أثناء افتقادي للعائلات بمنطقة هوليوود Holywood بكاليفورنيا عام 1971 قالت لي سيدة تقية لها -في ذلك الحين- طفلتان صغيرتان: "ما رأيك يا أبي في الاستحمام في حوض السباحة الخاص بالمنزل أثناء الصوم؟"
- لماذا تسألينني؟
- طفلتيْ رفضتا اليوم أن تمارسا السباحة في حوض السباحة، ولما سألتهما قالتا لي: "كيف نمارس السباحة ونحن صائمتان؟"
قلت لهما: "الصوم لا يمنع ممارسة السباحة".
أجابتا: "كيف نمارس السباحة ونحن صائمتان؟ إسألِ أبانا!"
يكشف هذا الحوار بين الأم وطفلتيها الصغيرتين عن نظرة بسيطة تقوية لطفلتين في "الحضانة" مع لمسة روحية تمس كيانهما الداخلي.
لست أود الدخول في الحوار بخصوص إمكانية ممارسة رياضة السباحة في حوض سباحة خاص في أيام الصوم، لكن ما يشدني بحق تقوى طفلتين تعيشان في أمريكا بهذا الروح بينما أرى كثيرين يأتون في فترة الصيف يتساءلون: "إننا سنذهب إلى المصيف، هل يمكننا أن نستحم بعد التناول؟ بعد كم ساعة من التناول يمكننا ذلك؟"
إن الأمر لا يحتاج إلى قوانين جافة تضبط مثل هذه الأمور، ولا إلى حلٍّ يمكن أن تحصل عليه من كاهنٍ،
لكنه يحتاج إلى قلبٍ تقويٍ وفكرٍ سماويٍ وإلى نفسٍ جادةٍ تطلب ما هو لبنيانها الروحي المستمر.
هب لي يا رب قلبًا تقيًا،
فلا أطلب الطريق الواسع بل الضيق.
تتهلل نفسي جدًا إذ ترافقك طريقك.
لا أبحث عن وسيلةٍ للترف والتدليل،
بل أكون حازمًا مع نفسي وجادًا،
بفرح وتهليل أعيش مقدسًا لك!