منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 12 - 05 - 2013, 08:15 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,322

القديسة تاييس التائبة بالإسكندرية

القديسة تاييس التائبة بالإسكندرية

إن الحديث عن هذه القديسة التائبة نافع جدًا ومشجع للنفوس الساقطة التي جرفها تيار الخطية لان مثل هذه القصة تثير الأشواق للرجوع إلى حضن الكنيسة -مهما تكن الخطايا ثقيلة- حيث تستقر النفوس وتستريح لأنه لا راحة حقيقية إلا في البعد عن الشر والالتصاق بالله وفعل الخير.

ميلادها ونشأته

كانت تاييس(1) مسيحية لكنها كانت يتيمة الأب، ربما منذ حداثتها، ولم تكن أمها تسير باستقامة أمام الله وأهملت تربية ابنتها التربية المسيحية الحقة، فلم تسهر على رعايتها وتعلينها بل بالعكس كانت تسلك سلوكًا مغايرًا للآداب المسيحية وكانت ابنتها بطبيعة الحال تتأثر مما تراه من أمور لا تساعد على طهارة النفس، وهكذا قد جئت الأم على ابنتها.

إن كثيرات من الأمهات بتصرفاتهن وسلوكهن الرديء وملابسهن الغير المحتشمة يقدن بناتهن إلى حياة غير لائقة من حيث لا يعلن، يعثرن بناتهن وبدلا من تدريبهن في طريق النقاء والعفاف يعثرنهن فيسقطن ضحايا استشهتار الأمهات، هؤلاء الموتى قال عنهم السيد المسيح، الويل لمن تأتي بواسطته العثرات، خير له أن يعلق في عنقه حجر الرحى ويلقى في لجة البحر.

إن أم تاييس لما رأت في ابنتها مسحة من جمال وكانت تنظر إلى الناحية المادية ولم يكن لديها الغيرة على الفضيلة والطهارة والحياء ساعدت ابنتها حتى التحقت بعمل في أحد الأسواق العامة، وكانت لدى الفتاة مزايا عديدة فقد كانت ذلقة اللسان، لبقة الحديث وجذابة في المعاشرات فضلًا عن جمالها الساحر لدرجة كبيرة. لكن أبواب حواسها كانت بلا حراسة - في العمل وخارجه - فاستباحت لنفسها الخطيئة رويدًا رويدًا حتى سقطت في خطية الدنس.

سقوط تاييس

سقطت تاييس السقطة العظيمة واستمرأت حياة اللهو والدنس وكانت تسوق الكثيرين من الأغنياء إلى الهلاك، هؤلاء الذين بلغوا في شهواتهم الجنونية حدًا كبير حتى أنهم كانوا يضعون ثرواتهم تحت أقدامها، وهكذا ذهبت كل محاسنها أدراج الرياح وفقدت فضيلتها وعفافها وكل شيء.. واشتهرت بالإسكندرية في الدعارة وعدت من الساقطات.

القديس بيساريون الكبير ينقذ تاييس

أصبحت موضع حديث الناس وبلغ خبرها إلى القديس بيساريون الكبير أحد شيوخ برية شيهيت الكبار.

وعلم كيف تسقط هذه الفتاة الكثيرين في الخطية، وفي كل يوم لها ضحايا كثيرون، شباب ورجال ينحدرون إلى أعماق الخطية بسببها، لقد هلكت وأهلكت الكثيرين.

