منتدى الفرح المسيحى  


merry christmas

ربنا باعتلك رسالة ليك أنت

الرسالة دى تحطها فى قلبك طول سنة 2025

يالا اختار رسالتك من الهدايا الموجودة وشوف ربنا هايقولك ايه


 رسائل الفرح المسيحى اليومية على قناة الواتساب | إضغط هنا 
Love_Letter_Send.gif

العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23 - 05 - 2012, 02:14 AM   رقم المشاركة : ( 71 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي

من النسيان ما هو ضار وما هو نافع فماذا قال معلم الاجيال عن فوائده واضراره ؟؟


من النسيان ما هو ضار وما هو نافع. والنسيان الضار ليس هو موضوعنا في هذا المقال. ومن أمثلته : أن ينسى المرء واجباته الدينية أو مسئولياته العملية. أو أن ينسى وعوده أو عهوده أو بالأكثر أن ينسى إحسانات الله إليه. وما يشبه ذلك وهو كثير.
على أن النسيان ليس كله شراً. فقد سمح به الله من أجل نفع الإنسان وفائدته، لو أنه أحسن استخدامه. فالإنسان الحكيم يعرف ما الذي ينبغي أن ينساه، وما الذي ينبغي أن يتذكره. وسنحاول في هذا المقال أن نشرح بعض المجالات التي يحسن فيها النسيان:


** فمن فوائد النسيان مثلاً أن ننسى إساءات الناس إلينا.


ننساها لكي نستطيع أن نسامح وأن نغفر ونصفح. ولكي لا يملك الغضب على قلوبنا بسببها. وننساها لكي نهرب من شيطان الحقد ومن شيطان الكراهية إذا ثبتت في أذهاننا.


فالذي ينسى أخطاء الناس إليه، يمكنه أن يقابل الكل ببشاشه، ويملك السلام قلبه، ولا يختزن فيه شراً من جهة أحد. لذلك، إذا أساء إليك أحد، لا تحاول أن تسترجع في ذهنك إساءته إليك، ولا تتحدث مع الناس عما فعله بك ذلك المسئ، ولا تفكر في أية إهانة لحقت بك. لئلا يرسخ كل ذلك في ذاكرتك ويتعبك..


** ولا تنسَ فقط أخطاء الناس إليك، وإنما كل أخطائهم عموماً..


لأنك لو تذكرت على الدوام أخطاء الناس، لأسودت صورتهم في نظرك، ولعجزت أن تجد لك من بينهم صديقاً! إنه يندر أن يوجد أحد ليست له أية أخطاء. فلو أننا تذكرنا لكل أحد أخطاءه، لما إستطعنا أن نتعامل مع أحد. وربما يدخل الشك إلى قلوبنا من جهة الناس جميعاً. وربما لا نستطيع أن نتكلم بإحترام مع كل أحد.

من هنا تبدو فائدة نسيان أخطاء الناس.. كما يجب أن ننسى لهم أخطائهم، لكي نطلب من الله نسيان خطايانا.

وفى نفس الوقت الذى ننسى فيه أخطاء الناس، علينا أن نذكر خطايانا الخاصة لكى نصل إلى التوبة وإلى الاتضاع. موقنين تماماً أنه إن نسينا خطايانا، سيذكرها لنا الله. أما إن ذكرنا خطايانا فسوف يغفرها لنا الله. اذن فليذكر كل أحد خطاياه، وينسى خطايا غيره. بعكس المتكبر الخالى من الحب، الذى دائماً ينسى نقائصه، ودائماً يذكر نقائص غيره، أو يتحدث عنها.


** من فوائد النسيان أيضاً أن ننسى فضائلنا، حتى لا نقع فى الكبرياء والإعجاب بالنفس... فإن عملت خيراً، أو إن شاءت نعمة الله أن تعمل خيراً بواسطتك، فلا تذكر ذلك ولا تتذكره. لئلا يجلب لك التذكار مديحاً من الناس، تستوفى به أجرك على الأرض، دون أن يختزن لك الأجر فى السماء.

فالذى يفعل خيراً، عليه أن يخفى الأمر، ليس فقط عن الناس، إنما حتى عن نفسه هو، بالنسيان.

حقاً، ان الذى يذكر فضائله، أو يُظهر فضائله، إنما يقع فى الغرور والخيلاء، ويفقد الكثير من ثوابه. لذلك إنسَ الخير الذى تعمله. وإن ألحّ عليك الفكر فى تذكره، إنسب ذلك الى عمل نعمة الله معك، وليس الى إرادتك الخيرّة. واشكر الله الذى هيّأ لك الظروف التى ساعدتك. واذكر أيضاً أن ذلك العمل كان يمكن اداؤه بطريقة أفضل من التى عملته بها...


** من فوائد النسيان أيضاً أن ننسى المتاعب والضيقات:

أحياناً يكون التفكير فى متاعب الضيقة أشد إيلاماً وضرراً من الضيقة ذاتها. لذلك من الخير لك أن تكون الضيقات خارجك وليست داخلك. أى لا تسمح لها بالدخول الى فكرك، ولا الإختلاط بمشاعر قلبك لئلا تتعبك. أى حاول أن تنساها. وإن ألحّ عليك الفكر ولم تستطع أن تنسى، حاول أن تنشغل بالقراءه أو بالعمل أو بالحديث مع الناس، لكى تبعد الفكر عنك وتنسى..

وعندما تنسى ضيقاتك ومتاعبك وآلامك، ستدرك أن النسيان نعمة وهبها الله. وستشكر الله الذى جعلك تنسى... أليس فى معالجة المرضى المتعبين بأفكارهم ومشاكلهم النفسية، يقدم لهم الأطباء أدوية لكى تشتّت تركيز أفكارهم، فينسون! وبهذه الطريقه يحاول الإنسان أن يشترى النسيان بالطب والدواء والمال... اذن مبارك هو الله أن يهب النسيان مجاناً لمن يحتاجونه.. اذن إنسَ المتاعب والهموم، لأن تذكرها يجلب الأمراض النفسية والعصبية وأمراضاً اخرى. وهنا ندرك فوائد النسيان.


** من فوائد النسيان أيضاً، أن ينسى الإنسان الأسباب المعثرة التى تجلب له الخطية... فقد يقرأ شاب قصة بذيئة، أو يرى منظراً خليعاً، أو يسمع كلاماً مثيراً... وإن لم ينسى كل هذه الأمور، تظل تشغل فكره وتحاربه روحياً، فتضيّع نقاوة قلبه. ولذا من الخير له أن ينسى... وقد يقع شاب آخر فى مشكلة عاطفية، ويحاول من أجل إراحة قلبه أن ينسى. واذا استطاع ذلك، يعترف إن النسيان نعمة عظيمة..

لذلك حاول أن تنسى كل ما يعكر نقاوة قلبك. لا تجلس وتفكّر فى أى شئ ينجس فكرك أو مشاعرك. وإن عبر أىّ من هذه الأمور على ذهنك، فلا تستبقه، بل اطرده بسرعة، ولا تعاود التفكير فيه، لكيما تنساه...


** من فوائد النسيان أيضاً أن تنسى كل الأمور التافهة، لكى تُبقى فى ذهنك الأمور النافعة لك ولغيرك...

تصوّروا مثلاً لو أن انسانا تذكرّ كل ما يمر عليه طوال يومه، أو طوال اسبوع أو شهر، من كل الأمور التافهة التى تختص بالأكل والشرب وأحاديث الناس ومناظر الطريق، وأيضاً كل القراءات وكل الأحداث... هل مثل هذا الشخص تحتمل طاقة فكره وذاكرته أن تخزن فوق ذلك كله، المعلومات اللازمة له والأساسية؟! لا أظن ذلك... من أجل هذا يسمح الله – لفائدتنا – أن ننسى التافهات، لكى تتبقى فى ذهننا الأمور الهامة فقط. أما الذين يتذكرون كل الأمور التافهة، أو يهتمون بها فلا ينسوها... هؤلاء ستكون أحاديثهم تافهة أيضاً..


