رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ملاخى ومن هو !! ؟ يعد ملاخى النبى الثانى عشر من الأنبياء الصغار ، وآخر أنبياء العهد القديم - والكلمة - « ملاخى » تعنى « ملاكى » أو « رسولى » . ونحن لانكاد نعرف عن هذا النبى شيئاً خلا اسمه وسفره ، وقد ظن البعض أن اسمه لا يشير إلى شخص بقدر ما يشير إلى رسالة ، ومن قالوا إن الكلمة « ملاخى » ليست اسم علم بل هى صفة لنبى أو رسول ، ولذا قالوا إن عزرا الكاتب هو صاحب سفر ملاخى ، غير أن هذا الرأى مردود لاختلاف أسلوب السفر عن سفر عزرا ، ومن العجيب أن أوريجانوس كان يعتقد أن كاتب السفر ملاك من السماء !! ... غير أن معظم الشراح ودارسى الكتاب يعتقدون أن ملاخى اسم علم لشخص حقيقى ، عاش معاصراً لنحميا وتنبأ فى الشطر الأخير من حياة هذا الحاكم العظيم ، ووهناك تقليد يقول إنه كان عضواً هو وزكريا فى مجمع اليهود العظيم ، وأنه ولد فى بلدة صوفا من سبط زبولون ، وأنه مات ولما يزل فى عنفوان شبابه . وقد تنبأ هذا النبى بعد الرجوع من السبى وبناء الهيكل ، ومع أن أسلوبه ربما لا يرقى إلى أسلوب أنبياء ما قبل السبى ، لكنه قد يتفوق فى الصراحة والقوة وجمال التشبيه وبراعة الحوار ، ومن الغريب أنه كان معاصراً سقراط ، ودعاه بعضهم «سقراط العبرانى » ، إذ كان كالفيلسوف اليونانى العظيم فى طريق العرض والاعتراض والنقاش واستخلاص النتيجة . وفى الواقع إن ملاخى تأثر فى أسلوبه وتفكيره بالأحداث العظيمة التى كانت تجرى فى العالم فى أيامه ، الأحداث التى كان لها ولا شك أكبر الأثر فى أمته وشعبه رسالته... ففى النصف الأول من القرن الخامس قبل الميلاد كانت الإمبراطورية الفارسية تجتاز مرحلة حاسمة فى تاريخها ، فلقد بسط داريوس سلطانه على مصر ، وإن كان قد انهزم أمام اليونان فى موقعة الماراثون . وفى عام 485 اعتلى ابنه زركسيس « أحشويرش » حفيد كورش ، وأراد أن يثأر لمعركة الماراثون ، وجهز أكبر جيش عرف فى التاريخ القديم ، ولكنه خسر معركة سلاميس عام 480 ق . . . كما أن معركة بلاتيه أجهزت على سلطان الفرس الأخير فى أوربا ، وفتحت الباب أمام ظهور اليونان كالدولة التى تحل محلها . وفى غمرة هذا الصراع بين الشرق والغرب ، سرت فى العالم كله موجة من القلق والفوضى والمادية التى استولت على الشعوب ، بما فيها الشعب الإسرائيلى الراجع من السبى ، وفى الواقع أن الشعب قد عاد من السبى، وهو يظن أن كل شئ سيتغير إلى الأفضل ، ولما لم يحدث هذا التغير سريعاً ، انقلب الشعب إلى النقيض وارتد ، وفقد كل حماس وغيرة وروحانية ، فقل عنده الاعتبار الدينى ، وضعفت روح العبادة ، وانطوت نفوس الكهنة على إهمال واحتقار خدمة الهيكل ، وانحطت حياة الشعب إلى الدرك الأسفل ، ووقف ملاخى أمام أمة كانت فى طريقها إلى النقاهة ، ولكن مضاعفات المرض ونكسته قاداها إلى ما هو أسوأ وأقسى وأشر !! .. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
ملاخي الاجتماعي |
سفر ملاخي |
سفر ملاخي 3 : 1 – 3 |
ملاخي |
سفر ملاخي |