الممتلئة نعمة
هو لقب خاص بالسيدة العذراء وحدها:
- [سلام لك أيتها المملوءة نعمة] لو1: 28)
حسب الترجمة الدقيقة الحرفية، لأن الكلمة الأصلية - في اليونانى والقبطى- هى:
"كيخاريتومينى"، وتعنى أنها حازت على النعمة على أعلى مستوى، بالتمام.
وهذه الصفة لم يوصف بها أحد آخر في الانجيل كله
• ولكن هذه النعمة التى تمتلأ بها السيدة العذراء، هى مستمدة من الله مصدر كل خير:
[كل عطية صالحة وكل موهبة تامة، هى نازلة من فوق من عند أبى الأنوار] يع 17: 1.
وذلك عن طريق طاعتها الكاملة المخلصة له.
• كما أن هذا الإمتلاء بالنعمة الإلهية، يظل محدوداً بالحدود البشرية، لأن الغير محدود هو لله وحده..
" سلام لك أيتها الممتلئة نعمة " (لو 1: 28) وكلمة الممتلئة نعمة تعنى كما وردت فى جميع الترجمات القديمة اليونانية والقبطية ملأ وغمد أوفاض. ونحن نعرف أن السيدة العذراء كانت ممتلئة نعمة. ممتلئة من الداخل وليس من الخارج , وإلا لما رضي الرب أن يحل فيها ويلد منها لذا تميزت بالطهر والعفاف فى وسط جيل شديد ويفوح أريج قداستها فى جو مليء بالفساد. والقداسة التى رضعت لبنها بين أحضان أبوين بارين قدماها نذيرة للرب وترعرعت بين جدران الهيكل. غذائها صلوات وتسابيح وشرابها كلمات الله وهوائها تستنشق رائحة البخور. فعاشت العذراء طاهرة الجسد ونقية الفكر ومقدسة الحواس. حياة الطهارة والقداسة " كيف يكون هذا وأنا لست أعرف رجلاً " (لو 1: 34) وعاشت عذراء واستمرت عذراء وانتقلت للأمجاد عذراء , ولهذا تسميها الكنيسة دائمة البتولية , العذراء كل حين.
معنى عبارة " ياممتلئة نعمة " الواردة غى انجيل لو 1: 28
نحن نقول عن السيدة العذراء انها الممتلئة نعمة وايضا يدعوها الكاثوليك كذلك و لانقول عنها المنعم عليها كما يدعونها البروتستانت.
فللأسف فإن الترجمة البيروتية (طبعة دار الكتاب المقدس- إقلالا من شأن العذراء- تترجم هذا اللقب بعبارة "المُنعم عليها".. وكل البشر مُنعم عليهم، أما العذراء فهى الممتلئة نعمة.. على أن النعمة لا تعني العصمة.
ولكن جاءت فى الترجمة اليسوعية والبولسية بالممتلئة نعمة.
ان عبارة الممتلئة نعمة اكثر استحقاقا للسيدة العذراء من عبارة المنعم عليها..
فالممتلئة نعمة تعنى انها ملآى بالله لانه حل بالكلية فى احشائها وصارت سكن له - فى القديم كان مسكن الله فى الهيكل..
اما فى العهد الجديد فقد اصبحت مريم العذراء مسكننا لله، فى احشائها النقية تجسد الكلمة ومنها اخذ جسده وولد وتغذى.
فمنذ ان صارت مريم العذراء مسكن الله على مثالها ايضا فى المعمودية يسكن المسيح فينا حسب قول الرسول
* انتم الذين اعتمدتم قد لبستم المسيح
فنعيش بصحبته ونتخلق بأخلاقه ونتحد به، فتتقدس حياتنا ونسعد به الى الابد. وقد قال احد القديسين
""لنعتبر مقدار عظمتنا وتشبهنا بالعذراء، حبلت بالمسيح فى احشائها البشرية، ونحن نحمله فى قلوبنا.. غذت مريم المسيح بلبن ثديهيها، ونحن نتغذى بجسده المحييى ودمه الكريم.. وبذلك نستطيع ان نقدم له وليمة متنوعة من من اعمالنا الصالحة يجد فيها مسرته
* لقد انعم الله على البشرية جمعاء بالخلاص - اما العذراء مريم فقد استحقت فوق هذا الانعام نعمة خاصة هى حلول المسيح فى احشائها.
ان عبارة الممتلئة نعمة هى الادق تعبيرا - اما عبارة المنعم عليها والتى يقول بها البروستانت فلا تميز العذراء فى شئ عن بقية البشر، ولايمنحها اى اكرام كما ان تلك العبارة هى تحريف فى نص الانجيل.
السلام لكى ايتها الممتلئة نعمة الرب معك.
+ انفردت بدعوتها "الممتلئة نعمة" اذ وحدها نالت النعمة التى لم يقتنيها أحد أخر غيرها، اذ أمتلأت بمواهب النعمة
القديس أمبروسيوس