منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13 - 04 - 2013, 06:28 PM   رقم المشاركة : ( 11 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,556

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: تأمل في سفر المزامير : انتصار الملك بقدرة راكب الكاروب

v ارتجت الأرض :
يقدم لنا هذا الجزء من المزمور وصفاًً تفصيلياً لمظاهر تدخّل الله العجائبي: زلزال، عاصفة، برق، رعود وسيول المياه، يتبع بنزول الرب على السحاب، راكباً الكاروبيم،سمع الرب صرخة داود نبيّه ومسيحه وحضر، فعرفته الخلائق وارتعبت الأرض وكان لارتجاف الطبيعة أربعة مظاهر ولغضب الرب أربع أخرى:
Ø المظهر الأول: ارتجاج وتزلزل:الأرض تلك الخليقة التي تحمل الجبال والبحار والنبات والحيوان، شعرت بحضور الرب الذي نزل ليخلص مسيحه (نفس ما حدث في الصليب).
v ارتعشت الأرض :
Ø المظهر الثاني: رعب ورعشة:قد يكون الارتجاج نتيجة ارتطام أو بركان أو زلزال، كلا أنها ترتعش والرعشة علامة خوف، الأرض خائفة، أمنا الأرض ترتعش من هول الحدث، الرب ينزل من سماواته ليخلص مسيحه وينقذه من حبائل الموت وشراك الجحيم. يا للهول! الأرض ترتجف وترتعش أمام حضرة الرب بينما الملك شاول الممسوح الخائن الذي فارقه روح الرب بسبب خطاياه، لا يشعر حتى بلحظة ندم بل يتمادي في غيه محاولاً أن ينفّذ إرادته حتى لو كانت عكس إرادة الله ومشيئته، يريد أن يحتفظ بالعرش وقد أنزله الرب عنه، يريد القضاء على داود وقد مسحة الرب ملكاً، ويبغي البقاء حياً وقدر صدر عليه حكم الموت. الخليقة تريد إملاء إرادتها على الخالق.
v تزعزعت أسس الجبال :
Ø المظهر الثالث:تزعزع كياني:الجبال هي أقوى عناصر الطبيعة وأشدها قوة وصلابة ورسوخاً وشموخاً، لأنه ذات أساس صخري عميق ومتدرج العلو فلا يمكن زعزعته. اليوم تتزعزع لا الجبال بل أسسها، وهو نفس ما حدث مع صلب المسيح...
v ومادت من شدة غضبه :
Ø المظهر الرابع: تحاشي وهروب: كلمة ماد تعني مال فيما يشبه الانهيار، لقد شعرت الجبال بغضب الرب فمالت لتتحاشى لقائه، فهي ليست حمقاء كالإنسان المغرور الظالم الباغي... شعرت الجبال بصرخة البريء، لكنها لم تستطع أن تحميه وأحسّت الأرض بشقائه ورفضت أن تشارك في شرب دماءه، أمّا الإنسان القاسي القلب فلم يرحم أخاه... لكن الرب سمع صراخ المسكين فهرع إليه وطأطأ سماء سمواته ونزل ليخلصه، نزل اليوم في غضب شعرت به الجبال فمادت، بينما ظل الإنسان في غيّه كأنه ندّ لله، بل ويريد أن يفرض عليه إرادته.
  رد مع اقتباس
قديم 13 - 04 - 2013, 06:29 PM   رقم المشاركة : ( 12 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,556

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: تأمل في سفر المزامير : انتصار الملك بقدرة راكب الكاروب

