أقع في يد الله
(2صم 24 : 14) فَقَالَ دَاوُدُ لِجَادٍ: «قَدْ ضَاقَ بِيَ الأَمْرُ جِدّاً. فَلْنَسْقُطْ فِي يَدِ الرَّبِّ لأَنَّ مَرَاحِمَهُ كَثِيرَةٌ وَلاَ أَسْقُطْ فِي يَدِ إِنْسَانٍ».
وفي مجال آخر يقول بولس الرسول "مخيف هو الوقوع في يدي الله الحي"(عب 10: 31).
فهل يوجد تناقض بين الآيتين؟
الرد:
عبارة "مخيف هو الوقوع في يدي الله الحي" هي عن الأبدية والعدل الإلهي.
حيث يكون هناك انتقام العدل الإلهي من كل خطأ (عب 10: 30). ومجازاة كل واحد حسب أعماله (مت 16: 27).
أما في قصة داود النبي، فكان لا يزال علي الأرض يلتمس مراحم الله فقال إن مراحم الله واسعة، بعكس انتقام البشر منه.
كذلك مخيف هو الوقوع في يدي الله الحي، حينما يطيل الله أناته إلي أبعد حد، ويستغل الناس طول الأناة للاستهتار والتمادي في الخطية.
وقد حدث هذا في معاملة الله لفرعون، فقد رفع الله عنه الضربات مرات عديدة، ومنحه الفرصة للتوبة في كل مرة. فلما تقسي قلبه. ولم يستفد من مراحم الله، ضربه الرب ضربة مخيفة هو وكل جنده (خر 5- 14). ونفس الوضع حدث في قصة الطوفان (تك 6)، وفي قصة سادوم (تك 19) ويشرح لنا القديس بولس هذا الموضوع فيقول:
" هوذا لطف الله وصرامته " (رو 11: 23).
" أما الصرامة فغلي الذين سقطوا. وأما اللطف فلك إن ثبت في اللطف، وإلا فأنت أيضاً ستقطع ". مراحم الله واسعة للذين يتأثرون بلطف الله في معاملته لهم، ويتوبون آما المستهتر فيقول له الرسول عن الرب " أم تستهين بغني لطفه، وإمهاله وطول أناته، غير عالم أن لطف الله إنما يقتادك إلي التوبة. ولكن من أجل قساوتك وقلبك خير التائب، تذخر لنفسك غضباً في يوم الغضب واستعلان دينونة العالم العادلة، الذي يجازي كل واحد بحسب أعماله "(رو 2: 4- 6).