رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"العطاء والمعطي"
"العطاء والمعطي" عندما تعطي تأخذ يقول يسوع «وبالكيل الذي به تكيلون يكال لكم» (مت ٢:٧)، وهذا ينطبق على تعاملاتنا مع الله، وينطبق أيضاً على علاقاتنا بالناس، «فكل ما تريدون أن يفعل الناس بكم افعلوا هكذا أنتم أيضاً بهم». (مت ١٢:٧). لقد عاش يسوع حياة العطاء، وأتى ليظهر رغبة أبيه في أن يعطي حبه العظيم لخليقته. «لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية» (يو ١٦:٣). ولكن قبل أن ترث هذا الميراث عليك أن تأتي إلى الصليب وتقدم نفسك لله. ولا يتمتع كثيرون بالعلاقة التي يرغبونها مع الآب لأنهم لم يعطوا أنفسهم لله، لأن العلاقة التي ستقوم بيننا وبين الله مؤسسة على أنه يجب علينا أن نعطيه أولاً ثم هو يعطينا. نعطي الله حياتنا، فيعطينا حياته. نعطي الله فشلنا وخطيتنا، فيعطينا غفرانه وسلامه. نعطي الله أجسادنا، فيعطينا روحه القدوس ويجعل أجسادنا هيكلاً له. هذا هو أسلوب الله، أعظ أنت أولاً فيعطيك هو. يعلمنا يسوع أنه إذا كنت تتوقع أن تحصل على شيء من الله فعليك أن تعطي الآخرين، فعلى سبيل المثال يجب أن تغفر للآخرين إذا كنت تتوقع أن تحصل على الغفران الذي يريد أن يعطيك الله إياه، أغفروا يُغفر لكم (لو ٣٧:٦) اغفر للآخرين أولاً، وستجد أن الله يغفر لك. إننا لا نمانع أن نقدم لله خطيتنا إذا كان سيمنحنا غفرانه، ولا نعترض أن نسلمه مخاوفنا وقلقنا إذا كان سيأخذها منا، ولا نمانع في التخلص من قذارتنا إذا كانت النتيجة هي أنه سيطهرنا. فمن السهل أن نعطي مالا نرغب فيه، ولكن من الصعب أن نسلمه أمورنا الثمينة والغالية، فعادة ما يحذرنا العقل من أن نسلم لله كل ما هو ثمين وغال وذو قيمة، لأن معنى العطاء هو أننا سنفقد شيئاً. فإننا نريد أن نفقد الخطية والفشل، ونفقد المخاوف والقلق، والمرض والألم. ولكننا لا نريد أن نفقد الأموال والممتلكات، ولا نريد أن نفقد الوقت أو سيطرتنا على حياتنا، ولا نريد أن نفقد اعتمادنا على أنفسنا. سيقول لك عقلك أنك ستخسر، وأنك لست بحاجة لأن تعطي، ولكن الله يقول لك إنك ستأخذ عندما تعطي، فمن الذي ستصدقه ذهنك أم الله؟. يعرف الفلاح أنه يجب عليه أن يبذر البذور قبل الحصاد، وعليه أن يعطي التربة قبل أن يتوقع أن يأخذ منها، فإذا زرع الشح فسيحصل على محصول صغير، ولكن إذا زرع بالبركات فسيحصل على محصول وفير. وتعد نوعية البذار هامة أيضاً، فإذا بذر بذاراً ذات نوعية ضعيفة فسيحصل على محصول ضعيف، ولكن إذا بذر أفضل أنواع البذار فسيحصل على حصاد غني وجيد في نوعيته. لهذا فإن على الزارع أن يبذر بذاراً كثيرة من أفضل نوعية ويتوقع بعدها أن يحصل على حصاد ممتاز. لم يعطنا الآب أفضل بذاره فحسب ولكن كان على هذه البذرة أن تموت حتى تصبح مثمرة لكي يستعيد الإنسان مكانته في ملكوت الله. عندما نموت عن ذواتنا سنكون قادرين على أن نحيا لله، وأن نكون مثمرين بالأسلوب الذي يريده هو لنا، وعندما نهلك حياتنا حينئذ سنحصل على حياته وعلى غنى ميراثه الذي أعده لأولاده، أن أفضل البذار مكلفة