9 - تصاعد دخان من أنفه ونار آكلة من فمه وجمر متقد ولهيب:
"ارتجفي أيتها الأرض وارتعشي أيتها المسكونة"لماذا ارتجت الأرض وتزعزعت أسس الجبال ومادت قممها أمام الرب؟ وكيف شعرت به ولم يشعر الإنسان؟ ماذا رأت من مظاهر غضب الرب الرهيب؟:
v تصاعد دخان:
Ø المظهر الأول: الدخان: يشير إلى النار والنار قوة لا يمكن مواجهتها، ولا يملك الإنسان سوى الفرار أمامها مرتعباً. والنار في العهدين القديم والجديد من المظاهر المصاحبة دوماً لحضور الله سواء في العلّيقة على الجبل أم في ظهور الرب وتجليه أمام شعبه مع موسى (خروج : 21)، سواء في هلاك سادوم وعامورة أم في الأتون وحتى حلول الروح القدس على التلاميذ يوم العنصرة. وتصاعد الدخان علامة لوجود النار وتأججها. كأن غضب الرب بركان ينفجر وما أدراك ما البركان وما يقذف من حمم النار واللهب الذي يسيل ملتهماً كل شيء. لقد ثار غضب الرب وانفجر كالبركان على الأشرار ليقضي عليهم ويدمرهم.
v من أنفه:
Ø المظهر الثاني:تصاعد الدخان من الأنف: الأنف هي المنخار الذي تبعث منه الكائنات الحيّة الثائرة زفرات من بخار الماء تندفع كالدخان، تعبيراً عن قوة الانطلاق وسرعة الحركة والغضب الذي يحمل الكائن الهائج أن يخرج الزفير من أنفه بدلا من فمه. وهو تعبير مجازي يعبر عن قوة غضب الله على الطغاة. فأنف الرب كيده وزراعه وعينه وقدمه، أعضاء تُشير إلى وظائف معينة وعمل محدد، وبالطبع ليس لله من أنف ولا خرج منه دخان.
v ونار آكلة من فمه :
Ø المظهر الثالث:نار آكلة من الفم: نفس التشبيه المجازي وإذا كانت النار الآكلة كامنة في الفم، فمن الطبيعي أن يخرج الدخان من الأنف فلا دخان بدون نار... والنار الآكلة قادرة على تدمير وإبادة ما قدامها. لكن ليس لله من فم ولا تخرج منه نار.
v حجر متقد ولهيب :
Ø المظهر الرابع:الحجر المتقد هو مصدر النار واللهيب والدخان، إنه نهر اللافا الخارج من البركان، وهنا نرى التدرج التصاعدي في التعبير عن الغضب: من الدخان إلى النار إلى مصدر النار المتقدة إلى اللهيب الآكل المدمر، هذا التصاعد، يصور صبر الله الذي نفذ وهو ينتظر عودة الباغي عن غيّه، لكن بدلاً أن يتوقف ويتوب استثار المزيد من السخط وأفسد عمل الله، فما بقي للجبار سوى أن يهبّ غاضباً.
  رد مع اقتباس
قديم 13 - 04 - 2013, 06:29 PM   رقم المشاركة : ( 13 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,556

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: تأمل في سفر المزامير : انتصار الملك بقدرة راكب الكاروب