كذلك تصوّروا مثلاً إن أراد أحد أن يصلى. ووردت فى ذهنه وذاكرته كل الأخبار والأحاديث التى عبرت به فى يومه... أتراه يستطيع أن يركز فى فكره فى الصلاة؟! أم يسرح فيما يتذكره!.


وأيضاً إن أراد أحد أن يذاكر درساً، أو أن يكتب بحثاً، أو أن يناقش موضوعاً هاماً، أتراه يستطيع ذلك، بينما فى ذهنه كل التافهات التى مرّت به طوال يومه؟ أليس من المفيد له أن ينساها، ولو الى حين!.


إن النسيان اذن هو عملية غربلة حيوية، تغربل فى الذهن وفى الذاكرة جميع المعلومات والمعارف والمناظر والسماعات، التى وردت الى العقل، فتستبقى النافع منها، وتطرد ما لا يفيد، عن طريق النسيان...


لذلك فلنحاول جميعاً أن نتحكم فى ميزان ذاكرتنا. فلا نستبقى فيها إلا كل ما يفيدنا. أما الباقى فننساه. من أجل هذا، سمح الله بوجود النسيان. على أنه يجب أن نكون حكماء فى معرفة ما يفيدنا نسيانه. وما يجب علينا أن نتذكره.
  رد مع اقتباس
قديم 23 - 05 - 2012, 02:15 AM   رقم المشاركة : ( 72 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي

عظة العثرة أو الغواية

الغواية العثرة بقلم معلم الاجيال

البابا شنودة الثالث

ما أخطر أن يتسبب انسان في إسقاط غيره! إن الله يطالبه بنفس من أسقطه.. وطريق هذه الخطيئة متشعب جدا. فهو يشمل معرفة الخطية. أو تسهيل الخطية. أو مذاقة الخطية. ومن يقود الي كل ذلك. وأيضا تقديم الخطية بمفهوم مخادع. كأن تقدم باسم فضيلة. أو يسهب في شرح "فوائدها" ومنافعها وفوائها.. إنه نوع من الإغراء..
***

معرفة الخطية :
أي أن يعرف الإنسان أموراً تضره روحياً. وما كان يعرفها من قبل.
وهكذا تدخل في ذهنه معارف تدنس فكره.. أو تجلب له شهوات تسقطه في الخطية. وتفتح عينيه علي أمور تحدث في قلبه أو عواطفه أثراً معثراً. كشاب بسيط يتفتح ذهنه علي موضوعات جنسية ما كان يعرفها. أو كأن يقابله صديق فيصب في أذنيه معلومات تشوه سمعة شخص آخر. فيأخذ فكرة سيئة عنه تغير من معاملته له. أو تكون المعلومات المقدمة له ذات طابع ديني تجلب له شكوكاً عقائدية.

فيخرج هذا الإنسان من مقابلة ذلك "الصديق". وهو يقول في قلبه: "ليتني ما قابلت فلاناًَ. وليتني ما سمعت ذلك الكلام..!"

***

ويدخل في هذا النطاق تأثير البيئة المنحرفة. وما تقدمه من أفكار..

وتنطبق عبارة "المعاشرات الرديئة تفسد الاخلاق الجيدة.."

وهكذا بالعثرة من جانب. وبالانقياد الي العثرة من الجانب الآخر. يتعلم الشخص أحياناً ألواناً من التحايل والمكر ما كانت تخطر له علي بال. ويعرف التلميذ طرق التزويغ من الدراسة. وكيفية الغش في الامتحان. والوسائل التي يضايق بها مدرساً حتي يخرجه عن صوابه..

وهناك أطفال تستخدمهم عصابات. فتعثرهم وتعلمهم الفشل. أو شباب يجتمعون معاً. والجديد منهم يعلمونه تعاطي المخدرات أو لعب القمار.. كلها عثرات. ولتفاديها قال المزمور "طوبي للإنسان الذي لم يسلك في مشورة الأشرار. وفي طريق الخطاة لم يقف. وفي مجلس المستهزئين لم يجلس".

***

كذلك يعتبر عثرة. من يقدم لك الفكرالخاطئ دون أن يرد عليه!

يقدم كل أدلة الفكر الخاطيء وكل إثباتاته وبراهينه. ويقف عند هذا الحد. دون أن يذكر تعليقاته علي ذلك. ودون أن يذكر الردود التي تحطم ذلك الفكر الخاطئ.. واذا هوجم علي ما يورده من أفكار. يرد قائلا : "أنا لم أقل إن هذا رأيي. انما ذكرت كل ذلك من باب العلم!"

والخطير أيضاً أن يكون وراء هذا الشخص تابعوه وتلامذته ومريدوه. الذين يكررون نفس الفكر الخاطئ ويعلمون به. ويكونون هم أيضاً عثرة..

إن البعد عن هؤلاء طهارة وليس خصومة

إنه بعد عن أسباب العثرات. أو بعد عن المعرفة الخاطئة. فالذي يسبب العثرة. يفقد غيره البساطة والبراءة التي كان يحياها.. النقطة التالية غير معرفة الخطية. هي تسهيل الخطية:

***

تسهيل الخطية

إنه نوع آخر من العثرة. لأنه يعرف انسان خطيةما. ولكنه لا يمارسها لأن الباب مغلق أمامه. لذلك يعثره من يسهل الأمر عليه. فيدله علي أماكن الخطيئة ووسائلها. ويقوده اليها. ويزيل الخوف من قبله. كما يزيل العوائق من أمامه..

وقد يقوم بهذا الدور من سار في طريق الخطيئة من قبل. وعرف دروبها ومسالكها. وطريق التهرب من مسئوليتها.. فيقدم خبرته لغيره.


مذاقة الخطيئة

هي الخطوة العملية الأولي في ارتكاب الخطية
كالذي يقدم لشخص سيجارة ليدخنها. أو وردة فيها مسحوق الهيروين ليشمها. أو يجعله يذوق مكسباً في لعب القمار. أو يذوق كأساً من الخمر. أو يفتح له مجالاً عملياً لممارسة الخطايا الشبابية.

إن مذاقة الخطية خبرة تشجع علي تكرارها. وبالتالي علي الإندماج في الخطية. والانسان الحكيم يحترس بكل الحرص من هذه الخطوة..


اسم آخر للخطية

من العثرة ايضا تسمية الخطية باسم فضيلة
أو باسم آخر يسهل قبوله.. كالذي يعلم زميله لعب القمار. بأن يسميها تسلية. ويبرر دفع المال في هذه التسلية بأنه تحلية للعب. والذي يدعو الي الزني بأنه معالجة للكبت واضراره. والذي يساعد علي التهرب من الضرائب. بقوله إن ذلك مجرد تخلص من مغالاة وظلم اللجان التي تقدر قيمة الضرائب.. أو من ينشر بدعة علي اعتبار أنها المفهوم السليم. او انها تجديد في الفهم وبعد عن العتيق البائد.

إن الشيطان في تسمية العثرات. لا يحارب بوجه مكشوف.

أنواع من العثرات

ليست كلها في الأمور الشبابية أو الجسدية كما يظن البعض.. فهناك عثرات في الدين كما يفعل أصحاب البدع والهرطقات. وكمن ينشدون شكوكاً في الدين. او الذين ينشرون الإلحاد. والذين ينكرون المعجزات والقيامة. والذين ينادون بعودة التجسد reincarnation

وهناك عثرات في الفلسفة والفكر. وزعزعة الفكر من جهة كثير من القيم والمبادئ. كأصحاب البدع الذين يأتون بشئ جديد. لتحطيم ما قد تسلمه الناس من قبل. ويقدمون باسم التجديد ومزيد من العلم.

لذلك من الخطر أن يعتبر كل إنسان نفسه معلماً. ويعطي ذاته الحق في أن يقدم مفاهيم جديدة. وليس من الحكمة أن نقبل كل فكر جديد يحطم فينا تراثا قديما قد تسلمناه عبر الأجيال.

