27 - 05 - 2012, 06:09 PM
|
رقم المشاركة : ( 31 )
|
† Admin Woman †
|
العذراء في القداس الإلهي
الأنبا رافائيل
أنتِ أرفع من السمائين وأجل من الشاروبيم، وأفضل من السيرافيم، وأعظم من طغمات الملائكة الروحانيين.
أنت فخر جنسنا، بك تكرم الطهارة والعفة الحقيقة اذ تفضلت على الخلائق التى ترى عظمة وكرامة الرب المسجود له الذى اصطفاك وولد منك.. (من أجل هذا كرامتك جليلة وشفاعتك زائدة فى القوة والإجابة كثيراً..)، (من ميمر للأبنا بولس البوشى).
كنيستنا القبطية تقدم للعذراء مريم تطوبيا وافراً وتمجيداً لائقاً بكرامتها السامية. وإذ نتتبع صلوات التسبحة اليومية ومزامير السواعى والقداس الإلهى نجد تراثاً غنياً من التعبيرات والجمل التى تشرح طوباويتها وتذكر جميع الأوصاف التى خلعتها عليها الكنيسة، وهى مأخوذة عن أصالة لاهوتية، وكلها من وضع آباء قديسين ولاهوتيين، استوحوها من الله، ومن رموز ونبوات العهد القديم، التى تحققت فى شخصية العذراء
فى الابصلمودية المقدسة السنوية:
الذى يحوى التسبحة اليومية نجد فى الأيام العادية تمجيداً لاسم السيدة العذراء فى بدء صلاة نصف الليل فى القطعة الخاصة بالقيامة نخاطبها قائلين: "كل الأفراح تليق بك يا والدة الآلة لأنه من قبلك أرجع آدم الى الفردوس ونالت الزينة حواء عوض حزنها" ونطلب شفاعتها فى آخر لبشين (آى تفسير) الهوس الأول والثانى وكذا فى أول صلاة المجمع.
وهناك ثلاثة ذكصولوجيات (آى تماجيد) خاصة بالعذراء تقال فى صلاة عشية ونصف الليل وباكر، تحوى كثير من العبادات التى تمجد طوباويتها مثل: "زينة مريم فى السماويات العلوية عن يمين حبيبها تطلب منه عنا".
وفى نهاية كل ذوكصولوجية نكمل: "السلام لك أيتها العذراء الملكة الحقيقة الحقانية السلام لفخر جنسنا لانك ولدت لنا عمانوئيل، نسألك اذكرينا أيتها العفيفة الأمينة لدى ربنا يسوع المسيح ليغفر لنا خطايانا".
وحسب النظام الأساسى للتسبحة اليومية تصلى المقدمة والهوسات الثلاثة الأولى ومديح الثلاثة فتية، المجمع، والذكصولوجيات، فالهوس الرابع ثم ابصالية اليوم وتذاكية اليوم (التذاكية هى تمجيد لوالدة الإله العذراء).
فى رفع بخور عشية وباكر:
ترتل أرباع الناقوس بعد صلاة الشكر، وفيها تختلف الجمل، نرسل بها السلام للعذراء فى الأيام الواطس أو الآدام ثم نكمل: "... السلام لك يا مريم سلام مقدس. السلام لك يا مريم أم القدوس" وتصلى القطع التى تسبق قانون الايمان وأولها: "السلام لك أيتها القديسة" وبعض الذكصولوجيات وقانون الإيمان
فى مزامير السواعى:
رتبت الكنيسة فى صلاة الأجبية قطعا مختارة بعد إنجيل كل ساعة فى نظام دقيق، تختص القطعة الثالثة دائماً بطلب شفاعات العذراء. وفى بعض هذه القطع تلقب العذراء بأنها الكرمة الحقانية الحاملة عنقود الحياة، والممتلئة نعمة، سور خلاصنا الحصن المنيع غير المنثلم، باب الحياة العقلى.
فى القداس الإلهى:
هنا يجرى ذكرى تطويب العذراء فى حوالى عشر أجزاء مثل:
فى لحن البركة: وقبل رفع الحمل يقال النشيد الكنسى للعذراء ومطلعة: "السلام لمريم الملكة ونبع الكرمة والتى لم تشخ...".
بعد صلاة الشكر: ترتل فى الصوم المقدس إعداد من (مزمور 87) الذى يشير إلى العذراء باعتبارها مدينة الله المقدسة وهى: "أساساته فى الجبال المقدسة..".
عند رفع بخور البولس: يقال فى الأعياد وأيام الفطر لحن: "هذه المجمرة الذهب...".
قبل وبعد قراءة الابركسيس: ويتغير المرد الخاص بالعذراء فى خمس مناسبات من السنة القبطية.
مردات الإنجيل: وهذه تختلف فى الأحدين الأولين من شهر كيهك عنها فى الأحدين الآخرين فضلاً عن طلب شفاعتها فى أيام السنة العادية بعد تطويب قديس كل يوم.
فى قانون الإيمان: أبرزت الكنيسة أهمية شخصية العذراء مريم كوالدة الآلة فى التقليد الكنسى، بعد انعقاد مجمع أفسس مباشرة سنة 431م، وذلك لضبط مفهوم التجسد الإلهى ومقاومة بدعة نسطور. وهكذا أضافت مضمون العقيدة التى أقرها هذا المجمع فى مقدمة قانون الإيمان والتى مطلعها: "نعظمك يا أم النور الحقيقى...".
اسبسمسات أدام وواطس: هى تقال بعد صلاة الصلح وقبل قداس المؤمنين وأشهرها "أفرحى يا مريم العبدة والأم...".
فى مجمع القديسين وبعده: طبقاً لمركز العذراء فى الطقس الكنسى يطلب الكاهن شفاعتها على رأس قائمة أعضاء الكنيسة المنتصرة فى صلاة المجمع، وكذا فى صلاة البركة والطلبة الختامية، ثم تردد قطعة: "بصلوات وشفاعات ذات كل قداسة الممجدة الطاهرة المباركة...".
ما يقال فى التوزيع: يردد لحن "خبز الحياة الذى نزل من السماء واهب الحياة للعالم، وأنت أيضا يا مريم حملت فى بطنك المن العقلى الذى أتى من الآب...".
من بعد هذا العرض السريع للترتيب الكنسى الخاص بالسيدة العذراء، نلاحظ مقدار الغنى والوفرة فى الصلوات والتسابيح المخصصة لتطويب وتمجيد العذراء مريم، كما تقضى الكنيسة يوميا عدة ساعات فى تكريم العذراء بالتسابيح الرائعة والألحان الرقيقة والمردات التشفعية المنسكبة.
ليتنا نقارن ذلك بكمية علاقتنا الشخصية بالعذراء مريم فى واقعنا اليومى، لتنطلق قلوبنا وألسنتنا على الدوام، لنمجد هذه التى قالت عن نفسها: "هوذا منذ الآن جميع الأجيال تطوبنى".
|
|
|
|
27 - 05 - 2012, 06:10 PM
|
رقم المشاركة : ( 34 )
|
† Admin Woman †
|
العذراء مريم في عقيدة الكنيسة
الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تكرم السيدة العذراء الإكرام اللائق بها، دون مبالغة، ودون إقلال من شأنها.
• فهي في اعتقاد الكنيسة "والدة الإله" (ثيئوطوكوس).
وليست والدة (يسوع) كما ادعى النساطرة، الذين حاربهم القديس كيرلس الأسكندري، وحرمهم مجمع أفسس المسكوني المقدس.
• والكنيسة تؤمن أن الروح القدس قد قدس مستودع العذراء أثناء الحبل بالمسيح.
وذلك كما قال لها الملاك "الروح القدس يحل عليك، وقوة العلي تظللك. لذلك القدوس المولود منك يدعى ابن الله".
وتقديس الروح القدس لمستودعها، يجعل المولود منها يحبل به بلا دنس الخطية الأصلية. أما العذراء نفسها، فقد حبلت بها أمها كسائر الناس، وهكذا قالت العذراء في تسبحتها "تبتهج روحي بالله مخلصي" (لو1: 47).
لذلك لا توافق الكنيسة على أن العذراء حبل بها بلا دنس الخطية الأصلية كما يؤمن أخوتنا الكاثوليك.
• وتؤمن الكنيسة بشفاعة السيدة العذراء.
وتضع شفاعتها قبل الملائكة ورؤساء الملائكة، فهي والدة الإله، وهي الملكة القائمة عن يمين الملك.
4. والكتاب يلقب العذراء بأنها "الممتلئة نعمة"
وللأسف فإن الترجمة البيروتية- إقلالا من شأن العذراء- تترجم هذا اللقب بعبارة "المُنعم عليها"..
وكل البشر مُنعم عليهم، أما العذراء فهى الممتلئة نعمة..
على أن النعمة لا تعني العصمة.
5. والكنيسة تؤمن بدوام بتولية العذراء:
ولا يشذ عن هذه القاعدة سوى أخوتنا البروتستانت.
الذين ينادون بأن العذراء أنجبت بنين بعد المسيح.
6. وتؤمن الكنيسة بصعود جسد العذراء إلى السماء،
وتعيد له في 16 مسرى.
|
|
|
|
27 - 05 - 2012, 06:11 PM
|
رقم المشاركة : ( 35 )
|
† Admin Woman †
|
ولادة المسيح من أم عذراءهي أعظم نساء العالمين على الإطلاق
وُلد المسيح من أم عذراء وُصفت في جميع الكتب التي كتبت عنها بأنها الإنسانة الوحيدة، بل المخلوقة الوحيدة، التي فاقت الملائكة والبشر!
1 - الأم العذراء:
وُلد جميع الأنبياء من آباء وأمهات عاديين، مثل سائر البشر، وقد تفاوتوا في البر والقداسة ولكنهم كانوا في النهاية مجرد بشر، وقد ولدوا بحسب ناموس الخليقة، بالزواج، والعلاقات الزوجية وبحسب ناموس، قانون، الوراثة الذي وضعه الله، مع ملاحظة طهارة الزواج والعلاقات الزوجية كقول الكتاب "ليكن الزواج مكرما عند كل واحد والمضجع غير نجس" (عب4:13)، وحتى الآباء والأنبياء الذين ولدوا بمعجزات مثل أسحق ويوحنا المعمدان (تك19:17؛لو13:1)، فقد وُلدوا أيضا مثل سائر البشر، بالزواج وبحسب ناموس الوراثة. ولكن الرب يسوع المسيح فقد وُلد بعيدا عن ناموس الوراثة والزواج والعلاقات الزوجية. فقد وُلد من أم ولكن بدون أب بشري، وُلد بقوة الله وحلول الروح القدس مباشرة.
وقد قصد الكتاب المقدس بـ "العذراء"، العذراء إلى الأبد! فكل فتاة عذراء قبل الزواج تدعى بـ "عذراء" لأنها عادة ما تكون عذراء إلى حين، أما القديسة مريم فقد دعيت بالعذراء، فهي الوحيدة العذراء قبل الحبل بالمسيح وأثناء الحبل به وبعد ولادته! لأن مولودها هو عمانوئيل، الله معنا. لذا فقد وُصف حبلها بأنه "آيه"؛ "ولكن يعطيكم السيد نفسه آية. ها العذراء تحبل وتلد ابنا وتدعو اسمه عمانوئيل" (اش14:7)، "هوذا العذراء تحبل وتلد ابنا ويدعون اسمه عمانوئيل الذي تفسيره اللهمعنا" (مت23:1).
