منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 01 - 07 - 2013, 12:51 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,942

ملاك كنيسة لاودكية والمسيح الطارق
ملاك كنيسة لاودكية والمسيح الطارق

يقول السيد المسيح لهذا الملاك : «ها أنذا واقف على الباب وأقرع إن سمع أحد صوتى وفتح» ( رؤ 3 : 20 ) وأى شئ يدعو إلى العجب مثل هذا الموقف .. من هو هذا الملاك ، ومن هو الواقف ، ... من أنا ومن أنت حتى يقف المسيح على باب كل واحد منا ، ذاك الذى وهو سيد الكل ، يقف بصبر عجيب ، وقد تطول وقفته سنوات طويلة حتى نفتح ونسمح له بالدخول .. وإنه ليربكنى ويحيرنى تماماً التعبير « واقف » وعند الباب ، دون كلل أو ملل ، .. هل فكرت النفس البشرية فى هذه الصورة المذهلة العجيبة؟! .. فما أرقه وما أعظمه ، وهو لا يقبل أن يقتحم البيت اقتحاماً وهذا فى قدرته الكاملة ، ولكنه يستأذن فى الدخول إلى كل واحد منا ، .. وهل تأملته وهو يطرق الباب : « وأقرع » .. وهل سألت كيف يطرق ويقرع ، والقرع أشكال مختلفة ، فهناك القرع الهادئ ، وهناك القرع المرتفع العنيف ، وهناك القرع الملاحق السريع ، وهناك الوادع البسيط ، وهو يقرع عن طريق إثارة الأشواق الحلوة إليه ، ... هل جاءك نبأ فيلكس ماندلسون عندما ذهب ذات يوم إلى كاتدرائية فريبورج ودخل الكاتدرائية وقابل الرجل العجوز المنوط به الاشراف على المكان واستأذنه فى اللعب على الأورج ، ولكن الرجل رفض ، وقال لا يمكن أن يصرح لغريب أن يلعب على الأرغن العظيم ، وتوسل ماندلسون ورجا الشيخ بحرارة أن يجلس لحظة قصيرة إلى الأورج ، وسمح الرجل ، ولعب ماندلسون ، وامتلأت أجواء الكاتدرائية بأحلى موسيقى ، فطرب الشيخ للأنغام الحلوة التى لم يسمع نظيرها فى حياته ، وصرخ بدموع : من أنت !! .. ومات أن سمع أنه ما ندلسون حتى ذهل وقال : يا إلهى !! .. أنت ماندلسون وقد كدت أمنعك من الجلوس إلى الأورج !! .. ومن هو ماندلسون بالنسبة ليسوع المسيح ، وما هى أنغامه بالنسبة للأنغام الأبدية الحلوة التى يصدح بها المسيح وقد جعل نفوسنا هيكلا ، وكاتدرائية عظيمة للّه !! .. إنه يأتى إلينا بالقرعات الحلوة المشوقة المحببة إلى نفوسنا ، وكثيراً ما تستجيب النفس المتبرمة من ضيق العالم لموسيقاه الحلوة الطروب !! .. وقد يأتى إلى القلب بالرقة البالغة .. كانت ماى هافيلاند سيدة غنية من « الكويكرز » ( الأصدقاء ) الذين لا يؤمنون باستخدام العنف بأية صورة من الصور ، وقد عادت إلى بيتها فى ليلة من الليالى لتجد لصا يعبث بصندوق مجوهراتها ، وعندما أحس بها اللص ، صوب بندقيته نحوها ، فلم يبد عليها أى انزعاج بل قالت : ضع بندقيتك جانباً ، إنها شئ لا أحبه ، وأعدك بأن لا أدعو الشرطة بعد ذهابك، أنا غنية وعندى مجوهرات أكثر مما أستعمل ، خذ ما تشاء واذهب ، .. ووقف اللص مبهوتاً، وقد فغر فاه وتدلى فكه الأسفل ، إذ لم يسبق أن رحب به أحد هكذا ، .. وقف قليلا ثم ركض إلى الخارج دون أن يأخذ شيئاً ، وبعد أيام وجدت السيدة فى صندوق بريدها مكتوباً يقول: «سيدتى لم أعرف طوال حياتى إلا الكراهية والخوف ، وأنا أستطيع أن أتعامل معهما، ولكنى كنت عاجزاً أمام شفقتك » .. وما أكثر ما أوقفنا المسيح برقته البالغة نحن أبناء الشر، الحقد والخوف والخطية ، وهو يطرق على باب قلوبنا بهذه الصورة العجيبة ، ... وقد ينادينا بطريق أخرى طريق الذكريات الحلوة ، وهو يقرع على باب قلوبنا .. وقف سترلنج مورسون مع أولاده على قبر