القدوة السيئة

هي أيضا عثرة. إذ يقع البعض في أخطائهم بسبب تقليدهم لمن يضعونهم في مرتبة القدوة. من القادة أو الرؤساء أو الزملاء.

وهؤلاء المخطئون لم يقصدوا أن يجعلوا غيرهم يخطئ. ولكنهم كانوا السبب في ذلك: اذ يعلمونهم الروتين. أو الحضور متأخرين الي مكان العمل. أو محاولة تبرير كل خطأ أو سوء معاملة الناس وتعطيل مصالحهم.. أو يعلمون غيرهم قلة الانتاج. أو كتابة تقارير وهمية أو خاطئة.. الخ

وللأسف. فالانسان في المجتمع يمتص منه أشياء كثيرة. وعادات وعثرات:

ويدخل في هذا المجال أيضاً: الآباء والامهات بالنسبة الي أبنائهم. فالأبناء ينظرون الي الآباء والأمهات كقدوة ويقلدونهم.

ويدخل في مجال العثرة أيضاً ما يتعرض له البسطاء الذين ليست لديهم القدرة علي تحليل تصرفات من هم أكثر منهم خبرة وعلما ومركزا. فيعثرون بهم - ليس من جهة انتقادهم - بل من جهة تقليدهم..

كذلك الموظف الأدني مركزاً. اذا ترقي الي مركز أعلي. قد يسير علي نفس منهج من قد سبقه. فيكون له عثرة إن اتبع أخطاءه.


الثقافة والإعلام

علي الرغم مما تقدمه هذه الأجهزة من برامج نافعة. فإن بعض البرامج قد تكون معثرة للسامعين أو المشاهدين. فلها تأثيرها علي شخصياتهم. من حيث تفكيرهم وانطباعاتهم. وما تتركه في نفوسهم من مشاعر وأحاسيس.. ولا ننسي أفلام العنف وما تتركه من تأثير في نفوس الشباب والمراهقين..

وبالمثل كل مصادر الفكر من كتب ومجلات وجرائد ونبذات ومنشورات.. فبعض منها ليس فيه الحرص علي سرد الحقائق. أو علي مراعاة الجانب الخلقي. فيصبح ما ينشره من كتابات أوصور سبب عثرة للبعض يؤثر علي مشاعرهم وتصرفاتهم تأثيرا خاطئا.

قال أحد المفكرين: قل لي ماذا تقرأ؟ أقول لك من أنت..

وأريد أن أضيف : ليس الأمر يقتصر فقط علي ما تقرأ. وإنما أيضا ماذا تري وماذا تسمع؟ فالكاسيتات. وأجهزة التليفزيون والفيديو والانترنت. لها خطورتها في التأثير علي الناس.وكذلك أفلام السينما والمسرح. وإن كان في هذه شئ مما يعثر. تكون له نتائجه السيئة.. وعلينا أن نكون حريصين في كل ذلك. بالنسبة الي انفسنا والي أولادنا..

الكبير والصغير

علي الكبير أن يكون حريصا جدا في أقواله وتصرفاته. حتي لا يعثر الصغير أو الضعيف. فهؤلاء أمانة في أعناقنا.

إن أسباب العثرة قد يقاومها القوي. ولكن ما ذنب الضعيف؟

ونقصد بالقوي. القوي في روحياته. والقوي في إرادته. والناضج في تفكيره. هذا يمكنه أن يدرك الخطأ. ويقدر علي مقاومته.. ولكن المشكلة في عثرة الضعيف أو الصغير أو البسيط..

والضعيف أيضا قد يقول: إن كان الكبار هكذا يسقطون. فماذا أفعل أنا الضعيف؟! وقد يستسلم الي الخطأ. أو يقع فيه يأساً أو انقياداً.!!

وربما سقطة الكبار أو المثل العليا. تكون عثرة قوية للضعفاء

فليحترس الكبار إذن في تصرفاتهم. ونقصد الأبوين في محيط الأسرة. والمدرسين بالنسبة إلي التلاميذ. وقادة الدين بالنسبة الي الشعب كله..

فليحترس كل هؤلاء ألا يكونوا سبب عثرة في كلامهم أو في تصرفاتهم. وحتي في حركاتهم وفي ملامحهم. وكذلك في حفظهم للنظام. وفي طاعتهم للقانون. وفي طاعتهم للوصية. لأن أي خطأ لهم - مهما يبدو طفيفا - يكون سبب عثرة لغيرهم.

وعليهم أن يتلافوا الخطأ. حتي إن لم يخطئ في ذاته. وإنما علي الأقل يسبب شكاً للأخرين. لأن ما يطلب من الكبار هو مستوي أعلي بكثير مما يطلب من الأشخاص العاديين..

الضمير

يوجد ضمير ضيق يتشكك في كل شئ. ويظن الخطأ حيث لا يوجد خطأ. وضمير واسع يبرر تصرفات كثيرة! وموضوع الضمير يدخل في العثرة:

فهل الجمال اذن سبب عثرة. فتاة جميلة يراها بعض الرجال فيشتهونها.. هل هي إذن سبب عثرة لهؤلاء؟! وما ذنبها؟!

كلا. ليست العثرة في المرأة الجميلة. إنما في القلوب غير النقية التي تشتهيها. الخطأ فيهم وليس فيها. ولذلك فإن السيد المسيح لم يقل "إن أعثرتك امرأة". وإنما قال "إن أعثرتك عينك". وعثرة العين سببها القلب غير النقي.. إن غير الطاهرين تكون كثير من الأمور عثرة لهم. بسبب انحراف فكرهم وانحراف مشاعرهم. حتي من غير أي منظر يرونه. هم يفكرون بطريقة دنسة. حتي وهم في حجراتهم المغلقة عليهم.. أما الطاهرون فإنهم يفكرون بنقاء وطهر. لذلك لا يعثرهم ما يعثر غيرهم. المسألة إذن مسألة ضمير..
***
كثير من الأقوياء والممتازين. حسدهم غيرهم. فهل كانوا في قوتهم وامتيازهم سبب عثرة لغيرهم؟! أم العثرة في قلوب الحاسدين؟

وهل كان علي هؤلاء الممتازين أن يفقدوا امتيازهم إرضاء للحاسدين؟!

وماذا نقول علي الذين يحصلون علي بطولات وأوسمة. والذين يحصلون علي جائزة نوبل. وعلي أول الثانوية العامة في كل عام.. هل كل هؤلاء كانوا سبب عثرة لحاسديهم؟! كلا بلا شك. فالعثرة هي في الحاسدين..

وماذا نقول عن يوسف الصديق الذي اشتهته امرأة سيده.. هل كان هو سبب عثرة لها؟! أم أن قلبها غير الطاهر هو الذي سبب لها الشهوة..

الأمر يحتاج الي دقة شديدة في تمييز سبب العثرة
فليس هو الجمال. ولا القوة. ولا جاذبية الشخصية. ولا المواهب.. وإلا كان لازما أن يخلو العالم من كل هذه الصفات السامية. حتي لا يعثر الواقعون في الحسد أو في الشهوة..
  رد مع اقتباس
قديم 23 - 05 - 2012, 01:54 PM   رقم المشاركة : ( 73 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي

عظات نادرة للبابا من السبعينات للتسعينات

من هنا
  رد مع اقتباس
قديم 23 - 05 - 2012, 01:57 PM   رقم المشاركة : ( 74 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي

الفهم فى العبادة والقداسات
لقداسة البابا شنودة الثالث

موسوعة شاملة عن مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث بابا وبطريرك الكرازة المرقسية


من هنا
https://www.chjoy.com/vb/showthread....1#.T7zsZ8UZSTY







  رد مع اقتباس
قديم 23 - 05 - 2012, 02:08 PM   رقم المشاركة : ( 75 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

Arrow

  رد مع اقتباس
قديم 23 - 05 - 2012, 02:30 PM   رقم المشاركة : ( 76 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

Arrow

اكنزوا لكم كنوزا فى السماء حيث لا يفسد سوس ولا صدا ولا ينقب سارقون ويسرقون

عظة لقداسة البابا شنودة الثالث


موسوعة شاملة عن مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث بابا وبطريرك الكرازة المرقسية


كل ما في السماء كنوز، لا تخطر على قلب بشر. وكلها قد أعدَّها اللَّه للأبرار، مكافأةً لهم على ثباتهم في الفضيلة، وعلى جهادهم الروحي وانتصاراتهم على كل إغراءات الشيطان وحيله، هو وكل أعوانه.
«« ولكنني في هذا المقال لست أقصد الكنوز التي أعدَّها اللَّه ـ تبارك اسمه ـ ، إنَّما أقصد ما يكنزه الإنسان لنفسه في السماء، بأنواع وطُرق شتَّى سوف نتحدَّث عنها...