2 - الممتلئة نعمة:
كما وصفها الكتاب بالمنعم عليها، الممتلئة نعمة، والمتميزة عن سائر النساء ببركة لم تنلها ولن تنالها واحدة منهن "فدخل إليها الملاك وقال سلام لك أيتها المنعم عليها. الرب معك مباركة أنت في النساء. فلما رأته اضطربت من كلامه وفكرت ما عسى أن تكون هذه التحية. فقال لها الملاك لا تخافي يا مريم لأنك قد وجدت نعمة عند الله" (لو28:1ـ30). وعندما ذهبت لزيارة اليصابات، صرخت اليصابات عند رؤيتها وقالت بالروح القدس الذي حل عليها في تلك اللحظة "مباركة أنت في النساء ومباركة هي ثمرة بطنك فمن أين لي هذا أن تأتي أم ربي إليّ"(لو42:1، 43).
والسؤال هنا هل نالت أي أم من أمهات جميع الأنبياء وتميزت بما تميزت به ونالته العذراء؟! والإجابة: كلا! والسؤال الطبيعي هنا هو؛ لماذا وُصفت العذراء القديسة مريم بهذه الأوصاف التي وضعتها فوق مستوى جميع النساء، بل وفوق مستوى جميع البشر بما فيهم الأنبياء، في الوجود كله؟! والإجابة المنطقية هي: لأن الذي حبلت به وولدته هو فوق مستوى جميع البشر! هذه الإجابة المنطقية أجابتها اليصابات في بساطة، بالروح القدس عندما وصفت العذراء بـ "أم ربي"؛ "من أين لي هذا أن تأتي أم ربي إليّ؟"!!
تميز المسيح عن سائر الأنبياء بأنه قد وُلد من أم عذراء بدون أب، وُلد بدون زرع بشر، حبلت به العذراء على عكس ناموس الطبيعة وقانون الوراثة اللذين وضعهما الله للحبل والولادة، حبلت به بالروح القدس. وقد وُلد جميع الأنبياء، دون استثناء، ولادة طبيعية، بحسب ناموس الطبيعة وقانون الوراثة من آباء وأمهات. قال الملاك للعذراء عندما بشرها بالحبل بالمسيح "ها أنت ستحبلين وتلدين ابنا وتسمينه يسوع. هذا يكون عظيما وابن العلي يدعى ويعطيه الرب الإله كرسي داود أبيه.ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد ولا يكون لملكه نهاية" (لو31:1ـ33).
ذهلت العذراء عند سماعها هذا الكلام وقالت للملاك متسائلة "كيف يكون هذا وأنا لست اعرف رجلا؟". فهي لم تتصور قط أنها يمكن أن تحبل بدون زواج، وسؤالها هذا يدل ويؤكد أن الزواج لم يكن في نيتها مطلقاًَ!! ولكن اشعياء النبي كان قد سبق وتنبأ قبل ذلك بحوالي700 سنة بهذا الحبل الآية "يعطيكم السيد نفسه آية. ها العذراء تحبل وتلد ابنا وتدعو اسمه عمانوئيل" (اش14:7). إذا كيف حبلت العذراء؟ ولماذا كان عليها أن تحبل وتلد بدون زرع بشر وبعيدا عن ناموس الحبل والولادة الذي وضعه الله؟ وقد جاءت الإجابة على فم الملاك "فأجاب الملاك وقال لها. الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك فلذلك أيضا القدوس المولود منك يدعى ابن الله" (لو35:1). إذا فالمولود هو:
(أ) المولود بقوة الله التي ظللت العذراء وحلول الروح القدس عليها "تجسد من الروح القدس ومن مريم العذراء تأنس"، أي أن الأب الحقيقي له هو الله! ومن ثم يدعى بالحقيقة ابن الله، سواء قبل التجسد أو بعد التجسد، فهو المولود من الأب قبل كل الدهور بلاهوته، والمولود من العذراء القديسة مريم بالروح القدس عند تجسده! لذا يدعى بالحقيقة "ابن الله"، "ابن العلي".
(ب) وهو القدوس، كما قال الملاك "القدوس المولود منك"، والقدوس لقب من ألقاب الله! فهل حبل بأحد ما، سواء من الأنبياء أو غيرهم، بهذه الطريقة؟! وهل دعي أحد منهم بالقدوس وابن العلي وابن الله؟!! والإجابة؛ كلا! فلماذا وُلد المسيح بهذه الطريقة ولماذا لقب بهذه الألقاب الخاصة بالله؟!!
3 - اختيارها وتفضيلها على نساء العالمين:
قال الكتاب المقدس وقال القرآن أن العذراء القديسة مريم أم المسيح كانت مختارة، مصطفاة، على نساء العالمين، في هذا العالم والعالم الآخر! فقد وصفها اشعياء النبي في العهد القديم بالعذراء التي ستكون ولادتها ووليدها آية "ولكن يعطيكم السيد نفسه آية. ها العذراء تحبل وتلد ابنا وتدعو اسمه عمانوئيل"(اش7:14)، وفسر العهد الجديد لقب وليدها عمانوئيل بـ "الله معنا"هوذا العذراء تحبل وتلد ابنا ويدعون اسمه عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا" (مت1:23).وقال القرآن أنها كانت نذيرة لله من قبل الحبل بها في بطن أمها وكانت مميزة على سائر البشر من آدم وحتى يوم الدين. بل ولم يذكر القرآن اسم أم أي نبي بل ولا اسم أي امرأة أو أنثى أخرى سوى العذراء القديسة مريم، أم المسيح!! وقد تكرر ذكر اسمها 34 مرة، منها 11 مرة لوحدها (مريم ويا مريم) والباقي مقترنا بالمسيح ابن مريم، كما أنها الوحيدة في النساء التي لها سورة باسمها في القرآن.
قال الأستاذ محمود شلبي "مريم؟!!00الوحيدة00من النساء قاطبة00التي ذُكرت00باسمها00في كتاب الله العظيم00ليس مرة00ولا عدة مرات00ولكن أربعاً وثلاثين مرة00بذكر اسمها00أو تزيد000فلماذا تنفرد مريم بذكر اسمها صريحاً00في كتاب الله00أكثر من ثلاثين مرّة!!!
لماذا هذا الشرف00من دون النساء جميعاً؟!!
لأنها انفردت من بينهن جميعاً بحمل اشق تجربة00تمر00على عذراء!!!.
والقرآن وضعها في مكانة سامية تسمو على الملائكة والبشر، فوصفها بأفضل نساء الدنيا والآخرة، المفضلة على نساء العالمين "وَإِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ" (آل عمران:42).
قال الطبري، وكذلك القرطبي "ومعنى قوله: "ٱصْطَفَـٰكِ" اختارك واجتبـاك لطاعته، وما خصك به من كرامته. وقوله: "وَطَهَّرَكِ " يعنـي: طهر دينك من الريب والأدناس التـي فـي أديان نساء بنـي آدم. "وَٱصْطَفَـٰكِ عَلَىٰ نِسَاء ٱلْعَـٰلَمِينَ" يعنـي: اختارك على نساء العالمين فـي زمَانك بطاعتك إياه، ففضلك علـيهم".<o</o
وقال الزمخشري "ٱصْطَفَـٰكِ" أولاً حين تقبلك من أمك ورباك واختصك بالكرامة السنية "وَطَهَّرَكِ" مما يستقذر من الأفعال ومما قرفك به اليهود "وَٱصْطَفَـٰكِ" آخراً "عَلَىٰ نِسَاء ٱلْعَـٰلَمِينَ" بأن وهب لك عيسى من غير أب؛ ولم يكن ذلك لأحد من النساء".
وقال الطبرسي "(يا مريم إن الله اصطفاك) أي: اختارك وألطف لك، حتى تفرغت لعبادته، واتباع مرضاته. وقيل: معناه اصطفاك لولادة المسيح، عن الزجاج (وطهرك) بالإيمان عن الكفر، وبالطاعة عن المعصية، عن الحسن وسعيد بن جبير. وقيل: طهرك من الأدناس والأقذار التي تعرض للنساء من الحيض والنفاس، حتى صرت صالحة لخدمة المسجد، عن الزجاج. وقيل: طهرك من الأخلاق الذميمة، والطبائع الردية (واصطفاك على نساء العالمين) أي: على نساء عالمي زمانك".
وقال الرازي "اعلم أن المذكور في هذه الآية أولاً: هو الاصطفاء، وثانياً: التطهير، وثالثاً: الاصطفاء على نساء العالمين، ولا يجوز أن يكون الاصطفاء أولاً من الاصطفاء الثاني، لما أن التصريح بالتكرير غير لائق، فلا بد من صرف الاصطفاء الأول إلى ما اتفق لها من الأمور الحسنة في أول عمرها، والاصطفاء الثاني إلى ما اتفق لها في آخر عمرها.
النوع الأول من الاصطفاء: فهو أمور أحدها: أنه تعالى قبل تحريرها مع أنها كانت أنثى ولم يحصل مثل هذا المعنى لغيرها من الإناث.
وثانيها: قال الحسن: إن أمها لما وضعتها ما غذتها طرفة عين، بل ألقتها إلى زكريا، وكان رزقها يأتيها من الجنة.
وثالثها: أنه تعالى فرغها لعبادته، وخصها في هذا المعنى بأنواع اللطف والهداية والعصمة.<o></o>
ورابعها: أنه كفاها أمر معيشتها، فكان يأتيها رزقها من عند الله تعالى على ما قال الله تعالى: "أَنَّىٰ لَكِ هَـٰذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ ٱللَّهِ".
وخامسها: أنه تعالى أسمعها كلام الملائكة شفاها، ولم يتفق ذلك لأنثى غيرها، فهذا هو المراد من الاصطفاء الأول.
وأما التطهير ففيه وجوه أحدها: أنه تعالى طهرها عن الكفر والمعصية
وثانيها: أنه تعالى طهرها عن مسيس الرجال.
وثالثها: طهرها عن الحيض، قالوا: كانت مريم لا تحيض.
ورابعها: وطهرها من الأفعال الذميمة، والعادات القبيحة.
وخامسها: وطهرها عن مقالة اليهود وتهمتهم وكذبهم.
وأما الاصطفاء الثاني: فالمراد أنه تعالى وهب لها عيسى عليه السلام من غير أب، وأنطق عيسى حال انفصاله منها حتى شهد بما يدل على براءتها عن التهمة، وجعلها وابنها آية للعالمين، فهذا هو المراد من هذه الألفاظ الثلاثة".
وقال البيضاوي "كلموها شفاهاً كرامة لها، ومن أنكر الكرامة زعم أن ذلك كانت معجزة لزكريا أو إرهاصاً لنبوة عيسى عليه الصلاة والسلام00والاصطفاء الأول تقبلها من أمها ولم يقبل قبلها أنثى وتفريغها للعبادة وإغناؤها برزق الجنة عن الكسب وتطهيرها عما يستقذر من النساء. والثاني هدايتها وإرسال الملائكة إليها، وتخصيصها بالكرامات السنية كالولد من غير أب وتبرئتها مما قذفتها به اليهود بإنطاق الطفل وجعلها وابنها آية للعالمين".
وقال ابن كثير "أن الله قد اصطفاها، أي: اختارها؛ لكثرة عبادتها وزهادتها وشرفها وطهارتها من الأكدار والوساوس، واصطفاها ثانياً مرة بعد مرة لجلالتها على نساء العالمين".