10 - أزاح السماوات ونزل منها، والضباب الكثيف تحت قدميه:
قام المقتدر، خرج الجبار، تحرك العلي من سماواته بعدما شاهد ظلم بعينيه وسمع صلاة البريء المظلوم وصراخه. في أربع مظاهر تابعنا رعب الطبيعة حين شعرت بغضب الرب، الذي تجلى بدوره في أربعة مظاهر. تعالوا نستعرض مشاهد حركة الله وعناصر تدخله لخلاص الإنسان وهي تتجلى في اثني عشر مشهد عجيب ورهيب:
v أزاح السماوات :
Ø المشهد الأول: إزاحة السماوات: عندما يقابل الإنسان ما يعيق تحرك سيره، يقوم بإزاحته من أمامه سواء كان هذا العائق شخصاً أو شيئاً. فما بالك بالجبار الساكن في الأعالي، السماء موضع عرشه والأرض وما فيها موطئ قدميه، ها هو في سبيل إنقاذ إنسان يصرخ، يزيح السماء ويطويها كرداء ليهبط على الأرض، غير عابئ بالمسافات ولا مبال بالهبوط ولا ملتفت إلى النجوم... ابنه يصرخ ألا يسرع لنجدته؟ لم يعد شيء يهمّ، لا سماء ولا أرض، لا علو أو انخفاض، لا بعد ولا قرب... ما أروع التعبير، يزيح الرب السماء وينزل مسرعاً لينقذ نفس تصرخ وقد سقطت في يد العدو! لماذا يتعجب البعض إذن من أن ينزل الابن الأزلي من السماء في ملئ الزمان متجسداً من عذراء، ليخلص البشر أجمعين من عدوهم الأبدي...
v والضباب الكثيف تحت قدميه:
Ø المشهد الثاني: دوس الضباب بقدميه: الضباب حاجز وعائق لكنه عند الرب وسيله، وهو يدوسه بقدميه علامة الجبروت والقدرة، فلا شيء يهم ولا حساب للوسائل والخطوات والمناهج والأدوات المهم لديه هو أن يلحق بابنه قبل أن يفترسه العدو. حتى ولو ركب على السماء والتحف بالضباب ووطئه ليصل إلى حيث ابنه الصارخ نحوه! الله الحاضر في كل مكان، تمتد أذناه إلى حيث يختبئ داود أبنه، وتبصر عيناه مكنونات الضمائر، وتصل قدرته إلى أقاصي الأرض، لا يحتاج إلى كل هذه المظاهر ليتحرك ويتواجد بقرب ملتمسيه، لكنه تصوير قلب الابن الذي يريد في هذه اللحظات بالذات أن يشعر بقوة أبيه ويريد أن يجسدها أمام الجميع، شهادة ودعماً لهم في لحظات الضيق وشديد التجارب.
  رد مع اقتباس
قديم 13 - 04 - 2013, 06:29 PM   رقم المشاركة : ( 14 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,556

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: تأمل في سفر المزامير : انتصار الملك بقدرة راكب الكاروب

