20 - 06 - 2013, 11:51 AM | رقم المشاركة : ( 11 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: هل يمكن رؤية الله ؟
كل هذه الظهورات هي ظهورات لأقنوم الابن :
أشار السيد المسيح بنفسة الى ذلك لليهود بقولة " ابوكم ابراهيم تهلل بان يرى يومي فراى وفرح " ( يو 8 :56 ) و كان يعنى بذلك رؤية إبراهيم له حينما ظهر له في هيئة ملاك و افتدى ابنة و قال له " فقال لا تمد يدك الى الغلام ولا تفعل به شيئا لاني الان علمت انك خائف الله فلم تمسك ابنك وحيدك عني. فرفع ابراهيم عينيه ونظر واذا كبش وراءه ممسكا في الغابة بقرنيه فذهب ابراهيم واخذ الكبش واصعده محرقة عوضا عن ابنه. فدعا ابراهيم اسم ذلك الموضع يهوه يراه حتى انه يقال اليوم في جبل الرب يرى. ونادى ملاك الرب ابراهيم ثانية من السماء. وقال بذاتي اقسمت يقول الرب اني من اجل انك فعلت هذا الامر ولم تمسك ابنك وحيدك. اباركك مباركة واكثر نسلك تكثيرا كنجوم السماء وكالرمل الذي على شاطئ البحر ويرث نسلك باب اعدائه. ويتبارك في نسلك جميع امم الارض من اجل انك سمعت لقولي " ( تك 22 : 12-18 ) يخبرنا سفر التكوين أن إبراهيم حينما أطاع الأمر الإلهى وأوشك أن يقدّم ابنه إسحق ذبيحة "ناداه ملاك الرب من السماء وقال: إبراهيم إبراهيم.. الآن علمت أنك خائف الله؛ فلم تُمسِك ابنك وحيدك عنى" (تك22: 11، 12). وهذا يعنى أن ملاك الرب (فى النص العبرى "ملاخ يهوه" بمعنى "سفير يهوه") الذى ناداه هو السيد المسيح –الابن الوحيد- وليس ملاكاً من الملائكة المخلوقين مثل ميخائيل وجبرائيل وغيرهم من الملائكة. فكلمة "ملاك" تعنى "مفوّض" أو "سفير" أو "مُرسل". ولاشك أن السيد المسيح هو مُرسل من الآب إلى العالم مثلما قال مرارًا أن الآب قد أرسله (انظر يو5: 37، يو6: 39، 44). والدليل أن الذى نادى إبراهيم هو الابن الوحيد؛ هو قوله لإبراهيم "فلم تُمسك ابنك وحيدك عنى" (تك22: 12). ولا يمكن أن يكون إبراهيم قد أوشك أن يقدّم ابنه الوحيد لملاك من الملائكة العاديين، بل ليقدّمه قرباناً لله. فى هذا التوقيت رأى إبراهيم يوم الرب؛ أى أبصر بروح النبوة المسيح المصلوب القائم من الأموات. لذلك فقد أطلق على المكان الذى قدّم فيه الكبش عوضاً عن إسحق ابنه "يهوه يِرأَه" كما هو مكتوب: "فدعا إبراهيم ذلك الموضع يهوه يِرأَه. حتى إنه يُقال اليوم فى جبل الرب يُرى" (تك22: 14) أى أنه قد رأى الرب. لقد رأى إبراهيم الرب عند تقديم ابنه إسحق، وهذا ما اشتهاه وألح فى طلبه كقول السيد المسيح عنه "تهلل بأن يرى يومى؛ فرأى وفرح" (يو8: 56). فما أروع ما رآه إبراهيم حينما سلك فى طريق الطاعة للرب الذى وعد: "الذى عنده وصاياى ويحفظها، فهو الذى يحبنى. والذى يحبنى؛ يحبه أبى، وأنا أحبه وأُظهر له ذاتى" (يو14: 21). ( 9 ) ولكن هل كان ظهور السيد المسيح لإبراهيم قبل التجسد الإلهى هو لإبراهيم فقط؟ أم ظهر لكثير من الشخصيات المذكورة فى الكتاب المقدس؟ إن ظهورات السيد المسيح قبل تجسده وولادته من السيدة العذراء لها أهمية ومدلولات كثيرة وتؤكّد فكرة التجسد الإلهى، كما تؤكّد رسالة المسيح الخلاصية التى صنعها بنفسه فى ملء الزمان. وقد اقترنت هذه الظهورات الإلهية بأحداث عجيبة، ومواقف مصيرية. كما أنها تحمل بُعداً نبوياً يشير إلى المستقبل . وكما ظهر السيد المسيح لأنبياء، هكذا أيضاً ظهر لأشخاص آخرين بعضهم قديسين وبعضهم ليسوا قديسين، ولكن كان لهم دورهم البارز فى أحداث تاريخ البشرية ( 10 ) |
||||
20 - 06 - 2013, 11:52 AM | رقم المشاركة : ( 12 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: هل يمكن رؤية الله ؟
- و أشار يوحنا الحبيب الى أن الذى رآه إشعياء النبى في رؤياه ، كان هو السيد المسيح فقال " ومع انه ( السيد المسيح ) كان قد صنع امامهم ايات هذا عددها لم يؤمنوا به. ليتم قول اشعياء النبي الذي قاله يا رب من صدق خبرنا ولمن استعلنت ذراع الرب. لهذا لم يقدروا ان يؤمنوا لان اشعياء قال ايضا. قد اعمى عيونهم واغلظ قلوبهم لئلا يبصروا بعيونهم ويشعروا بقلوبهم ويرجعوا فاشفيهم. قال اشعياء هذا حين راى مجده وتكلم عنه. " ( يو 12 : 37-41 ) .