وقال ابن كثير في تفسيره لسورة يوسف أن الشيخ أبو الحسن الأشعري قد نقل عن أهل السنة والجماعة: "أنه ليس في النساء نبية إنما فيهن صديقات كما قال تعالي مخبراً عن أشرفهن مريم بنت عمران".
وقال الأستاذ أحمد بهجت "أن الله يختارها ويطهرها ويختارها ويجعلها على رأس نساء الوجود000هذا الوجود، والوجود الذي لم يخلق بعد000وهي أعظم فتاة في الدنيا وبعد قيامة الأموات وخلق الآخرة".
كما قال عنها أيضاً "الأميرة التي توجها الله على نساء العالمين".
وقال الأستاذ أحمد شلبي "أن مريم لم تصطف مرة واحدة ولكن ثلاث مرات!!!
إحداهن00"وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ"!!!
والثانية00"00يا مريم00أن الله اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ00"!!
والثالثة00"وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ"!!!
ثلاث مرات00اصطفاء00من اصطفاء00من اصطفاء00لماذا!؟!!
لآن ما سوف ما يُلقى عليها00لا تحتمله نساء العالمين
فتحتم أن تكون أعلى00لأنها ستحمل00ما لم يحملن!!!
"وكلمته00ألقاها00إلى مريم00"!!!
وقال الأستاذ عزت السعدني "السيدة مريم أظهر نساء الخلق أجمعين".
وقال الأستاذ حسن دوح "مريم سيدة نساء العالم...سيدة نساء الدنيا والآخرة".
وقالت د.عائشة عبد الرحمن (بنت الشاطيء) "إن مريم أفضل من جميع النساء من حواء إلى آخر امرأة تقوم عليها الساعة وأن الله تعالى خصها بما لم يُوتِْه امرأة غيرها قط".
كما قالت عنها أيضاً "عندما أتكلم عن السيدة مريم أم المسيح عليهما السلام،أجد حرجاً بالغاً لما أتهيب من شخصية أم ليست كمثلها أخرى من الأمهات بمن فيهن أمهات الأنبياء عليهم السلام".
وقال د.عطية عامر في كتابه قراءة جديدة للقرآن، تحت عنوان المرأة المثالية: "فمن هي تلك المرأة التي ذكر القرآن أن الله اصطفاها مرتين في آية واحدة؟ أسمها "مريم ابنة عمران". ذكرها الله في قرآنه بالاسم مرات ومرات، وفصل قصة حياتها مرة بعد مرة، وخصص سورة كاملة تحمل اسمها. وهو فضل لم تحظى به امرأة في القرآن، وشرف كبير لمريم تلك التي نعدها صورة صادقة للمرأة المثالية في كل زمان ومكان".
4 – النذيرة لله من قبل أن تولد:
"إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ" (آل عمران:35).
قال الزمخشري "روي أنها كانت عاقرا لم تلد إلى أن عجزت، فبينما هي في ظل شجرة بصرت بطائر يطعم فرخاً له فتحرّكت نفسها للولد وتمنته، فقالت: اللهم إن لك عليّ نذراً شكراً إن رزقتني ولداً أن أتصدق به على بيت المقدس فيكون من سدنته وخدمه، فحملت بمريم وهلك عمران وهي حامل "مُحَرَّرًا" معتقاً لخدمة بيت المقدس لا يدَ لي عليه ولا أستخدمه ولا أشغله بشيء، وكان هذا النوع من النذر مشروعاً عندهم. وروي: أنهم كانوا ينذرون هذا النذر، فإذا بلغ الغلام خير بين أن يفعل وبين أن لا يفعل. وعن الشعبي "مُحَرَّرًا": مخلصاً للعبادة، وما كان التحرير إلا للغلمان، وإنما بنت الأمر على التقدير، أو طلبت أن ترزق ذكراً "فَلَمَّا وَضَعَتْهَا" الضمير لـ (ما في بطني)، وإنما أنث على المعنى لأن ما في بطنها كان أنثى في علم الله، أو على تأويل الحبلة أو النفس أو النسمة".
5 – حفظها وأبنها من مس الشيطان وطهارتهما من الذنوب:
كانت العذراء القديسة مريم هي الوحيدة بين رجال ونساء العالمين، بمن فيهم الأنبياء، المطهرة والطاهرة، بحسب هذا المفهوم، من الذنوب حتى من قبل أن تولد، وأن الشيطان لم يمسها منذ لحظة ولادتها من بطن أمها إلى لحظة وفاتها، كانت معصومة من مس الشيطان، خاصة في فترة حملها بالمسيح وولادته!!
قال الرازي "ثم حكى الله تعالى عنها كلاماً ثالثاً وهو قولها" وِإِنّى أُعِيذُهَا بِكَوَذُرّيَّتَهَا مِنَ ٱلشَّيْطَـٰنِ ٱلرَّجِيمِ" وذلك لأنه لما فاتها ما كانت تريد من أن يكون رجلاً خادماً للمسجد تضرعت إلى الله تعالى في أن يحفظها من الشيطان الرجيم، وأن يجعلها من الصالحات القانتات، وتفسير الشيطان الرجيم قد تقدم في أول الكتاب. ولما حكى الله تعالى عن حنة هذه الكلمات قال: "فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ"000ذكر المفسرون في تفسير ذلك القبول الحسن وجوهاً: الوجه الأول: أنه تعالى عصمها وعصم ولدها عيسى عليه السلام من مس الشيطان روى أبو هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "ما من مولود يولد إلا والشيطان يمسه حين يولد فيستهل صارخاً من مس الشيطان إلا مريم وابنها" ثم قال أبو هريرة: اقرؤا إن شئتم "وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ".
وروى الأمام الطبري في تفسيره عدة روايات تؤكد نفس المعنى ونفس الحديث:
"تعنـي بقولها: "وِإِنّى أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرّيَّتَهَا" وإنـي أجعل معاذها ومعاذ ذرّيتها من الشيطان الرجيـم بك000عن أبـي هريرة، قال: قال رسول الله "مَا مِنْ نَفْسِ مَوْلُودٍ يُولَدُ إِلاَّ وَالشَّيْطَانُ يَنَالُ مِنْهُ تِلْكَ الطَّعْنَةَ، وَبِهَا يَسْتَهِلُّ الصَّبِـيُّ؛ إِلاَّ مَا كَانَ مِنْ مَرْيَـمَ ابْنَةِ عِمْرَانَ فَـإِنَّها لَـمَّا وَضَعَتْها قَالَتْ: "رَبّ إِنّى أُعِيذُهَا وَذُرّيَّتَهَا مِنَ ٱلشَّيْطَـٰنِ ٱلرَّجِيمِ" فَضُرِبَ دُونَها حِجابٌ، فَطَعَنَ فِيهِ"000"ما مِنْ بَنِـي آدَمَ مَوْلُودٌ يُولَدُ إِلاَّ قَدْ مَسَّهُ الشَّيْطَانُ حِينَ يُولَدُ، فَـيَسْتَهِلّ صَارِخاً بِـمَسِّهِ إيَّاهُ؛ غَيْرَ مَرْيَمَ وَابْنِها000"كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ مِنْ بَنِـي آدَمَ يَـمَسُّهُ الشَّيْطَانُ بـأُصْبُعِهِ، إِلاَّ مَرْيَـمَ وَابْنَهَا"000"ما مِنْ مَوْلُودٍ يُولَدُ إِلاَّ وَقَدْ عَصَرَهُ الشَّيْطَانُ عَصْرَةً أَوْ عَصْرَتَـيْنِ؛ إِلاَّ عِيسَى ابْنَ مَرْيَـمَ وَمَرْيَـمَ"000عن ابن عبـاس، قال: ما ولد مولود إلا وقد استهلّ، غير المسيح ابن مريم لم يسلط عليه الشيطان ولم يَنْهَزْه".
وعن وهب بن منبه يقول: لـما ولد عيسى، أتت الشياطين إبلـيس، فقالوا: أصبحت الأصنام قد نكست رؤوسها، فقال: هذا فـي حادث حدث! وقال: مكانكم! فطار حتـى جاء خافقـي الأرض، فلـم يجد شيئاً، ثم جاء البحار فلـم يجد شيئاً، ثم طار أيضاً فوجد عيسى قد ولد عند مذود حمار، وإذا الـملائكة قد حفت حوله؛ فرجع إلـيهم فقال: إن نبـياً قد ولد البـارحة ما حملت أنثى قط ولا وضعت إلا أنا بحضرتها إلا هذه! فـأْيِسُوا أن تعبد الأصنام بعد هذه اللـيـلة، ولكن ائتوا بنـي آدم من قبل الـخفة والعجلة.
وأيضاً "كُلُّ بَنِـي آدَمَ طَعَنَ الشَّيْطَانُ فِـي جَنْبِهِ إِلاَّ عِيسَى ابْنَ مَرْيَـمَ وَأُمَّهُ، جُعِلَ بَـيْنَهُما وَبَـيْنَهُ حجابٌ، فأصَابَتِ الطَّعْنَةُ الـحِجابَ وَلَـمْ يَنْفُذْ إِلَـيْهِمَا شَيْءً وذكر لنا أنهما كانا لا يصيبـان الذنوب كما يصيبها سائر بنـي آدم. وذكر لنا أن عيسى كان يـمشي علـى البحر كما يـمشي علـى البرّ مـما أعطاه الله تعالـى من الـيقـين والإخلاص.
وأيضاً "كُلُّ آدَمِيٍّ طَعَنَ الشَّيْطَانُ فِـي جَنْبِهِ غَيْرَ عِيسَى وأُمِّهِ، كانا لا يُصِيبـانِ الذُّنُوبَ كَما يُصَيبُها بَنُو آدَمَ" قال: وقال عيسى (ص) فـيـما يثنـي علـى ربه: "وأعاذنـي وأمي من الشيطان الرجيـم فلـم يكن له علـينا سبـيـل".
وهذه الأحاديث وهذه الروايات تكررت عند معظم المفسرين كما وردت في كتب الصحاح خاصة كتاب الصحيح البخاري الذي يعتبره علماء المسلمين الكتاب الثاني بعد القرآن.
6 - تقبلها الله بقبول حسن ورباها في الهيكل واشرف على تربيتها بملائكته وأطعمها من طعام أهل الجنة:
يقول القرآن والحديث أن العذراء القديسة مريم نشأت نشأة متميزة على سائر البشر في العالمين، فيقال أنها تربت في الهيكل بمجرد بلوغها سن الثالثة، وعاشت في الهيكل حتى خطبت ليوسف النجار، أي عاشت كل حياتها منذ الطفولة منقطعة للعبادة ولا تعرف شيئاً غير العبادة. وأن الله تقبلها قبولاً حسناً وأنبتها نباتاً حسناً، أي تربت ونمت ونشأت تحت رعاية الله المباشرة، وأن الله كان يعتني بها وقد حفظها من مس الشيطان كما بينا أعلاه. وأنها الإنسانة الوحيدة في العالمين التي أطعمها الله من طعام الجنة، فيقال أن الملائكة كانوا يكلمونها ويأتون لها بطعام من السماء (الجنة).