فامتلأ غيرة ليخلص النفوس الثمينة التي اشتراها المسيح بدمه الزكى الكريم وطلب إلى الرب يسوع ببكاء كثير وبإيمان راسخ أن يساعده على انتشال هذه المسكينة من النار. تزيا بزى علمانى وانطلق إلى مسكنها دون أن يدع أحدًا يشك في خطته وطلب مقابلتها وما أن دخل غرفتها - وكان ملازما الصلاة ليل نهار من أجلها - حتى بادرها بالقول: "ألا يوجد مكان آخر اكثر انعزالا أستطيع فيه أن أحدثك بحرية،فقالت له " يوجد لكن لا جدوى من الذهاب إليه لأنه إذا كنت تستحي من الناس فانه في هذه الغرفة لن يرانا أحد، أما إذا كنت تخشى عين الله فليس عندي غرفة لا يراك فيها، فتصنع بيساريون الكبير العجيب وسألها: "هل تعرفين أن الله موجود وأنه توجد مكافأة للفضيلة ومجازاة عن الخطية، فإذا كنت تعرفين أنه يوجد حكم ودينونة كيف تتسبين في هلاك هذا العدد الكبير من النفوس لأنك من أجل هذه النفوس الكثيرة سيكون عقابك أكثر من عقابك على جرائمك".

فهمت تاييس مع من تتكلم وفهمت جدية أقوال هذا الزائر العجيب وعلمت أنه إنما جاء ليخلص نفسها، عرفت القصد من الزيارة فجمدت في مكانها وضمت يديها ونظرت إلى أسفل في حياء ولفزعها سقطت على الأرض وانفجرت باكية

"يا أبى إن السماء هي التي أرسلتك، أنى أعلم أنه توجد توبة الذين يخطئون، أريد أن اترك الحياة النجسة التي سلكت فيها منذ زمن بعيد، أرجو أن تساعدني على خلاص نفسي وسأطيع أوامرك بكل دقة ومهما قلت من أمر سأفعله".

علمت تاييس أن هذا الأب لم يكن إلا أحد خدام الله الذين كانت تعرفهم في طفولتها الأولى ومثل الذين كانت تراهم أحيانًا حينما تسير في الطريق الكانوبي.. أو شارع أرجيوس(2).



بعد هذا الحديث الذي دار بين تاييس والقديس بيساريون الكبير طلبت إليه مهلة بضع ساعات وقالت له أني سوف أذهب حيثما تريد وأفعل كل ما تأمرني به، فأعلمها القديس عن المكان الذي يمكن أن تقابله فيه ثانية، وانصرف عنها والفرح المقدس يملأ قلبه، وفقط الذين أعادوا نفوسًا إلى الله من ظلام الخطية أو هاوية الرذيلة هم الذين يستطيعون أن يتذوقوا عذوبة التعزيات الغزيرة التي تفيض على نفوسهم من السماء.

إعلان توبته

بعد أن انصرف الشيخ عنها تجلدت ومسحت دموعها وأخذت تجمع كل ملابسها الحريرية وأمتعتها التي كسبتها عن طريق الخطية وفي وسط المدينة أمام جمهور كبير من الناس أحرقت كل ما كان معها، وكانوا يظنون أنه قد أصابتها توبة من الجنون - وقالت في جرأة عجيبة: "تعالوا يا جميع رفاق السوء وانظروا أني أحرق أمام أعينكم كل هداياكم وتذكاراتكم وكل ما جمعته في حياتي الشريرة"..

انطلاق تاييس إلى القديس بيساريون الكبير: ان تاييس بعد أن أحرقت هذه الأشياء وقطعت صلتها بماضيها الأثيم وكل أثر من آثاره، وبعد أن أعلنت توبتها وأنها سوف لا تعود إلى ذل حياة الدعارة الأولى وارتدت بدل الملابس الفاخرة ثيابًا من خيش بالية وانطلقت إلى القديس بيساريون الكبير ليعلمها طريق التوبة حتى لا تعود إلى الشر مرة أخرى، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. أما هو فأخذها إلى أحد بيوت العذارى وطلب أن تعد لها قلاية صغيرة خاصة تتعبد فيها ليل ونهار، وأغلق بابها تاركا لها نافذة صغيرة، ومنها يقدم الراهبات لها طعامها وشرابها كما أوصى رئيسة بيت العذارى بشأنها وطلب أن يكتفي بإعطائها رطل خبز جاف كل يوم وتعطى من الماء كل ما تحتاجه.