القديس يوحنا ينقل عن نسخة " الترجُوم" او النسخة " الأرامية " . و هي التي جاء فيها نص ( إش 6 : 1 ) بدل "رأيت السيد ( أدوناي ) جالساَ... " ، جاء " رأيت مجد السيد ( أدوناي ).." لأنة بحسب القديس يوحنا – و بالتالى بحسب فكر المسيح - أن " الله لم يره أحد قط " ( يو 1 : 18 ) . و هذا هو التقليد القديم ( الأرامى ) . و بهذا يكون القديس يوحنا بقولة " قال إشعياء هذا حين رأى مجدة و تكلم عنه " ، قد فسر النبوة أيضاَ علي أساس أن إشعياء رأى " مجد المسيح " و تكلم عنة ، باعتبار أن إشعياء كان يتنبأ عن المسيح و عن استعلان مجده ، و أنة رأى المسيح علي أنة هو " أدوناي " . و في نفس أصحاح إشعياء 6 : 5 يقول " لان عيني قد راتا الملك رب الجنود " . و في الترجمة الأرامية أي " الترجوم " تأنى هكذا : " لأن عيني رأتا شاكيناه الرب " ، حيث الشاكيناه هي الحضرة المنيرة أو نور الله . و هو التعبير عن المسيح باعتباره " نور الرب " " بهاء ـــــــــ شُعاع ـــــــــ مجده و رسم جوهره " ( عب 1 : 3 ) ( 11 ) . و شخصية المسَّيا استُعلِنْت بالرؤيا لإشعياء باعتبارة السيد الجالس علي عرشة و في موقع ظهورة في الهكيل حيث السرافيم من فوقة بأجنحتهم الستة و تقديسهم المثلث : قدوس قدوس قدوس ، و استعلان مجد الرب لهم " مجدة ملء الأرض " = التجسُّــــــد . ( 12 ) فالذى رآه إشعياء هو السيد المسيح قبل تجسده من العذراء مريم. رآه جالساً على عرشه فى الهيكل ويطير حوله السرافيم يسبّحون تسبحة الثلاثة تقديسات، وشَعَر إشعياء بالخوف لأنه إنسان خاطئ وعيناه قد أبصرتا الملك رب الجنود. |
||||
20 - 06 - 2013, 11:52 AM | رقم المشاركة : ( 13 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: هل يمكن رؤية الله ؟
ونلاحظ فى هذا النص الملاحظات التالية:
1- إن السيد الجالس على الكرسى العالى يحمل لقب "الملك رب الجنود" وهو من ألقاب الله الخاصة به وحده. 2- إن الذى رآه إشعياء ليس هو الآب السماوى لأن يوحنا الرسول الإنجيلى يقول: "الله لم يره أحد قط؛ الإله الوحيد الجنس ( عبارة "الإله الوحيد" بحسب أقدم النسخ والترجمة القبطية ) الذى هو فى حضن الآب هو خبّر" (يو1: 18) والمقصود بقوله "الله" فى هذا النص هو "الله الآب". بينما يقول إشعياء: "لأن عينى قد رأتا الملك رب الجنود" فالذى رآه هو الابن بالتأكيد. 3- إن الذى رآه إشعياء هو واحد من الأقانيم الثلاثة لأن الملائكة (السرافيم) قد سبّحوا قائلين: "قدوس قدوس قدوس رب الجنود مجده ملء كل الأرض"، ويستحيل أن تُقال تسبحة الثلاثة تقديسات إلاّ للواحد من الثالوث القدوس. 4- إن الكرسى العالى فى هذه الرؤيا لم يكن فى السماء بل على الأرض. لأنه يقول عن السيد الجالس أن أذياله تملأ الهيكل، كما أن التسبيح قيل فيه فقط أن "مجده ملء كل الأرض" ومعروف طبعاً أن مجد الرب يملأ السماء أيضاً. ولكن هذه الرؤيا كانت على الأرض. كما ذُكر اهتزاز أساسات العتب وامتلاء البيت دخاناً. وكل هذا يدل على أن الرؤيا كانت فى هيكل الرب فى أورشليم فى ذلك الزمان. يُضاف إلى ذلك وجود المذبح وعليه الجمرات المتقدة؛ وهذا أيضاً كان فى خدمة الهيكل بأورشليم. 5- إن تطهير فم إشعياء بجمرة من على المذبح يرمز إلى سر الإفخارستيا حيث يؤخذ التناول من جسد الرب ودمه من على المذبح بواسطة الكاهن. ويُعطى خلاصاً وغفراناً للخطايا وحياة أبدية لمن يتناول منه. وكل ذلك يجرى فى الكنيسة الحاضرة هنا على الأرض كعربون للحياة الأبدية؛ وتكون الملائكة حاضرة حول المذبح فى خدمة القداس الإلهى فى الكنيسة التى هى بيت الله الحالى فى الزمان الحاضر. 6- امتلأ البيت دخاناً، وهذا يرمز إلى البخور الذى يملأ الهيكل عند إصعاد القرابين فى الكنيسة. 7- إن إشعياء النبى قد اعترف بخطاياه وخطايا شعبه قبل أن ينال التطهير والتكفير. وقد سمع السرافيم اعترافه، فلم يقدّم إشعياء هذا الاعتراف للسيد الرب وحده. لذلك قام الملاك الذى يرمز إلى خادم ذبيحة القداس الإلهى بأخذ الجمرة من على المذبح بملقط؛ ومس بها فمه. وهذا يرمز إلى خدمة الأسقف فى الكنيسة (ملاك الكنيسة) بمساعدة القسوس فى سر الإفخارستيا. وأكمل إشعياء النبى رؤياه فقال: "ثم سمعت صوت السيد قائلاً: من أُرسِلُ ومن يذهب من أجلنا. فقلت هأنذا أرسِلنِى" (إش6: 8). شئ رائع أن يستمع إلى الدعوة ويستجيب لها بعد أن تطهّر من خطاياه بقوة المذبح. وها هو صوت الرب ينادى باستمرار "من أُرسِلُ ومن يذهب من أجلنا؟".. ألم يقل السيد المسيح إن "الحصاد كثير ولكن الفعلة قليلون، فاطلبوا إلى رب الحصاد أن يُرسل فَعَلة إلى حصاده" (مت9: 37، 38)؟ ليتنا نكون مستعدين للاستماع إلى صوت الرب ودعوته، ومستعدين أن نعمل معه فى بناء الملكوت ونردد مع إشعياء إذ يدعونا عندما نكون مستعدين "هأنذا أرسِلنى" ( 13 ) لقد مهّد الله كثيراً لتجسد الكلمة حتى أنه قال فى سفر إشعياء "ماذا يُصنع أيضاً لكرمى وأنا لم أصنعه له" (أش 5: 4). ( 14 ) |