«« وسعيد هو الإنسان الذي لا يركِّز كل اهتماماته وجهده على كنوز يكنزها ههنا في الأرض، كأموال في البنوك، أو عقارات وأبنية، أو أرضٍ يمتلكها، أو مصانع وشركات، أو ما شاكل ذلك من المقتنيات الأرضية ... إنما يكون له نصيب أيضاً فيما يجب أن يقتنيه في السماء وما يكنزه هناك. فلماذا يكون هذا؟ وكيف؟


«« إكنز لك كنوزاً في السماء، لأن كل ما في الأرض هو فانٍ لا يدوم. وكل ما تقتنيه فيها، لن تأخذه معك يوم تترك هذه الأرض مهما طال عمرك. لذلك عليك أن تضع أمامك ميزاناً يُفرِّق بين الفانيات والباقيات: ما تأخذه معك، وما تتركه لغيرك، أردت أو لم ترد...


«« قد يقول البعض: " أنا ـ إن تركت العالم ـ فكل ما أقتنيه سأتركه لأولادي وأفراد عائلتي. وهكذا لن يضيع مني شيء " وطبعاً هذا أمر مقبول لا يُعارضه أحد، فأنت مسئول عن أولادك مسئولية اجتماعية أمام اللَّه والناس. ولكن هذا لا يمنع من أن تُقدِّم جزءاً من أموالك للغير. والحكمة تقول لنا جميعاً: " افعلوا هذه، ولا تتركوا تلك. ومحبة كل إنسان للخير ينبغي أنها لا تقتصر على أولاده، بل تكون شاملة. لأنه قد يكون الغير محتاجاً إلى المعونة أكثر من أولادك...


كما أنك لا تضمن أولادك هل يحسنون التَّصرُّف في مالك أم يسيئون؟ فإن كانوا حكماء وميَّالين إلى عمل الخير، سوف تنال نصيباً في السماء من أجرهم. وإن كانوا عكس ذلك، وضيَّعوا المال بعيش مُسرف أو في ما لا يليق، تكون قد خسرت كل شيء. وعلى كل حال، فالأمر المضمون، هو أن تفعل خيراً للآخرين في حياتك مباشرةً.


«« كذلك ينبغي أن تعرف أن كل المال الذي لك، وكل الخيرات التي منحك اللَّه إيَّاها، أنت مُجرَّد وكيل عليها لكي تستخدمها في الخير. وسوف تقدم عنها حساباً أمام اللَّه الذي سيقول لك هنا وفي الأبدية: " اعطني حساب وكالتك"

«« واذكر دائماً الحكمة التي تقول: " ما عاش مَن عاش لنفسه فقط ". فأنت تعيش يا أخي في مجتمع له حقوق عليك، ولابد أن تقوم بواجبك. فاكتنازك كل أموالك لنفسك، دون أن تعطي منها لغيرك وبخاصة للمحتاجين منهم، هو لون من الأنانية والالتفاف حول الذات، لا أقبله لك، ولا يجوز أن تقبله لنفسك...

«« حسنٌ أن يسعد الإنسان في حياته، ولكن الأفضل من هذا، أن يُسعِد غيره. وبإسعاده للغير سوف يشعر بسعادة أكثر وأسمى. ولهذا الأمر فائدتان: فالذي يُسعِد غيره من ماله له أجر في السماء. وكل ما يدفعه يصير كنزاً له في الأبدية. وكأنه بهذا يحوِّل المال الأرضي الفاني إلى ما يسمونها " عملة صعبة " أعني سمائية. أمَّا الفائدة الثانية، فهي أنَّ هؤلاء الذين يسعدهم سوف يدعون له بالخير، ويُصلُّون من أجله، ويقبل اللَّه صلواتهم لأنها من قلوبهم...


«« نقطة أخرى، وهى أنك إن أنفقت جزءاً من أموالك سوف يبارك اللَّه الباقي، وستجد أن مالك ـ بالعطاء ـ قد زاد ولم ينقص، إذ قد دخلت البركة بما قدمته لغيرك من الخير. وبخاصة في هذا العصر الذي انتشر فيه الغلاء وارتفعت الأسعار بطريقة لا يحتملها الكثيرون. واعرف أن كل معونة مالية تُقدّمها لمحتاج، لا ينساها لك اللَّه، بل أنه يعينك في حياتك كما أعنت غيرك...


«« وتأكَّد تماماً أن ماليتك الحقيقية ليست هى مُجرَّد رصيدك في البنوك، أو ما تذخر به خزائنك. إنما رصيدك الحقيقي أمام اللَّه هو عدد الذين أسعدتهم بمعوناتك لهم، ومساهمتك في رفع الضيق عنهم، تُرى كم هم؟

«« أيضاً من الكنوز التي لك في السماء، ما ساهمت به في حَل مشاكل الناس، ومقدار جهدك في إراحة غيرك. حاول إذن أن تريح غيرك على قدر ما تستطيع، مِن كل مَن سمح اللَّه أن تقابلهم في طريق الحياة، أو مَن يقصدونك ولهم عشم فيك أن تصنع معهم خيراً.

«« لهذا فكل وظيفة تعمل فيها، أو كل مسئولية تُعهد إليك، إتخذها بقدر استطاعتك مجالاً لعمل الخير وإراحة الناس حسب ما يسمح به اختصاصك. وفي هذا، أتذكَّر أنني قلت ذات مرَّة إنَّ الموظف النبيل يجد حلاً لكل مشكلة تصل إليه. أمَّا الموظف المُعقَّد فإنه يحاول أن يخلق مشكلة لكُلِّ حلٍّ، فيُعقِّد الأمور حسب نوع نفسيته!


وثق أن سُمعتك سوف تتبعك بعد ترك الوظيفة أو المسئولية، ويصدر الناس أحكاماً من جهتك يجمعون عليها، فيحكمون على شخصيتك حسب ما فعلته...


«« اكنز لك أيضاً حياة فاضلة، فإنَّ أعمالك ستتبعك وتقف أمامك في يوم الدينونة الرهيب. فيا ليت حياتك تكون كلها خيراً، لك ولكل الناس. وإن لم يكن لك ما تُقدِّمه من مال للغير، فعلى الأقل قدِّم لهم كلمة طيبة، أو ابتسامة رقيقة، أو تشجيعاً أو مواساة. وثِق أنَّ هذا كله سيكون مكنوزاً لك في السماء.


«« هناك أشخاص كنزوا لهم في السماء مشروعات نافعة للبشرية كلها، أو قدّموا من عملهم وسائل لعلاج المرضى أو لتخفيف آلامهم، أو مشروعات تساعدهم على العيش. أو بعض كتَّاب قدَّموا من إنتاجهم الفكري ما يفيد الآخرين.


