هاأنذا أمامك، يا إلهي، لا اكذب، كلامي صادق هو كقلبي؛
أضيء سراجي أيها الرب إلهي و أنر ظلماتى.
متى أنرتنى، قلت لك: الصديق يصلحنى برحمته و يوبخني، و لا يمسح الخاطئ بزيته رأسي.
إني افضل أن أتحطم تحت قسوة حقيقية من إنسان يرحمني و لا أن ارتفع بمديح غاش يخدعني.
إني افضل حقا أن يوبخني صديق و يقرعني و لا أن يثنى على خاطئ فارفع رأسي كبراً.
إن من يرضون كثيرا أنفسهم لا يرضونك أبدا، لان ليس لهم فيه مصلحة و حسب؛ بل لأنهم يعزون إلى أنفسهم الفضل فى ذلك.
و إن حسبوها نعمة من لدنك فلا يفيدون منها فى مجال رحب من الاخوة بل فى حسد ضيق و مقيت.
وسط تلك الأخطار و الضيقات ترى قلبي خائفا؛ فأحس بأنك تعمل اكثر على شفاء جراحي دون أن تمنعها عنى.
و ها أنى أرى فيك أيتها الحقيقة انه لا يجوز لي أن أتأثر بما يوجه إلى من ثناء بل حباً بخير القريب.
و لا أدرى إن كان الأمر هكذا لأني لا اعرف ذاتي كما أعرفك بل اقل.
أسألك يا إلهي أن تكشف عن نفسي لنفسي حتى اعترف لاخوتي الذين سوف يصلون عنى بما أجد في من ضعف.
هبني أن اسأل نفسي من جديد باجتهاد.
إن كان خير القريب وحده يؤثر بي في التقريظ؛ فلم يخف تأثري حين يوجه الانتقاد ظلماً إلى سواي؟
و لم تجرحني إهانة توجه إلى اكثر من إهانة توجه ظلماً، و بحضوري، إلى شخص آخر؟
و هل اجهل ذلك أيضا؟
و هل اخلص إلى القول مما تقدم أنى اخدع ذاتي و لا اعمل الحق أمامك بقلبي و لساني؟
ابعد عنى يا رب تلك الحماقة لئلا يكون فمي زيت خاطئ ادهن به رأسي.