رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
هل المسيح الكلمة مخلوق وغير مقتدر يقول المعترض أنه يرى أن الكتاب المقدس يؤكد أن المسيح غير قادر وهذا يثبت أنه ليس إله وطلب الدليل على أن المسيح قال عن نفسه أنه إله وإنسان وإننا إن فعلنا فإنه يقدم الدليل على أن المسيح غير قادر من ذلك قول مرقس 7: 24 ثم قام من هناك ومضى إلى تخوم صور وصيدا. ودخل بيتا وهو يريد ان لا يعلم أحد. فلم يقدر أن يختفي. وهذا دليل عدم قدرته. وفى يوحنا 5: 30 قال أنا لا أقدر أن أفعل من نفسي شيئا. كما أسمع أدين ودينونتي عادلة لأني لا أطلب مشيئتي بل مشيئة الآب الذي أرسلني. وأضاف أن من أجمل الأعداد التى تؤكد أن المسيح ليس إله وأنه غير قادر هو قول لوقا 22: 43 وظهر له ملاك من السماء يقويه .وهذا معناه أنه ليس بقادر لأنه ليس إلا عبد ورسول من الله أيده الله بالمعجزات. وجاء فى يوحنا 4: 6 وكانت هناك بئر يعقوب. فإذ كان يسوع قد تعب من السفر جلس هكذا على البئر. وكان نحو الساعة السادسة. ويعلق قائلا: تعب من السفر هل هذا إله الذى يكون غير قادر ويتعب. فإن قلت هو تعب لأنه إله وإنسان فكما أضع لك النصوص ضع لى نصا يقول المسيح فيه أنا إله وإنسان. وجاء فى العبرانيين 5: 7 الذي في أيام جسده إذ قدم بصراخ شديد ودموع طلبات وتضرعات للقادر أن يخلصه من الموت وسمع له من أجل تقواه للقادر أن يخلصه. وهذا معناه أن المسيح غير قادر وهذا ما أقوله لأنه قال فى يوحنا 5: 30 أنا لا أقدر أن أفعل من نفسي شيئا. كما أسمع أدين ودينونتي عادلة لأني لا أطلب مشيئتي بل مشيئة الآب الذي أرسلني. الرد أولا أن المفهوم الأرثوذكسى للقول أن المسيح لاهوت وناسوت هو أنه إله وإنسان ليس أنه إله مع إنسان بل هو نفسه الله وهو نفسه الإنسان لكونه الله الظاهر فى الجسد الذى بسبب الجسد ظهر فى الهيئة كإنسان (فيلبى 2: 8). فالمسيح بسبب الجسد ظهر فى الهيئة كإنسان أما بحسب الجوهر فهو الله الظاهر فى الجسد. فالمسيح هو الله لكونه كلمة الله القادرة على كل شىء وهو إنسان باشتراكه معنا فى اللحم والدم (العبرانيين 2: 14). لهذا كان من الطبيعى وجود آيات تثبت أن للمسيح كلمة الله جسد حى بالدم مثل أجسادنا. لأن المحقق كتابيا أن الله أرسل كلمته المسمى المسيح إلى مريم ليتخذ منها جسدا يظهر به بيننا فى الهيئة كإنسان. وأما قولك أنه غير قادر فمرده قصور فهمك للآيات الناجم عن اكتفائك بأخذ ما تراه موافقا لمعتقدك وطرح ما عداه وهذا إسلوب أهل الضلالة الذين يظهرون بعض أيات الكتاب ويخفون بعضها لخداع البسطاء. وعليك يا من تدعى التدقيق أن تحترس لئلا توجد مجدفا على كلمة الله ومفتريا عليه بوصمك إياه بعدم القدرة والضعف وهو الذى به خلق الله العالم الذى هو بهاء مجده ورسم جوهره وصانع كل الأشياء بكلمة قدرته (أى أن الكلمة هو قوة الله وقدرته لأنه وحده القادر والمقتدر فى فعله إذ به وحده كان كل شىء وبغيرها لم يكن شىء مما كان) (العبرانيين الأصحاح الأول). كما أن عليك أن تدرك أننا نأخذ ونفهم آيات الكتاب المقدس فى مجملها ولا نأخذ آية أو جزء من الآية ونفسرها بمعزل عن غيرها لأن من يفعل ذلك يهلك نفسه بإرادته. وعليه فاعلم أن المقصود