11 - ركب على كروب وطار وحلق على أجنحةالرياح:
v ركب الرب على كاروب وطار :
Ø المشهد الثالث: الطيران والتحليق: يمتطي الفارس جواداً لينطلق نحو المعركة كما يركب المسافر دابة ليصل حيث يريد... كانت هذه وسائل المواصلات حينها قبل اختراع السيارة والدبابات والطائرة، فماذا يليق بالرب أن يركب؟ وما الوسيلة التي تستطيع أن تحمل هذا الجبار المسرع الملهوف! لم يجد النبي وسلة أروع ولا أعظم من الكاروبيم، فما هو الكاروبيم ؟
Ø المشهد الرابع: امتطاء الكاروب العجيب: أصل الكلمة فرعوني "كوراب" وتعني الحصانالمجنح وهو رسم لحيوان أسطوري موجود في معبد أوناس بسقارة في الجيزة، يجمع هذا الحصان المجنح بين قوة الخيل وسرعتها ومرونة حركتها، وقدرة الطير على الطيران ومهارته في فنون التحليق عالياً. وذلك بغرض الوصول بأقصى سرعة نحو الهدف متجاوزاً جميع العقبات...وقد تحول الكوراب في اللغة الهيروغليفية إلى كاروب في العبرية وصار في جمع التعظيم كاروبيم.
يظهر الكاروبيم في الكتاب المقدس على شكل إنسان ذو ستة أجنحة وهو ممثل للحراسة الملائكية التي تخدم في حضرة الله...ذكر عدة مرات في الكتاب المقدس أولها في سفر التكوين "أقام شرقي الجنة كاروباً" (تكوين3: 24 ) وفي سفر صموئيل الثاني فهي الشاهدة للمجد ترتاح على الشاروبيم التي كانت على كرسي الرحمة ( غطاء تابوت العهد) "وقام داود وذهب هو وجميع الشعب الذي معه من بني يهوذا ليُصعدوا تابوت الله الذي يدعى عليه بالاسم اسم رب الجنود الجالس على الكاروبيم" (2 صموئيل 6 : 2). وفي سفر المزامير "يا راعي إسرائيل أصغ، يا قائد يوسف كالضأن، يا جالساً على الكاروبيم أشرق" ( المزمور 80 ) كما يظهر مراراً عديدة في سفر الرؤيا ... ويقدم حزقيال النبي الكاروبيم في صورة مركبة " لكل واحد أربعة أوجه ولكل واحد أربعة أجنحة وشبة أيدي إنسان تحت أجنحتها، وشكل جوهرها هو شكل الوجوه التي رأيتها عند نهر خابور، مناظرها وذواتها كل يسير إلى جهة وجه "( حزقيال 10 : 21 – 22 ).
إنها مطية عجيبة لذلك الكائن الجبار، لا مثيل لها في سرعتها ولا في قوة ولا عدد أجنحتها أو في مرونة حركتها، إنها تجسيد لكل قوى الطبيعة من قوة وسرعة تلبية ومرونة وسرعة رد فعل وقدرة على الحركة وتغيير الاتجاهات... بالإضافة إلى قوى فائقة للطبيعة متمثلة في تعدد الأيدي والأرجل والأجنحة والعيون، إنها في النهاية قادرة على أن تجعل راكبها "حاضر" في كل مكان بمجرد لحظة، فهي عرش الله المتحرك بسرعة لا نظير لها، تجعله حاضراً دوماً في كل مكان وفوراً في التو واللحظة. والله الجالس فوقها كعرش قد حركها هذه المرة باتجاه داود ابنه المحاصر ...
  رد مع اقتباس
قديم 13 - 04 - 2013, 06:30 PM   رقم المشاركة : ( 15 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,556

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: تأمل في سفر المزامير : انتصار الملك بقدرة راكب الكاروب

v محلقاً على أجنحة الريح:
Ø المشهد الخامس: التحليق على أجنحة الرياح: إعلاناً عن سرعة مجيئه لخلاص أولاده دون أن يوجد عائق في الطريق. ولأن قوة أجنحة الكاروبيم الجبارة تفوق قوة الرياح مهما عظمت، فسمات هذه المركبة الإلهية الله أنها كلية القدرة كراكبها وتعبر عن شخصيته وجبروته، فليس غريباً أن تحلّق فوق أجنحة الرياح التي عادة ما تسيطر وتوجه وتحدد مسيرة من يركبها.وكما جاء في المزمور"الذي جعل مسالكه على السحاب الماشي على أجنحة الرياح". (المزمور 104: 3) ذلك لأنها أمام قوة كاروب الرب لا تملك إلا الخضوع والاستكانة والطاعة.
12 - جعل الظلمة والغيوم الداكنة ستراً حوله :
Ø المشهد السادس: التستر بالظلام والغمام: لا يدع الله وسيلة تفوته للحاق بأحبائه، وهو كمقاتل جبار، يستخدم كل سلاح، فإذا كانت الظلمة هي ما يعيق الجيوش ويوقف زحفها فتهدأ وتسكن إلى حين انقشاعها، فهذا الظلام لا يوقف كاروب الرب المنطلق بأسرع من البرق لنجده أحباءه بل إنه يستخدم هذه الظلمة كسلاح إذ يجعل منها ستاراً يخفيه عن العدو حتى يجد نفسه فجأة أمام ذلك الجبروت فيُصرع في لحظة.
v كذلك الغيوم الداكنة الممطرة مظلته:
Ø المشهد السابع: الاستظلال بالغيوم الداكنة: هذا الجبار يستخدم أيضاً الغيوم التي تخشاها الجيوش ويسخرها سلاحاً! فإن كانت تلك الغيوم الداكنة اللون، الحبلى بالمطر تعتبر عائقاً لجيوش البشر بما تسبب من بلل وانزلاق وأوحال وسيول يتحاشاها المحاربون ويستظلون منها في الخيام... فجبروت إله داود يحوّل تلك الغيوم بعينها إلى مظلة يستظل بها ذلك الجبار وهو ممتطِ لصهوة كاروبه الجبار، ما أعجبك يا الله، ما أروعك يا داود.
  رد مع اقتباس
قديم 13 - 04 - 2013, 06:30 PM   رقم المشاركة : ( 16 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,556