||||
20 - 06 - 2013, 11:52 AM | رقم المشاركة : ( 14 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: هل يمكن رؤية الله ؟
- و الجدير بالذكر أن عبارة " ملاك الرب " التي وردت في بعض ظهورات الله في العهد القديم المقصود بها أقنوم الأبن لان عبارة " ملاك الرب " تعنى " سفير الرب أو سفير يهوة أو الرب "
" فظهر له ملاك الرب وقال له الرب معك يا جبار الباس. فقال له جدعون اسالك يا سيدي اذا كان الرب معنا فلماذا اصابتنا كل هذه واين كل عجائبه التي اخبرنا بها اباؤنا قائلين الم يصعدنا الرب من مصر والان قد رفضنا الرب وجعلنا في كف مديان. فالتفت اليه الرب وقال اذهب بقوتك هذه وخلص اسرائيل من كف مديان اما ارسلتك. " ( قض 6 : 12-14 ) و في هذا يقول نيافة الانبا بيشوى مطران دمياط و كفر الشيخ و البرارى [ كيف يمكن أن يفسر اليهود أن "سفير يهوه" المذكور فى الأسفار المقدسة هو هو نفسه يهوه الله إلاّ إذا كان سفير يهوه هو الابن الوحيد الذى أرسله الآب فى ظهورات العهد القديم وفى تجسد العهد الجديد حينما كلّمنا الله فى ابنه وليس من خلال الأنبياء والقضاة كما فى العهد القديم.] ( 15 ) |
||||
20 - 06 - 2013, 11:53 AM | رقم المشاركة : ( 15 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: هل يمكن رؤية الله ؟
ان الكتاب درج على دعوة الله بملاك الرب ، ومن أمثلة ذلك ما يلي :
أ – ظهر الرب لهاجر عندما هربت من وجه سيدتها سارة ، ودعاه الكتاب " ملاك الرب " ( تك 16 : 7 ، 9 ، 11 ) بينما قال الكتاب عن هاجر " فدعت إسم الرب الذي تكلم معها " ( تك 16 : 13 ) ب – ظهر الله لهاجر ثانية عندما طُردت من بيت سيدها ، ودعاه الكتاب " ملاك الرب " ( تك 21 : 17 ) بينما يظهر من حديثه مع هاجر أنه هو الله ضابط الكل ، فقال لهاجر " قومي أحملي الغلام وشدي يدك بـه 0 لأني سأجعلكِ أمة عظيمة " ( تك 21 : 8 ) فالملاك ليس له سلطان على الشعوب والأشخاص ، إنما الله ضابط الكل هو المتحكم في كل الأمور جـ- الذي طلب من إبراهيم أن يقدم إبنه ذبيحة هو الله " وحدث بعد هذه الأمور أن الله إمتحن إبراهيم فقال له ياإبراهيم فقال هآنذا فقال خذ إبنك وحيدك الذي تحبه إسحق وأذهب إلى أرض المُريَّا وأصعده هناك محرقة " ( تك 22 : 1 ، 2 ) ثم ظهر الله لإبراهيم عندما همَّ بذبح إبنه ، ودعاه الكتاب بملاك الرب " فناداه ملاك الرب من السماء وقال إبراهيم إبراهيم فقال هآنذا فقال لا تمد يدك إلى الغلام ولا تفعل به شيئاً لأني الآن علمت أنك خائف الله فلم تمسك إبنك وحيدك عنك " ( تك 22 : 11 ، 12 ) ومن الواضح أن إبراهيم لم يمسك إبنه عن الله الذي طلب منه أن يقدمه محرقة إذاً ملاك الرب هنا هو الله الأبن ، الذي عاد " ونادى ملاك الرب إبراهيم ثانية من السماء وقال بذاتي أقسمت يقول الرب إني من أجل أنك فعلت هذا الأمر ولم تمسك إبنك وحيدك أباركك مباركة وأكثر نسلك تكثيراً " ( تك 22 : 15 – 17 ) د – ظهر الله لإمرأة منوح ، ودعاه الكتاب " ملاك الرب " ( قض 13 : 3 ، 9 ، 13 ، 15 ، 16 ، 17 ، 18 ، 20 ، 21 ) وفي الحقيقة كان هو الله " فقال منوح لإمرأته نموت موتاً لأننا قد رأينا الله " ( قض 13 : 22 ) - " ملاك " تعنى أي مُرسَل من قِبـل الرب ، ولذلك أُطلقت على يوحنا المعمدان " هآنذا أرسل ملاكي " كما أُطلقت على إقنوم الإبن لأنه مُرسَل من الآب ، فلا عجب إذا دُعي الأقنوم الثاني في ظهوراته في العهد القديم بأنه " ملاك الرب " - يقول القديس مار افرآم السرياني " ولكن المسيح المولود منها ( من العذراء مريم ) متأنس ، لذلك أسماه الكتاب ملاكاً وإلهاً ، لأنه قال : أن ملاك الرب ظهر في العليقة ، ثم قال أنه الإله الذي ظهر فيهـا " ( المخطوطة 112 هـ بمكتبة جامعة أكسفورد ) كما يقول أيضاً مار أفرآم السرياني " أن الملاك ظهر في العليقة ، ثم قال أنه الإله الذي ظهر فيها ، فسماه ملاكاً وإلهاً ، كما قد ظهر في آخر الزمان : لاهوت وناسوت معاً ، طبيعة واحدة ، رب واحد ، إله واحد بلاهوته وناسوته " ( مخطوطة 112 بمكتبة أكسفورد ) " - يقول الشهيد يوستين " إذاً فكلمة الله هو إبن الله كما قلنا سابقاً ، وقد دُعي ملاكاً ورسولاً ، لأنه أعلن لنا ما ينبغي أن نعرفه ، وقد أُرسل ليكشف كل ما يجب أن يُستعلن ما أكثر المكتوب لكي يبرهن على أن يسوع المسيح هو إبن الله ورسوله الذي هو الكلمة منذ القدم ، الذي ظهر أحياناً في هيئة نار وأحياناً أخرى شبه ملاك ولكنه الآن صار إنساناً بإرداة الله ، من أجل جنس البشر " ( ANF Vol I . P 184 ) كما يقول الشهيد يوستين أيضاً في حواره مع تريفو " هل وعيتم أيها السادة أن الله نفسه الذي خاطب موسى باعتباره ملاكاً ، الذي تكلم معه من وسط النار ، أعلن لموسى أنه إله إبراهيم وإسحق ويعقوب " ( ANF Vol I 0 P 226 ) - يقول الشهيد كبريانوس " المسيح هو الملاك وهو الله في نفس الوقت ، ففي سفر التكوين جاء عن إبراهيم { فناداه ملاك الرب من السماء وقال إبراهيم إبراهيم فقال هآنذا فقال لا تمد يدك إلى الغلام ولا تفعل به شيئاً لأني الآن علمت أنك خائف الله فلم تمسك إبنك وحيدك عني } ( تك 22 : 11 ، 12 ) وأيضاً في نفس السفر جاء عن يعقوب { وقال لي ملاك الله في الحلم أنا إله بيت إيل حيث مسحتَ عموداً حيث نذرتَ لي نذراً } ( تك 31 : 11 ، 13 ) وأيضاً في سفر الخروج { وكان الرب يسير أمامهم نهاراً في عمود سحاب ليهديهم في الطريق وليلاً في عمود نار } ( خر 13 : 21 ) ثم بعد ذلك في نفس الموضع { فانتقل ملاك الـرب السائـر أمام عسكر إسرائيل } ( خر 14 : 19 ) - يقول القديس هيلاريون " لقد أستُعلن كملاك ، وهذا هو عمله ، ولكن ليس طبيعته ، فالأسم الذي يعبر عن طبيعته قد أُعطي لكم على أنه هو الله فحديث الله بدأ كأنه حديث الملاك لكي يكشف عن سر خلاص البشرية بالإبن ثم بعد ذلك ظهر أنه إله إبراهيم وإله إسحق وإله يعقوب ، لكي نعـرف إسمه الـذي هو طبيعته وأخيراً فهو الله " الذي هو كائن بذاته " الذي أرسل موسى لإسرائيل ، لكي نتأكد بيقين أنه هو الله بكل ما تعنيه الكلمة " ( On The Trinity – Book V 21 , 22 ) " - يقول العلامة نوفاتيان " كيف يكون إذاً هو الله إذا كان هو ملاكاً ؟ مع أن هذا الأسم لم يُمنح قط في أي مكان للملائكة ، إلاَّ أننا في مواجهة هذه الحقيقة ملتزمون بهذا الإعتقاد ، أن نفهم أنه كان إبن الله ، الذي لكونه هو من الله ، فهو بكل يقين يُدعى الله ، إذ هو إبن الله ولكن لأنه خاضع للآب ، وهو المخبر بإرادة الآب ، لذلك دُعي ملاك المشورة العظمى ( أش 9 : 6 ) من أجل هذا ، فإنه بالرغم من أن هذا النص لا يلائم أن يكون معبراً عن شخص الآب ، لئلا يقال عنه أنه ملاك ، ولا يناسب أن يُعبّر عن شخص الملاك لئلا يدعى إلهاً ! إلاَّ أنه يلائم شخص المسيح أن يكون هو الله لأنه إبن الله ، وهو في نفس الوقت الملاك لأنه مُرسَل لكي يخبر بما هو في فكر الآب " |
||||
20 - 06 - 2013, 11:53 AM | رقم المشاركة : ( 16 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: هل يمكن رؤية الله ؟
- تقول الأخت الإكليريكية ماريانا ثروت حلمي - إكليريكية طنطا " ثار جدل كثير حول ما إذا كان " ملاك الرب " في العهد القديم ( تك 16 : 7 – 14 ، خر 3 : 2 ، قض 2 : 4 ، 6 : 11 – 24 ، 13 : 3 – 20 ) أو " مـلاك الله " ( تك 21 : 17 – 19 ، 31 : 11 – 13 ) أو " ملاك حضرته " ( أش 63 : 9 ) هو واحد من الملائكة ، أو هو أحد ظهورات الله نفسه ؟
إن حقيقة أن " ملاك الرب " لا يتكلم باسم الله ، بل كالله ( بضمير المتكلم المفرد ) لا تترك مجالاً للشك في أن ملاك الرب هو ظهور لله نفسه ، فملاك الرب يقول عن نفسه ليعقوب " أنا إله بيت إيل " ( تك 31 : 13 ) وأحياناً يبدو الرب متميزاً عنه ( 2 صم 24 : 6 ) ورغم هذا التميز أحياناً ، فإنه يتكلم باعتباره الله ، ولذلك فإن أي تميُّز بين " ملاك الرب " والرب نفسه إنما هو بين الرب غير المنظور ، والرب الظاهر في صورة ملاك الرب " [ من أبحاث النقد الكتابي ] ( 16 ) - و يعلق نيافه الأنبا بيشوى على ظهورات السيد المسيح في العهد القديم فيقول : [ إن ظهورات السيد المسيح قبل تجسده وولادته من السيدة العذراء لها أهمية ومدلولات كثيرة وتؤكّد فكرة التجسد الإلهى، كما تؤكّد رسالة المسيح الخلاصية التى صنعها بنفسه فى ملء الزمان. وقد اقترنت هذه الظهورات الإلهية بأحداث عجيبة، ومواقف مصيرية. كما أنها تحمل بُعداً نبوياً يشير إلى المستقبل. بأحداث عجيبة، ومواقف مصيرية. كما أنها تحمل بُعداً نبوياً يشير إلى المستقبل. وكما ظهر السيد المسيح لأنبياء، هكذا أيضاً ظهر لأشخاص آخرين بعضهم قديسين وبعضهم ليسوا قديسين، ولكن كان لهم دورهم البارز فى أحداث تاريخ البشرية ] -و يقول نيافة الأنبا موسى : [ لقد ظهر السيد المسيح في العهد القديم تمهيداَ لتجسدة النهائي في العهد الجديد ] - و هكذا أتضح مما سبق أن ابن الله بنفسة قد تجلي للآباء بنفسة في العهد القديم و رأوة رؤيه العيان ، و هو يكلمهم في هئية ملاك او انسان أو في لهيب نار او سحاب ، مع أنهم لم يروا جوهر اللاهوت – الذى هو بطبيعتة غير مرئى – إلا أن الكتاب المقدس شهد بل تأكيد أنهم رأوا الله و عاينوة وجهاَ لوجه . هذا أنة كانت رسالة عامة تقدمها هذه الظهورات الإلهية لجميع الأجيال فهى تعلن عن الله من جهة ن و تدل على أمكانية ظهورة من جهة أخرى . ( 15 ) كيف تتفق رؤية البعض لظهورات الله مع عبارة "الإنسان لا يرانى ويعيش"؟ لم يكن موسى فقط هو الذى رآى وحكى لبنى إسرائيل عما رآه بل السبعون شيخاً أيضاً من شيوخ إسرائيل "رأوا إله اسرائيل" (خر24: 10). هنا يتبادر إلى الذهن السؤال التالى: ألم يقل الله لموسى "الإنسان لا يرانى ويعيش" (خر33: 20) فكيف نوفّق بين هذا القول وبين "ورأوا إله إسرائيل".. كيف رأوه؟ وكيف عاشوا بعد أن رأوه؟ للرد على ذلك نقول أنه فى فهمنا للكتاب المقدس لا يجب أن نأخد آية واحدة أو آيتين ونترك باقى الكتاب. لابد أن يقرأ الإنسان الكتاب المقدس كله ويزن الأمور ببعضها، فيفهم ما وراء الكلمات. ليس هناك تناقض لكن هناك ربط. موسى نفسه قيلت له هو بالتحديد فى البداية هذه العبارة، لكن الأسلوب الذى قيلت به نستطيع أن نفهم منه قصدالله من بهذه العبارة؟ بداية القصة هى أن موسى كان فى الجبل مع الله مرة أخرى، وهذا نجده فى الأصحاح 33 من سفر الخروج"وقال موسى للرب انظر أنت قائل اصعد هذا الشعب وأنت لم تعرفّنى من ترسل معى" (خر33: 12) فرد عليه الله قائلاً: "وجهى يسير فأريحك. فقال له إن لم يسر وجهك فلا تصعدنا من ههنا، أليس بمسيرك معنا (أنت شخصياً) فنمتاز أنا وشعبك. فقال الرب لموسى هذا الأمر أيضاً الذى تكلمت عنه أفعله لأنك وجدت نعمة فى عينّىَ وعرفتك باسمك" (خر33: 14-17). قال الله لموسى "وجهى يسير فأريحك" فقال موسى "إن لم يسر وجهك لا تصعدنا" فقال الله "الذى تكلمت عنه أفعله" فتجرأ موسى ودخل إلى أعماق أبعد وقال لله "أرنى مجدك" (خر33: 18). |
||||
20 - 06 - 2013, 11:53 AM | رقم المشاركة : ( 17 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: هل يمكن رؤية الله ؟
"أرنى مجدك" هى التى أنشأت عبارة "الإنسان لا يرانى ويعيش" التى يتعجب منها الناس.
"قال منوح لامرأته نموت موتا لأننا قد رأينا الله" (قض13: 22) ولكنه لم يمت، وقالت زوجته لو كان الله يريد أن يميتنا لما قال أننا سوف ننجب ابن. ويعقوب قال "إنى نظرت الله وجهاً لوجه ونُجيت نفسى" (تك 32: 30). وأيضاً كما ذكرنا أنه قيل أن شيوخ بنى إسرائيل"رأوا إله إسرائيل". إلخ.. الذى أنشأ عبارة "الإنسان لا يرانى ويعيش" هو أن موسى قال لله "إرنى مجدك"! موسى لم يقل : "أنا أريد أن أراك" لكنه قال "أرنى مجدك"!! فمع أن موسى كان يدخل فى السحاب ويتكلم مع الله وحينما كان ينزل لم يكن الشعب يقدر أن ينظر وجهه لأنه كان يلمع فكان يغطيه ببرقع، إلا أنه لم يكتف بذلك بل كان يريد أن يرى الله فى ملء مجده، حتى لو كان مجد الابن الوحيد، لأن مجد الآب هو نفسه مجد الابن. من هنا نشأ الحوار التالى: "فقال (الله) أجيز كل جودتى قدامك وأنادى باسم الرب قدامك وأتراءف على من أتراءف وأرحم من أرحم وقال لا تقدر أن ترى وجهى لأن الإنسان لا يرانى ويعيش" (خر33: 18-20). مع أن يعقوب لما صارعه إنسان حتى طلوع الفجر قال "نظرت الله وجهاً لوجه ونجيت نفسي" (تك32: 30) وقال الله له "لا يدعى اسمك فى ما بعد يعقوب بل إسرائيل لأنك جاهدت مع الله والناس وقدرت. وسأل يعقوب وقال اخبرني بإسمك فقال لماذا تسال عن إسمي" (تك32: 28-29). ثم كتب أن يعقوب دعا اسم المكان"فنيئيل" بمعنى "ظهور الله" فكلمة "إيل" هنا هى اسم من أسماء الله. طلبة موسى كان بها جزء أعمق قليلاً وهو أنه طلب أن يرى مجد الله، لأن الله كان قد قال له "وجهى يسير فأريحك" بمعنى يسير أمامك فتستريح.. فرد موسى عليه بقوله "إن لم يسر وجهك فلا تصعدنا". فالأمر لا يخص رؤية الوجه بل ملء المجد وهذا ما لا يستطيعه الإنسان. وكأن موسى النبى أراد أن يدخل فى مرحلة الضغط العالى. ومرحلة الضغط العالى فى الكهرباء هى مثلاً الكهرباء التى تأتى من السد العالى حيث يكون الفولت 500,000 نصف مليون. لو أمسك أحد بأصبعه كهرباء التيار المستمر 12 فولت سوف يشعر بتنميل خفيف فى إصبعه، وإن أمسك 110 فولت يتكهرب، أما إن أمسك 220 فولت فإنه يموت، وإن أمسك 11,000 فولت يحترق، 220,000 يحترق بشدة، أما النصف مليون فولت فمن الممكن أن