«« إن كان الأمر هكذا، فماذا نقول إذن عن الذين يخافون أن يعطوا لئلا تنقص أموالهم، وهُم يريدونها أن تزيد وتنمو؟! بل ماذا نقول عن الذين يكنزون لأنفسهم أعمالاً شريرة تكون سبباً في هلاكهم أو طباعاً رديئة لا يشاءون أن يُغيِّروها؟


«« أخيراً أحب أن أسألك أيها القارئ العزيز: ماذا كنزت لنفسك في السماء؟ ما هو رصيدك فيها؟...
  رد مع اقتباس
قديم 23 - 05 - 2012, 02:37 PM   رقم المشاركة : ( 77 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي

مجالات الشكر .. شَا ِكرﯾن كُل حين عََلى كُل شَيء"

مجالات للشكر

عظة لقداسة البابا شنودة الثالث


موسوعة شاملة عن مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث بابا وبطريرك الكرازة المرقسية




ما أجمل ذلك التعلﯿم الروحي الذي ﯾقول: "شَا ِكرﯾن كُل حي
ن عََلى
كُل شَيء" (رسالة بولس الرسول إلى أھل أفسس 20 :5).
أي أن
الشكر ﷲ تبارك اسمھ، ﻻ ﯾكون فقط في مناسبات معﯿنة. بل تكون
حﯿاتنا كلھا في شكر دائم، معترفﯿن بفضل اﷲ علﯿنا في كل حﯿن.
إننا نشكر اﷲ في بداﯾة ھذا العام الجدﯾد، ﻷنھ منحنا صفحة جدﯾدة
من الحﯿاة، ﯾنبغي أننا ﻻ نكتب فﯿھا إﻻ كل خﯿر. علي أننا ﻻ نقتصر
علي ذلك. بل نشعر بإحسانات اﷲ إلﯿنا باستمرار علي الرغم مما
ﯾمر علﯿنا من ظروف الحﯿاة المتنوعة. إننا ندرك عن ﯾقﯿن وثقة أن
اﷲ صانع الخﯿرات، ﻻ ﯾعمل معنا إﻻ كل خﯿر، سواء كنا نري ھذا
الخﯿر أو ﻻ نراه إننا نشكره علي الخفﯿات والظاھرات. نشكره علي
النعم الجزﯾلة التي ﯾفﯿض بھا علﯿنا،، كما نشكره علي القلﯿل أﯾضا
أو ما نراه قلﯿﻼ. لذلك فإن اﻹنسان الروحي ﯾحﯿا دائما في سﻼم
وفي شكر لﯿس فقط بالكﻼم وإنما من عمق القلب أﯾضا. وﯾشكر
أﯾضا علي كل الخﯿر الذي ﯾتلقاه من اﷲ، موقنا أنھ ﻻ توجد عطﯿة
بﻼ زﯾادة إﻻ التي بﻼ شكر. بل ﯾصل الشكر أﯾضا حتى في وقت
الضﯿقة ﻻن اﷲ ﻻ ﯾسمح لﻺنسان بالضﯿقة إﻻ لو كان وراءھا خﯿر
ﻻبد ﯾظھر بعد حﯿن. ومن الطبﯿعي أن ﯾشكر كل شخص علي إنقاذ
الرب لھ من الضﯿقات التي ﯾراھا. ولكن ﯾنبغي أن ﯾشكر أﯾضا علي
الضﯿقات التي كانت تسعي إلﯿھ، ووقفھا اﷲ ومنعھا قبل أن تحدث.
وھنا ﯾكون الشكر لﯿس علي الضﯿقات التي أنقذه اﷲ منھا، بل
أﯾضا علي الضﯿقات التي حفظھ اﷲ من وصولھا إلﯿھ.
لو عاش اﻹنسان حﯿاة الشكر الحقﯿقﯿة، لكان ﯾشكر اﷲ علي كل
نفس ﯾتنفسھ، وعلي كل خطوة ﯾخطوھا، وعلي كل عمل ﯾعملھ،
وعلي كل ما ﯾأتي علﯿھ، وﻻ ﯾري أن ھناك شﯿئا من تدابﯿر اﷲ
معھ، إﻻ وﯾستحق الشكر. وھكذا ﯾقول في كل ما ﯾحدث معھ: كلھ
للخﯿر.

ھناك أسباب كثﯿرة ﯾجب أن نشكر اﷲ علﯿھا، ولكننا نادرا ما نشكر!
وبعضھا ﯾبدو لنا كأنھا مجرد أمور عادﯾة. وعلي الرغم من أنھا
نعم، إﻻ أنھا لم تستوف حقھا من الشكر.
مثال ذلك أنھ ﯾنبغي أن نشكر اﷲ ﻷنھ خلقنا وأنعم علﯿنا بالوجود.
ولكن من منا ﯾشكر اﷲ علي ذلك؟! كان ممكنا ﯾا أخي أنك ﻻ تكون
موجودا. لم ﯾكن اﷲ مطالبا أن ﯾزﯾد العالم واحد! اشكر اﷲ أن
والدتك لم تكن عاقرا، بل منحھا اﷲ نعمة ان تلد بنﯿن. أو كان
ممكنا أن والدﯾك ﯾكتفﯿان بوﻻدة إخوتك، دون أن ﯾأتي دورك...
ﯾنبغي أن نشكر اﷲ أﯾضا علي الطبﯿعة التي حولك، وعلي كل ما
خلفھ اﷲ ﻷجل راحتك. اشكره علي أنھ رتب كل قوانﯿن ھذا الكون
من حﯿث الضﯿاء والھواء والحرارة واﻷمطار وكل الكائنات التي
حولنا. اشكره ﻷنھ أقام لك السماء سقفا، وثبت اﻷرض كي تمشي
علﯿھا. ولم ﯾدعك معوزا شﯿئا من أعمال كرامتك.
علﯿك أن تشكر اﷲ أﯾضا علي ما وھبك اﷲ من العقل أو الذكاء أو
أي موھبة منحك اﷲ إﯾاھا: مثل موھبة الرسم أو الموسﯿقي أو
رخامة الصوت، أو جمال الوجھ، أو القدرة علي اﻻحتمال
والصبر... وكلھا مواھب من اﷲ تحتاج إلي شكرك علﯿھا.
اشكر اﷲ أﯾضا علي اﻹﯾمان الذي أنت فﯿھ، نعم ھل تشكره علي أنك
ولدت مؤمنًا ولم تبذل أي مجھود لكي تصل إلي ھذا اﻹﯾمان... ذلك
ﻷن كثﯿرﯾن ﯾشتھون ھذا اﻹﯾمان وﻻ ﯾجدونھ، أما أنت فقد نلتھ
مجانا وسھﻼ. إذ ولدت فﯿھ.
سمعت مرة عن قصة فﯿلسوف ملحد، رأي فﻼحا أممﯿًا ﯾصلي.
وتعجب كﯿف أن ھذا الرجل البسﯿط ﯾركع في حقلھ، لﯿخاطب من ﻻ
ﯾراه وذلك من قلبھ وبكل مشاعره وبكل ثقة وإﯾمان! فقال: إنني
مستعد أن أتنازل عن كل فلسفتي وكل ما درستھ من كتب، مقابل
أن أحظي بشيء من إﯾمان ھذا الغﻼم البسﯿط.