جداً، وعندما تبذر بالبركات فهو أمر مكلف أيضاً، ولهذا فإن أذهاننا تحثنا: «لا تفعل هذا، فستخسر». يجب أن تقرر ما إذا كنت ستثق في الله أم أنك ستثق في تفكيرك البشري، ولكن الله لا يريدك أن تعطيه عن اضطرار، ولكن من قلب يفيض بالحب له وللآخرين، فالله لا يريد أن يعطيك وهو مضطر، ولكنه سيعطيك نتيجة لحبه، واهتمامه بك، فهو يعطي لأنه يريد أن يوفر لك كل ما تحتاج إليه. «والله قادر أن يزيدكم كل نعمة لكي تكونوا ولكم اكتفاء كل حين في كل شيء تزدادون في كل عمل صالح» (٢كو ٨:٩). كلما ازداد المحصول زادت البذار التي سنلقيها على الأرض مرة أخرى، والتي سنعطيها لله، وهو سيكثرها لنا بغنى وفير حتى لا نفرح نحن فقط بل يفرح أيضاً كل من أخذ من خلالنا وسنشكر الله جميعاً. «لأن افتعال هذه الخدمة ليس يسد إعواز القديسين فقط بل يزيد بشكر كثير لله» (آية ١٢). سيوفر الله لنا الكثير من الفرص حتى نعطي، سواء له مباشرة أو للآخرين، وعندما نعطي الآخرين سيعطينا الله. ستكون هناك الكثير من الفرص لنحب الآخرين ونخدمهم ونعطي أنفسنا لله في التسبيح، ونصلي صلوات تفيض بالإيمان من أجل احتياجات الآخرين، ونعطي أنفسنا لعمل الإنجيل، ونعطي للآخرين. عندما تبذر البذار يجب أن تنتظر الحصاد مثل الزارع، فالمحصول لا يظهر في الحال، وعادة ما تظهر الكثير من المشكلات في أوقات الانتظار، فمن السهل أن تستسلم في هذا الوقت. عادة ما يتوقع الزارع علامات لما عمله ، فهو ينظر دائماً إلى علامات ظهور الحصاد القادم، وعندما تصلي مؤمناً بمواعيد الله سيكون لك نفس توقع الزارع، فعليك أن تعطي للذي سيوفر لك احتياجاتك بالأسلوب الذي ترى أنه يطلبه منك، وعليك أن تتوقع الحصاد وتنظر باستمرار إلى علامات ظهور البذار التي زرعتها والتي سيكثرها أبوك الذي يحبك والذي علمك ...لتكن كلمات إيمانك: كما يقول الكتاب. «أعطوا تعطوا كيلاً جيداً ملبداً مهزوزاً فائضاً يعطون في أحضانكم. لأنه بنفس الكيل الذي به تكيلون يُكال لكم». أشكرك أحبك كثيراً تعال الى المسيح ليعطيك الحياة الأبدية لأنه يحبك ويحبني ويحب الجميع. |
12 - 05 - 2013, 07:42 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| العضوية الذهبية |::..
|
رد: "العطاء والمعطي"
ميرسى على موضوعك الجميل
|
||||
13 - 05 - 2013, 03:49 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | |||
..::| مشرفة |::..
|
رد: "العطاء والمعطي"
رائع جدا عاشت الايادي يا غاليه ماري ربنا يباركك
|
|||
13 - 05 - 2013, 07:54 AM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: "العطاء والمعطي"
شكرا على المرور |
||||
13 - 05 - 2013, 07:58 AM | رقم المشاركة : ( 5 ) | |||
..::| العضوية الذهبية |::..
|
رد: "العطاء والمعطي"
موضوع رائع وجميل جداًأختي العزيزة شكراً على المشاركة المفيدة والمثمرة ربنا يفرح قلبك على طول والمجد لربنا يسوع المسيح دائماً وأبداً...آمين |
|||
13 - 05 - 2013, 01:40 PM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: "العطاء والمعطي"
شكرا على المرور |
||||
|