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: تأمل في سفر المزامير : انتصار الملك بقدرة راكب الكاروب

13 -من البريق أمامه تفجرت الغيوم برداً وجمر نار:
Ø المشهد الثامن: انفجار الغيوم برداً وناراً: يزيد النبي تعمقاً وإبداعاً في وصف أجواء وتفاصيل تلك المعركة الرهيبة المزمعة الوقوع بين جيوش الطغاة وجبروت الله الذي نزل ليدافع عن الضعفاء والمظلومين الصارخين نحوه... كاروب الله الرهيب بسرعته وضوءه وحرارته، جعل الغيوم الداكنة الحبلى تنفجر مطراً... لقد حول الرب الغيوم إلى سلاح فتّاك يهلك فليس هذا النوع من المطر طبيعياً في ظروف وأجواء الشرق، فالبرد أصعب من المطر والثلج المتساقط، إنه عبارة عن حصى من الثلج يمكن أن يصل سمك الكرة منها إلى خمس سنتيمترات ويزيد، بحيث تشكل كرة البرد قذيفة موجهة مدمرة كالنار تماماً...
14 - أرعد الرب من السماء واسمع العلي صوته برداً وجمر نار :
Ø المشهد التاسع: الإرهاب بصوت الرعد: بدأت المعركة وافتتح الرب نزوله على الأرض المرتعدة أمامه والضباب الذي يفر من وقع أقدام كاروبه الرهيب، بصوت الرعد بديلاً عن البوق الذي يعلن عادة بدء المعركة.كثيراً ما أُستخدم صوت الرعد ليدل على حضور الله في الكتاب المقدس، ويعقب الرعد برق يشق السماء في صورة لهيب وبعده مطر رهيب ككرات البرد كقذيفة فيصيب كجمر وككرة من نار... وهذه كلها أسلحة طبيعية يستخدمها الرب في حربه الفتاكة ليعلن حضوره ومجده فيرعب الأعداء ويخلص أتقياء يطلبونه بقلوبهم.(خروج 9: 24-25؛ مزمور 78: 47-48؛ 105: 32؛ حجاي 2: 17).
15 - أرسل السهام فانتشرت والبروق فتطايرت بكثرة :
Ø المشهد العاشر: انتشار البرق كالسهام المتطايرة:في هجوم جوي يمهد للمعركة البرية تنتشر السهام محلقة وبكثرة تضيء لها البروق طريقها لتصل إلى أهدافها المحددة دون أن تخطئ هدفاً!!! حقاً لقد كان داود قائداً عسكرياً محنكاً يعرف أن المعارك تبدأ بسيل من السهام تبعثر صفوف العدو وتخلخل توازنه الدفاعي، نقبل ذلك في زمانه... أمّا أن يصف ما يُصنع في معارك القرن العشرين فهذا عجيب فكأنه يصف حرب أفغانستان أو العراق تبدأ بهجوم جوي يدمّر البنية الأساسية ثم تعقبه الجيوش البرية... والغريب أن تبدأ الحرب بأصوات وصفارات الإنذار الشديد وتُفتتح بطلعات جوية كثيفة تندفع قذائفها النارية الموجهة بدقة شديدة وبسرعة البرق إلى أهدافها الإستراتيجية المحددة... كيف له أن يصل إلى هذه الدقة العسكرية وكأنه كائن قادم من القرن الحادي والعشرين أو قائد القوات الأمريكية لتحرير الكويت. حتماً إن من أوحى بهذا الوصف التصويري الدقيق والعجيب هو روح الله الكلي القدرة وحده.
  رد مع اقتباس
قديم 13 - 04 - 2013, 06:32 PM   رقم المشاركة : ( 17 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,556

