فما أحياه الآن في الجسد، فإنما أحياه في الإيمان ( غل 2: 20 )
هل تساءلت يوماً متعجباً: لماذا مدرجات كرة القدم تعج بالجماهير أكثر من اجتماعات الصلاة؟
ولماذا رئيس الجمهورية يثير الانتباه ويبدو أكثر جاذبية من النظار والشيوخ في كنيسة الله؟
ولماذا المستقبل المهني والوظيفي أكثر جاذبية من العمل في مجال التبشير؟ إن كثير من المؤمنين يتمنون بل ويشجعون أولادهم أن يصيروا مديرين أو أطباء، ولا يشجعونهم أن يكونوا خداماً ومبشرين.
لماذا البرامج التلفزيونية تشد الكثيرين من شعب الله، فيجلسون أمامها طويلاً، أكثر من اهتمامهم بالحق المعلن في كلمة الله. فقط قارن الساعات الطويلة التي يقضونها في مشاهدة التليفزيون مع الدقائق المعدودة التي يصرفونها في قراءة الكتاب المقدس.
لماذا يتكالب الناس على المكاسب المادية والأمور الزمنية أكثر بكثير من الأعمال التي تخص الرب؟
إن السبب في كل هذا هو أننا نسلك بالعيان وليس الإيمان. إن رؤيتنا للأمور مشوهة. فنحن لا نرى الأمور كما يجب أن تكون. فنحن نقدر الأمور الزمنية أكثر بكثير من الأمور الروحية، والأمور الحسية والنفسية لها الأولوية على الأمور الإلهية، ونعوّل كثيراً على حكم الإنسان أكثر من تقديرنا لحكم الله على الأمور.
ولكن حينما نسلك بالأيمان سيتغير الكل، سوف نرى الأمور ونحكم عليها من وجهة نظر الله، حينئذ سنقدر اجتماعات الصلاة التي تعطينا الامتياز أن نخاطب الله المهيمن على دائرة الكون. سنرى أن الشيوخ والنظار في كنيسة الله يعنون الكثير في نظر الله عن كل حكام العالم. وسنرى كما رأى سبرجون أنه يُعَد انحداراً كبيراً، بل عملاً مأساوياً إن نرفض دعوة الله لنا كمبشرين وخدام له، ونقبل دعوة العالم أن نكون ملوكاً. سنرى أن التلفزيون لم يكن ولن يكون أرض الواقع ومصدر الحقائق، بل سنرى أن كلمة الله، كلمة الحياة، هي التي تحمل الحق، ولا بد أن تتم. سنتعلم أن نُنفِق ونُنفَق للرب، وستصغر في أعيننا أية مكاسب زمنية ومادية. وسندرك أن اجتماعنا المحلي في نظر الله أهم بما لا يُقاس من كل تجمعات العالم وممالكه.
إن سيرنا بالإيمان يصنع الفرق.