نعم إن إﯾمانك نعمة لم تحظ بھا البﻼد الملحدة وﻻ أولئك اﻷشخاص
الذﯾن شوه الشﯿطان عقولھم بشكوك ﻻ ﯾعرفون ردودًا عنھا.
اشكر اﷲ أﯾضًا علي أنك ما زلت حﯿا. ذلك ﻷن حﯿاتك ھي منحة من
اﷲ، بﯿده أن ﯾبقﯿھا أو أن ﯾنھﯿھا في أي وقت. وھي ﯾجددھا لك
ﯾوما بﯿوم وساعة بساعة. فلتشكره إذن علي ھذا الﯿوم الذي
تحﯿاه، وقد تحدثنا عن ھذا الموضوع ھنا في موقع اﻷنبا
تكﻼھﯿمانوت في أقسام أخرى. اشكره أﯾضا علي أنھ وقد مد في
حﯿاتك، إنما قد أعطاك أﯾضا فرصة للتوبة. واذكر ھنا ما قالھ أحد
الكتاب: إن مﻼﯾﯿن الناس من الذﯾن في الجحﯿم، ﯾشتھون ساعة
واحدة من الحﯿاة التي علي اﻷرض، أو حتي دقﯿقة واحدة، لﯿقدموا
فﯿھا توبة ﷲ، وﻻ ﯾجدون!
لو أن اﷲ قرر أن ﯾأخذ روحك اﻵن، أﻻ تشتھي بعض الدقائق من
ھذا العمر الذي لك؟! تقول لھ بعض دقائق أستطﯿع فﯿھا أن أصالح
من أخاصمھم، مھما كان المخطئﯿن... وكل ذلك قبل أن ﯾغلق الباب
وأقف خارجا.
اشكر اﷲ أﯾضا ﻷنھ ھﯿأ لك بﯿئة دﯾنﯿة تعﯿش فﯿھا، وأنھ وھب لك
ھذا القدر من المعرفة الروحﯿة والسلوك الروحي، وأنھ أرسل لك
قدوات صالحة في طرﯾقك، تتعلم منھا الحﯿاة الحقﯿقﯿة وكﯿف تكون.
اشكر اﷲ أﯾضا ﻷنھ ﻻ توجد عوائق تمنعك عن الحﯿاة مع اﷲ.
نحن أﯾضا نشكر اﷲ ﻷنھ، لم ﯾعاملنا بحسب خطاﯾانا، ولم ﯾصنع
معنا بحسب آثامنا. بل علي اﻷكثر فعلي الرغم من أخطائنا ﯾحسن
ھو إلﯿنا بكل أنواع اﻹحسان... لذلك علﯿنا ان نشكر اﷲ علي
احتمالھ العجﯿب وطول آناتھ علﯿنا... نعم جمﯿل ھو التأمل في
معامﻼت اﷲ سواء لك أو لغﯿرك. إننا نشكره علﯿھا، ﻷنھ حنون
وطﯿب ومحب وﻷنھ غفور.
نشكره علي الصحة وعلي المرض، ونشكره ﻷنھ سترنا وأعاننا
وأشفق علﯿنا وأتي بنا إلي ھذه الساعة، ونشكره علي كل عمل

صالح استطعنا أن نعملھ، ﻷنھ لو لم تكن ﯾد اﷲ معنا ما كنا نستطﯿع
أن نعمل شﯿئًا صال ًحا علي اﻹطﻼق. وأكثر من ھذا كلھ نشكر اﷲ
ﻷنھ أعطانا أن نعرفھ. كما نشكره ﻷجل وعوده العظﯿمة التي منحنا
إﯾاھا.
  رد مع اقتباس
قديم 26 - 05 - 2012, 02:04 PM   رقم المشاركة : ( 78 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

Arrow


اسئلة الناس للبابا شنودة الثالث


ســؤال


من أين أتت الوثنية علي الرغم من أن الإنسان كان في الأصل يعرف الله ؟ و كيف تطورت الوثنية و تشكلت ؟


الجـواب


كان الإنسان منذ خلقه يعرف الله . و لكن بعدما تفرقت الشعوب في الأرض ، بعد برج بابل و تبلبلت الألسنة ، بمضي الوقت نسوا الله ، أو بعدوا عنه ببعدهم عن التقليد السليم .
و لما كان الله غير منظور لهم ، بدأوا يتخيلونه في قوي أخرى منظورة .
إما في قوي هي مصدر الخير لهم ، مثل الشمس مصدر النور و الحرارة ، في علوها و جمالها و إشراقها ... أو مثل النهر ، الذي يعطيهم الماء مصدر الحياة أو الري للإنسان و الحيوان و النبات ... أو صاروا يعبدون ملوكهم ، مظهر القوة و العظمة و السيطرة و الإرادة أمامهم ، الذين كانوا يستطيعون أن يحكموا عليهم بالموت ، أو يبقوهم في الحياة ، أو يمنحوهم من خيرات الدولة و مناصبها . و صاروا أيضاً يعبدون كائنات يخافونها ، و يقدمون لها القرابين استرضاء لها حتى لا تؤذيهم ، مثل النار ، أو الحية ، أو بعض الوحوش ، أو الأرواح ، و ما إلي ذلك ...
v v v

و بعضهم كان يتخيل لكل معني هام إلهاً ...
فمثلاً هناك إله للجمال ، و إله للخصب ... و يعطون لكل من هذه الآلهة إسماً ، و يحيكون حوله أسطورة يتداولها الناس ،و تصبح جزءاً من عقيدتهم يسلمها جيل إلي جيل ...
و لكي يثبت الأمر في حسهم ، يتخيلون لهذا الإله صورة ، و ينحتون له تمثالاً .
ثم يقيمون له شعائر للعبادة ن تتفق مع الأسطورة الخاصة به . أما ما يختص بهذه الشعائر من مذابح و ذبائح ، و من صلاة و سجود ، و من بخور و تسبيح و ترتيل ، فكلها أمور تعلموها في جوهرها من فترة ما قبل التشتت و التفرق ، مما كان يقدم للإله الحقيقي وحده من عبادة قبل الطوفان و بعده ...
و هم في الواقع لم يعبدوا التماثيل كأحجار ، و إنما لأنها تمثل اَلهة ...
و هذه الآلهة الوثنية ، ما كانوا فيها يعبدون الحيوان أو الإنسان كحيوان أو إنسان ، و لكي لأنه مثال للإله الذي في ذهنهم بما حوله من أساطير ...
v v v

و تمثال الإله الذي تقدم له العبادة يسمي وثناً .
فليس كل تمثال من تماثيل القدماء كان وثناً . إنما الوثن هو التمثال الذي كان يعبد . و بعض هذه الأوثان كانت ضخمة تقام في المعابد . بينما بعضها كان صغيراً يحتفظ به الناس في بيوتهم ، و يأخذونها معهم في أسفارهم . و الآلهة ( بوتو ) أي الحية كان يضعها الفراعنة في تيجانهم ن كجزء من التاج ...
v v v