أمهم حيث كتبت هذه الكلمات : « كلوديا زوجة سترلنج مورسون وأم جويا وبول ومارك » . وقال إنه سيشطب اسم من يعمل عملا يخجل أمهم ، وشكراً للّه لقد بقيت الأسماء دون أن يشطب واحد منها .. على أن السيد قد يطرق بصورة أخرى تختلف تماماً عن الصور السابقة ، وهو غالباً لا يفعل ذلك ، إلا إذا اضطر ، ولم ينفع الصوت المنخفض الخفيف،... عندئذ يصل إلى الطرق العنيف : « إنى كل من أحبه أوبخه وأؤدبه » ... ألم يكن هذا هو أسلوبه مع منسى الملك القديم : « وكلم الرب منسى وشعبه فلم يصغوا . فجلب الرب عليهم رؤساء الجند الذين لملك أشور فأخذوا منسى بخزامة وقيدوه بسلاسل نحاس وذهبوا به إلى بابل. ولما تضايق طلب وجه الرب إلهه وتواضع جداً أمام إله آبائه وصلى إليه فاستجاب له وسمع تضرعه ورده إلى أورشليم إلى مملكته فعلم منسى أن الرب هو اللّه» (2 أى 33 : 10 – 13).. وأليس هذا ما حدث مع اللص التائب ، الذى كان الصوت الأخير ، صوت الألم ، وهو الصوت الذى فتح به اللّه قلبه له للسماء !! .. على أية حال لابد من أن يأتى صوت إلى كل إنسان ، بل قرعات متعددة على كل قلب ، ... ولا يستطيع أحد أن يدعى بأن اللّه لم يتكلم إليه فى هذه الأرض لأن الصوت لابد أن يواجه كل فرد صغر أم كبر ، ضؤل شأنه أم كان عظيماً ، يستوى فى ذلك الملك والصعلوك، ومن ثم نسمع القول : «إن سمع أحد» .. والمسيح هنا كما أشرنا آنفاً لا يقتحم القلب اقتحاماً أو يستولى عليه عنوة ، إنه على الدوام يحترم الإرادة البشرية ، ويعطيها أن تلعب دورها كاملاً فى كل شئ ، .. وهو لهذا يصبر مارت كثيرة سنوات عديدة ، حتى يفتح الباب بالحرية الصحيحة المطلوبة من الإنسان !! .. لكن السؤال مع ذلك يبقى قائماً ، ولماذا لا يسمع الإنسان حتى يأتى التعبير « إن سمع أحد صوتى » ؟ ، .. قد يكون السبب أن أصواتاً أخرى تملأ سمع الإنسان ، وهو أعجز لذلك من أن يستمع إلى صوت السيد ، . وهناك ظاهرة يمكن اختبارها إذ لو أن عدداً من الناس تجمعوا معاً وقالوا بصوت واحد مرتفع جملة واحدة ، وطلبوا إلى مستمع مهما كان قريباً أن يعرف ما هى هذه الجملة ، فإنه غالباً ما يعجز عن فهمها ، لأن تشويش الأصوات يمنع الأذن من أن تتعرف على الحقيقة ، وعندما يصب العالم والجسد والخطية أصواتها فى أذاننا ، فإنه لا يسهل بتاتاً أن نستمع إلى طرق المسيح وقرعه على الباب،... وقد يرجع الأمر إلى الإيغال فى البعد ، فأنت لا تسمع رنين التليفون إذا كنت بعيداً عنه أكثر من اللازم ، أو لا يسهل عليك فى مخاطبة الجماهير دون مكبر للصوت حتى تصل إلى البعيد منهم ، ونحن مرات كثيرة يأخذنا تيار الحياة بعيداً حتى لا يصل إلينا ،.. وقد تثقل أذاننا تحت هموم وخمور هذه الحياة ، فنكون كالسكير أو النائم الذى لا تهزه الزوبعة أو العاصفة ، وقد تثقل يونان بالنوم العميق وهو فى قلب السفينة رغم الكارثة المحيطة به ، عندما شق طريقه بعيداً عن اللّه ، واستولى عليه الياس ، واستبدت به نزعة الهروب من إلهه !! ..
ومهما كانت الأسباب ، أو تعددت أو تنوعت ، فإننا أمام سيد يقف بصبر عجيب أمام باب الكنيسة ، أو البيت ، أو القلب ، ويقرع لعلنا نسمع ونفتح له !! ..
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
كنيسة لاودكية
ملاك كنيسة لاودكية والعرش الموعود
ملاك كنيسة لاودكية والنصيحة الصادقة
ملاك كنيسة لاودكية والحياة المخدوعة
ملاك كنيسة لاودكية


الساعة الآن 04:43 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024