شرح الكتاب المقدس - العهد القديم - القس أنطونيوس فكري ملوك الأول 9 - تفسير سفر الملوك الاول الآيات 1-9:- وكان لما أكمل سليمان بناء بيت الرب وبيت الملك وكل مرغوب سليمان الذي سر أن يعمل. أن الرب تراءى لسليمان ثانية كما تراءى له في جبعون. وقال له الرب قد سمعت صلاتك وتضرعك الذي تضرعت به امامي قدست هذا البيت الذي بنيته لاجل وضع اسمي فيه إلى الابد وتكون عيناي وقلبي هناك كل الأيام وانت أن سلكت امامي كما سلك داود ابوك بسلامة قلب واستقامة وعملت حسب كل ما اوصيتك وحفظت فرائضي واحكامي. فاني اقيم كرسي ملكك عن إسرائيل الى الابد كما كلمت داود اباك قائلًا لا يعدم لك رجل عن كرسي إسرائيل. أن كنتم تنقلبون انتم أو ابناؤكم من ورائي ولا تحفظون وصاياي فرائضي التي جعلتها امامكم بل تذهبون وتعبدون آلهة أخرى وتسجدون لها. فاني اقطع إسرائيل عن وجه الأرض التي اعطيتهم اياها والبيت الذي قدسته لاسمي انفيه من امامي ويكون إسرائيل مثلًا وهزاة في جميع الشعوب وهذا البيت يكون عبرة كل من يمر عليه يتعجب ويصفر ويقولون لماذا عمل الرب هكذا لهذه الأرض ولهذا البيت. فيقولون من اجل أنهم تركوا الرب الههم الذي اخرج اباءهم من ارض مصر وتمسكوا بالهة أخرى وسجدوا لها وعبدوها لذلك جلب الرب عليهم كل هذا الشر استجاب الله لسليمان بنار قبلت الذبائح 2 أي 1:7 ثم جاء رد آخر لسليمان بعد أن أكمل بناء بيته أي بعد 13 سنة من التدشين. ويبدو أن سليمان كان قد بدأ في محبته الغريبة لنسائه الوثنيات وبدأ قلبه يزيغ وراء الهتهن ولذلك يحذره الله هنا بأن شرط استمرار نعمته ووجوده وسطهم أن يحفظوا وصاياه وفي (8) يكون عبرة ترجمتها هو ما حدث للهيكل بعد ذلك فعلا من أنه صار كومة خرائب وهدم تماما ويصفر من الدهشة. فالهيكل هو بيت الزوجية الذي يجتمع فيه الله (العريس) مع عروسه (كنيسته) لذلك إذا خطب العريس عروسه يملأ بيت الزوجية من مجده لكن إن خانت العروس عريسها يترك لها البيت وهذا ما حدث حينما مالت إسرائيل وراء عبادة الأوثان ففارق مجد الله الهيكل حز 23:11 وأصبحت أورشليم والهيكل بدون حماية الله فخربت بابل الهيكل وأورشليم. وحدث هذا ثانية حينما رفضت إسرائيل عريسها وصلبته فخرب الرومان الهيكل " هوذا بيتكم يترك لكم خرابا مت 37:23-39. ويقال نفس الكلام عن كل من يفسد جسده بالخطية 1 كو 17،16:3, الآيات 10-14:- وبعد نهاية عشرين سنة بعدما بني سليمان البيتين بيت الرب وبيت الملك. وكان حيرام ملك صور قد ساعف سليمان بخشب ارز وخشب سرو وذهب حسب كل مسرته اعطى حينئذ الملك سليمان حيرام عشرين مدينة في ارض الجليل. فخرج حيرام من صور ليرى المدن التي أعطاه اياها سليمان فلم تحسن في عينيه. فقال ما هذه المدن التي اعطيتني يا اخي ودعاها ارض كابول إلى هذا اليوم. وارسل حيرام للملك مئة وعشرين وزنة ذهب. عشرين سنة = 7 لبناء الهيكل + 13 لبناء بيوت الملك. من آية (11) يتضح أن حيرام أرسل لسليمان الذهب ومن آية (14) نجده أرسل له ذهبا 120 وزنة وفي آية (11) 20 مدينة في أرض الجليل = قد نكون المدن هي ضمانة للقرض (120 وزنة الذهب) الذي أعطاه حيرام لسليمان والقرض كان بسبب إنشاءاته الكثيرة. والسبعينية ترجمت كلمة كابول الواردة هنا في آية (13) أنها أرض حدود مما يشير أنها خارج حدود إسرائيل لأنه ليس من حق سليمان أن يعطى أرض إسرائيل لأحد فهي أرض الله. ولذلك يبدو أن هذه المدن كانت خارج حدود إسرائيل وهي من اراضى الكنعانيين شمال الجليل وقد بسط سليمان نفوذه عليها ثم أعطاها هدية لحيرام مقابل الذهب. وهي غالبًا قريبة من صور أو على حدود صور. وفي آية (13) ما هذه = لعل المدن كانت خربة أو هو طمع في مدن أكبر أو أنها كانت مدنا زراعية وهو أراد مدنا ساحلية فأهل صور أهل تجارة في البحر لا يفهمون في الزراعة. ولكن