منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 31 - 05 - 2013, 07:47 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,276,540

النازفة الدم والمسيح
النازفة الدم والمسيح

وإذ وصلت المرأة إلى هذه الحال القاسية، شقت طريقها إلى يسوع المسيح، يقول مرقس إنها «سمعت بيسوع» مما يشير بأنها لم تكن قد رأته من قبل، فماذا سمعت عنه، لقد سمعت أنه الطبيب الذي لا يعصى عليه داء، فالحمى والبرص والعمى والشلل والموت، لا تقف في طريقه، وهو يمد يده للعون والمساعدة والإحسان، كما أدركت أنه صديق المنبوذ والضائع والمسكين والبائس، وأن لمسة واحدة لثوبه كافية لأن تغير كل شيء، وتعطي كل شيء، بدون إرهاق أو تعب أو ثمن أو عطاء.
ولعله من الملاحظ أن شفاء المسيح لهذه المرأة كان شفاء للتعس المنكوب الذي يسعى إليه ويقف في طريق رحمته وإحسانه وجوده ومحبته، كان المسيح في سبيله إلى بيت يايرس وتوقف في الطريق ليعطي رحمة لأخرى، تأتي إليه في الزحام القاسي في الموكب، ورحمته في الواقع وعلى الدوام، لا يمكن أن تغفل عن منكوب أعزل، قد يتصور البعض أنه يتوه في زحام الحياة، فلا تصل حاجته إلى السيد، أو صرخته، مهما كانت واهنة ضعيفة مترددة سرية، كلا وألف كلا، فان رحمة المسيح كالنهر الطامي يمكن أن يأتي العطشان إليه ليأخذ ويشرب ويرتوي ويستمتع.
وقد أعطى المسيح من قوته هذه المرأة، ما أبرأ منها داءها، وأزال عنها وهنها وضعفه، وقد يسأل البعض ما معنى القوة التي خرجت من المسيح، لتدخل هذه المرأة، وتقف نزفها، وتبرؤها في الحال، ولعله لا توجد إجابة أفضل من إجابة ذلك الغلام الذي كان في الخامسة من عمره، وكان أبوه يتحدث معه عن معجزات المسيح، وبينما هو يتحدث عن اقامة ابن أرملة نايين من الموت، قال الصغير: أنا أفهم يا أبي أنا أفهم! فان المسيح فيه الحياة، فيه كل الحياة داخله، وهو يعطي منها للناس كما يشاء وكما يريد! كان طفلاً صغيرًا وإجابته إجابة فيلسوف عظيمَ أن عند المسيح خزينًا أو طاقة للحياة يمكن أن نشحن منها حياتنا، كما تشحن البطارية من سيال الكهرباء الذي يسري فيها ويملأ شحنتها، أو كما يتشبع الحديد بالمغناطيسية الآتية إليه من المغناطيس القوي فيصبح هو الآخر مغناطيس آخر مشحونًا بالقوة المغناطسية وما أشبه..
وقد أخذت المرأة القوة باللمسة، لثوبه، أو هدب ثوبه، وليس يقصد بالضرورة الطرف الأسفل من الثوب، بل لعله طرف الزنار في العصابة من الأسمانجوني، كما تشير الكلمة في أصلها اليوناني، وسواء كان الهدب أو الثوب، فإن قوة اللمسة جاءت من كونها ليست لمسة عفوية كما يحدث في الزحام، حين يدفع الناس بعضهم بعضًا دون رغبة أو قصد، بل هي لمسة مقصودة لهدف أو غرض أو غاية، ومصحوبة بفكرة وإيمان وانتظار محدد يفصلها عن غيرها من اللمسات ويميزها عنها.. ومع أن المسيح ممتليء بالنعمة والإحسان والعطاء، إلا أنه لا يمكن أن يصنع أعاجيبه ومعجزاته، إلا للنفس التي تسعى إليها وتنتظرها، وتندفع إليها بيد مهما يكن فيها من ضعف ووهن وارتعاش، لكنها مع ذلك تقدر وتجاب لأنها أولا وأخيرًا لمسة الإيمان بالله وحبه وقدرته وجوده وإحسانه عطاياه!!....
ولعله من اللازم أن نشير ههنا، إلى أن المسيح توقف، ليصحح الكثير مما تحتاج إليه هذه المرأة من تصحيح، لقد جاءته وهي تؤمن بقدرته، دون أن تعرف عن رغبته شيئًا، فبين لها أن رغبته لا تقل إطلاقًا عن قدرته وأنه يفعل لأنه يرغب، ويقدر لأنه يريد... لقد جاءته في الظلام من ورائه فأخرجها إلى النور إلى الأمام، لقد جاءته لتأخذ ما تحتاج إليه للجسد، وكان يمكن أن تأخذ هذا دون أن تنال ما هو أعظم وأمجد، حاجة النفس والقلب والروح، التي أعطاها لها أمام الجميع... لم يكن الشفاء إذن عطية تسرق في الظلام، بل بركة تمنح ممن يسر أن يعطي البركة للجميع في وضح النهار. كان ايمانها خرافيًا في الكثير من جوانبه، إذ كان يعتقد في اللمسة المادية للثوب كمثل ما يفعل الكثيرون الذين يبحثون عن شيء مادي، كالخشبة التي صلب عليها المسيح، أو الرداء الذي كان يلبسه أو ما أشبه، ممن يتعلقون بمزارات القديسين أو يتبركون بما يقال إنها متخلفاتهم أو آثارهم التي تركوها وراءهم، وترفق المسيح بهذا الإيمان، فلم يرفضه للحواشي الخرافية التي كانت تحيط به ونظر إلى لبه وقلبه، وسلط عليه من النور ما يمكن أن يحرره من الخرافات اللاصقة به!!...
كانت المرأة عندما اقتربت من المسيح تمثالاً من البؤس، مخيفًا ومروعًا، وكانت نزفًا هائلاً للجسد والنفس والروح، وأوقف المسيح نزفها وأعاد إليها معنى الحياة وطعمها، ولست أعلم حقًا كيف عاشت فيما بعد بين الناس، وهل هي كما يذكر أحد التقاليد، كانت تدعي فيرونيكا، وأنها مسحت وجه المسيح بمنديلها، يوم كان يتصبب عرقًا، في طريقه حاملاً الصليب إلى هضبة الجلجثة، وأن آثار هذا الوجه المتألم المبارك قد طبع على المنديل، وأنها عاشت طوال حياتها تحفظ هذا الأثر، لتذكر ذاك الذي بلمسته أعطاها الحياة الصحيحة الخالية من كل سقم ومنحها أيضًا بصليبه الحياة الأبدية، بعد أن أوقف نزف الروح والنفس مع الجسد سواء بسواء تبارك اسمه الكريم إلى أبد الأبدين. أمين....
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
القديسة فيرونيكا النازفة الدم
ضبط عاطلا أدار ورشة لتصنيع العبوات الناسفة ضبط عاطلا أدار ورشة لتصنيع العبوات الناسفة نقلا عن فيتو
النازفة الدم والأطباء
النازفة الدم ومن هي
الملوخية الناشفة


الساعة الآن 01:58 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024