|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
هكذا أنتم أيضاً إذ أنكم غيورون للمواهب الروحية اطلبوا لأجل بنيان الكنيسة أن تزدادوا ( 1كو 14: 12 ) في ثلاثة أصحاحات متتالية (1كو12-14) نجد ثلاث نقاط هامة متعلقة بموضوع الخدمة في كنيسة الله: (1) في أصحاح12 نرى الأساس الإلهي الوحيد للخدمة وهو العضوية في الجسد بحسب مشيئة الله كما نقرأ في ع18 "وأما الآن فقد وضع الله الأعضاء كل واحد منها في الجسد كما أراد". هذا هو المبدأ الأساسي "وضع الله ... كما أراد". فليست المسألة أن إنساناً يضع نفسه، أو إنساناً يضع آخر بأي شكل من الأشكال، لا يوجد مكان لأمر كهذا في الوضع الإلهي للخدمة "فأنواع مواهب موجودة ولكن الروح واحد، وأنواع خدم موجودة ولكن الرب واحد، وأنواع أعمال موجودة ولكن الله واحد الذي يعمل الكل في الكل" (ع4-6). فالثالوث الأقدس له ارتباط بالخدمة. موهبة الروح يُخدَم بها تحت سيادة الابن وتصير فعّألة بواسطة الآب. هذه هي صفات كل خدمة نافعة وفعالة. (2) ثم في الأصحاح الجميل: أصحاح13، نرى نبع الخدمة والدافع إليها "المحبة". فقد يكون لإنسان أسمى المواهب ولكن إن لم يمارسها بالمحبة ـ إن لم تكن المحبة هي الدافع والمحرك لها ـ فلا فائدة منها بالمرة. قد يخدم إنسان في الاجتماع لكي يبين الموهبة التي له أو معرفته للتعاليم أو ليُظهر فصاحته وطلاقة لسانه، فلا يفيد الجماعة شيئاً، وذلك لأن المحبة لم تكن هي الدافع له على الخدمة. يجب على الخادم أن يمتحن نفسه دائماً بهذا السؤال "هل المحبة هي التي تحركني؟" فإن لم يكن كذلك فليعلم أن لا فائدة منه بالمرة. يا ليت الروح القدس يطبّق علينا هذا الحق بقوة. (3) أخيراً نجد في أصحاح14 غرض الخدمة أو نتيجتها ـ "البنيان". هذا هو مرمى كل خدمة. والرسول كان يفضّل أن يتكلم "خمس كلمات" تصل إلى هذا الغرض، خير من "عشرة آلاف كلمة" لإظهار الذات (ع19). والنقطة الخاصة التي يشدد عليها الرسول في خلال الأصحاح كله هي هذه "لبنيان الجماعة". هذا هو الغرض الذي تسعى المحبة لإدراكه مهما كان نوع الموهبة. ليس أمام المحبة من غرض سوى فائدة الآخرين. فلنتذكر إذاً هذه النقاط الثلاث: أساس الخدمة الحقيقية والدافع لها وغايتها. يا ليتنا نزنها كما يجب ونسعى لإدراكها تماماً ونطبقها عملياً لمجد الله وخير كنيسته. |
|