حينئذ قالت له تاييس بماذا تأمرني أن أصلي إلى الله حتى يغفر لي آثامي؟ أجبها القديس: "انك لست مستحقة أن تلفظي بشفتيك اسم الله أو أن ترفعي يديك نحو السماء لأن شفتيك غير طاهرتين ويديك ملطخة بالنجاسة. ارفعي بصرك إلى السماء واصرخي دائمًا بغير فتور "يا من خلقتني أرحمني". قضت تاييس في قلايتها نحو ثلاث سنوات تمارس التقشف الشديد منفذة كل وصايا القديس.

مقابلة القديس بيساريون الكبير للقديس انطونيوس(3)

بعد هذه المدة انطلق القديس بيساريون الكبير إلى القديس أنطونيوس لأنه كان يشعر بعظم مسئوليته أمام الله إزاء هذه النفس- لغرض التحدث معه في أمر توبة "تاييس" وليعرف منه هل سر الله بتوبة هذه المسكينة وغفرت لها خطاياها.

جمع أب الرهبان تلاميذه وأمرهم أن يدخلوا مخادعهم ويصلوا بلا انقطاع إلى الله ليكشف أمر توبة تاييس، فعكفوا على الصلاة أياما، وبينما كان القديس بولس البسيط أقدم تلاميذ القديس أنطونيوس يتطلع نحو السماء رأى كرسيًا فخمًا لم يجلس عليه احد بين كراسي القديسين ورأى ثلاثة ملائكة يحملون ثلاثة مصابيح يقفون أمام هذا العرش، ورأى إكليلًا بهيًا نازلا عليه من فوق.

أما القديس بولس البسيط فحالما رأى هذا المنظر قال: "أن هذا العرش لابد أن يكون لمعلمي أنطونيوس" لكن أتاه صوت من السماء قائلا: "هذا العرش لتاييس".

نهض القديس بولس له الصباح الباكر وانطلق إلى القديس أنطونيوس وأعلمه بالقصة التي علم بأمرها القديس بيساريون الكبير أيضًا. واستأذن القديس بيساريون من القديس أنطونيوس في الانصراف ومضى إلى بيت العذارى ليخرج تاييس من قلايتها التي كانت حبيسة فيها لكنها ترجته في حزن وانسحاق أن يدعها فيها إلى يوم مماتها ز حينذاك قال لها الأب " الرب صنع معك رحمة وقبل توبتك " قالت له القديسة: "انه من يوم أن دخلت إلى هذه القلاية وخطاياي أمامي في كل حين كحمل ثقيل، أصلى بانسحاق قلب وببكاء أن يصنع الرب معي رحمة كعظيم رحمته.." أجابها الشيخ." ولهذا غفر لك الله خطاياك من أجل صدق توبتك ولأنك سلمت نفسك كلية للسيد المسيح.

وان القديسة خرجت بعد ذلك من قلايتها ولم تعش مدة طويلة حيث قضت على الأكثر خمسة عشر يومًا، وكانت صحتها تضعف يوما فيوما مثل النبات الذي اجتلت جذوره فجأة، يبتدئ يذبل ثم يجف، ورقدت في سلام الرب تاركة للأجيال مثلا رائعا للتوبة ولظهور رحمة الله.

واشتهر اسم تاييس عندما اكتشف احد الأجساد في Antinoé ورجح أن يكون هو جسدها، وشغل هذا الأمر اهتمام كبار علماء الآثار لكنه ظهر أن نسبة هذا الجسد للقديسة مشكوك فيه. والاسم الذي كان مكتوبًا على الجسد المكتشف(4) هو "Thaia".

وعليه فلا يمكن الجزم برأي.