من قول لوقا البشير أن السيد المسيح دخل بيتا على تخوم صور وصيدا وهو يريد أن لا يعلم أحد. فيقصد بذلك الأمم الوثنية من سكان صور وصيدا ولكنه بسبب شهرته العظيمة التى تسبق تنقلاته لم يمكنه أن يخفى وجوده لأن امرأة أممية أتت إليه لتسأله أن يخرج شيطانا من إبنتها. فالأمر إذن لا علاقة له بالقدرة. إن الرسول يريد أن يقول باختصار أن خطوات السيد كانت مرصودة حتى أنه لم يستطع أن يخفى موضع وجوده بسبب شهرته. أما قولك أن من أجمل الأعداد التى تؤكد أن المسيح ليس إله وأنه غير قادر هو قول لوقا 22: 43 وظهر له ملاك من السماء يقويه واستنتجت من ذلك أنه بذلك يكون غير قادر وأنه عبد ورسول من الله أيده بالمعجزات. فمردود بأن المسيح الكلمة بظهوره فى جسد بشريتنا القابل الموت صارت له حقا صورة العبد ولكن هذا كان بحسب الظاهر أم بحسب الجوهر فهو كلمة الله الخالق وإذ كان فى صورة بشريتنا جاءه ملاك يقويه وبعبارة أخرى يعزيه. ومجىء الملاك إلى كلمة الله يعزيه إنما كان ليؤكد أن الآم الكلمة فى جسد بشريته كانت آلاما حقيقية حتى أن الملاك الذى كان يدرك سر التدبير جاء إلى كلمة الله المتجسد يقويه ويشدده. لأن الله غير مترفع عن خليقته كما تصورونه أنتم ولو كان ذلك كذلك لما خلق الملائكة والبشر بدافع محبته ولما بذل دمه عنا بروح أزلى ليصالحنا لنفسه بنفسه كما هو مكتوب " هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد (أى صورته الوحيدة الجوهرية لأن الابن صورة أبيه من ذات جوهره فكما هو الولد هكذا يكون المولود منه. فالمولود من الجسد هو صورة الجسد والمولود من النور هو صورة النور والمولود من الله هو صورة الله بهاء مجده ورسم جوهره) لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية. إن علاقة الله بخليقته علاقة محبة وهذا ما يكشفه مجىء الملاك إلى سيده يقويه ويعزيه فى آلامه فى أيام جسده ولا يستدل من ذلك عدم قدرة كلمة الله على تخليص نفسه لأنه كان عالما بكل ما هو آت وما سيكون وتنبأ به قبل أن يكون (مزمور 22) حتى متى كان ندرك أنه هو الله وأنه أتى من أجل هذه الساعة عينها ليتم كل ما كتب عنه. أما قولك من أن نأتى لك بنصوص تقول عن المسيح أنه قال عن نفسه انه الله فمردود بأنه لو أن فى القول المجرد حسم للقضية لقال ذلك وكفى ولكنه قدم ما هو أعظم من الأقوال. لأن أى شخص يمكنه أن يدعى أنه نبى ومرسل ولكنه يعجز عن أن يقدم البرهان على ذلك. إذن البرهان يجب أن يسبق الأقوال بل أن الأعمال نفسها هى التى تشهد بربوبية المسيح دون حاجة لأن يصرح بذلك وهى التى تجعلنا نؤمن به أكثر مما لو قال أنه الله دون أن يصنع من الآيات والأعمال التى تثبت ربوبيته كالخلق من الطين عندما صنع عينا للمولود أعمى وعندما أشبع الجياع من خمس خبزات وسمكتين وعندما انتهر الريح مظهرا سلطانه على الطبيعة وقدرته على شفاء المرضى وإقامة الموتى وإخراج الشياطين. بل أن من الأقوال التى تثبت ربوبيته ما استشهدت به أنت لإثبات عدم قدرته مستدلا على ذلك من قول الرسول عنه أنه الذى في أيام جسده إذ قدم بصراخ شديد ودموع طلبات وتضرعات للقادر أن يخلصه من الموت وسمع له من أجل تقواه. فمن يكون المقصود بالمتجسد