رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قايين لم يخف الله طوعاً من عمق أصالة المحبة، بل ملكت المخافة عليه كُرهاً بسبب الخطية وأصبح مرتعباً هائماً على وجه الأرض. وتحت عذاب الخوف أرتعب من أن يقتله أي أحد، لأنه انعكست عليه حالته الداخلية، إذ في داخلة يشعر بدينونة الخوف والرعب حتى أنه مثل كل إنسان يقع تحت ثقل الخطية المرعبة وسلطانها الدنيء يُريد أن يُقتل لكي يتخلَّص من هذه الحياة المملوءة خوفاً ورعبه !!! لذلك نجد أن كثيرين يبحثون عن الألم لكي يرتاح ضميرهم، إذ يشعرون بذلك أنهم يكفرون عن خطيئتهم الثقيلة التي يظهر تأنيبها في الضمير، لذلك يُسرّ البعض بالأمراض والضيقات على أساس أنها تكفيراً لخطياهم أو يحسبونها دينونة عادلة لأجل خطاياهم الكثيرة، وهذا المفهوم مفهوم مشوه بسبب عمل الخطية القاسي في القلب، لأن الخطية تحمل في عمقها قوة الموت الذي يظهر في فساد الحياة الداخلية للإنسان، وهي تنعكس على حياته الخارجية وتظهر في سلوكه وتشوه مفاهيمه عن الخلاص وعمل الله في القلب. أما المخافة الإلهية الحقيقية تنبع من الإيمان الحقيقي، فمن يؤمن إيمان حي حقيقي يخاف الله ويهابه جداً، وهذا الخوف ليس هو خوف الرعبة ولا خوف الخطية المُدمرّ للنفس والذي يبحث عن التكفير بالألم أو عمل أي شيء لكي يستحق الغفران، بل هو خوف المحبة المكملة للإيمان ... فالإيمان يولد من البساطة الطبيعية، كما يُحفظ ويُثبت أيضاً بالوداعة ويُكتمل بالمحبة، وتُحافظ البساطة والمحبة على الإيمان، وتحافظ مخافة الله على حفظ وصاياه في القلب وتُختم بخاتم الحب الأصيل الظاهر في الأمانة وصدق تقديم النفس لله الظاهر في تكريس النفس والمنعكس على الحياة الخارجية بالتقوى والسلوك بالوصية المقدسة، مع السهر الروحي والاستعداد للقاء العريس دائماً ... عموماً من يذكر الله دائماً كتذكار حي في حياته تُزرع فيه مخافته بصدق الإيمان وخاتم المحبة التي تنمو كل يوم على قدر لقاء النفس مع الله سراً في اللقاء المحبب مع عريس النفس، وكما أن النور يتلألأ في العين حينما ترى شمس النهار، هكذا تتلألأ مخافة الرب في الفكر بتذكر الله الدائم والحياة باستمرار في محضره وتقديم كل شيء مع الشكر لله. |
|