يُقيّد، التطبيق الأول هو من خلال الغفران، الكتاب يعلمنا أن لا ندع الشمس تغيب على غضبنا. عدم الغفران يُقيّد الشخص الذي لم تغفر له، وكل ناحية من حياتك تتأثر بعدم غفرانك، وكل مكان تذهب إليه سيكون معك، لن تستطيع الذهاب لخدمة الله بحرية لأن هناك ثقل عليك. والكثير من الناس المؤمنين لا يصلون إلى ما أعده الله لهم لأنهم لا يغفرون لمن أساء إليهم.
نحتاج أن نغفر لأنفسنا أيضاً. تعلموا أن تغفروا لأنفسكم أيضاً، عندما كنت صغيرة، كانت أمي تطبخ اللحمة مساء السبت، وإن لم تنتبه للحمة كانت تحترق، ولم تكن تغفر لنفسها.. ولكن يسوع مات لنكون أحرار ومسامحين، تعاملوا مع مشاكلكم، من السهل أن نشير بالأصبع على الآخرين، إبدأ بمشاكلك أنت.
تخيلوا أنك وزوجتك كمغناطيس، وعندما تضعون مغناطيسين مع بعض، يتباعدون عن بعضهما البعض، والأمر مماثل في بعض الأحيان في البيت، ولكن ماذا كنت تفعل إن أخدنا مغناطيس واحد وأوقفنا إمكانية الجذب منه، ثمَّ نأتي بهما مع بعض فلا ينباعدون من جديد، في أغلب الأحيان الرب يقول أريدك أنت أن تتغير. أنت تتحرّر عندما تغفر، وأيضاً تحرر الشخص الذي سامحته.
هناك سيدة تقية كانت لفترة طويلة تصلي لزوجها، ولم يحصل شيء، وفي أحد الأيام تحدثنا عن الغفران، وقالت أنها تريد أن تغفر له شيء حصل معها قبل الزواج، لأنها أقامت علاقة معه قبلَ الزواج، وحملت منهُ، ولم تستطع أن تكون عروسًا في فستان أبيض كما كان حلمها.. غفرت له، وبعد شهر ٱنضمَّ زوجها إلى الكنيسة، هي تحررت، وتحرر زوجها أيضاً.
عندما كان يسوع على الصليب، قال يا أبتاه أغفر لهم لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون. أطلق غفران، النتيجة: واحد من اللصين حصل على الغفران، وقائد المئة أدرك أن يسوع هوَ ٱبن الله. وفي قصة ٱسطفانوس، قال أغفر لهم يا أبتاه، وشاول كان هناك وكان موافقًا على ما حصل له، ولكن في الإصحاح التالي نرى أن شاول قابل الرب يسوع.
الغفران أحد أجمل الأمور التي ينبغي أن نفعلها، إجعلوا بيوتكم مكان عبادة، صلوا، تكلموا بألسنة أغلب الوقت، الكثير من المؤمنين يأتون إلى الكنيسة فقط ويتكلموا بألسنة... ينبغي أن نصلي بألسنة طوال اليوم، فنبقى على ٱتصال بروح الله، أحب أن أصلي بألسنة طوال الوقت، في السيارة، وأصلي للمدينة التي أمرّ بها. " لا تبقى صامتًا، بل صلِّي لأي أمر "، ٱستفد من الدقائق التي لا تفعل فيها شيئًا وصلي، للشباب الذين يمرون بجانبي، ٱلمسهم يا روح الرب، إبق هذا التواصل بين السماء والأرض، عش في محضر الله.
ٱستخدم مواهب الروح القدس، الرب أعطى مواهب الروح للكنيسة، نرى مواهب النبؤة وتمييز الأرواح... ولكن أريدكم أن تتذكروا أن يسوع مارس المواهب خارج الجدران، خارج المجمع، الرب يريدك أن تستخدم مواهب الروح في بيتك، تتنبأ على أولادك، تعطي كلام معرفة، كنت أعلِّم مجموعة من السيدات عن هذا الموضوع، وكنت أشجعهم أن يكونوا حساسين على مواهب الروح القدس، وإحدى السيدات تدربت، وكانت تصلي في بيتها والرب لفت ٱنتباها على أحد أولادها، وأن شيئاً يحصل معه الآن وهو في مشكلة، فركعت وصلت له، وعندما عادَ إلى المنزل، سألته ماذا حدث؟ وعرفت أنه في الوقت نفسه، الذي أشار لها الروح لتصلي، كان في مشكلة، وكان سيُضرب، ولكن لأنها كان منفتحة للروح، أراها الروح وأنقذت ٱبنها بالصلاة، ٱستخدموا المواهب، هي لكم أيضاً. عندما يكون أحد ما مريض في بيتك صلي للشفاء، ومارس سلطانك على هذا الوضع، تدربوا على الصلاة للشفاء، وستذهلوا مما سيفعله الله فيكم ومن خلالكم، وستروا كيف سيغير الله جو البيت، وستكون السماء على الأرض. الناس سيشعرون بالمسحة التي على حياتك، هناك أمر مختلف في الجو، هناك الكثيرمن الناس في لبنان، لم يُصلَّ لهم أي مرة، وممكن أن تكون أنت الشخص ولكن أولاً إبدأ ببيتك، وٱجعلوه خالٍ من التلوّث، إمسحوا بيوتكم، وقولوا هذا مكان لله، الرب يسكن هنا، ٱنتبهوا للتلفاز، تخلصوا من أي شيء لا يرضيه، أي شيء يجلب الفساد، لا يستحق الأمر أبدًا، ليكن بيتكم مكان مقدس، مكان يُسرّ الرب أن يسكن فيه، مكان يستطيع أن يرتاح فيه، لأن الرب يحب أن يسكن معكم.