إلا كلمة الله الذى فى أيام ظهوره كنائب عن الخطاة قدم بصراخ شديد دموع وطلبات وتضرعات للقادر أن يخلصه من الموت وسمع له من أجل تقواه. فمن هو القادر أن يخلص الكلمة من موت الجسد إلا روحه المحيى الأزلى الذى استجاب له من أجل تقواه كنائب عن البشرية. أى أن كلمة الله قدم لروحه القدوس القادر أن يبطل موت جسده الخاص الذى هو جسد البشرية دموع وطلبات كثيرة كنائب عن البشرية وسمع له لأنه وحده الذى بلا خطية محققا انتصار البشرية على الموت ممثلة فى رأسها الثانى المسيح آدم الأخير الذى جاء ليكون أبا جديدا لأبناء جدد لله مولودين ثانيا ليس من دم يموت كما فى الميلاد الأول. بل مما لا يموت بروح الله نفسه (بطرس الأولى 1: 23) (يوحنا 1: 13) (رومية 8: 9 - 11) (حزقيال 37: 14). لهذا إذ أخذنا روح الله أى روح المسيح فقد صرنا أحياء بالروح القدس روح المسيح الذى سيحيى أجسادنا المائتة بروحه الساكن فينا (رومية 8: 9 - 11) لهذا يقال فى القداس ليس موت لعبيدك يارب بل إنتقال. لهذا قيل فى المسيح يحيا الجميع لأنه بموته أبطل الموت. وأما قوله عن نفسه أنه الله فما أكثر النصوص الدالة بدلالة صريحة على ذلك من ذلك قوله لليهود " قبل أن يكون ابراهيم أنا كائن ". وفيما يلى سنقدم الآية المطلوبة التى تثبت أن الذى فى صورة العبد هو الله وأن المسيح كلمة الله المصورة هو حقا وصدقا صورة الله (فيلبى 2: 5 - 7) من رأه فقد رأى الله لأنه والله واحد. ولنبدأ بشهادة كلمة الرب عن نفسه فى العهد القديم بقوله لتلاميذه فى العهد الجديد: أنتم شهودى يقول الرب وعبدى الذى اخترته لكى تعرفوا وتؤمنوا بى وتفهموا أنى أنا هو. قبلى لم يصور إله وبعدى لا يكون. أنا أنا الرب وليس غيرى مخلص. أنا أخبرت وخلصت وأعلمت وليس بينكم غريب وأنتم شهودى يقول الرب وأنا الله (إشعياء 43: 10 - 12). وهذا معناه أن المسيح صورة الله إذ ظهر بين شهوده فى صورة العبد شهد لنفسه وشهدوا له أنه والآب واحد وأنه صورة الآب من رآه فقد رأى الآب. قبله لم يصور إله وبعده لا يكون وأنه المخلص والمعلن لذات الله وأنه هو الله الذى ظهر فى هيئة العبد وهم أى تلاميذه شهود لذلك. وهذه شهادة يوحنا فى البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله, والكلمة صار جسدا (يوحنا 1). وهذه شهادة بولس الرسول " عظيم هو سر التقوى الله ظهر فى الجسد " (تيموثاوس الأولى 3: 16). وفى أيام جسده قال رب المجد لتلاميذه لا تضطرب قلوبكم أنتم تؤمنون بالله فآمنوا بى (وهذا معناه أنه هو الله) .. لو كنتم قد عرفتمونى لعرفتم أبى أيضا ومن الآن تعرفونه وقد رأيتموه .. الذى رآنى فقد رأى الآب .. أنى فى الآب والآب فى (يوحنا 14: 1 – 10) أنا والآب واحد (يوحنا 10: 30) الذى يرانى يرى الذى أرسلنى (يوحنا 12: 45). ثم فى إعلان صريح موجه لكل غير المؤمنين به يعلن أنه هو الله ولا إله غيره يقول فيه: لأنكم إن لم تؤمنوا أنى أنا هو تموتون فى خطاياكم (يوحنا 8: 8 24). ثم قال أيضا متى رفعتم ابن الإنسان فحينئذ تفهمون أنى أنا هو (يوحنا 8: 28). وقد تحقق هذا عندما كتب الرومان فوق رأسه علة صلبه " يسوع الناصرى ملك اليهود " فاحتج رؤساء الكهنة على ذلك وقالوا لبيلاطس لا