قال الرازي "أن الله تعالى تقبلها بقبول حسن، ما روي أن حنة حين ولدت مريم لفتها في خرقة وحملتها إلى المسجد ووضعتها عند الأحبار أبناء هارون، وهم في بيت المقدس كالحجبة في الكعبة، وقالت: خذوا هذه النذيرة، فتنافسوا فيها لأنها كانت بنت إمامهم، وكان بنو ماثان رؤوس بني إسرائيل وأحبارهم وملوكهم فقال لهم زكريا: أنا أحق بها عندي خالتها فقالوا لا حتى نقترع عليها، فانطلقوا وكانوا سبعة وعشرين إلى نهر فألقوا فيه أقلامهم التي كانوا يكتبون الوحي بها على أن كل من ارتفع قلمه فهو الراجح، ثم ألقوا أقلامهم ثلاث مرات، ففي كل مرة كان يرتفع قلم زكريا فوق الماء وترسب أقلامهم فأخذها زكريا".
وقال الطبري "يعنـي بذلك جل ثناؤه: تقبل مريـم من أمها حنة بتـحريرها إياها للكنـيسة وخدمتها، وخدمة ربها بقبول حسن، والقبول: مصدر من قبلها ربها000وأما قوله: "وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا "فإن معناه: وأنبتها ربها فـي غذائه ورزقه نبـاتاً حسناً حتـى تـمت فكملت امرأة بـالغة تامة000قال الله عزّ وجلّ: "فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ" قال: تقبل من أمها ما أرادت بها للكنـيسة وآجرها فـيها "وَأَنبَتَهَا"، قال: نبتت فـي غذاء الله".
ويكمل الطبري فيقول "عن قتادة فـي قوله: "كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقا ً"قال: كنا نـحدّث أنها كانت تؤتـى بفـاكهة الشتاء فـي الصيف، وفـاكهة الصيف فـي الشتاء".
وقال ابن كثير "وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا"، أي: جعلها شكلاً مليحاً، ومنظراً بهيجاً، ويسر لها أسباب القبول، وقرنها بالصالحين من عباده؛ تتعلم منهم العلم والخير والدين000ثم أخبر تعالى عن سيادتها وجلالتها في محل عبادتها، فقال "كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا ٱلْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا". قال مجاهد000وجد عندها فاكهة الصيف في الشتاء، وفاكهة الشتاء في الصيف".
وقال الطبرسي "عن ابن عباس" وَأَنْبَتَهَا نَبَاتاً حَسَناً "أي: جعل نشوءها نشوءا حسنا. وقيل: سوى خلقها، فكانت تنبت في يوم ما ينبت غيرها في عام، عن ابن عباس. وقيل: أنبتها في رزقها وغذائها حتى نمت امرأة بالغة تامة، عن ابن جريج. وقال ابن عباس: لما بلغت تسع سنين، صامت النهار وقامت الليل، وتبتلت حتى غلبت الأحبار000"كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ" يعني وجد زكريا عندها فاكهة في غير حينها، فاكهة الصيف في الشتاء وفاكهة الشتاء في الصيف، غضا طريا، عن ابن عباس وقتادة ومجاهد والسدي. وقيل: إنها لم ترضع قط، وإنما كان يأتيها رزقها من الجنة عن الحسن. "قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا" يعني: قال لـها زكريا: كيف لك؟ ومن أين لك هذا؟ كالمتعجب منه "قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ" أي: من الجنة".
وقال الأستاذ محمود شلبي " فتقبلها ربها بقبول حسن ٍ00أي بأحسن قبول00وأي قبول هو أحسن من اختيارها أن تكون هي وأبنها00آية للعالمين؟!
وأنبتها نبات حسن00أي أحسن إنبات00طفولتها في رعاية أمها الصالحة00في الناصرة00وسنوات من بعدها00في الهيكل00في كفالة زكريا!!!
فلما أسلمتها أمها00إلى الهيكل00وأخذها زكريا في كفالته00عكفت في محرابها00أي معبدها00المخصص لها00تتعبد00وتتأمل00وتركع وتسجد00ومن حولها في كل مكان00الترانيم والصلوات!!!
000كل مرة00يدخل عليها (زكريا) محرابها00ليتفقد شئونها00يفاجأ بعجائب لا تخطر على باله!!!00فاكهة00ليست كفاكهة الدنيا00رزقاً ؟!!00لا يخطر على قلب بشر00".
7 - وأن الله جعلها مع أبنها آية للعالمين:
يقول القرآن " وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ " (الأنبياء:91). فقد كانت آية في ميلادها ونشأتها واختيار الله واصطفائه لها وأطعمها من الجنة.
قال الرازي " أما مريم فآياتها كثيرة: أحدها: ظهور الحبل فيها لا من ذكر فصار ذلك آية ومعجزة خارجة عن العادة. وثانيها: أن رزقها كان يأتيها به الملائكة من الجنة وهو قوله تعالى: " أَنَّىٰ لَكِ هَـٰذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ ٱللَّهِ ". وثالثها ورابعها: قال الحسن إنها لم تلتقم ثدياً يوماً قط وتكلمت هي أيضاً في صباها ".
قال الأمام محمد أبو زهرة " هذه الأحوال التي اكتنفت الحمل بالبتول مريم، وولادتها وتربيتها، ويلاحظ القارئ، أن العبادة والنسك أظلاها، وهي جنين في بطن أمها إلى أن بلغت مبلغ النساء واصطفاها الله لأمر جلل خطير ".
وهنا تبرز عدة أسئلة هي: لماذا اصطفى الله العذراء وطهرها من دون نساء العالمين؟ ولماذا جعلها آية للعالمين؟ ولماذا عصمها من الزلل والخطيئة؟
وللإجابة على هذه الأسئلة يقول الأمام أبو زهرة " ولقد كانت تلك التنشئة الطاهرة التي تكونت في ظلها بريئة من دنس الرزيلة – لا يجد لها الشيطان سبيلا أو منفذا ينفذ إلى النفس منها – تمهيداً لأمر جليل قد اصطفاها الله تعالى له دون العالمين 000 وقد كان ذلك الاصطفاء هو اختيار الله لها لأن تكون أماً لمن يولد من غير نطفة آدمية ".
وهنا يبرز سؤال آخر وهو: إذا كانت رسالة العذراء هي أن تكون أماً للمسيح، فمن يكون إذاً المسيح؟ وهل حدث ذلك مع بقية أمهات الأنبياء؟
ويجيبنا الأستاذ أحمد بهجت فيقول " أن الله يختارها ويطهرها ويختارها ويجعلها على رأس نساء الوجود 000 هذا الوجود، والوجود الذي لم يخلق بعد ...
وهي أعظم فتاة في الدنيا وبعد قيامة الأموات وخلق الآخرة ".
أما السؤال الأول فلا نجد له إجابة إلا في الكتاب المقدس الذي يقول " ولكن لما جاء ملء الزمان أرسل الله ابنه مولودا من امرأة مولودا تحت الناموس ليفتدي الذين تحت الناموس لننال التبني " (غل4:4و5).
وإجابة السؤال الثاني نجدها في الكتاب المقدس أيضاً، وهي: لأن المسيح هو كلمة الله " في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله. هذا كان في البدء عند الله. كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيء مما كان. فيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس 000 والكلمة صار جسدا وحلّ بيننا ورأينا مجده مجدا كما لوحيد من الآب مملوءا نعمة وحقا " (يو1:1-3 و14)، وحكمة الله وقوة الله " فبالمسيح قوة الله وحكمة الله " (2كو1:24)، " المذّخر فيه جميع كنوز الحكمة والعلم " (كو2:3)، " بالمسيح يسوع الذي صار لنا حكمة من الله " (1كو1:30)، وصورة الله " الذي إذ كان في صورة الله لم يحسب خلسة أن يكون معادلا للّه " (في2:6)، " الذي هو صورة الله غير المنظور" (كو1:15)، بهاء مجده ورسم جوهرة " الذي وهو بهاء مجده ورسم جوهره وحامل كل الأشياء بكلمة قدرته " (عب1:2)، الذي من ذات الله وفي ذات الله والواحد معه في الجوهر " أنا والآب واحد " (يو10:30)، " الله لم يره أحد قط الابن الوحيد الذي في حضن الآب هو خبر " (يو1:18)!!!
8 – ما بين آدم والمسيح:
يزعم البعض ويقولون أن الله خلق آدم بدون أب ولا أم، وأنه خلق حواء من أب ولكن بدون أم، وهكذا وُلد المسيح من أم بلا أب مثلما ولدت حواء من أب بلا أم، بل ويقول بعضهم أن آدم أعظم من المسيح!!!
كما يقول البعض أيضاً هل تكون معجزة ولادة المسيح من أم بلا أب أعظم من خلق الكون بما فيه من مجرات ونجوم وكواكب؟!!
ونقول لهم جميعاً أن الله خلق الكون كله بما فيه من مخلوقات ووضع له نواميس ثابتة لا يتعداها، وهو ما يعرف بقوانين الطبيعة أو ناموس الطبيعة، يقول الكتاب عن الإنسان: " فخلق الله الإنسان على صورته. على صورة الله خلقه. ذكرا وأنثى خلقهم. وباركهم الله وقال لهم أثمروا واكثروا وأملأوا الأرض " (تك1 :27و28). وعن خلقة الحيوان والطير والأسماك والنباتات يقول " وقال الله لتنبت الأرض عشبا وبقلا يبزر بزرا وشجرا ذا ثمر يعمل ثمرا كجنسه بزره فيه على الأرض. وكان كذلك. فأخرجت الأرض عشبا وبقلا يبزر بزرا كجنسه وشجرا يعمل ثمرا بزره فيه كجنسه 000 فخلق الله التنانين العظام وكل ذوات الأنفس الحية الدبّابة التي فاضت بها المياه كأجناسها وكل طائر ذي جناح كجنسه 000 وقال الله لتخرجالأرض ذوات انفس حية كجنسها. بهائم ودبابات ووحوش ارض كأجناسها. وكان كذلك. فعمل الله وحوش الأرض كأجناسها والبهائم كأجناسها وجميع دبابات الأرض كأجناسها " (تك1 : 11و12و21و24و25).
وفي تسبحته العظيمة يقول داود النبي بالروح القدس " سبحيه يا أيتها الشمس والقمر سبحيه يا جميع كواكب النور. سبحيه يا سماء السموات ويا أيتها المياه التي فوق السموات. لتسبح اسم الرب لأنه أمر فخلقت. وثبتها إلى الدهر الأبد. وضع لها حدا فلن تتعداه " (مز148).
ومن ثم فمعجزة ولادة المسيح من أم بلا أب هي أعجب وأعظم! لماذا؟
أولاً: لأن آدم كان هو الإنسان الأول الذي خلقه الله مباشرة ولم يُولد من أب أو أم لأنه لم يكن هناك قبله رجل أو امرأة ليولد منهما، فقد كان هو الإنسان الأول، ومن ثم فقد خلقه الله من التراب مباشرة بدون أب أو أم. وما كان من الممكن أن يولد آدم من أب وأم!! لأن ذلك يتطلب أن يكون هناك أب مخلوق وأم مخلوقه بنفس الطريقة التي خلق بها آدم وحواء أو بأي طريقة أخرى يراها الله، فيكون هذا الأب الأول هو آدم، أو الإنسان الأول، وهذه الأم الأولى هي حواء لأنها أم كل إنسان حي!! كما خُلقت حواء من ضلع أخذه الله من أضلاع آدم، دون أن يكون لها أب أو أم، ولم يكن آدم أباً لها لأنه لم يتزوج بامرأة أخرى لينجبها، ولا حتى حبل بها وولدها!! فكيف يكون أبوها وهي مخلوقة مثله من الله مباشرة وأن كانت منه؟! " فأوقع الرب الإله سباتا على آدم فنام 000فأخذ واحدة من أضلاعه وملأ مكانها لحما. وبنى الرب الإله الضلع التي أخذها من آدم امرأة وأحضرها إلى آدم. فقال آدم هذه الآن عظم من عظامي ولحم من لحمي. هذه تدعى امرأة لأنها من امرءٍ أخذت " (تك2 :21-23).