تحول الإنسان إلى بخار. ما أريد أن أوضحه هنا هو أن مرحلة الرؤية تختلف، فإن دخل الإنسان إلى ملء مجد الله لا يعيش! لأنه لا يستطيع أن يعيش.. مثل الدخول إلى نطاق الضغط العالى أو الفولت العالى. ولذلك حينما يدخلأحد المهندسين أو الفنيين إلى كشك الكهرباء 11,000 فولت الخاص بتوزيع الكهرباء فى المدينة يلبس ملابس واقية خاصة عازلة للكهرباء ومع ذلك بين الحين والآخر تحدث حوادث. (شبكة التوزيع داخل المدينة على 11,000، وداخل البيت على 220، والثلاثة فاز 380). إذن عبارة "أرنى مجدك" هى السبب فى قول الرب "الإنسان لا يرانى ويعيش" وأنها رد على طلب رؤية المجد والدليل على ذلك هو بقية الكلام: "وقال الرب هوذا عندى مكان فتقف فى الصخرةويكون متى اجتاز مجدى أنى أضعك فى نقرة من الصخرة وأسترك بيدى حتى أجتاز ثم أرفع يدى فتنظر ورائى وأما وجهى فلا يُرى" (خر 33 : 21-23). والصخرة ترمز للمسيح.. "ويكون متى إجتاز مجدى" لاحظوا كلمة "مجدى" هنا... الوجه هنا غير مرتبط بمعنى الوجه بل بالمجد، لأن فى الظهورات الأخرى كثيراً ما يقال "رأيت الله وجهاً لوجه"، أو كان واضح من الحدث أن الشخص رأى الله وجهاً لوجه. لكن موسى كان يطلب رؤية وجه الله مع مجد الله! وهذا هو المستحيل!! فقال له أضعك فى النقرة وأغطيك بيدى وأجتاز ثم ترى ظهرى. كل هذه المواصفات يدى، وجهى، ظهرى تدل أن هذا ظهور من ظهورات السيد المسيح قبل التجسد. مثلما قيل أن شيوخ إسرائيل رأوا ما تحت قدميه لكن لم يمد يده لهم. |
||||
20 - 06 - 2013, 11:54 AM | رقم المشاركة : ( 18 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: هل يمكن رؤية الله ؟
إذن نخرج بالنتيجة الآتية: أننا ليس فقط لا نستطيع أن نرى الآب، بل حتى الابن لا نستطيع أن نراه فى ملء مجده ونحن فى جسدنا الحالي ( 16 )
لا أحد يستطيع أن يعاين الجوهر الإلهي ، فالله في جوهر لاهوته لا يمكن لأي كائن أن يتطلع إليه ، ولذلك قيل عن الشاروبيم والسيرافيم القريبين من العرش الإلهي أنهم يغطون وجوههم بجناحين ، وأرجلهم بأثنين ويطيرون بأثنين وإن كان يستحيل على الإنسان أن يحملق في الشمس وقت الظهيرة بالعين المجردة ، فكيف يستطيع أن يتطلع إلـى خالق الشمس ؟! وما رآه موسى وهرون وأبنيه ناداب وأبيهو والسبعون شيخاً ما هو إلاَّ النذر اليسير جداً من المجد الإلهي ، وهو ما عبَّر عنه الكتاب قائلاً بأنهم نظروا " تحت رجليه شبه صنعة من العقيق الأزرق الشفاف وكذات السماء في النقاوة " ( خر 24 : 10 ) لكنهم لم يستطيعوا أن يرفعوا وجوههم نحو الله لقد أختبر هؤلاء الوجود في الحضرة الإلهية ، لكنهم لم يعاينوا اللاهوت لقد رأوا الله بعين العقل وليس رؤية العين ، وما رآه شيوخ إسرائيل رآه فيما بعد بعض الأنبياء مثل أيوب ، وأشعيا ، وحزقيال " كمنظر حجر العقيق الأزرق " ( خر 1 : 26 ) وقال موسى لله " أرني مجدك " فهو يعلن بوضوح كامل أن الإنسان ليس لديه المقدرة على رؤية الله بالحكمة البشرية ولا القدرة العقلية ، إنما طلب من الله أن يعلن له عن ذاته - ظل الشعب أسفل الجبل ، وصعد موسـى وهرون وبنيه والشيوخ ولكنهم لم يقتربوا أما موسى وحده هو الذي أقترب بحسب التعليمات الإلهية " ويقترب موسى وحده إلى الرب وهم لا يقتربون وأما الشعب فلا يصعد معه " ( خر 24 : 2 ) " وفي اليوم السابع دُعي موسى من وسط السحاب وكان منظر مجد الله كنار آكلة على رأس الجبل أمام عيون بني إسرائيل " ( خر 24 : 17 ) وحتى موسى لم يعاين مجد الله الكامل ، ولذلك طلب فيما بعد قائلاً لإلهه " أرني مجدك " ( خر 33 : 18 ) ولهذا قال الله له " لا تقدر أن ترى وجهي لأن الإنسان لا يراني ويعيش " ( خر 33 : 20 ) وعبارة وجه الله إشارة إلى جوهر لاهوته - يقول القديس أيرينيئوس " الإنسان بنفسه لا يستطيع أن يرى الله ولكن لأن الله يريد أن يُظهِر ذاته ، لذلك فأنه يُرى عند الذين يختارهم في الوقت الذي يريده وبالقدر الذي يشاء " ( Against Her IV , 20 , 5 ) - يقول أحد الآباء الرهبان بدير مارمينا العامر " لا صلة بين النصين الواردين في السؤال ، فالنص ( خر 24 : 9 -11 ) يعبر عن رؤية شيوخ بني إسرائيل للرب أما ما ورد في ( خر 33 : 5 ) فلا يتكلم عن رؤيتهم له لكنه تعبير عن عدم رضى الله عن تصرفاتهم ، وهذا واضح من الآيتين السابقتين لهذه الآية ، وهما { إني لا أصعد في وسطك لأنك شعب صلب الرقبة لئلا أفنيك في الطريق فلما سمع الشعب هذا الكلام السوء ناحوا ولم يضع أحد زينته عليه } ( خر 33 : 3 ، 4 ) " [ من إجابات أسئلة سفر الخروج ] - تقول الإكليريكية ماريان صبحي حنـا