رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حوار مسلسل في قانون الإيمان (11) 54 -وهل هذا يعني أن الشر أمر دخيل علي البشرية؟ السبت 13 ابريل 2013 كتاب لقداسة البابا تواضروس الثاني كتب في فترة حبريته أسقفا عاما للبحيرة Bookmark and Share تماما, لأنه منذ مخالفة آدم والشر بدأ يعرف طريقه إلي البشرية كلها, وظل يتفاقم ويستشري جيلا بعد جيل حتي تشوهت صورة الإنسان البار (أفسس4:24), وسيطر علي الإنسان مرض اسمه الشر... وقامت جهود إنسانية من شرطة, قضاء, سجون, مستشفيات, لعلاج ذلك المرض, لكن النتيجة المحزنة والمؤلمة أن الشر تزايد بقدر ما تزايدت جهود المصلحين بسبب أن الشر كامن داخل الإنسان وليس مجرد مظهر خارجي, ولذا لا يمكن انتزاعه بالقوة المادية. 55- إذا... هل هناك نتائج ترتبت علي هذا السقوط؟ نعم... ثلاث نتائج خطيرة نتجت من سقطة آدم, ولذا يسمي البعض خطية آدم مأساة التفكك الثلاثي: أ- تفكك في وحدة الإنسان مع ذاته: حيث ثارت عليه الغرائز والشهوات والأهواء وصار يؤله -وهو الكائن العاقل بين المخلوقات جميعا- المال والقوة والجاه والنفوذ والجنس والعلم... إلخ. لقد كان آدم قبل السقوط مصونا من الشهوة والجهل والموت. ب- تفكك في وحدة الإنسان مع غيره: لأن الله وحده هو الذي يوحد بين البشر, فالخطية بإبعادها الإنسان عن الله تبعده عن قريبه (تكوين3:12). لذا نقرأ أن السقوط تلاه قتل قايين لأخيه هابيل. ثم انفجرت الأحقاد بين البشر... وقبل السقوط كان مصونا من الحقد والتناقص والصراع والنزاع. جـ- تفكك في وحدة الإنسان مع الطبيعة: صار هناك عدم انسجام بين الإنسان والطبيعة (تكوين3:17, 18) وصار الإنسان ضحية لنواميس الكون التي أصبحت مصدر متاعب وكوارث ونكبات للإنسان, وأخذت الحيوانات تؤذيه والجراثيم تفتك به... أما قبل السقوط فقد كان مصونا من المرض والألم... إلخ. 56- وهل تغيرت صورة الإنسان بعد الخطية عن الصورة التي كان قبلها؟ يمكن أن نصيغ السؤال صياغة أخري فنقول: كيف يعرف الإنسان أن الحالة التي هو عليها الآن ليست هي وضعه الأصيل؟ أو... كيف يقدر أن يدرك مدي سقوطه بدون معرفة ما كان عليه قبل السقوط؟ وللإجابة نقول: وإننا لم نعرف معني الخطية إلا بعد ما تعرفنا علي ربنا يسوع المسيح الذي يسميه بولس الرسول أخينا الكبير (رو8:29) الذي شابهنا في كل شئ ما عدا الخطية وحدها عندما أتي متجسدا علي الأرض. إذا... في لقائنا مع الرب يسوع تتحقق صورة الله الكاملة فينا والتي أرادها أولا, وهذا هو سر التجسد الذي تم فيه لنا لقاء أفضل من الذي كان يوم الخلق. 57- معني ذلك... أن البشر كانوا في حاجة لمن ينقذهم... بالفعل كانوا ليس فقط في حاجة لمن ينقذهم بل أيضا لمن يجدد طبيعتهم ويعيد قدرتهم. أي أنهم كانوا بحاجة لآخر لثلاثة أسباب علي الأقل: 1- منقذ: ينقذهم ويفديهم ويخلصهم من الخطية, فبعد سقوط آدم وطرده من الفردوس محكوما عليه بالموت. بدأ يظهر الندم والاعتراف والصلوات والذبائح, وكان تقديم الذبيحة يعني أنه أحس بحاجته إلي فادي, ولكن كان مستحيلا أن يكون الحيوان وسيطا بين الإنسان والله. إلا أن تقديم الذبائح باستمرار هو للتذكرة الدائمة المتكررة بأن الإنسان بحاجة لا إلي وسيط بل إلي الوسيط الذي كانت تشير إليه تلك الذبائح الدموية (عبرانيين9:26), إذا معني الفداء هو أن هناك ضرورة لوسيط ينقذ... (رومية5:6-8). 2- مجدد: يجدد طبيعة الإنسان بعد أن أفسدتها الخطية تماما وسري فيها الشر, ولا يستطيع أن يقوم بهذا العمل إلا الله فقط لسبب بسيط أنه هو خالق الإنسان. وطبعا لم يكن بإمكان الإنسان أن يرتفع إلي الله بسبب الشر الذي طوقه بسلاسل تمنعه من كل حركة لأعلي, لذا كان في حاجة إلي أن يأتيه الله متجسدا ليقيمه من سقطته ويرتفع به وينقذه ويجدد خلقته. 3- مثال: لقد كان البشر بحاجة لمن يقدم لهم مثال الكمال الإنساني ولذا نري السيد المسيح -له المجد- يعلم الفضيلة بشخصه وليس بكلامه. كما فعل كل المعلمين الذين سبقوه... ونراه يتحدي عصره وكل عصر من منكم يبكتني علي خطية (يوحنا8:46) وهكذا كان مجيئه بيننا كمثال لكي نتبع خطواته (1بط2:21). وهكذا, في شخص المسيح المبارك تحققت هذه الحاجات الثلاث: منقذ - مجدد - مثال |
15 - 04 - 2013, 10:59 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: حوار مسلسل في قانون الإيمان (11)
ميرسي كتير
بركه البابا تواضروس تشملك دايما |
||||
|