ويقول العلامة الفخر الرازي بلسان أئمة المفسرين في تفسير قوله " وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَأٍ مَسْنُونٍ " (الحجر:26): " ثبت بالدلائل القاطعة أنه يمتنع القول بوجود حوادث لا أول لها، وإذا ثبت هذا ظهر وجوب انتهاء الحوادث إلى حادث أول هو أول الحوادث، وإذا كان كذلك فلا بد من انتهاء الناس إلى إنسان هو أول الناس، وإذا كان كذلك فذلك الإنسان الأول غير مخلوق معالأبوين فيكون مخلوقاً لا محالة بقدرة الله تعالى. فقوله: " وَلَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنْسَـٰنَ " إشارة إلى ذلك الإنسان الأول، والمفسرون أجمعوا على أن المراد منههو آدم عليه السلام، ونقل في " كتب الشيعة " عن محمد بن علي الباقر عليه السلام أنهقال: قد انقضى قبل آدم الذي هو أبونا ألف ألف آدم أو أكثر وأقول: هذا لا يقدح فيحدوث العالم بل لأمر كيف كان، فلا بد من الانتهاء إلى إنسان أول هو أول الناس وأما أن ذلك الإنسان هو أبونا آدم، فلا طريق إلى إثباته إلا من جهةالسمع ".
كانت الضرورة وحدها هي التي جعلت آدم وحواء يوجدان بهذه الطريقة التي وجدا بها، أي بواسطة عمل الله مباشرة وبعيداً عن ناموس الوراثة والولادة التي تتطلب وجود أب وأم. وبعد خلق آدم وحواء بهذه الكيفية لم يعد هناك حاجة لولادة أحد من غير أم أو أب فقد وضع الله ناموس الوراثة والولادة عن طريق الذكر والأنثى. ومن هنا فلا يوجد أي وجه للمقارنة بين آدم أو حواء والمسيح، فقد ولد المسيح بطريقة إعجازية خارقة لناموس الوراثة والولادة، وقد أنفرد وتميز بهذه الولادة، التي لم تحدث ولن تحدث لأحد على الإطلاق، وحده!! لماذا؟ لأنه القدوس ابن الله العلي، الذي يفوق الملائكة والبشر، الأعظم.
ثانياً: أما المسيح فقد كانت ولادته من أم بلا أب خارقة لكل نواميس الطبيعة والكون والولادة. لم يكن هناك حاجة لخرق نواميس الطبيعة والكون لو كان المسيح مجرد إنسان مثل سائر البشر أو مجرد نبي مثل سائر الأنبياء!! وقد ولد جميع الأنبياء في كل العصور من أباء وأمهات وبولادة عادية مثل سائر البشر وأدوا رسالتهم كما أراد لها الله!! ولكن لأن المسيح فوق الجميع وفوق الطبيعة ونواميسها فقد ولد هكذا. كان المسيح كلمة الله التي ألقي إلى مريم وروح منه. وسوف نبين في الفصل التالي رأي الذين قالوا أنه الروح، روح الله، الذي ظهر لمريم ثم حل فيها، رأته قبل أن يحل فيها ويتمثل بشراً، أو أنه روح من روح، بينما آدم خلق من طين من حمأ مسنون و " سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ " (السجدة: 9)، إلا أن نفخه الله في آدم هي المعطية الحياة أما المسيح فبالرغم أنه من روح الله " من روحنا " (الأنبياء 91 والتحريم 12)، إلا أنه هو ذاته " وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ " ومن ثم كان المسيح يلقب دائما بروح الله ويخاطب بـ " يا روح الله " وفي حديث نبوي جاء في جامع الترمزي وكذلك في مشكاة المصابيح وكتاب ظلال الجنة يصف المسيح بقوله "وعيسى روح الله وكلمته، وجاء في السيرة النبوية أنه عندما سأل النجاشي ملك الحبشة " ماذا يقول صاحبكم في ابن مريم؟ قال يقول فيه الله هو روح الله وكلمته أخرجه من العذراء التي لم يقربها بشر ". كما تقول الأحاديث الخاصة بنزوله آخر الزمان أنه ينادى بلقب " روح الله ".
ويقول الكتاب المقدس في الفرق بين آدم والمسيح " هكذا مكتوب أيضا. صار آدم الإنسان الأول (آدم) نفسا حية وآدم الآخير (المسيح) روحا محييا 000 الإنسان الأول من الأرض ترابي. الإنسان الثاني الرب من السماء " (1كو15 :45-47)، وقال الرب يسوع المسيح نفسه موضحاً الفرق بينه وبين الجميع " انتم من اسفل. أما أنا فمن فوق. انتم من هذا العالم. أما أنا فلست من هذا العالم " (يو8 :23-24)، وقال عنه يوحنا المعمدان " الذي يأتي من فوق هو فوق الجميع.والذي من الأرض هو ارضي ومن الأرض يتكلم. الذي يأتي من السماء هو فوق الجميع " (يو3 : 31) .
من كتابات القس عبد المسيح بسيط أبو الخير
|
|
|
|
27 - 05 - 2012, 06:12 PM
|
رقم المشاركة : ( 36 )
|
† Admin Woman †
|
القديسة العظيمة مريم العذراء والدة الإله ...
+" نشأة القديسة مريم العذراء ومولدها المبارك "+
هي إبنة يواقيم وحنة من سبط يهوذا , من بيت داود الملك , وكانت حنة أمها عاقراً , وتضرعت كثيراً إلى رب المجد ليهبها نسلاً تقدمه قرباناً للرب ..
ولما شاء رب المجد أن يبدأ تنفيذ خلاص آدم وذريته , ظهر ملاك الرب لحنة معلناً لها التطويب في جميع الأجيال , لأن منها يأتى مخلص البشرية كلها ..
وفي نفس الوقت مضى الملاك إلى يواقيم قائلاً : " أنا جبرائيل الواقف أمام كرسي الرب أرسلنى لأبشرك أن زوجتك ستحبل وتلد إبنة تدعى مريم ؛ يأتى منها مخلص العالم .."+
وكان يواقيم حينذاك فى البرية حيث كان قد مكث بها أربعين يوماً يصلي إلى رب المجد ليرزقه نسلاً ؛ فلما عاد إلى منزله , وجد زوجته حنة مسرورة بنفس الرؤيا ؛ فعزما على تقديم قربانهما فى هيكل الرب , وفيما هو يصلى إذا بتاج نورانى نزل من السماء ففرح وتهلل لأنه تأكد أن الرب قبل منه هذه التقدمات ..
وقضت حنة أيام حملها فى صلوات وأصوام إلى أن ولدت مريم والدة الإله مخلص العالم وكان ذلك فى اليوم الأول من شهر بشنس المبارك ..
+" تحقيق النذر الموعود من حنة لرب المجد .. "+
+" مكثت العذراء مريم مع والديها من تاريخ مولدها حتى تم نذر حنة لله بتقديم مولودها كخادم فى هيكله المقدس .. وبالفعل قدمت ابنتها مريم العذراء للهيكل وهي فى سن سنتين وسبعة شهور .. فى يوم 2 كيهك المبارك ..
وأقامت مريم العذراء فى الهيكل تخدم فيه رب المجد وتصلي لمدة عشرة سنوات وأربعة شهور .. وكان عمرها حينذاك 13 سنة ..
ثم خطبها القديس البار يوسف النجار .. الرجل التقى .. حتى جاءها الملاك جبرائيل مبشراً إياها بمجئ المخلص من ثمرة بطنها المباركة .. من حلول الروح القدس عليها ..
وذلك كما ذكره القديس لوقا الإنجيلى فى (لوقا 1:1-38)
+" وفي الشهر السادس أرسل جبرائيل الملاك من الله الى مدينة من
الجليل اسمها ناصرة 27 الى عذراء مخطوبة لرجل من بيت داود اسمه يوسف . واسم العذراء
مريم . 28 فدخل اليها الملاك وقال سلام لك ايتها المنعم عليها . الرب
معك مباركة انت في النساء . 29 فلما رأته اضطربت من كلامه وفكرت ما عسى ان تكون هذه التحية . 30 فقال لها الملاك لا تخافي يا مريم لانك قد وجدت نعمة عند الله . 31 وها انت ستحبلين وتلدين ابنا وتسمينه يسوع . 32 هذا يكون عظيما وابن العلي يدعى ويعطيه الرب الاله كرسي داود
ابيه . 33 ويملك على بيت يعقوب الى الابد ولا يكون لملكه نهاية 34 فقالت مريم للملاك كيف يكون هذا وانا لست اعرف رجلا . 35 فاجاب الملاك وقال لها . الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك
فلذلك ايضا القدوس المولود منك يدعى ابن الله . 36 وهوذا اليصابات نسيبتك هي ايضا حبلى بابن في شيخوختها وهذا هو
الشهر السادس لتلك المدعوة عاقرا . 37 لانه ليس شيء غير ممكن لدى الله . 38 فقالت مريم هوذا انا أمة الرب . ليكن لي كقولك ."+
+" زيارة مريم العذراء للقديسة أليصابات نسيبتها : "+
لوقا 1 : 39-55
39 فقامت مريم في تلك الايام وذهبت بسرعة الى الجبال الى مدينة
يهوذا . 40 ودخلت بيت زكريا وسلمت على اليصابات . 41 فلما سمعت اليصابات سلام مريم ارتكض الجنين في بطنها . وامتلأت
اليصابات من الروح القدس . 42 وصرخت بصوت عظيم وقالت مباركة انت في النساء ومباركة هي ثمرة
بطنك . 43 فمن اين لي هذا ان تأتي ام ربي اليّ . 44 فهوذا حين صار صوت سلامك في اذنيّ ارتكض الجنين بابتهاج في بطني
. 45 فطوبى للتي آمنت ان يتم ما قيل لها من قبل الرب 46 فقالت مريم تعظم نفسي الرب 47 وتبتهج روحي بالله مخلّصي . 48 لانه نظر الى اتضاع امته . فهوذا منذ الآن جميع الاجيال تطوبني
. 49 لان القدير صنع بي عظائم واسمه قدوس . 50 ورحمته الى جيل الاجيال للذين يتقونه . 51 صنع قوة بذراعه . شتّت المستكبرين بفكر قلوبهم . 52 أنزل الاعزاء عن الكراسي ورفع المتضعين . 53 اشبع الجياع خيرات وصرف الاغنياء فارغين . 54 عضد اسرائيل فتاه ليذكر رحمة . 55 كما كلم آباءنا . لابراهيم ونسله الى الابد . 56 فمكثت مريم عندها نحو ثلاثة اشهر ثم رجعت الى بيتها +"
+" دخولها إلى أرض مصر : "+
ثم ولدت يسوع المسيح له المجد فى بيت لحم اليهودية .. فى مدينة الناصرة ثم بعد ذلك اتجهت إلى مصر هرباً من هيرودس الذى أمر بقتل كل أطفال بيت لحم خوفاً من ظهور ملكاً لليهود من هؤلاء الأطفال فى المستقبل .. ومكثت فى مصر حوالى سنتين ..
