رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
أين جهادك من جهادهم ؟ هل نجاهد...الْجِهَادَ الْحَسَنَ ؟ إننا نعيش في عالم يسوده الصراع بين الخير والشر، والجميع مشتركون فيه. والسؤال هو: هل نحن إلى جانب الخير أم الشر؟ هل نحن إلى جانب السيد المسيح أم إلى جانب إبليس (الشيطان)؟ لا يمكنك أن تكون مُحايداً، ولا يمكنك أن تكون مُجرَّد مُتفرِّج، فأنت مُتورِّط بهذا الصراع سواء شئت أم أبيت. يتحدث الكتاب المقدس عن الإنسان الصدِّيق في سفر المزامير 15: 1-2 فيقول: "يَا رَبُّ، مَنْ يَنْزِلُ فِي مَسْكَنِكَ؟ مَنْ يَسْكُنُ فِي جَبَلِ قُدْسِكَ؟ السَّالِكُ بِالْكَمَالِ، وَالْعَامِلُ الْحَقَّ، وَالْمُتَكَلِّمُ بِالصِّدْقِ فِي قَلْبِهِ". هنا نرى الصفات المطلوبة من الصديقين الذين سيسكنون مع الله في جبل قدسه في السماء بعدما ينتصرون في المعركة ضد الشر. وبالطبع أولئك الأشخاص الذين لا يعيشون بحسب هذه الصفات هم الأشرار الذين لن يحصلوا على مكانٍ في جبل الله المُقدَّس. هؤلاء هم الذين سيتـَّحدون ويتعاونون مع الشيطان في شن حربٍ ضد المؤمنين الأبرار، إلا أنهم في النهاية، سيهلكون بالنار النازلة من السماء. في سفر النبي إرميا 13: 10 يصف الله الأشرار بأنهم "الشَّعْبُ الشِّرِّيرُ الَّذِي يَأْبَى أَنْ يَسْمَعَ كَلاَمِي، الَّذِي يَسْلُكُ فِي عِنَادِ قَلْبِهِ وَيَسِيرُ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى لِيَعْبُدَهَا وَيَسْجُدَ لَهَا، يَصِيرُ كَهذِهِ الْمِنْطَقَةِ الَّتِي لاَ تَصْلَحُ لِشَيْءٍ". تـُرى إلى أيَّة جماعة تنتمي؟ هل أنتَ متأكـِّد أنك إلى جانب الخير، جانب الله، وأنه سيأخذك إلى ملكوته في نهاية المطاف؟ أم أنك في الحقيقة تابع لجماعة الشر والشيطان؟ كان الرسول بولس واثقًا من انتمائه، وتأكـَّد من أنَّ له مكاناً في السماء، إذ قال بكل يقين: "قَدْ جَاهَدْتُ الْجِهَادَ الْحَسَنَ، أَكْمَلْتُ السَّعْيَ، حَفِظْتُ الإِيمَانَ، وَأَخِيرًا قَدْ وُضِعَ لِي إِكْلِيلُ الْبِرِّ، الَّذِي يَهَبُهُ لِي فِي ذلِكَ الْيَوْمِ، الرَّبُّ الدَّيَّانُ الْعَادِلُ، وَلَيْسَ لِي فَقَطْ، بَلْ لِجَمِيعِ الَّذِينَ يُحِبُّونَ ظُهُورَهُ أَيْضًا". ما الذي جعل الرسول بولس قادرًا أن يتكلم بمثل هذا اليقين؟ وكيف لنا أن نكون نحن أيضاً واثقين كما كان هو؟ قبل أن يؤمن الرسول بولس بالسيد المسيح كان يضطهد أتباعه. ويعطينا سفر أعمال الرسل وقائع عن حياة هذا الرسول الذي كان اسمه شاول الطرسوسي إذ يقول: "أما شَاوُلُ فَكَانَ يَسْطُو عَلَى الْكَنِيسَةِ، وَهُوَ يَدْخُلُ الْبُيُوتَ وَيَجُرُّ رِجَالاً وَنِسَاءً وَيُسَلِّمُهُمْ إِلَى السِّجْنِ" (سفر أعمال الرسل 8: 3). كان شاول قد حصل على تصريحات بالقبض على أتباع السيد المسيح مِن قِبَل رئيس الكهنة والمجامع، ولهذا كان يدخل البيوت ويجر المؤمنين ويُسلـِّمهم إلى السجن. ولكننا أيضًا نقرأ في سفر أعمال الرُّسل عن التغيير الهائل الذي حدث له فيما بعد وهو في طريقه إلى دمشق للقيام بعمليات الاعتقال والاضطهاد تلك. كان شاول رجلاً ذا سمعة حسنة في مجتمعه، كما أنه كان متعلـِّماً وحاصلاً على أرقى الشهادات حينها من أعظم معلمي عصره – غمالائيل، الذي كان معروفًا بغيرته وقداسته كرجل دين يهودي وفريسي تقي. آمَن شاول بأنَّ ما يفعله كان أمراً صحيحًا بل كان واجبه كمؤمن. فظل ثابتًا على موقفه في اضطهاد أتباع المسيح إذ رأى بأنهم كانوا يخالفون الدين اليهودي ويُعلـِّمون تعاليم تبدو أنها هرطقات وتعدٍّ على اعتقادات ومفاهيم نادى بها الآباء والأنبياء. بالرغم من أنه كان يقوم بأعمال قاسية وشريرة ضد أتباع المسيح، إلا أنَّ دوافعه كانت مخلصة لدينه وقلبه كان نقيًا وصالحًا! قد يستحيل علينا نحن البشر تصديق هذا الأمر، إلا أن خالق ذلك القلب هو وحده الذي رأى وعرف خفايا نفس شاول. فظهر له الرب وهو في طريقه إلى دمشق وتكلـَّم إليه قائلاً: "شاول، شاول لماذا تضطهدني؟". في تلك اللحظة، ظهرت نقاوة وصفاء قلب شاول حيث قال: "ماذا تريدني يا رب أن أفعل؟". في تلك اللحظة تغيَّر شاول إلى بولس الرسول الذي نقرأ ونسمع عنه اليوم. وكما كان ثابتًا وأميناً ومخلصاً على إيمانه القديم، أصبح أيضًا ثابتا وأميناً ومخلصاً على إيمانه الجديد بالسيد المسيح. لم يكن أبدًا يطلب العظمة العالمية أو المجد الذاتي ومديح الناس، إذ نسمعه يقول: "لكِنْ مَا كَانَ لِي رِبْحًا، فَهذَا قَدْ حَسِبْتُهُ مِنْ أَجْلِ الْمَسِيحِ خَسَارَةً. بَلْ إِنِّي أَحْسِبُ كُلَّ شَيْءٍ أَيْضًا خَسَارَةً مِنْ أَجْلِ فَضْلِ مَعْرِفَةِ الْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّي، الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ خَسِرْتُ كُلَّ الأَشْيَاءِ، وَأَنَا أَحْسِبُهَا نُفَايَةً لِكَيْ أَرْبَحَ الْمَسِيحَ" (الرسالة إلى أهل فيلبي 3: 7-8). هذا هو سرّ حياة الرسول بولس الممتلئة باليقين والانتصار. والسؤال الذي أطرحه عليك الآن عزيزي القارئ هو: ما الذي يراه الله في قلبك؟ هل قلوبنا طاهرة ونقية، أم أنها مملوءة بالشرور والمعاصي والإساءات والتـَّعصُّب الأعمى؟ هل نيتنا صالحة وأهدافنا مخلصة، أم أننا نقترف جرائم بشعة متظاهرين بنوايا حسنة وأهداف نبيلة؟ كان بولس الرسول تابعاً مخلصاً للسيد المسيح بكل ما تحمله الكلمة من معنى. وبشجاعة كاملة كان يشارك تعاليم السيد المسيح مع اليهود والأمميين على حدٍ سواء، مع الملوك والأمراء، ومع الكهنة ورجال الدين بالإضافة إلى عامة الشعب. كان يُوبـِّخ الشر ولم يكن مُستعدًا لأن يُساوم على الحق. وبالرغم من قوَّة الرسالة التي كان يُعلنها، إلا أنها كانت مليئة بالعزاء للمتعبين والمنبوذين والضعفاء. لم يعتبر الرسول بولس خدمته في إعلان تعاليم السيد المسيح وسيلة لربح المال أو للحصول على الشهرة العالمية، بل كانت خدمته لفائدة الآخرين ونجاتهم من نيران الدينونة، ولذلك كان رسولاً بحق، ومُعلـِّماً أمينًا، وتابعاً مُضحِّياً أيضاً، إذ مرَّ بصعوبات كثيرة أثناء خدمته، فنسمعه يقول: " فِي الأَتْعَابِ أَكْثَرُ، فِي الضَّرَبَاتِ أَوْفَرُ، فِي السُّجُونِ أَكْثَرُ، فِي الْمِيتَاتِ مِرَارًا كَثِيرَةً. مِنَ الْيَهُودِ خَمْسَ مَرَّاتٍ قَبِلْتُ أَرْبَعِينَ جَلْدَةً إِلاَّ وَاحِدَةً. ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ضُرِبْتُ بِالْعِصِيِّ، مَرَّةً رُجِمْتُ، ثَلاَثَ مَرَّاتٍ انْكَسَرَتْ بِيَ السَّفِينَةُ، لَيْلاً وَنَهَارًا قَضَيْتُ فِي الْعُمْقِ. بِأَسْفَارٍ مِرَارًا كَثِيرَةً، بِأَخْطَارِ سُيُول، بِأَخْطَارِ لُصُوصٍ، بِأَخْطَارٍ مِنْ جِنْسِي، بِأَخْطَارٍ مِنَ الأُمَمِ، بِأَخْطَارٍ فِي الْمَدِينَةِ، بِأَخْطَارٍ فِي الْبَرِّيَّةِ، بِأَخْطَارٍ فِي الْبَحْرِ، بِأَخْطَارٍ مِنْ إِخْوَةٍ كَذَبَةٍ" (الرسالة الثانية إلى أهل كورنثوس 11: 23-26). لقد جاهد فعلاً الجهاد الحسن في سبيل خدمة السيد المسيح وتعليم الآخرين عنه. كان الرسول بولس واثقاً من أنه سيحصل على إكليل البر. فأين نقف أنا وأنت؟ أشار الرسول بولس إلى أنَّ إكليل البر ليس له فقط بل لجميع الذين يُحبُّون وينتظرون ظهور السيد المسيح. ولذلك فهو يُشجِّع ويحث جميع المؤمنين على أن يطلبوا إكليل البر هذا ويسعوا لنيله. والمثال الذي تركه لنا يحثنا على أن نجاهد الجهاد الحسن؛ الجهاد ضد شرور هذا العالم، الجهاد في نشر تعاليم السيد المسيح التي دُعينا لمشاركتها مع الآخرين، الجهاد في التضحية من أجل خير الآخرين، والجهاد في الثبات على الإيمان والحق. وتأكـَّد من أن الله سبحانه سيقف بجانبك في جهادك ضد الشر وجهادك لرفع راية السلام والعدل والرحمة. إنَّ كل شيء في هذا العالم فانٍ وقبض الريح، وليس من انتصار أو غلبة يُشبعان أنفسنا. فانتصار المؤمن الحقيقي هو قبول هبة الحياة الأبدية التي يهبها الله لكل واحد منا من خلال السيد المسيح. وعلامة انتصارنا هي إكليل البر الذي تحدَّث عنه الرسول بولس. فلنجاهد حتى نستطيع الحصول على هذا الإكليل، داعين إلى الله أن يرسل روحه القدوس ليُجدِّد قلوبنا ويُغيِّرنا وليمحنا القوة لنسلك في سبيله فنـُوَّج بالإكليل الذي سيناله المؤمنون بالله الدَّيَّان العادل في ذلك اليوم العظيم. ليباركك الله ويمنحنك الثقة واليقين بأنك من ضمن المؤمنين الذين يستحقون الحصول على إكليل البر. أشكرك أحبك كثيراً يسوع المسيح هو ينبوع الحياة بيدو... |
10 - 06 - 2013, 09:00 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
رد: الجهاد في الخير أم في الشر...!
موضوع جميييل جدا يابيدو
|
||||
17 - 06 - 2013, 05:59 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | |||
..::| العضوية الذهبية |::..
|
رد: الجهاد في الخير أم في الشر...!
|
|||
17 - 06 - 2013, 07:26 AM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الجهاد في الخير أم في الشر...!
موضوع فى غاية الروعة
ربنا يباركك |
||||
17 - 06 - 2013, 08:11 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | |||
..::| العضوية الذهبية |::..
|
رد: الجهاد في الخير أم في الشر...!
|
|||
18 - 06 - 2013, 09:44 AM | رقم المشاركة : ( 6 ) | |||
مميز | الفرح المسيحى
|
رد: الجهاد في الخير أم في الشر...!
شكراً ليك ربنا يباركك
|
|||
18 - 06 - 2013, 08:11 PM | رقم المشاركة : ( 7 ) | |||
..::| العضوية الذهبية |::..
|
رد: الجهاد في الخير أم في الشر...!
|
|||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
حد عن الشر واصنع الخير |
حد عن الشر واصنع الخير |
قوة الخير ضد قوة الشر |
الخير و الشر |
من الشر إلى الخير |