رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حوار مسلسل في قانون الإيمان ( 14 ) السبت 11 مايو 2013 كتاب لقداسة البابا تواضروس الثاني كتب في فترة حبريته أسقفا عاما للبحيرة 74-لما كان الأقنوم الثاني هو الخالق:كل شئ به كان وبغيره لم يكن شئ مما كان(يوحنا1:3) كان لابد أن نفس الأقنوم هو الذي يجدد خلقتنا علي نفس الصورة التي خلقنا عليها أولا وفسدت,لكي نولد ثانية من فوق.(يوحنا3:3). وإذ هلك الإنسان من عدم المعرفة(هوشع4:6) فكن لابد-حسب قصد الله-أن يأتي أقنوم المعرفة والحكمة والفهم-أي اللوغوس-حتي يعرف الإنسان الله فيحيا في سعادته(متي11:27). لقد هلك العالم من الجهل,فكان لابد من الحكمة(أقنوم اللوغوس) لتنقذه وتخلصه. ثم أن الأقنوم الثاني هو الخاص بالإعلان عن الذات الإلهية: كقول القديس يوحنا الرسول:الله لم يره أحد قط.الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبر.(أي أعلن عنه). 75كيف يمكن أن يختص بالتجسد أحد الأقانيم دون الآب والروح القدس.مع أننا قلنا سابقا إنه لايتجزأ؟ إنه لايتجزأ.وهذا واضح من الأشياء المخلوقة...كالشمس لها قرص وحرارة وضياء,فإنك إن سترت الشمس بشئ وقت الظهيرة فإنك تجد حرارتها قد اتحدت بالأرض وتبقي كامنة فيها حتي دخول برودة الليل. فإن كانت الشمس تغيب وتستتر لكونها مخلوقة,وأما الإله فلا يخلو منه مكان ولايقدر شئ أن يحجزه.إنه يملأ الكل ويحوي الأشياء بأسرها ببساطة لاهوته,ولا شئ يحويه ولهذا اختص التجسد بالكلمة الأزلية ولم يفترق من الآب والروح القدس كما يليق به. 76-إذا...من هو المسيح عند المسيحيين؟ المسيح-له المجد-عند المسيحيين علي اختلاف أجناسهم وألوانهم ولغاتهم,وبالإجماع-شرقا وغربا-سواء الأرثوذكس منهم أو الكاثوليك أو البروتستانت هو(الله الكلمة المتجسد)(يوحنا 1:14). الله ظهر في الجسد(تيموثاوس الأولي3:16). الله وقد تجلي في كيان منظور هو المسيح.وهذا هو معني أنه:ابن الله لابمعني أن الله يلد كما يلد الإنسان أو الحيوان, معاذ الله من ذلك,لكنه هو ابن الله بمعني أنه:صورة الله غير المنظور أي أن الله وهو غير المنظور بطبيعته(يوحنا1:18) قد اتحد بإنسانيتنا ليصير منظورا للناس.فالمسيح هو الله الغير منظور وقد صار منظورا.ولماذا صار منظورا؟ لينجز مهمة الفداء والخلاص التي ما كان يمكن لغير الله أن يقوم بها كما سبق وقلنا في السؤالين 59و60. فالله قد تجسد في المسيح من أجل الفداء والخلاص: فالفداء كان هو الغاية...والتجسد كان هو الوسيلة.. 77-ولكن هل للعذراء مريم دور في موضوع الخلاص؟ قلنا قبلا إن الله بعمق محبته نزل إلي الإنسان ليخلصه,ولكن هذا الأمر احتاج تهيئة الإنسانية تدريجيا علي مدي تاريخ العهد القديم,حتي تحقق في شخص مريم العذراء ذروة الإيمان والتواضع والطاعة لله فاستحقت أن تكون هي معمل الاتحاد بين الله والإنسان ولذا ندعوها:والدة الإله=الثيؤطوكس(لوقا1:41-43). وهي بذلك تتقدم الملائكة لأنها أهلت في ذاتها أن تحمل ابن الله المتجسد,فتصير هيكلا حيا للإله الذي اتخذ جسدا منها لأجل خلاصنا. لقد صار إنسانا ولم يحل في إنسان علي حسب تعبير القديس أثناسيوس الرسولي. ومع هذا كله فإنها تحتاج إلي الخلاص مثل أي إنسان آخر,وهذا واضح جدا في تسبحتها المذكورة في(لوقا1:46-55). 78-ما الفرق بين قولنا:تجسد وقولنا:تأنس؟ تجسد...أي أخذ جسدا تأنس...أي صار إنسانا ومعني ذلك:أن الرب يسوع المسيح هوالإله المتأنس إله تام وإنسان تام.إله حقيقي وإنسان حقيقي.لاهوت وناسوت متحدين في شخص واحد بغير اختلاط ولا امتزاج ولاتغيير-شخص ابن الله المتجسد. ولذا يدعو الأرثوذكسيون بأنهم أصحاب الطبيعة الواحدة,أو حسب تعبير القديس كيرلس السكندري-البطريرك الـ24:طبيعة واحدة لله الكلمة المتجسد. والتعبير الكيرلسي الأصلي يشير إلي طبيعة متآلفة(متحدة) وليسواحدة عدديا. 79-وهل هناك بركات أخري من وراء التجسد غير أنه كان وسيلة لفداء الإنسان؟ بعقيدة التجسد صار الله يحيا في وسط البشر وليس بعيدا عنهم,وما صاحب ذلك من شعور بالأمان والسعادة والاطمئنان والشبع بالتعاليم الإلهية. كما أن التجسد وحلول الله بين البشر كان دافعا قويا في الكرازة باسم المسيح عبر العالم كله(1يو1:1),ثم أنه وضع مثالا للفضيلة لكي نتبع أثر خطواته(1بط2:21). لقد صار الله بالتجسد حاضرا في العالم دائما في شخص المسيح له المجد,وصرنا نحن المؤمنين به نمثل حضور المسيح في العالم لأننا جسده من لحمه ومن عظامه(أفسس5:30) ولذلك سمي عمانوئيل(الله معنا). استطاع المسيح في فترة تجسده أن يقدم صورة مثالية للإنسان الكامل كما ينبغي أن يكون,وأعطي الناس فكرة عن السلوك الروحي بمثال عملي قدمه لهم. ناب عن البشرية في إتمام كل بر وقدم طاعة كاملة لله الآب, وناب عن البشرية في الصوم وفي التوبة عندما تعمد من يوحنا. وضع الشريعة المثالية وصحح مفاهيم الناس في الشريعة مثل شريعة السبت التي وضعت لأجل الإنسان وليس الإنسان من أجل السبت.أكمل الرموز والنبوات وقرب إليهم صورة الله وأعطاهم فكرة عن الله المحب الحنون الطيب الذي يعيش داخل قلوبهم. فكان المسيح صورة(وسيلة) إيضاح مبسطة عن الله والخلاصة. إن في التجسد بركات عديدة علي رأسها تحقيق الفداء. |
18 - 05 - 2013, 01:48 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: حوار مسلسل في قانون الإيمان ( 14 )
ميرسي كتير
بركه البابا تواضروس تشملك دايما |
||||
|