و في تلك الأساطير تخيلوا آلهتهم ، و لهم قصص عائلية كما للبشر .
فمثلاً الإله أوزوريس تزوج الإلهة إيزيس ،و أنجب منها إبنهما الإله حورس . و تخيلوا أيضاً قصص صراعات و حروب تدور بين هذه الآلهة . و البعض منهم يموت ، ثم يوجد من ينتقم له . و هذه الآلهة يوجد منها إله خير و آخر شرير ...‍‍ لقد اسبغوا علي آلهتهم صوراً من الحياة البشرية التي يحيونها أو يرونها ...
و قصص الآلهة كانت تعبر أحياناً من بلد إلي آخر ، و تأخذ أسماء أخري .
و هذه الحركة في التاريخ يسمونها Cencretism . فمثلاً قصة الإله أوزوريس تعبر من مصر إلي بلاد اليونان ، ليأخذ هذا الإله إسم ديونسيوس ، في قصة شبيهة . و هذا الأمر له قصص تكاد تتشابه بين اَلهة الهند و الصين و بلاد الشرق الأقصى ...
v v v
إننا نؤمن بإله واحد ن له كل صفات المثالية .
أما العالم الوثني فتصور لكل صفة إلهية إلهاً .
و هكذا عندهم تعدد الآلهة ، بحيث يمثل كل إله صفة من صفات الإلوهية ، أو عملاً من أعمالها .. و في التاريخ المصري القديم ن حاول اخناتون أن ينشر عقيدة التوحيد ، داخل نطاق عبادة الشمس ، و لكنه لم ينجح طويلاً ، و عاد الآلهة يسيطر علي معتقدات الناس .
و طبعاً هناك فرق كبير بين الوثنية و الإلحاد .
فالإلحاد معناه عدم الإيمان بوجود إله علي الإطلاق ، كما يقول الوحي الإلهي في سفر المزامير " قال الجاهل في قلبه ليس إله " ( مز 14 : 1 ) . أما الوثنيون فكانوا يؤمنون بفكرة الألوهية ز و يعبدون إلهاً ، أو عدداً من الآلهة ، أو أسرة إلهية ، أو عدداً من الآلهة لهم كبير . كما نقول إن زيوس هو كبير آلهة اليونان ، و جوبتر هو كبير آلهة الرومان ، و رع هو كبير آلهة المصريين ...
v v v
و الوثنية كانت تنتشر بالخلطة و بالتزاوج .
و لذلك كان الله في العهد القديم يمنع الخلطة بالأمم و التزاوج معهم ، حتى لا يعبد الشعب آلهتهم . و لعل من أخطر الأمثلة في التاريخ لسوء الاختلاط بالأمميين ، هو تزوج سليمان الحكيم بزوجات مواَبيات و عمونيات و صيدونيات .. ( 1 مل 11 : 1 ، 2 ) . و هكذا " بني سليمان مرتفعة لكموش رجس المواَبيين علي الجبل الذي تجاه أورشليم ، و لمولك رجس بني عمون . و هكذا فعل لجميع نسائه الغريبات اللواتي كن يوقدن و يذبحن لآلهتهن " ( 1 مل 11 : 7 ، 8 ) .
لكل ذلك أرسل الله الأنبياء ، ليثبتوا الشعب في عبادة الإله الحقيقي .
و زود هؤلاء الأنبياء بالوحي ، و بالمعجزات . و كان سفر الشريعة يقرأ علي الناس في المجامع كل سبت . كما كانت الأعياد و المراسم و الذبائح تذكرهم ايضاً بعبادة الرب حتى لا يضلوا ...
v v v
و مع كل ذلك نسمع عن وجود وثنية في أيام الآباء و الأنبياء .
و مع كل ذلك نسمع أن راحيل زوجة أبي الآباء يعقوب، و ابنة أخي رفقة التي تزوجها أبونا اسحق بن ابراهيم ، علي الرغم من أنها من أسرة متدينة ن قيل عنها في مفارقتها لأبيها لابان " فسرقت راحيل أصنام أبيها " ( تك 31 : 19 ) .. و لما زحف لابان وراءهم ، كان مما قاله ليعقوب " لماذا سرقت آلهتي ؟!" ( تك 31 : 30 ) . و نسمع أن بني إسرائيل لما تأخر عليهم موسي النبي علي الجبل مع الله ن اجتمعوا علي هرون و قالوا له " قم اصنع لنا آلهة تسير أمامنا " ( خر 32 ك 1 ) .
و نزع كل الشعب أقراط الذهب التي في آذانهم ، و صنعوا عجلاً مسبوكاً ، و بنوا له مذبحاً ، و أصعدوا محرقات و ذبائح سلامة . و قالوا " هذه اَلهتك يا إسرائيل التي أصعدتك من أرض مصر " . ( خر 32 : 3 – 6 ) ... فماذا تقول في ذلك ، بعد كل المعجزات التي حدثت أمامهم و فعلها الرب علي يد موسي النبي .
أهو جهل ؟ أم تأثير الأمم الوثنية ؟ أم حروب الشيطان و ضلالاته ؟ أم كل ذلك معاً ؟..
v v v
و لا ننسي أن الروح القدس لم يكن يعمل في قلوب الناس كما في أيامنا .. كذلك لا ننسي أيضاً في تاريخ الوثنية أمراً آخر يضاف إلي أساطيرها المتوارثة هو :
تأثير الفلسفة الوثنية و أفكارها علي الناس .
و هؤلاء الفلاسفة كان تأثيرهم علي العالم الوثني ، لا يقل عن تأثير الأنبياء علي شعب الله . و كانوا هم الذين يشكلون عقائد الشعب . يضاف إلي هذا تأثير كهنة الوثنية و معلميها ، و تأثير الأسرة علي أبنائها .
و أمر له خطورته في تاريخ الوثنية ، هو سلطة الملوك الوثنيين .
و صدق ما قيل في المثل الشائع عن تلك العصور " الناس علي دين ملوكهم " . و قد شرحنا مثلاً كيف أن اخناتون نشر ديانة جديدة استمرت في أيامه . و سجل الكتاب كيف كان داريوس ملك فارس يصدر أوامره في ما يعبده الشعب ، حتى أن دانيال لما لم يشترك في تلك العبادة ألقي في جب الأسود (دا6) . و تاريخ الإستشهاد معروف كيف أن ديوقلديانوس مثلاً كان يقتل المسيحيين في وحشية إذا لم يعبدوا آلهته . و من قبله نيرون في عصر الرسل و خلفائه طوال حوالي ثلاثة قرون ...


  رد مع اقتباس
قديم 26 - 05 - 2012, 03:10 PM   رقم المشاركة : ( 79 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

Arrow

التدريبات الروحية للبابا شنودة

موسوعة شاملة عن مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث بابا وبطريرك الكرازة المرقسية

نلاحظ باستمرار بوجود كثير من الناس يسمعون ولا يعلمون بما يسمعون .
نلاحظ أيضاً أنه يوجد ناس عندهم أخطاء ثابتة في حياتهم وخطايا متكررة في كل اعتراف مما يدل على أنهم لا يتغيروا ولا تابوا . فما هو السبب في ذلك ؟
لعل السبب :
أنهم لم يمولوا الفضيلة من اقتناع نظري إلى حياة عملية ولم يتدربوا على حياة الفضيلة ولم يتدربوا على ترك الخطيئة إذاً الحل أنهم يدخلوا في تدريب عملي لاكتساب الفضيلة من جهة وترك الخطيئة من جهة أخرى .
- يحتاج الإنسان بين الحين والآخر أن يجلس إلى نفسه ويحاسب نفسه جيداً ولا يترك تيار العالم يبتلعه وينسيه كيف يعيش . ويحتاج أيضاً في هذه الجلسة أن يكون صريحاً مع نفسه فلا يبرر نفسه ولا يجامل نفسه، ويدرك ما هي خطاياه ، ويفكر ما أسباب هذه الخطايا وما الطريق إلى التوبة وكيف يدرب نفسه على الحياة مع الله .
في الحقيقة مسألة التدريب مسألة نتيجتها حتى في الحياة العملية حتى في الحياة العلمانية ، موجودة في كل شيء .
فمثلاً : الطفل منذ الصغر فأمه تدربه كيف يمشي وكيف يتكلم وكيف يأكل وكيف يعيش/ الناس يتربون / الأم التي تحمل الطفل على كتفها فهذا يصيب الناس بلين . لكن تدربه على كل حاجة فتدعه يمشي ويقع وهكذا ... عدة مرات التدريب نجده حتى في الرياضة :
الناس يتدربون في الرياضة فلا يستطيع أحدنا أن يكون نجما من غير تدريب حتى قبل الدخول في مباراة فهم يتدربون تدريبا خاطئاًٌٌَُُ وكل ما يدخلون في مباراة للكرة فيكون المدير الفني والمدرب يراقبهم ويرى أخطاءهم أين وكان من المفروض أن يكونوا أحسن أو لو أنهم عملوا شيء آخر .
وبعدها يحدثهم ما الذي يجب أن يعملون وما الذي كان يجب فعله .
أحياناً نحضر

  رد مع اقتباس
قديم 26 - 05 - 2012, 04:41 PM   رقم المشاركة : ( 80 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

Arrow


المعرفة

بقلم: البابا شنودة الثالث

*****
ولعل في مقدمة ما نجهله، موضوع المعجزة والمعجزة سميت هكذا، لان العقل البشري يعجز عن تفسيرها.. انها ليست ضد العقل، ولكنها مستوي فوق العقل، وعلي الرغم من ان العقل لا يدرك كيف تتم، الا انه يقبلها بالايمان ولا يهمه ان يعرف كيف تتم والمعجزات امر يؤمن به كل متدين.ولعل من ابرز المعجزات التي يؤمن بها الكل: الخلق، والقيامة العامة.
* كلنا نؤمن ان الله خلق الكون، اي اوجده من العدم حيث لم يكن الكون موجودا، خلق البشر والملائكة والطبيعة. ولكن كيف خلقها؟ باية قدرة؟ هنا العقل لا يعرف. ولكنه يقبل بالايمان.
* ونفس الوضع بالنسبة الي القيامة العامة 'او البعث'، كلنا نؤمن بذلك. والعقل يقبله، دون ان يعرف اطلاقا كيفما يعود الانسان الي الحياة بعد الموت! معرفة هذا الامر هي فوق مستوانا.