تكتب ملك اليهود بل أن ذاك قال أنا ملك اليهود (يوحنا 19: 19 - 21). وهذا معناه أن المصلوب هو ملك اليهود الحقيقى. لأن معنى اسم المسيح هو الممسوح ملكا. والمسيح معرفا بأل لام ليس مجرد مسيح من ملوك إسرائيل بل هو المسيح الملك أى أنه وحده وبالحقيقة ملك الملوك ورب الأرباب. وأيضا كما خلص الذين لدغتهم الحيات من الموت بالتطلع إلى الحية المصلوبة هكذا كل الذين يلتفتون إلى المصلوب يحيون وهذا تحقق فى اللحظة التى صرخ فيها الرب قائلا على الصليب قد تم ثم نكس رأسه معلنا تمام الفداء عندئذ فى لحظة واحدة حدث أمران عجيبان الأول هو إنشقاق حجاب الهيكل إلى اثنين من فوق إلى أسفل كناية عن زوال الحجاب الذى كان يحجب الله عن البشر فصار فى مقدورهم أن يروه بدون الحجاب الذى كان يفصل الله عن الناس بتمام المصالحة بينهم فى جسد الرب الذى صالح به العالم لنفسه بتقديم نفسه أى دمه فدية عن البشرية فأبطل بموته على الصليب موتها إذ صار جسده محييا أى مقاما بروحه المحيى كباكورة للراقدين الذين قاموا فى التو واللحظة الأمر الذى تحقق على الصليب أيضا فتزلزلت الأرض والقبور تفتحت وقام كثير من أجساد القديسين الراقدين (من عصر ما قبل الطوفان) ودخلوا المدينة المقدسة (أورشليم السمائية) وظهروا لكثيرين. عندئذ فهم حتى قائد المئة والحرس أن المصلوب هو ابن الله أى صورة الله بقولهم حقا كان هذا ابن الله (أى صورة الله) (متى 27: 51 - 54) (مرقس 15: 38 - 39). الأخ العزيز كما قلت لك أن الكتاب كله كل لا يتجزأ فعندما تعثرك آية عثرة الفهم كالأيات التى ذكرتها فضع نصب عينيك دائما هذه الآيات البينات التى تثبت أن المسيح هو صورة الله بهاء مجده ورسم جوهره (العبرانيين 1: 3) من رآه فقد رأى الله لأن الابن هو صورة الله أى المعلن لذات الله, وعندئذ ستفهم الآيات فهما صحيحا فى ضوء إدراكك أن المسيح هو كلمة الله الظاهر فى الجسد أى أنه بصفته كلمة الله هو الله وبصفته ظاهر فى الجسد فإنه يستشعر حاجات الجسد من تعب وعطش وجوع . ورغم كفاية هذا الرد على جميع ما ذكرت فسوف نستمر فى الرد على قولك أن المسيح غير قادر بدليل قول يوحنا 5: 30 أنا لا أقدر ان أفعل من نفسي شيئا. كما اسمع أدين ودينونتي عادلة لأني لا اطلب مشيئتي بل مشيئة الآب الذى أرسلني. أخى العزيز أرجو عند تفسير هذه الآية أن تضع إلى جانبها هذه الآية " من رآنى فقد رأى الذى أرسلنى (يوحنا 12: 45). ثم اسمح لى أن أسالك من هو الذى يملك السلطان أن يدين ودينونته عادلة إلا الله. إن المسيح كلمة الله بقوله لا أقدر أن أفعل من نفسى شىء قال هذا ليبرهن على أنه والآب واحد لأن الله لا يستطيع أن يدين أحد بدون الكلمة كما أن الكلمة لا يدين أحد إلا بالآب. وهذا معناه أن المسيح الذى سينزل حكما عدلا إنما هو عين ذات الله متجليا لأن الله وحده هو الحكم العدل. والآن دعنا نطرح عليك سؤالا عن ماهية اعتقادك فى المسيح وهل تؤمن به أنه بالحقيقة كلمة الله وروحه؟ إن كنت تؤمن بذلك فقل لنا هل الله وكلمته وروحه واحد أم ثلاثة؟. إن قلت واحد فهذا معتقدنا أن الله وكلمته وروحه واحد وهذا معناه أن المسيح هو الله. وإن قلت أن المسيح كلمة الله مخلوق فلا يكون المسيح هو كلمة الله لأن كلمة الله غير مخلوق. وإن قلت أنه مجرد لفظة فإن ظاهر الحال يكذبك لأن كلمة الله ليس مجرد لفظة بل شخص الله المعلن والمصور لذاته تعالى. فإن قلت أن المسيح كلمة لله ليس من جوهر الله وأنه مجرد مخلوق. قلنا فلماذا إن لم يكن من جوهر الله سمى كلمة الله وهل يجوز أن يكون لقب كلمة الله لقب شرفى يطلق على إنسان أو ملاك حاشا. فالكلمة كما جاء فى الكتاب المقدس اسمه المسيح وهذا معنا أن المسيح هو الاسم الخاص بكلمة الله أى أنه اسم عين الذات الإلهية متجلية وظاهرة. لأن الكلمة هو المعلن لذات الله الذى يه خلق الله العالم وهو قديم وليس محدث وقد أجمع علماء الشريعة على أن الكلمة قديمة أى أزلية وأنها قائمة بذات الله تعالى. فالمسيح بحسب الظاهر عبد أما بحسب الباطن فهو روح الله وكلمته المصورة التى نراها ونسمعها ونلمسها لأنها عين الذات الإلهية متجلية وظاهرة. أى أن المسيح هو كلمة الله نفسه أى أنه الصورة الظاهرة والمعلنة لله الذى أتى إلى مريم ليولد منها حتى يظهر بيننا فى جسد بشريتنا. وبداهة أن المسيح الكلمة كان مع الله قبل أن يأتى إلى مريم ولم يزل معه حتى بعد ظهوره فى الجسد لأن الله ومسيحه (كلمته) واحد. إذ من غير المعقول أن يصير الله بدون كلمة بعد أن أرسلها إلى مريم. من ذلك نرى أن المسيح وإن ولد من مريم وظهر فى الهيئة كإنسان إلا أنه فى جوهره وحقيقته لم يكن إنسان بل كلمة الله وروحه الذى ظهر فى حجاب الجسد ليكلمنا من خلاله وجها لوجه. فالمسيح وإن ظهر فى الهيئة كإنسان إلا أن هذا كان بحسب الظاهر. أما بحسب الجوهر فهو كلمة الله وروحه. أى أنه وحده صورة الله وكلمته فى الحقيقة والجوهر. ومما يثبت أيضا أن المسيح هو الله. فالمسيح إذن هو الله إذ من غير المستساغ مطلقا أن يصطفى الله مريم لتلد مجرد نبى أو إنسان نظيرنا. كما أنه من غير المستساغ مطلقا أن الملائكة تبشر مريم المطهرة والمختارة من الله بأنها ستلد إنسان نظيرنا فما هى البشارة فى ذلك. إن البشارة الحقة لا تكون إلا عندما بشرها الملاك بأنها ستلد كلمته المشخصة لذاته بدليل قوله أن المولود منها هو من الروح القدس (متى 1: 20) فولد منها بقوة الله بدون زرع بشر. حتى لا يرث الخطية المحمولة على زرع الرجل .. وصدقنى أنه حتى من كتابات الحنفاء والمخالفين وعبدة الشيطان يمكنك بقليل من الفهم أن تدرك حقيقة شخصية المسيح وأنه كلمة الله وروحه أى أنه عين الذات الإلهية متجلية وظاهرة لأن الله وكلمته وروحه واحد لا ثلاثة وهو الذى سنراه فى الآخرة ونحيا معه ونكون له شعبا ويكون لنا إلها (رؤيا 21: 3). وهذا ما يقوله الجالس على العرش: أنا هو الألف والياء البداية والنهاية. أنا أعطى العطشان من ينبوع ماء الحياة مجانا. من يغلب يرث كل شىء وأكون له إلها وهو يكون لى ابنا, وأما الخائفون وغير المؤمنين والرجسون والقاتلون والزناة والسحرة وعبدة الأوثان وجميع الكذبة فنصيبهم فى البحيرة المتقدة بنار وكبريت الذى هو الموت الثانى (رؤيا 21: 5) |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
صادق مقتدر غني |
يا له من قائد مقتدر |
هل جسد السيد المسيح مخلوق ؟ |
هل جسد السيد المسيح مخلوق؟ |
هل المسيح مخلوق؟ |