يوسف – إكليريكية طنطا " في قول الوحي " رأوا إله إسرائيل " يعني أن الله سمح بأن يتجلى مجده أمامهم بصورة ما ، حتى يمكنهم أن يشاهدوا وميضاً من هذا المجد ويتأكدوا من وجود الله بالفعل ويكونوا شهوداً لذلك بصفتهم نواب الشعب ، ويغلب أن تجلي الرب لهم كان في شبه إنسان بدليل أنهم رأوا تحت رجليه شبه العقيق الأزرق ، وهذا يشبه ما ورد في أشعياء النبي " رأيت السيد جالساً على كرسي عالٍ ومرتفع " ( أش 6 : 1 ) وحزقيال النبي قال " وفوق المقبَّب الذي على رؤوسها شبه عرش كمنظر حجرالعقيق الأزرق وعلى شبه العرش شبه كمنظر إنسان عليه من فوق " ( حز 1 : 26 ) وقال نبوخذ نصر عندما ألقى بالثلاث فتية في آتون النار) " ها أنا ناظر أربعة رجال محلولين يتمشون في وسط النار وما بهم ضرر ومنظر الرابع شبيه بأبن الآلهة " ( دا 3 : 25 وقال دانيال النبي " كنت أرى في رُؤى الليل وإذا مع سحاب السماء مثل أبن إنسان " ( دا 7 : 13 ) ولا يوجد تناقض بين هـذا وبين ما جاء في الكتاب " لأن الإنسان لا يراني ويعيش " ( خر 33 : 20 ) فالإنسان لا يستطيع أن يرى اللاهوت غير المنظور وغير المحدود " [ من أبحاث النقد الكتابي ] - عندما قال الكتاب " فرأوا الله وأكلوا وشربوا " قصد من ذلك أنهم لم يموتوا بسبب رؤية مجد الله ، إنما عاشوا ومارسوا حياتهم العادية من أكل وشرب كما أنهم قد يكونوا صنعوا وليمة إبتهاجاً برؤية مجد الرب ، وهذا يتفق مع وصية الرب لشعبه فيما بعد " وتذبح ذبائح سلامة وتأكل هناك وتفرح أمام الرب إلهك " ( تث 27 : 7 ) فإن ذبيحة السلامة تُقدم لأجل الشكر على إحسانات الرب ( لا 7 : 11 ، 12 ) وهـل هناك إحساناً أكثر من رؤية مجد الله ؟!! - لم يصوّر سفر الخروج الله في صورة مادية كأوثان الأمم التي تلمس بالأيدي ، إنما كل ما جاء في سفر الخروج القول " وتحت رجليه شبه صنعةٍ من العقيق الأزرق الشفَّاف وكذات السماء في النقاوة " ( خر 24 : 10 ) ولـم يصف سفر الخروج إله إسرائيل ، بل كل ما قاله " ورأوا إله إسرائيل " - لم يتواقح شيوخ إسرائيل بطلب رؤية الله ، بل أنهم لم يطلبوا أساساً رؤية الله ، إنما الله هو الذي أظهر لهم القليل من مجده ، وما جاء في سفر الخروج هو الذي يعبر عن الحقيقة ، لأن من كتب هذه الأحداث هو الذي عاصرها عياناً ، وهو موسى النبي ، فالموقف لا يحتمل التغيير أو التعديل على الإطلاق ( 18 ) - كما قلنا أن الإنسان لا يستطيع أن يعاين جوهر اللاهوت ولكنه يعاين شيئاً يسيراً من المجد الإلهي ، فموسى لم يعاين الجوهر الإلهي ، والجوهر الإلهي هو ما تم التعبير عنه في سفر الخروج بوجه الله ، فعندما قال الله له " لا تقدر أن ترى وجهي " أي أنك لا تستطيع أن تعاين جوهر اللاهوت ، ومع هذا فإن الله كان يكلم موسى ، وكان موسى يستمع ويصغى ويفهم صوت الله بوضوح ، بل كان موسى يسأل والرب يجيب ، ولهذا قال الله لمريم وهرون " أسمعا كلامي إن كان منكم نبي للرب فبالرؤيا أُستعلن له في الحلم أُكمله أما عبدي موسى فليس هكذا بل هو أمين في كل بيتي فماً إلى فم وعياناً أتكلم معه لا بالألغاز وشبه الرب يعاين " ( عد 12 : 6 – 8 ) وجاء في نهاية سفر التثنية شهادة يشوع بن نون تلميذ موسى عندما قال " ولم يقم بعد نبي في إسرائيل مثل موسى الذي عرفه الرب وجهاً لوجه " ( تث 34 : 10 ) - ليس لله خلف وأمام ، لأنه مالئ الكل بلاهوته لا يخلو منه مكان ولا زمان أما المقصود بالقول " تنظر ورائي " أي ترى القليل من مجدي بحسب قدرتك وإحتمالك وبحسب ما أهبك من نعمة ، وهذا ما عبَّر عنه في موضع آخر " وشبه الرب يعاين " أما المقصود بقول الله " وأما وجهي فلا يُرى " أي لا يقدر أحد أن يعاين الجوهر الإلهي ، فاللاهوت محتجب عن الإنسان ، فالإنسان يعجز عن معاينته تماماً ، ولذلك صرخ أشعياء النبي قائلاً " حقاً أنت إله محتجب يا إله إسرائيل المخلص " ( أش 45 : 15 ) فلن يستطع أحد قط أن يعاين النار الإلهية ، وبسماح منه يعاين اليسير في المجد الإلهي - جاء في كتاب السنن القويم " استرك بيدي لما كان الإنسان قاصراً عن مدركات السماويات ولغته قاصرة عن التعبير عنه أُشير إليها بالإستعارات المادية ، والذي نعلمه منهذه الآية أن الله وقى موسى من الهلاك بطريقة عجيبة ، كما يُوقَى المرء من الضرر بيد قدير تدفع عنه ، وأنه تعالى لم يُرِه إلاَّ لمحة من ضياء مجده وسنى بهائه هي أثر لذلك المجد الأعظم " - يقول جس كونيل " ليس معنى أن موسى رأى وجه الله ( ع 20 ) ولكن هذه الكلمات تعني الشركة المباشرة القريبة مع الله ، إلى درجة لم تتح لإنسان آخر ( عد 12 : 18 ، تث 34 : 10 )لقد كان الإعلان للآخرين عن طريق الروؤى والألغاز ، وأما لموسى فقد كان فكر الله واضحاً وضوح فكر الإنسان " - يرى القديس غريغوريوس النيزنزي أن موسى رأى شيئاً من مجد الله فاشتاق أن يرى المزيد فيقول " وإني أعتقد أن في نفسه المُشتعلة شوقاً ( حيث ) كان ينمو الحب المتعطش للجمال الإلهي الأصيل وكان رجاؤه يجذبه دائماً بما سبق فرآه إلى أن ينال درجة من الرؤيا أكثر أرتفاعاً فما كان يراه أشعل فيه الرغبة لرؤية ما لا يزال مخفياً عنه " - يقول أحد الآباء الرهبان بدير مارمينا العامر " يذكر القديس يوحنا في رؤياه أنه رأى { شبه إبن إنسان } وكان { وجهه كالشمس وهي تضئ في قوتها فلما رأيته سقطت عند رجليه كميت ، فوضع يده اليمنى عليَّ قائلاً لي لا تخف } ( رؤ 1 : 16 ، 17 ) فأن رؤية الله في مجده أمر رهيب ومخيف لا تحتمله طبيعـة أي مخلوق ، فالقول { الإنسان لا يراني ويعيش } ( خر 33 : 20 ) ينطبق نسبياً علـى قـول القديس يوحنا { سقطت عند رجليه كميت } وكمثال ملموس نقول أن الإنسان لا يستطيع أن يحملق في قرص الشمس وهي في قوتها ، وإن كان الله يسمح للبعض أن يروه فأنهم لا يرونه في مجد لاهوته الكامل ، بل هو يُظهر لهم من مجده بقدر ما تحتمل طبيعتهم " [ من إجابات أسئلة سفر الخروج ] |
||||
20 - 06 - 2013, 11:54 AM | رقم المشاركة : ( 19 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: هل يمكن رؤية الله ؟
قال القمص داود إبرام سليمان في قناة CTV في تفسيره لسفر دانيال يوم الجمعة 26/12/2008 م أن الفعل الذي ترجم إلى العربية " يرى " في الأصل اليوناني يقابل إحدى عشر فعلاً ، أي أن هناك إحدى عشر فعلاً في اللغة اليونانية ، وكل فعل له ما يميزه عن الآخر ، ومع هذا فأن جميع هذه الأفعال تُرجمت في العربية إلى " يرى " ، والفعل " يراني " في عبارة " لأن الإنسان لا يراني ويعيش " يعني يستوعبني أو يجدني بفكره ، وفعلاً فأن الله فوق الإدراك ، والعقل لا يجده ، وحتى عندما يشرح إنسان لآخر موضوعاً ، قد يسأله : أنت شايف إيه ؟ وهو يقصد ما رأيك ؟ ماذا ترى في هذا الأمر ؟
- تقول الإكليريكية إلهام سمير سعد – إكليريكية البابا أثناسيوس بدمنهور " قال الكتاب أن " الله روح " ( يو 4 : 24 ) وهذا يعني أن الإنسان لا يمكن أن يرى الله ، لأن جوهر الله غير منظور ، ولكن الله قد يمنح الإنسان أن يرى شيئاً من مجده ، كما قيل عن موسى النبي " شبه الرب يعاين " ( عد 12 : 8 ) وقال بولس الرسول " فإننا ننظر الآن في مرآة في لغز لكن حينئذ وجهاً لوجه " ( 1 كو 13 : 12 ) أي بعد أن يخلع الإنسان الجسد تزداد معرفته بالله ، أما الآن فنرى علامات حضوره ، مثل قولنا عند رؤية شرارة تتطاير من سلك كهربائي نقول رأينا الكهرباء " [ من أبحاث النقد الكتابي ] ( 19 ) المرجع : المدخل الى العهد القديم للدكتور القس صموئيل يوسف و المجد لله دائما الى ابد الآبدين أمين المراجع :--------- 1) - الظهورات الالهية في كتب العهد القديم ص 15 للدكتور إميل ماهر ( القس شنودة ماهر حالياَ ) ، أوردة كتاب " ماذا قال المسيح عن شخصة ؟ " إعداد القس / بيشوى حلمى ص 185 2) - موسوعة الانبا غريغوريوس اللاهوت العقيدى " الجزء الاول " لاهوت السيد المسيح ص 836 3) - المصدر السابق ص 839 4) - المصدر السابق ص 850 5) -ظهورات ابن الله في العهد القديم لنيافة الأنبا بيشوى ص 11 6) -المرجع السابق ص 11 7) -المرجع السابق ص 47 8) -ماذا قال السيد المسيح عن شخصة ؟ أعداد القس/ بيشوى حلمى ص 184 : 187 9) -المسيح مشتهى الأجيال منظورأرثُوذكسي لنيافة الأنبا بيشوى ص 3 10) -المرجع السابق ص 3-4 11) -تفسير الأنجيل بحسب القديس يوحنا دراسة و تفسير و شرح الجزء الاول الاب متى المسكين ص 757 12) -النبوة و الأنبياء في العهد القديم الاب متى المسكين ص 88 و للمزيد اقرأ موضوع " استعلان المسيا فى السماء لاشعياء النبى قبل التجسد " 13) -المسيح مشتهى الأجيال منظورأرثُوذكسي لنيافة الأنبا بيشوى ص 16 : 18 ، أيضا كتاب المسيح فس سفر اشعياء لنيافة الأنبا بيشوى ص 4-5 14) -ظهورات ابن الله في العهد القديم لنيافة الأنبا بيشوى ص 16 15) - ماذا قال السيد المسيح عن شخصة ؟ أعداد القس/ بيشوى حلمى ص 188 16) - مدارس النقد و التشكيك و الرد عليها سفرى الخروج و اللاويين ( الجزء السادس ) ص 87 : 91 17) - ظهورات ابن الله في العهد القديم لنيافة الأنبا بيشوى ص 21 : 23 18) -مدارس النقد و التشكيك و الرد عليها سفرى الخروج و اللاويين ( الجزء السادس ) ص 278 : 281 19) المرجع السابق ص 315 : 317 |
||||
|