*****
كلها امور تتعلق بقدرة الله غير المحدودة
وعبارة 'غير المحدود' يقف امامها العقل عاجزا في معرفته ..واستخدام هذه العبارة من جهة الزمن، امر اخر فوق نطاق معرفة العقل.. فكلمة ازلي، وكلمة ابدي، وكلمة سرمدي.. اي ما لا بداية له ولا نهاية، امور قد يستخدمها العقل ولكنها فوق معرفته! حقا ما معني عبارة 'لا بداية له'؟! ما معني الازلية؟ ومتي قطع نطاق الازلية في وقت ما ليوجد الكون؟.. انها امور لا يفحصها العقل وانما يقدمها الايمان ويقبلها الانسان بالتسليم، كثوابت ايمانية.

*****
أمور اخري فوق معرفتنا، تتعلق بالعالم الآخر..
متي ستكون بداية العالم الاخر؟ وكيف تكون؟ واين؟..
انها امور ترتبط بالروح والموت وما بعد الموت.. وهي ايضا فوق نطاق معرفتنا وتتعلق ايضا بالنفس وكنهها وخواصها، وبالعقل.. ثم اليس عجيبا ان العقل لا يعرف تماما كيف يعمل العقل!! وما مدي علاقة العقل بالمخ وما فيه من مراكز تعمل؟ وكيف يتوقف بعضها عن العمل، ويعجز العلم البشري والعقل البشري عن اعادة مراكز المخ المتوقفة الي عملها الطبيعي!

*****
بل في عالمنا الحاضر، العالم المادي، أمور كثيرة لا نعرفها..
* مثال ذلك ما اقل معرفتنا عن الفلك وما فيه من شموس ونجوم وكواكب، وما فيه من شهب ومجرات.. كل ما نعرفه هو معرفة سطحية لا تدخل في نطاق التفاصيل.. لقد فرحنا ببعض احجار من القمر، اتي بها رواد الفضاء، ومع ذلك لا يزال القمر لغزا لا نحيط بكامل المعرفة عنه!
* ونفس الوضع نقوله عما نعرفه من جهة اعماق الارض واعماق البحار.. هناك معلومات بسيطة يقدمها لنا العلم نتيجة لاكتشاف وحفريات.. وتبقي الحقيقة الكاملة بعيدة عن معرفتها ونفس الكلام نقوله عن محتويات الجبال، وعن بعض الكوارث الطبيعية كالزلازل والاعاصير والسيول والبراكين: ما تبدأ؟ ونطاق عملها وكيف تنتهي.
* هناك ايضا امراض خطيرة، مازال العلم حائرا امامها، لا يعرف اسبابها، ولا يعرف طريقة القضاء عليها قبل ان تقضي علي المرضي!

*****
وما دامت معرفتنا محدودة نواجه سؤالا وهو: كيف ننمو في المعرفة؟
من جهة المعرفة: الممكنة، هناك وسائل عديدة لنموها: منها العلم، والقراءة، والمشورة، والخبرة، والتوعية. وكما قال الشاعر:فاطلب العلم علي أربابه واطلب الحكمة عند الحكماء
وحتي كل هؤلاء يقدمون من العلم علي قدر معرفتهم ولا شك معرفتهم محدودة. وقد تختلف مصادر المعرفة علي حسب قامتها ونوعيتها.. حتي معرفة تفاصيل عن الخير والشر وما يجب وما يجوز وما يليق، قد تختلف فيه الاراء. وقد تختلط المعرفة بالطباع والنزعات والاهواء واحيانا يتأثر التوجيه والارشاد بما ينتشر من الشائعات.
*****
ومما لاشك فيه ان هناك نموا في المعرفة في العالم الاخر:
فعندما تخرج الروح من الجسد بالموت، تصبح معرفتها اكثر بعد ان تخلصت من ضباب هذا الجسد المادي ومن غرائزه ونزعاته وتأثراته.اما في الابدية فسوف يتمتع البشر بلون من المعرفة اكثر عمقا عن طريق الكشف الالهي revelation وعن طريق ما سوف يراه الانسان من كائنات اخري كالملائكة مثلا، وما يختلط به من الابرار بكل معارفهم.. ومن امور اخري جديدة عليه.
وعموما فان المعرفة تنمو ايضا بالموهبة اي بما يهبه الله للانسان من مواهب منها المعرفة والحكمة واتساع العقل ومقدراته.

*****
وهناك معرفة في العالم الاخر، اعمق من كل هذا واسمي بما لا يقاس. وهي معرفتنا لله جل جلاله.
اننا لا نعرف عن الله حاليا الا ما يكشفه لنا الوحي الالهي، لكي نؤمن بالله ونطيع وصاياه. ولكن الله غير محدود والعقل البشري* مهما سما* هو محدود. ولا يستطيع ان يحيط المحدود بغير المحدود..
لذلك في العالم الاخر سوف يكشف لنا الله عما يوسع معرفتنا به* تبارك اسمه* وعلي قدر ما يمكن لطبيعتنا البشرية ان تعرفه، شيئا فشيئا، وكلما تزداد معرفتنا بالله تزداد سعادتنا في الابدية وتكون هذه المعرفة هي اشهي ما نتمتع به.

*****
ان المعرفة افضل من الجهل بقدر ما النور افضل من الظلام.
ولكن ليست كل معرفة نافعة، فهناك معارف تافهة وايضا هناك معرفة ضارة..!
* اما المعرفة التافهة فتختص بامور لا تنفع شيئا وللاسف كثيرا ما يسعي اليها الناس او ينشغلون بها وهي مضيعة للوقت وتشغل الذهن عن التفكير في ما ينفعه وصدق ذلك الاب الروحي الذي قال: كثيرا ما نجهد انفسنا في معرفة امور لا ندان في اليوم الاخير علي جهلنا اياها!
* اما المعرفة الضارة فلها امثلة عديدة منها:
معرفة ما يقوله عنك منافسوك واعداؤك مما يثير قلبك عليهم. ومعرفة الشكوك الخطيرة التي تهز الايمان في ثوابت تخص العقيدة.. ومعرفة صور من الخطيئة وتفاصيل تشوه نقاوة القلب، وتجلب له شهوات تتعبه.. ومعرفة اسرار بعض الناس واخطائهم مما يغير الانسان اليهم وتقديره لهم.. ومعرفة امور اخري مماثلة يقول عنها القلب في صدق 'ليتني مع عرفت'!
* كذلك من الامور الضارة المعرفة التي تنفخ والتي تصيب النفس بالخيلاء والكبرياء والي التباهي بالمعرفة..!

*****
علي ان من الامور اللازمة لكل شخص ان يعرف نفسه جيدا..
وصدق ذلك الفيلسوف الذي قال: 'خير الناس من عرف قدر نفسه'. وهكذا لا يقع في الغرور ولا يتجاوز حدوده ولا ينسب الي نفسه ما ليس فيه.. بل يعرف ويوقن انه مخلوق من تراب الارض.
واتذكر انني قلت مرة في احدي القصائد:
قل لمن يعتز بالالقاب ان صاح في فخره: من اعظم مني؟!
انت في الاصل تراب 'تافه'* هل سينسي اصله من قال اني؟!
ويهمنا في المعرفة ايضا: ارتباط المعرفة بالعمل
فماذا يفيد الانسان ان عرف كل شيء عن الفضيلة ولم يسلك فيها؟!
لا شك ان الذي يعرف أكثر يطالب بأكثر.

  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
حوار خاص مع قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية
صورة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية
قداسة البابا المعظم تواضروس الثانى بابا الأسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية
قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الأسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية
من هو مثلث الرحمات المتيح قداسة البابا شنودة الثالث بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية


الساعة الآن 02:51 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024