عموما لم يحدث خلاف عميق فمازال حيرام يدعوه يا أخى ومن (2 أي 2:8) نستنتج أن حيرام أعاد المدن لسليمان فبناها سليمان وأسكن فيها شعبه وغالبًا أرسل سليمان هدية أخرى لحيرام. وحتى يعيد سليمان القرض (120 وزنة ذهب) إلى حيرام فرض على شعبه جزية كبيرة. كابول = كلمة فينيقية تعني عدم رضاء وإستياء وهي اسم احتقار وعموما فشروط الإتفاق لم تشمل أن يعطى سليمان لحيرام مدنا. الآيات 15-28:- وهذا هو سبب التسخير الذي جعله الملك سليمان لبناء بيت الرب وبيته والقلعة وسور اورشليم وحاصور ومجدو وجازر. صعد فرعون ملك مصر واخذ جازر واحرقها بالنار وقتل الكنعانيين الساكنين في المدينة وأعطاها مهرا لابنته امراة سليمان. وبنى سليمان جازر وبيت حورون السفلى. وبعلة وتدمر في البرية في الأرض. وجميع مدن المخازن التي كانت لسليمان ومدن المركبات ومدن الفرسان ومرغوب سليمان الذي رغب أن يبنيه في اورشليم وفي لبنان وفي كل ارض سلطنته. جميع الشعب الباقين من الأموريين والحثيين والفرزيين والحويين واليبوسيين الذين ليسوا من بني إسرائيل. ابناؤهم الذين بقوا بعدهم في الأرض الذين لم يقدر بنو إسرائيل أن يحرموهم جعل عليهم سليمان تسخير عبيد إلى هذا اليوم واما بنو إسرائيل فلم يجعل سليمان منهم عبيدا لأنهم رجال القتال وخدامه وامراؤه وثوالثه ورؤساء مركباته وفرسانه. هؤلاء رؤساء الموكلين على أعمال سليمان خمس مئة وخمسون الذين كانوا يتسلطون على الشعب العاملين العمل ولكن بنت فرعون صعدت من مدينة داود إلى بيتها الذي بناه لها حينئذ بنى القلعة. وكان سليمان يصعد ثلاث مرات في السنة محرقات وذبائح سلامة على المذبح الذي بناه للرب وكان يوقد على الذي أمام الرب واكمل البيت. وعمل الملك سليمان سفنا في عصيون جابر التي بجانب ايلة على شاطئ بحر سوف في ارض ادوم. فارسل حيرام في السفن عبيده النواتي العارفين بالبحر مع عبيد سليمان. فاتوا إلى اوفير واخذوا من هناك ذهبا اربع مئة وزنة وعشرين وزنة واتوا بها الى الملك سليمان. معنى (15) أن خدمة التسخير التي فرضها سليمان كانت بداعى بناء هيكل الرب وباقي المباني. القلعة = ربما كانت قلعة قديمة من أيام اليبوسيين (2 صم 6:5 + 2 أي 5:32) وصارت جزء من سور أورشليم. جازر = هي كانت تتبع إسرائيل يش 33:10 + 12:12 وربما تمرد أهلها أو أخذها الكنعانيين فجاء فرعون فأخضعها وأعطاها هدية لسليمان بعد زواجه من ابنته.مدن المركبات = فكان له 1400 مركبة، 12. 000 فارس وقد تم توزيع الخيل والفرسان على المدن ليجدوا طعاما وهذا ما أثقل كاهل الشعب بالضرائب لذلك حذر صموئيل الشعب قديما من أن يكون لهم ملكا يستخدمهم كعبيد ويثقل كاهلهم بالضرائب ويزيد من خيله ونسائه. مرغوب سليمان = من جنات وفراديس وكروم... الخ.. ثوالث = كل مركبة بها سائق ومحاربان والثالث قد يكون قائد المركبة أو عدد المركبات. وقد يكون الثالث هو الذي يرافق الملك وسائقه في عربة الملك وبذلك تكون وظيفة الثالث وظيفة عظيمة. 3 مرات فى السنة = في الأعياد الكبيرة (الفصح والأسابيع والمظال).عصيون جابر = مدينة على خليج العقبة على البحر الأحمر وإيلة بجانبها. وفي (25) وكان سليمان يُصعِد.. ويوقد = قطعًا كان هذا عن طريق الكهنة. فى أرض أدوم = فداود وضع محافظين في أرض أدوم، وكان الأدوميين عبيدا لداود وصارت أدوم تحت حكم إسرائيل.فأرسل حيرام في الغد عبيده = أرسل البحارة الصوريين ذوى الخبرة مع بحارة سليمان المبتدئين. أوفير = قد تكون في شرق إفريقية أو الهند وقد تكون سيلان. 420 وزنة = وفي 2 أي 18:8. قيل 450 وزنة فيكون أن حيرام أخذ لنفسه 30 وزنة. ولاحظ في 21،20 أن سليمان جعل الكنعانيين عبيدا وبذلك تحققت نبوة نوح عليهم (تك 25:9-27). هنا في هذا الإصحاح رأينا سليمان يهتم بالتجارة والأعمال العامة.