+" عودتها للناصرة : "
وبعد عودتها من مصر إلى الناصرة .. أقامت هناك لفترة كبيرة استغرقت 29 سنة وستة شهور .. وكان عمرها حينذاك 47 سنة و 11 شهراً .. ثم وحدث اتمام الصليب المحيي لإبنها رب المجد يسوع المسيح .. ثم موته وقبره وقيامته وصعوده المقدس إلى السموات ..
+" مرض ونياحة السيدة العذراء مريم والدة الإله .. "+
من ميمر للقديس الطوباوى الأنبا كيرلس أسقف أورشليم .. إن السيدة العذراء لما مرضت مرض الموت ولازمت الفراش .. فى بيت يوحنا الحبيب .. وقفت وبسطت يديها الطاهرتين وصلت قائلة ..
+" ياربى وإلهى يسوع المسيح الذى هو فى السموات أنت الآن جعلت عبدتك مستحقة أن تتجسد منها حتى ظهرت للعالم بإرادتك لتصير إنساناً حتى يستطيع البشر النظر إليك ليؤمنوا بلاهوتك الذى ظهر لهم بالجسد ليخلصوا من خطاياهم والآن إسمع صوت أمتك فى هذه الساعة لتدع حبيبك يوحنا يأتى إلي لكي أفرح بنظره وكذلك بقية تلاميذك ومختاريك الأنبياء الأحياء منهم والأموات أريد أن اتعزى بهم قبل خروجى من هذا الجسد .. "+
ولما فرغت من صلاتها وإذا بسحابة نور قد خطفت القديس يوحنا الحبيب وحضر من مدينة أفسس .. ولم يكن يعلم حتى وصل للعذراء مريم .. وحينما دخل البيت فوجدها قد فرغت من صلاتها وإتكأت على فراشها .. فسلم عليها وتحدث معها .. وحدثته العذراء عن انتقالها .. وعن خوفها من أخذ اليهود لجسدها الطاهر بعد نياحتها ليحرقونه بالنار كما ههددوا .. فطمأنها يوحنا بأنها لن يحدث لجسدها مكروهاً وذلك لأن الله لن يسمح بأن يقترب منه أحد بلسيبقى فى حراسة الملائكة فى وادى يهوشافاط فى الجسمانية حتى يشاء رب المجد بنقله للفردوس مسكن الأبرار ..وفي باكر يوم السبت قالت له السيدة العذراء بأن يرفع بخوراً ويصلى عنا لأنها خارجة من الجسد فى مثل هذا الوقت غداً فلما فرغ من صلاته سمع صوت من السماء يردد آمين .. وحضر جميع التلاميذ على السحب النورانية وأتت بجميع الأنبياء الأحياء منهم والأموات وفى حضرة السيدة العذراء فيما عدا توما الذى كان يعمد ابنة ملك الهند .. فسلموا عليها جميعاً وتباركوا منها .. ورفعوا البخور جميعاً وصلوا تبعاً لرغبة السيدة العذراء مريم .. وبعد بضع ثوانى إذ بصوت عظيم جاء من السماء وأحاطت بالسيدة العذراء القديسة مريم سحابة من الملائكة الذين سبحوا الرب واجتمعوا حولها من عشية السبت حتى باكر الأحد.. وكان الرب يسوع بنفسه حاضراً فى وسطهم .. وراح كل نبي يكرر على مسامع العذراء ما تنبأ به عنها وفى وسط تسبيحات الملائكة.. وتعظيم الأنبياء والقديسين إلى ان اسلمت روحها الطاهرة فى حضن إبنها الحبيب فى 21 طوبة ..
+" صعود جسدها الطاهر إلى السموات : "+
وهو ماشاهده توما الرسول بعد عودته من الهند وروى ذلك لبقية التلاميذ وفيما هو مقبل تطلع فرأى جسدها الطاهر محمولاص على مركبة نارية نورانية محاطاً بالملائكة فصرخ راجياً أن يتبارك من الجسد الكريم وأتى بعد ذلك للتلاميذ الأطهار الذين كانوا واقفين يصلون أمام القبر فحكى لهم ماشاهده .. وتأكدوا عندما فتحوا القبر ووجدوه فارغاً ..
+" صورة أم النور : "+
أول من رسمها هو القديس لوقا الأنجيلى البشير الذى كان طبيباً ورساماً وقد حفر صورتها على الخشب ثم كرس جزئاً كبيراً من حياته لرسم صوراً لها اما بقية الصور فمنها ماتبقى حتى الآن فى دير السريان فى وادى النطرون ومنها ما فقد فى عهد الإمبراطورة بولخاريا ..
+" بركة شفاعة وصلوات وطلبات القديسة الشفيعة الأمينة لجنس البشرية العذراء القديسة مريم والدة الإله .. فلتكن مع جميعنا دائماً آمين "+
|
|
|
|
27 - 05 - 2012, 06:12 PM
|
رقم المشاركة : ( 37 )
|
† Admin Woman †
|
كتاب اللاهوت المقارن (1) لقداسة البابا شنودة الثالث
- هل نصلي للعذراء؟
نحن لا نصلي للعذراء. ولكننا نكلمها أثناء صلاتنا، نتوسل إليها أن تتشفع فينا ونحن لا نخاطب العذراء فقط إنما نخاطب الملائكة ونخاطب الطبيعة، ونخاطب الناس ونخاطب أنفسنا، ونخاطب حتي الشياطين، وكل هذا يعتمد علي نصوص كتابية من الوحي الإلهي نفسه. وهذه المخاطبة لا تعتبر صلاة.. فلماذا أمنا العذراء بالذات لا نخاطبها..؟!
الجواب
1+ إننا نخاطب الملائكة في صلواتنا فنقول (باركوا يا ملائكته المقتدرين قوة الفاعلين أمره سماع صوت كلامه) (مز103: 20، 21) (سبحوا الرب من السموات، سبحوه في الأعالي. سبحوه يا جميع ملائكته. سبحوه يا كل جنوده (مز148: 1،).
2+ ونحن نخاطب الطبيعة في صلواتنا فنقول (سبحيه أيتها الشمس والقمر سبحيه يا جميع كواكب النور،سبحيه يا سماء السموات، ويا أيتها المياه التي فوق السموات. سبحي الرب من الأرض يا أيتها التنانين وكل اللجج النار والبرد، الثلج والضباب. الريح العاصفة الصانعة كلمته. الجبال وكل الآكام..) (مز148: 3-9).
3+ ونحن ننادي مدينة الله المقدسة أن تسبح الله. فنقول (سبحي الرب يا أورشليم. سبحي إلهك يا صهيون. لأنه قوي مغاليق أبوابك، وبارك بنيك فيك) (مز147: 12، 13).
ونقول في مزمور آخر (أعمال مجيدة قد قيلت عنك يا مدينة الله) (مز3:87). والبعض يفسر هذا الكلام أنه موجه للعذراء..
4+ ونحن في صلواتنا نخاطب الناس فنقول (يا جميع الأمم صفقوا بأيديكم. هللوا للرب يا كل الأرض) (مز1:46) (هلموا وانظروا أعمال الرب التي جعلها آيات علي الأرض) (مز45) (لا تتكلوا علي الرؤساء ولا علي ابن آدم، حيث لا خلاص عنده) (مز 3:146) (باركوا الرب يا جميع أعماله في كل مواضع سلطانه (مز22:103) .
ونقول في مزمور آخر (سبحوا الرب أيها الفتيان. سبحوا اسم الرب).
(مز1:112). ونقول أيضاً: قدموا للرب يا أبناء الله، قدموا للرب أبناء الكباش. قدموا للرب مجدا وكرامة. قدموا للرب مجدا لاسمه. اسجدوا للرب في دار قدسه) (مز28: 1-3).
5+ والإنسان في صلواته أيضاً يخاطب نفسه فيقول (باركي يا نفسي الرب وكل ما في باطني ليبارك اسمه القدوس، باركي يا نفسي الرب ولا تنسي كل حسناته. الذي يغفر جميع ذنوبك. الذي يشفي كل أمراضك. الذي يفدي من الحفرة حياتك..) (مز103: 1-5). ونقول في مزمور آخر (لماذا أنت حزينة يا نفسي؟ ولماذا تزعجينني توكلي علي الله) (مز 5:42).
وفي قطع صلاة الليل، يخاطب المصلي نفسه ويقول (توبي يا نفسي مادمت الأرض ساكنة).
6+ بل نحن في صلواتنا نلتفت إلي الشياطين وكل قواتهم ونخاطبهم. فيقول المصلي (ابعدوا عني يا جميع فاعلي الإثم. فإن الرب قد سمع صوت بكائي.. فليخز وليضطرب جداً جميع أعدائي. وليرتدوا إلي ورائهم بالخزي سريعاً – هلليويا) (مز6).
فهل نحن نصلي لكل هؤلاء؟ هل نحن نصلي للملائكة وللطبيعة وللناس ولأنفسنا وللشياطين. حاشا. إنما نحن نخاطبهم أثناء صلاتنا. وهذا أمر مقبول، وتعليم كتابي. ومن روح المزامير التي قال عنها بولس الرسول (متي اجتمعتم، فكل واحد له مزمور) (1كو26:14) (مكملين بعضكم بعضاً بمزامير وتسابيح وأغاني روحية، مترنمين ومرتلين في قلوبكم للرب) (أف19:5) (معلمون ومنذرون بعضكم بعضاً بمزامير وتسابيح وأغاني روحية) (كو16:3).
ما دمنا نخاطب كل هؤلاء في صلواتنا – حسب تعليم الوحي الإلهي، فليس خطأ إذن أن نخاطب أمنا العذراء أثناء الصلاة ولا تعتبر هذه المخاطبة صلاة..
|
|
|
|
27 - 05 - 2012, 06:13 PM
|
رقم المشاركة : ( 38 )
|
† Admin Woman †
|
لماذا خطبت القديسة مريم ليوسف النجار؟
هناك عدة اسئلة تطرح نفسها عن سبب خطبة العذراء ليوسف النجار:
إذا كانت القديسة مريم قد اختارت البتولية فلماذا خطبت ليوسف النجار؟
هل اتفق يوسف النجار مع العذراء أو كان فى نيتها الزواج الفعلى وإنجاب الأطفال؟
ماذا يعنى قول الملاك ليوسف "خذ الصبى وأمه واهرب إلى ارض مصر"؟
والكتاب المقدس والتقليد يجيبان على هذه الأسئلة وغيرها بدقة ووضوح.
1ـ عذراء إلى الأبد:
تتضح نية القديسة مريم من عدم إعتزام الزواج الفعلى واعتزام البتولية كل ايام حياتها من موقفها عند بشارة الملاك لها بالحبل بالطفل الإلهى. فلما قال لها الملاك: "ها انت ستحبلين وتلدين أبنآ وتسمينه يسوع".
سألت هى الملاك فى دهشة واستغراب قائلة:
"كيف يكون لى هذا وانا لا أعرف رجلاً"؟
وسؤال العذراء هذا يؤكد بما لا يدع مجالاً من الشك انها لم تفكر فى الزواج والإنجاب مطلقاً . فلو كانت قد اعتزمت الزواج من يوسف لما كانت قد سألت الملاك هذا السؤال على الإطلاق بل لأعتقدت أن هذا (الحبل) سيتم بعد الدخول الفعلى بيوسف خاصة وانها مخطوبة له. ولكن سؤالها يؤكد إنها لم تفكر فى الزواج والحبل مطلقاً. ومما يؤكد ذلك أن سؤالها للملاك يشبه أستفسار زكريا الكاهن عندما بشره الملاك بحبل زوجته وإنجابها ليوحنا المعمدان فقال "كيف اعلم هذا لأنى شيخ وإمرأتى متقدمة فى أيامها" وكذلك إستغراب سارة وضحكها عندما بشر الرب ابراهيم بولادة اسحق "وكان إبراهيم وسارة شيخين متقدمين فى الأيام. وقد انقطع ان يكون لسارة عادة كالنساء. فضحكت سارة فى باطنها قائلة أبعد فنائى يكون لى تنعيم وسيدى قد شاخ.. ضحكت سارة قائلة أفبالحقيقه ألد وانا قد شيخت".