وينعى ملاحظة أن القديس بيساريون الكبير Bessarion هو خلاف القديس "سيرابيون الكبير" الذي له قصة مماثلة، ذكرت في كتاب the book of paradise" " ص413 كما ذكرت في كتاب البستان الجزء الأول طبعة سنة 1951 ص 94 وملخصها أنه سعى مرة لاختطاف خاطئة من النار ن توجه إليها وكان يتلو مزاميره وفي نهاية كل مزمور كان يقول يا رب أرحم هذه المسكينة وردها للتوبة لتخلص فسمع الرب صلاته وإذا كانت قائمة بجانبه ارتعدت فرقًا وخرت على قدميه طالبة إليه أن يخلصها فأقامها ووعظها وأرشدها إلى طريق الخلاص وأرسلها أخيرا إلى دير للعذارى وسلمها للرئيسة حيث قضت بقية أيام حياتها في بر وطهارة إلى أن تنيحت بسلام.

و الخلاف بين القصتين ينحصر بالنسبة للأولى فيما يختص برؤيا العرش الذي لم يجلس عليه أحد والذي كان في وسط كراسي القديسين والذي رآه القديس أنبا بولس البسيط.

درس عنيف يلقنه كبار آباء البرية لكل الأجيال

بعد الفراغ من هذه القصة نصمت في دهش من تصرف الآباء الكبار حيال خاطئة والاهتمام كل الاهتمام بأمرها حتى اطمأنوا إلى توبتها الصادقة وخلصوها من النار.

الآب بيساريون الكبير يتعهد نفس تاييس، يسافر إلى مدينة الإسكندرية ليعظ الخاطئة، يتكبد ثانية مشقات كثيرة في السفر للقديس أنطونيوس بشأنها، يصلى الآباء الكبار مع الصغار من أجلها وأخيرا ينصرف القديس بيساريون الكبير بعد أن استطاع بنعمة المسيح أن يخلص نفسًا من الموت.

من أجل فتاة ساقطة بالإسكندرية تكلفت جهود كثيرة لإنقاذها، وما أحوجنا إلى من يلهب قلوبنا بالعظات النارية ويختطف النفوس من فم الأسد.

ان كثيرين من الآباء الكبار فعلوا مثل ذلك- في القصة التالية قصة "بائيسة" ترى أن شيوخ بريه شيهيت لما علموا بأمر سقوطها في الخطية حزنوا حزنًا عظيما وصلوا من أعماق قلوبهم ليرحم المسكينة.

جميل أن يحس سكان البرية بسقطات النفوس وجميل أن يصلى الشيوخ من أجل بائيسة وكان يمكن أن ينتهي الأمر إلى هذا الحد ويكون صنيعًا محمودًا فما كان لسكان البرية- حسبما يرى الكثيرون أن يفعلوا أكثر من ذلك. لكن تلك القلوب العامرة بمحبة السيد المسيح تخطت ما هو فوق ذلك وداست كل الحواجز والعوائق، حطمت كل الصخور والعثرات التي في الطريق في قوة وجرأة وشجاعة، واتخذ الرهبان موقفًا إيجابيًا حتى أخرجوا الفريسة من فم الأسد.

لقد اجتمع الشيوخ بسبب بائيسة وقرروا انتداب أقدم الشيوخ وأكثرهم إفرازًا وحكمة وهو القديس يحنس القصير لكي يبحث عن بائيسة ويساعدها على خلاص نفسها، ومن ناحيتهم كانوا يجاهدون معه في الصلوات مدة غيابه حتى يرد الخاطئة عن طريق ضلالها.

وهكذا أنطلق القديس يحنس القصير سعيًا وراء إنقاذ بائيسة.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
قصة صوتية عن حياة القديسة تاييس التائبة
العرش العظيم دا لمين؟!(القديسة تاييس الخاطية التي تابت)
القديسة تاييس
القديسة تاييس التائبة بالإسكندرية
القديسة تاييس


الساعة الآن 05:45 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024