رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فضيحة لمصر أحزننى وأخجلنى كثيراً أن تجىء افتتاحية واحدة من كبريات الصحف العالمية وهى الـ«نيويورك تايمز» الأمريكية بعنوان «الرعب فى ميدان التحرير»، وأن تقول كلماتها: «كان ميدان التحرير بالقاهرة رمزاً للأمل الذى شعر به المصريون وقت أسقطوا حسنى مبارك وبدأوا فى بناء الديمقراطية، لكن هذا الموقع الرمزى صار الآن شاهداً على الرعب والازدراء الذى تواجهه المرأة المصرية بشكل متزايد منذ تولى الإخوان المسلمين السلطة، وبدأ الهبوط إلى حالة الاضطراب الحالية». ويؤكد المقال لقراء الجريدة الذين ينتشرون فى العالم كله، وليسوا حكراً على الولايات المتحدة وحدها، أن التحرش والاغتصاب الجماعى للنساء فى التحرير قد انتشرا بشكل متزايد خلال السنتين الأخيرتين لدرجة أن الميدان أصبح الآن منطقة شبه محظورة على النساء خاصة بعد الغروب، وأشارت الصحيفة إلى ١٨ واقعة حدثت فى شهر يناير الماضى وحده رداً على ازدحام الميدان بالمعارضين للحكم الإسلامى فى الذكرى الثانية لقيام الثورة. وذكرت الجريدة بعض الحالات المسجلة لسيدات وفتيات ذكرتهن بالاسم احتجن لتدخلات جراحية من جراء الاعتداء عليهن، من بينهن من طعنت بين فخذيها ومن جردت من ملابسها واغتصبت جماعياً لمدة ساعة كاملة. على أن أسوأ ما ورد فى افتتاحية الـ«نيويورك تايمز» هو قولها إن الفضيحة لا تنبع فقط من أن ذلك حدث، وإنما من أن توجه الدوائر الإسلامية المحافظة اللوم فى هذه الحالات إلى المرأة نفسها باعتبارها هى التى جلبته على نفسها، ولست أعرف كيف أن لواء الشرطة عادل عبدالمقصود عفيفى قد صرح لمندوب الجريدة بأن المرأة فى بعض الأحيان تكون هى المسؤولة ١٠٠٪ عن اغتصابها بوضع نفسها فى هذا الوضع. ولم يخف على الجريدة أن هذا التفكير المعوج، كما سمته، يهدف إلى إخراج المرأة من حلبة السياسة بعد أن كانت فى مقدمة صفوف الثورة، وألمحت إلى أن هناك ما يشبه الموافقة الضمنية من الحكومة على ما يجرى، مدللة على ذلك بالتخاذل فى تعقب الجناة وبرفض حكومة الرئيس مرسى وثيقة الأمم المتحدة التى صدرت هذا الشهر من أجل وقف العنف ضد المرأة، لكن جماعة الإخوان فى مصر أدانتها بحجة أنها تتعارض مع الأخلاقيات الإسلامية وتؤدى لتفكك المجتمع. إن مثل هذه الاتهامات العلنية هى آخر ما كنا نحتاجه، ليس فقط لإحياء سياحتنا النافقة، وإنما لاحتفاظنا باحترام العالم لنا ولإنسانيتنا التى كان يضرب بها المثل. المصدر : المصرى اليوم |
|