زكريا استغرب واندهش من بشارة الملاك لأن زوجته كانت عاقراً كما إنهما قد شاخا وهناك استحالة حتى فى مجرد التفكير فى الإنجاب بحسب المقاييس البشرية وكذلك سارة. زكريا استفسر من الملاك عن كيفية حدوث ذلك غير مصدق وسارة ضحكت غير مصدقة والقديسة مريم اندهشت واستغربت "كيف يكون لى هذا وانا لست اعرف رجلاً"؟ .
زكريا وسارة لم يصدقا مطلقاً قبل البشارة انهما سينجبان وبعد البشارة شكا لأن الطبيعة تقول أن هذا محال والعذراء مريم استغربت حدوث الحبل والولادة لإنها نذرت البتولية،
فكان المعجزة ان الشيوخ ـ إبراهيم وسارة وزكريا واليصابات ـ ينجبون اسحق ويوحنا والعذراء تحبل وتلد الإله المتجسد وتظل عذراء إلى الأبد. فأمنت العذراء على الفور قائلة: "هوذا أنا امة الرب ليكن لى كقولك".
قال القديس اغسطينوس
"بالتأكيد ما كانت تنطق بهذا (كيف يكون لى هذا..) ولم يوجد نذر مسبق بأن تقدم بتوليتها لله وقد وضعت فى قلبها ان تحققه".
وقال ذهبى الفم
"كيف يكون لى هذا وانا لا أعرف رجلآ، ليس شكاً بل أستفساراً وهو دليل على انها أعتزمت البتوليه" .
وقال القديس امبروسيوس
"لم ترفض مريم الإيمان بكلام الملاك ولا اعتذرت عن قبوله بل أبدت أستعدادها له، أما عبارة: "كيف يكون هذا"؟ فلا تنم عن الشك فى الأمر قط إنما تساؤل عن كيفية إتمام الأمر…لأنها تحاول ان تجد حلاً للقضية.. فمن حقها ان تعرف كيف تتم الولادة الإعجازية العجيبة".
2ـ لماذا خبطت مريم ليوسف؟
بشر الملاك مريم انها ستحبل بقوة الروح القدس وبدون زرع بشر وإنها ستلد القدوس، فماذا يقول عنها الناس عندما يجدونها حامل وهى غير متزوجة؟ والأجابة هى إنها ستتهم بالزنا وترجم حتى الموت، حسب الشريعة. أو ان يقوم الجنين بإعلان حقيقة الوهيته بقوات وعجائب كما سجد له المعمدان وهو جنين فى بطن أمه ،
ولكن السر الإلهى، سر التجسد كان لابد يخفى عن الشيطان الذى لو علم به وتيقن منه لكان، على الأقل، قد حاول ان يفسر عمل الفداء ومن ثم يحاول تعطيله. لكن الشيطان لم يعلم هذه الحقيقة، حقيقة الحبل الإلهى ـ إلا بعد القيامة وحلول الروح القدس.
قال القديس اغناطيوس
"أما رئيس هذا العالم فقد جهل بتولية العذراء وايلاها وكذلك موت الرب".
ويرى العلامة اوريجانوس بأن وجود خطيب او رجل لمريم ينزع كل شك من جهتها عندما يظهر الحمل عليها".
قال القديس امبروسيوس عن خطبة العذراء ليوسف
"ربما لكى لا يظن إنها زانية. ولقد وصفها الكتاب بصفتين فى أن واحد، انها زوجة وعذراء. فهى عذراء لأنها لم تعرف رجلاً، وزوجة تحفظ مما قد يشوب سمعتها، فأنتفاخ بطنها يشير إلى فقدان بتوليتها (فى نظر الناس). هذا وقد اختار الرب ان يشك فى نسبه الحقيقى عن ان يشكوا فى طهارة أمه لم يجد داعياً للكشف عن شخصه على حساب سمعة والدته" .
ويضيف "هناك سببآ أخر لا يمكن اغفاله وهو ان رئيس هذا العالم لم يكتشف بتولية العذراء فهو إذا رأها مع رجلها، لم يشك فى المولود منها، وقد شاء الرب ان ينزع عن رئيس هذا العالم معرفته".
وقد زكر القديس جيروم عدة اسباب لخطبة مريم ليوسف
اولاً: لكى ينسب (المسيح) للقديس يوسف قريب القديسة مريم، فيظهر إنه المسيا الموعود به من نسل داود من سبط يهوذا.
ثانياً: لكى لا تُرجم القديسة مريم طبقاً للشريعة الموسوية كزانية، فقد سلمها الرب للقديس البار الذى عرف بر خطيبته وأكد له الملاك سر حبلها بالمسيا المخلص
ثالثاً: لكى تجد القديسة معها من يعزيها خاصة اثناء هروبها من مصر.
قال ذهبى الفم:
"مع العلم ان عذراوية مريم كانت سرآ مخفيآ عن الشيطان مثل امر صلبه".
قال الأنبا بولس البوشى:
"ذكر انها خطبت ليوسف لكى ما يخفى الرب تدبير التجسد عن الشيطان. لأن النبوه تذكر بأن العذراء تحبل وتلد ابناً ويدعوا اسمه عمانوئيل. ولهذا كانت البشارة بعد خروج السيدة العذراء من الهيكل إلى بيت يوسف ليخفى سر الحبل فى ذلك".
قال العلامة يوحنا الدمشقى:
"ولما كان عدو خلاصنا يترصد العذارى لسبب نبؤة اشعياء القائل "ها العذراء… " . ولكن لكى يصطاد الحكماء بخدعتهم" ـ فلكى يخدع المتباهى دوماً بحكمته ـ دفع الكهنة بالصبية للزواج من يوسف، وكان ذلك "كتاب جديد مختوم لمن يعرف الكتابة". فأصبح الزواج حصناً للعذراء وخدعه لمترصد العذارى" .
قال القديس أغريغوريوس الصانع العجائب:
"أرسل جبرائيل إلى عذراء مخطوبة لكنها لم تتحد معه، إنها مخطوبة ولكنها لم تمس. لماذا كانت مخطوبة؟ حتى لا يدرك الشرير (الشيطان) السر قبل الأوان فقد كان عارفاً ان الملك سيأتى من عذراء إذ سمع ما جاء فى اشعياء … وكان يهتم ان يعرف العذراء ويتهمها بالعار، لهذا جاء الرب من عذراء مخطوبة حتى يفسد حيل الشيطان لأن المخطوبة مرتبطة بمن سيكون رجلها".
3ـ كيف تمت خطبة العذراء مريم ليوسف؟
وندرس هنا ثلاث نقط:
1ـ كيفية اتمام الخطبة والزواج فى بنى إسرائيل وقت ميلاد المسيح.
2ـ متى تمت خطبة العذراء مريم ليوسف.
3ـ هل كان يوسف النجار فتى أم شيخ؟
يقول التقليد والأباء ان الخطبة كانت تتم، حسب عادة اليهود، رسميآ أمام الكهنة، والشريعة تعتبر المخطوبة كالمتزوجة تمامآ ـ عا العلاقات الزوجية، وتدعى زوجة وتصبح أرمله ان مات خطيبها وتتمتع بجميع الحقوق المالية إن مات خطيبها او طلقت منه، ولايمكن ان يتخلى عنها خطيبها إلا بكتاب الطلاق، كالزوجة تماماً، وإذا زنت تعتبر خائنة لزوجها وتعامل معاملة الخائنة وليس معاملة العذراء الغير مرتبطة برجل.
ويروى التقليد ان العذراء مريم خطبت ليوسف رسمياً أًمام كهنة اليهود بعقد رسمى وكما يروى الكتاب والتقليد أيضاً فقد احتفظ بها فى بيته فى الناصره. فكانت فى نظر بنى إسرائيل خطيبته، وإمرأته، فهو رجلها، وقال له الملاك: "لا تخف ان تأخذ مريم أمرأتك".
قال ذهبى الفم:
"وهنا يدعوا الخطيبة زوجة كما تعود الكتاب ان يدعوا المخطوبين أزواج قبل الزواج، وماذا تعنى "تأخذ"؟ اى تحفظها فى بيتك لأنه بالنية قد أخرجها، احفظ هذه التى أخرجتها كما قد عهد بها إليك من قبل الله وليس من قبل والديها".
اما متى تمت خطبة العذراء مريم ليوسف، فهذا يتضح من الزمن المستخدم فى اللغة اليونانية فى قوله "كانت مريم مخطوبة ليوسف" والذى يبين أن الخطبة كانت قد تمت حديثاً جداً وبما قبل ظهور الملاك لها بأيام قليلة جداً. وهذا مايبين قصد الله من خطبة العذراء ليوسف، فقد خطبت قبل الوقت المعين للبشارة بوقت قليل، لتصبح تحت حماية رجل، ولأنها نذرت بتوليته إلى الأبد فقد عاش معها يوسف النجار التى تجمع التقاليد على إنه كان شيخاً وعاش معها فى حالة قداسه كامله.
قال تاتيان عن علاقة يوسف بمريم العذراء:
"كان يسكن معها فى قداسة".
مما سبق يتضح ان ما تصوره بعض الأفلام الأوربية وماتدعيه بعض الطوائف المتطرفه عن صبا مريم ويوسف أو عن وجود نية للزواج بينهما لا أساس له من الصحة سواء عقلياً او تاريخياً او كتابياً.
4ـ خذ الصبى وأمة
هناك نقطة هامة فى بحث العلاقة بين القديسة مريم ويوسف النجار وهى إننا لا نجد نصاً واحداً فى الكتاب خاصة بعد ميلاد الطفل الإلهى يشير او يشتم منه اى صله زواجية بين يوسف النجار والعذراء بل على العكس تماما فبعد الميلاد يخاطب الملاك يوسف ويقول له قم وخذ الصبي وأمة وأهرب إلى ارض مصر"ومتى الإنجيلى يقول "فقام وأخذ الصبى وأمه"ثم يخاطبه الملاك فى مصر أيضاَ قائلاً: "قم خذ الصبى وأمه واذهب إلى ارض إسرائيل.. فقام وأخذ الصبى وأمه وجاء إلى ارض إسرائيل".
الوحى يخاطبه بالقول "خذ الصبى وأمه" وليس الصبى وزوجتك، مما يدل ويؤكد انه لم يصبح زوجآ فعليآ بعد ميلاد الطفل الإلهى وانه لم يكن له اى صله زواجيه بها وإلا لكان قال له "خذ الصبى وزوجتك" وليس "الصبى وأمه".
ولكن قول الملاك هذا وتأكيد الإنجيلى يؤكدان ان مهمة يوسف كخطيب وزوج قد نجحت فى حماية العذراء من الأتهام بالزنا كانت مهمة شرعية وظاهرية أمام الناس ولأخفاء سر التجسد والفداء عن الشيطان وليست علاقه زواجيه.
