رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أولاد الرئيس.. وعزبة الرئاسة ■ فى مأساة المواطن المسحول أمام قصر الرئاسة حمادة صابر، كانت الرواية الأساسية من جانب المتحدثين باسم وزارة الداخلية لتفسير الحادثة، أن رجال الشرطة اقتادوه معززا مكرما!! إلى عربة الترحيلات، ولكنه فى تهور لا يليق بمواطن فى قبضة رجال الشرطة أخذ يوجه إليهم الشتائم، فكان هذا الرد الذى رأيناه بالصدفة، لأن الكاميرا سجلته، وكان العار الذى سيطارد النظام الذى ذهب رئيسه بعد ذلك بأيام ليهنئ الشرطة على ما أنجزته من أعمال بطولية (!!) تجاوزت السحل إلى القتل والتعذيب وانتهاك الأعراض، وليؤكد حق الشرطة فى الرد الحاسم والحازم على كل تجاوز فى حقها!! ■ فى قصة الشهيد الشاب محمد الجندى، رأينا الوالدة المكلومة، وهى تقاسى الألم وعذاب فراق الابن العزيز البار الذى دفع حياته لأنه ثائر حقيقى، ولأنه أيضا ارتكب جريمة فى حق أحد الضباط.. لم تكن جريمة الشهيد أنه اعتدى بالضرب أو السب على الضابط، بل كانت فقط أنه رفض أن يسب الضابطُ أمَّه، وتجرأ على الرد بأنها سيدة محترمة وأن أم الضابط ليست بأفضل منها.. فكانت النتيجة حفلة التعذيب التى انتهت بمحمد الجندى شهيدا عند ربه، وبكل قوى النظام تتحالف لتزييف الحقائق وتبرئة القتلة وإضاعة القصاص العادل!! ■ أمس كانت الصحف تروى قصتين تستحقان الوقوف عندهما.. القصة الأولى عن البائع المتجول الفقير الذى أشعل النار فى نفسه قبل يومين فى منطقة «المرج» لم يكن حسين حلمى الشهير بـ«حسين جاتو» يفعل شيئا إلا السعى للحصول على لقمة عيش حلال له ولأسرته، لم تكن لديه وظيفة ولا كان يطمع فى أن «ينبهر» أحد المسؤولين منه كما انبهر وزير الطيران وهو يستقبل أحد أبناء رئيس الجمهورية، ليشكره على تعطفه وتنازله وتواضعه بقبول وظيفة فى وزارته!! كان حسين مثل ملايين مثله يحفرون فى الأرض لكى يبقوا على قيد الحياة. استطاع أن يحصل على عربة يد يبيع عليها بعض الحلوى أمام محطة المرج، ويرضى بما يكسبه من رزق قليل. عندما طلب منه ضابط الشرطة أن يغادر على الفور كان كل ما طلبه حسين إمهاله ساعة واحدة ليبيع الحلوى حتى لا تفسد، خصوصا أنه يشتريها بالأجل من المصنع، لكن الضابط لم يكتف بالرفض، بل أمر جنوده بتحطيم العربة وإلقاء ما بها على الأرض.. فكان ما كان وأشعل حسين النار فى نفسه بعد أن تعرض للضرب والإهانة!! ■ فى نفس اليوم كانت القصة الثانية تحتل الصفحات الأولى لتروى ما فعله النجل الأصغر للأخ الرئيس مرسى مع أحد الضباط المكلفين بحراسة منزل الرئيس فى الزقازيق، حين تأخر الضابط فى فتح الحاجز الحديدى، أمام السيارة التى كان يستقلها، مما أثار غضب الابن الصغير أحمد الذى انفجر فى الضابط صارخا: «إنت ماتعرفش أنا مين.. أنا حاقلعك الميرى، وأقعدك جنب أمك»!! كان طبيعيا أن يتضامن باقى الضباط هناك مع زميلهم، وأن يهددوا بالامتناع عن المشاركة فى تأمين حراسة المنزل وكان طبيعيا أيضا أن يتمسك الضابط بحقه رغم تدخل كبار الضباط والمسؤولين واعتذار ابن آخر للرئيس، لكن المثير هو ما قاله مدير أمن الشرقية من أن ما حدث أمر عادى ومجرد سوء تفاهم وانتهى.. والحمد لله!! ■ يومًا ما سيترك مدير الأمن الخدمة وسيخلع الميرى، وسيجلس بجانب أمه أو زوجته أو أولاده، وسيشعر بالندم على ما فعل أو ما قال.. ولكن حتى ذلك اليوم، ما شعور الرجل وهو ينظر فى عيون ضباطه؟! وكيف يمكن أن يكون هناك أمن حين يطلب من ضباط الشرطة أن يكونوا فى خدمة أبناء الرئيس.. حتى لو أهانوهم؟! القصة كلها مؤلمة، وهى تقول بوضوح إننا أصبحنا فى عزبة ولسنا فى دولة. بعيدا عن صراعات السياسة، ولوجه الله والوطن نقول للأخ الرئيس: لِمّ أولادك!! |
|