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: تأمل في سفر المزامير : انتصار الملك بقدرة راكب الكاروب

16 - أعماق المياه ظهرت وانجلت أسس الكون من انتهارك يا رب، من هبوب ريح أنفك:
Ø المشهد الحادي عشر: استكشاف موقع المعركة: يستكمل النبي المقاتل وصف المعركة الرهيبة بين الخير والشر فعندما تتجلى قوة الله بإرادة التدخل، تنخرط الطبيعة كلها في خدمته، وها قد جاء الآن دور المياه، فالمعركة اليوم ليست جوية وبرية فقط، إنها أم المعارك، المعركة الشاملة براً وجواً وبحراً... لم تعد هناك أسرار وخفايا فحضور الرب يكشف عن كل خفي حتى أعماق البحار التي حسب الاعتقاد السائد حينها تخفي أساسات الكون كتعبير يونان في بطن الحوت الذي نزل به إلى أسس الكون ( يونان 3 ) لم يعد خفي إلا وانجلي حتى المخفي منذ الدهر، لأن الرب قام غاضباً ينتهر الأشرار ويخوض معركة النهاية ضد إبليس وأعوانه.
v من هبوب ريح أنفك :
Ø المشهد الثاني عشر: هبوب عاصف: الريح الخارجة من الأنف بقوة عاصفة كما ذكرنا إشارة إلى قوة وسرعة وشدة الحركة التي تدفع المقاتل أن يعبئ صدره بالهواء وينفثه بكل شدة، وإذا كان الشهيق من الأنف والزفير من الفم ، فالعكس هو ما يحدث هنا، في لحظات الغضب ينفث الرب من أنفه ريحاً رهيبة تجزع أمامها المياه والجبال والرياح والأرض والسماء .
الغريب في الأمر إلى الآن هو تجاوب السماء والأرض، الجبال والبحار، والضباب والسحاب والغيوم وحتى الكاروبيم والملائكة، واستمرار الإنسان في غيه.
  رد مع اقتباس
قديم 13 - 04 - 2013, 06:32 PM   رقم المشاركة : ( 18 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,556

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: تأمل في سفر المزامير : انتصار الملك بقدرة راكب الكاروب

17 - أرسل من عليائه وأخذني، وانتشلني من المياه:
تأملنا مظاهر خوف الكون من تدخل الرب في الآيتين 8-9 وشاهدنا مظاهر غضب الرب الرهيبة، في الآيتين 10-12 وتابعنا الوصف الاعجازي في أثنى عشر مشهداً لتدخل الرب الجبار، في الآيات من 12- 16؛ نصل الآن لوصف عملية الإنقاذ نفسها، فحتى في أشد لحظات غضبه، لا يُهمل الرب أحباءه، فإذا كان في اندفاع المياه والغيوم والبرد والمطر والريح خطر عليهم، فهو لا بتركهم للنيران الصديقة بل يرسل ملاكه فينجيهم من جميع شدائدهم، وهونفس ما عمله مع نوح في الطوفان، ولوط في إبادة سادوم وعامورة بالنيران، وردده يونان النبي في بطن الحوت، يؤكده داود اليوم. وإذ قد تجلى غضب الرب على الأشرار في اثني عشر مشهداً رهيباً فإن رحمته نحو الأبرار تتلخص في ثلاثة عناصر فقط تبدو قليلة لكنها وافية وشاملة وحاسمة:
Ø العنصر الأول: إنقاذ علوي من السماء: أرسل الرب من العلاء ليختطف النبي من بين جيوش العدو المحاصرة، وانتشله بيده كما يُنتشل الغريق من أمواج المياه المتلاطمة.ويستخدم النبي أفعالاً تتسم بطابع الحسم: أرسل- أخذ- انتشل، مما لا يدع فرصة لأي رد فعل للعدو.
  رد مع اقتباس
قديم 13 - 04 - 2013, 06:33 PM   رقم المشاركة : ( 19 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,556