بل ان ذلك يؤكد لا لبس فيه ولا غموض أن يوسف كان رجلاً باراً من تهمة الزنا وعقوبة الرجم فصار زوجاً لها على الورق وأمام بنى إسرائيل فقط، وأيضاً للهروب بالصبى وأمه إلى مصر ثم العودة إلى إسرائيل والسكن فى الناصرة وإعطاء الصبى اسم يوسف كأب أمام الناس بالإضافة إلى حرفة النجارة فقيل عنه:
"وهو (يسوع) على ما كان يظن ابن يوسف".
"يسوع ابن يوسف الذى من الناصرة".
"أليس هذا هو يسوع ابن يوسف الذى نحن عارفون بأبية وأمه".
"أليس هذا ابن النجار".
قال ذهبى الفم
"وقال الملاك ليوسف "خذ الصبى وأمه" ولم يقل له "زوجتك" هذا الكلام بعد الولادة يثبت إنها لم تعد زوجه له بعد ولادة المسيح بل علاقتها مازالت مع المسيح وليست معه".
وقال القديس باسيليوس
"ان المسيحيون لا يطيقون أن يسمعوا بزواج العذراء بعد ولادة السيد المسيح لأنه على خلاف ما تسلموه من آبائهم".
القس : عبد المسيح أبو الخير
كاهن كنيسة السيدة العذراء الاثريه بمسطرد
|
|
|
|
27 - 05 - 2012, 06:13 PM
|
رقم المشاركة : ( 39 )
|
† Admin Woman †
|
يوسف زميل مريم في رحلتها مع المسيح
للمتنيح الأنبا غريغوريوس
لم يكن يوسف إذن مجرد زوج شرعي لمريم يحميها من أقاويل الناس واتهاماتهم-وإن كان زواجهما من طراز ذلك(الزواج البتولي)-لكنه كان مصاحبا لمريم العذراء ورفيقا لها في رحلتها الطويلة مع ابنها وسيدها يسوع المسيح.
لقد كان هو(الرجل المسئول)عن العائلة المقدسة,وكان هو (العائل) لها أدبيا وماديا.وكان يشتغل نجارا(متي13:55),(مرقس6:3) ليقوم بأود هذه الأسرة المباركة.
وهذا شرف جزيل وبركة عظيمة ليوسف أن يأكل الرب يسوع المسيح وأمه العذراء الطهور من ثمر عمل يوسف وكد يديه.
وإذا كان إسحق قد قال لابنه الأكبراصنع لي أطعمة كما أحب وائتني بها لآكل حتي تباركك نفسي(التكوين27:4, 19, 31, 25),
فكم نال يوسف النجار من بركات لا تحصي؟
!فهو (الأب الاعتباري)للسيد المسيح الذي عاله صغيرا,وقد نال الشرف الذي لا يرقي إليه شرف آخر بأن أكل المسيح من ثمر عمل يديه,لا أكلة واحدة كما طلب إسحق من ولده الأكبر,
بل لقد استمر يعول العائلة المقدسة سنوات إلي أن توفاه الله,وكان يسوع المسيح قد بلغ السادسة عشرة من تاريخ ظهوره في الجسد.
لقد رعي يوسف مريم العذراء كل مدة الحمل وما قبلها,بحنان الزوج البار الوفي,وكفل لها كل أسباب الراحة الروحية والنفسية والجسدية.
وقد صحبها ورافقها ولازمها وزاملها في رحلتها الشاقة وهي حامل في أواخر شهرها التاسع إلي بيت لحم,مدينة داود التي بإقليم اليهودية التي ينتميان إليها معا,لأنهما الاثنينمن بيت داود ومن عشيرته(لوقا2:4),(1:27).
وقد شاء الله أن يصدر مرسوم أغسطس قيصر بإجراء تسجيل لسكان العالم كله...فذهب الجميع لتسجيل أسمائهم,كل واحد في مدينته.ومن ثم ذهب يوسف أيضا من مدينة الناصرة التي بالجليل إلي مدينة داود المسماة بيت لحم التي باليهودية,ليسجل اسمه مع مريم خطيبته التي كانت حبلي(لوقا2:1-5) لابد أن العذراء ركبت حمارا لتقطع المسافة الطويلة,وهي حامل,من الناصرة بإقليم الجليل في شمال فلسطين إلي بيت لحم بإقليم اليهودية في الجنوب,ولابد أن يوسف كان يرعاها بحدبه وعنايته ممسكا كالعادة بمقود الحمار وهو يسير إلي جانبها يؤنسها ويشجعها ويسندها وهي في الأيام الأخيرة لحملها.
وقد حدث بعد وصولهما أنه حان هنالك موعد ولادتها فنزلا بفندق.وشاء الله أن لا يكون لهما مكان في الفندق,فأقاما في حظيرة للمواشيفولدت ابنها..وقمطته وأضجعته في مذود إذ لم يكن لهما مكان في الفندق(لوقا2:6, 7).
ويمكننا أن نتصور معاناة القديس يوسف مع مريم,وهي متعبة وقد جاءها المخاض,وليس لهما في الزحام العظيم بمناسبة التسجيل العام مكان لينزلا فيه,ولتلد فيه مولودها الإلهي,ولابد أنه ذهب إلي كل مكان ليحضر لها قابلة لتساعدها علي استقبال وليدها الإلهي.
وتقول بعض مصادرنا الكنسية إنه بعد أن حضرت معه القابلة سالومي وجداها قد وضعت جنينها,فلما اقتربت منها لتلمسها يبست يداها فانذهلت,لكنها إذ لمست الطفل الإلهي عادت يداها سليمتين.
ولما ظهر ملاك الرب للرعاة بالبادية وبشرهم بالفرح العظيم بميلاد المخلص وهو المسيح الرب,وظهرت لهم مع الملاك كوكبة من جند السماء يسبحون الله ثم ذهبت عنهم الملائكة منطلقة إلي السماء قال الرعاة بعضهم لبعض:هلموا الآن إلي بيت لحم لنبصر هذا الحدث الذي أنبأنا به الرب.
ثم جاءوا مسرعين فوجدن مريم ويوسف والطفل مضجعا في المذود(لوقا2:10-16).ولابد أن انفعل يوسف كثيرا بما شهد به الرعاة,وقد تعجب مبهورا معكل الذين سمعوا الرعاة مما قالوه لهم(لوقا2:18).
ولقد سمع بأذنيه ما قاله سمعان الشيخ وحنة بنت فنوئيل حينما صعد يوسف ومريم بالطفل يسوع المسيح عندما تمت أيام التطهير علي مقتضي شريعة موسي,وهي أربعون يوما لميلاد الطفل الإلهي,ودخلا به الهيكل,ليقدماه للرب,وليقدما الذبيحة التي تقرضها شريعة الرب,وهي زوجا يمام أو فرخا حمام فكان يوسف وأم الطفل يتعجبان مما قيل عنه,وقد باركهما سمعان(لوقا2:22-34).ولما تمموا كل شئ وفقا لشريعة الرب,رجعوا إلي مدينتهم الناصرة في الجليل(لوقا2:39).
ولما أصدر هيرودس أمره بقتل كل الأطفال في بيت لحم وفي كل نواحيها,ظهر الملاك في حلم ليوسف وأمره أن يأخذ الصبي وأمه ويهرب إلي مصر,وأن يمكث هناك حتي يقول له.فقام يوسف وأخذ الصبي وأمه ليلا وانطلق إلي مصر,ومكث هناك حتي موت هيرودس.
ولقد أركب يوسف مريم علي الحمار,وفي حضنها ابنها الإلهي,وأمسك هو بمقود الحمار وهو يمشي إلي جانب مريم ووليدها يعتني بهما ويحرسهما كمسئول عنهما,من اللصوص وقطاع الطرق,ودخل بهما أرض مصر,وانتقل بهما من مكان إلي مكان في رحلة طويلة شاقة لم يكد يستقر بهم المقام في محطة حتي يثير الشيطان عليهم حربا,فيخرج الكهنة الوثنيون والشعب يطاردونهم ويطردونهم لمدة أربع سنوات...وفي كل ذلك عاني يوسف المصير الذي عانته مريم لأنه زاملها في رحلتها وصحبها معه,وتقاسم معها ما قاسته من ضيق واضطهاد,واحتمل معها ما احتملته من آلام نفسية وجسدية,روحية ومادية,ولم يقاسمها آلامها بغير عمل.
ولكنه(كرجل)مسئول جاهد وكافح وناضل وتعب,عاملا وخادما بفكره وقلبه وبدنه,وبكل ما له من إمكانات وإمكانيات.فهو الخادم لسر التجسد.
وإذا كانت العذراء مريم هي الخادم الأول لأنها هي التي حملت الله الكلمة في أحشائها,وأرضعته وربته كأم,فإن يوسف البار هو الخادم الثاني لسر التجسد,لأنه كان الحارس الأمين والخادم الوفي الذي بذل كل جهد يملكه رجل شيخ في سبيل أن يوفر كل راحة ممكنة للسيد المسيح ولوالدته العذراء الطوباوية.
ولقد ظل القديس يوسف يقوم بواجباته ومسئولياته كرأس للعائلة المقدسة,عائلا وحارسا وراعيا,في الناصرة وأما في مناسبة عيد الفصح فكان يحج إلي أورشليم في كل عام مستصحبا معه العذراء الطاهرة وابنها الإلهي,للعبادة في الهيكل وتقديم القرابين.يقول الإنجيل:
وكان أبواه يذهبان كل سنة إلي أورشليم في عيد الفصح.فلما بلغ الثانية عشرة من عمره,صعدوا إلي أورشليم كما هي العادة في العيد,حتي إذا رجعا بعد انقضاء أيام العيد بقي الصبي يسوع في أورشليم,وأمه ويوسف لا يعلمان.وإذا كانا يظنانه ضمن القافلة ظلا مسافرين مسيرة يوم,ثم راحا يبحثان عنه عند الأقرباء والمعارف.فلما لم يجداه رجعا إلي أورشليم يبحثان عنه.وبعد ثلاثة أيام وجداه في الهيكل,جالسا في حلقة العلماء,يستمع إليهم ويسألهم.وكان كل الذين يسمعونه مشدوهين من علمه وأجوبته.فلما أبصراه انذهلا,وقالت له أمه:لماذا فعلت بنا هكذا يا بني؟فها هوذا أبوك وأنا كنا نبحث عنك معذبين.فقال لهما:ولماذا تبحثان عني؟ألا تعلمان أنني لابد أن أكون فيما هو لأبي؟فلم يفهما الكلام الذي قال لهما.ثم عاد معهما إلي الناصرة,وكان طائعا لهما(لوقا2:41-51).
ولئن دلت هذه القصة علي شئ مما بذله يوسف البار من جهود مضنية في خدمة سيده وسيدنا يسوع المسيح والسيدة المباركة والدته العذراء,فإنما تدل أيضا علي مبلغ ما ناله يوسف من شرف وكرامه بمصاحبة رب المجد وملازمته له ملازمة تامة ورصد كل قواه الروحية والبدنية تحت قدميه ويكفي القديس يوسف كرامة أن يذكر الإنجيل عنه,أن يسوع المسيح كان طائعا له ولمريم أمه.فمبارك يوسف البار,ومباركة حياته ومسيرته.إنه(الرجل) الأولي في خدمة رب المجد فلتشملنا شفاعته وبركته مع العذراء الطاهرة مريم آمين.
|
|
|
|
الساعة الآن 09:27 AM
|