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: تأمل في سفر المزامير : انتصار الملك بقدرة راكب الكاروب

18 - نجاني من عدو لدود ومن مبغض أقوى مني:
Ø العنصر الثاني نجاة من يد العدو:بالطبع يعرف داود ويدرك مدى الخطر الذي كان يحيط به ويدهمه، لذا فهو يقدّر جيداً معنى تدخل الرب ويعرف أنه إذا كان ما يزال إلى اليوم حي يرزق يترنم وينشد، فما ذلك راجع لقوته بل لأن الرب تدخل بطريقة شخصية ومباشرة وحاسمة لينجيه من أعدائه الذين هم أقوى منه.
19 - هاجموني في يوم بليتي وكان الرب سندي:
وقبل المشهد النهائي والأخير لعملية الإنقاذ، يلخص النبي تاريخ الحرب القائمة ضده وظروفها:
· هاجمه ذلك العدو وهو غير مستعد لأنه مبتلى والبلوى سبب حزن وبكاء تفقد الإنسان القدرة على التركيز فما بالك بالقدرة على الحرب والقتال لمواجهة العدو دفاعاً عن الذات.
· تحرك الرب وشعر به الكون ماخلا الإنسان
· أرسل الرب ملاكه وأنقذ ابنه البار
· أخذه إلى العلي وانتشله من المياه الغامرة
· نجا الرب داود من عدو لدود، ومن مبغضين أقوى منه كثيراًً.
  رد مع اقتباس
قديم 13 - 04 - 2013, 06:34 PM   رقم المشاركة : ( 20 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,556

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: تأمل في سفر المزامير : انتصار الملك بقدرة راكب الكاروب

- أخرجني إلى الآمان وخلصني لأنه رضي عني :
Ø العنصر الثالث: خروج آمن: لقد نجاه الله من جميع المخاطر ورفع عنه كل معاناة ووصل به إلى بر الأمان بعد كل ما عصف بحياته من زوابع وما أحاط بها من مؤامرات. يعترف النبي البار الطاهر القلب النقي اليدين أن حياته اليوم ليست ملكاً له، بل هي ملك لمن أنقذه من جبّ الهاوية وخلصه من الموت وأخرجه إلى الآمان.
v لأنه رضي عني :
يخرج بنتيجة أخرى لا تقل أهمية عن الأولى، أن ما قام به الرب نحوه ليس عن استحقاق شخصي بل بالنعمة، نعمة رضاه عنه. نحن في الشرق نقدر معنى "الرضا"، رضا النفس، رضا الله، رضا الوالدين، ونعرف كم هي نعمة كبرى أن يكون الله راضياً عنا ونحن راضون عن أنفسنا ويا حبذا لو رضي الناس عنا! لكن الأهم في ذلك كله هو رضا الله الذي قد يثير علينا غضب الناس لدرجة يقول فيها الرسول بولس "إن أرضيت الناس فلن أستطيع إرضاء الله أيضاً ".ش
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
ما يهم الملك هو أن تملأ ردهة العرس
تأمل رائع لقداسة البابا عن حلاوة صلاة المزامير
همسات الروح تأمل في سفر المزامير المزمور الثاني عشر
انتصار الملك بقدرة الله المزمور الثامن عشر
تفسير انجيل متي الآصحاح الرابع . انتصار الملك


الساعة الآن 05:29 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024