رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هل تضيء سراجك سواء شعرت بفائدته أم لا؟
تضيء سراجك تضيء سراجك تضيء سراجك لم يمضِ على غروب الشمس إلا بضع دقائق, ومع هذا فالظلام يمدُّ أذرعته الطويلة الساكنة ليملأ زوايا الكون. السماء مكفهرّة بعبوس والرّيح تضرب الأشجار بعنفٍ وبرودة. وفي منزلٍ منفردٍ على مشارف البلدة كانت فتاة ممشوقة القوام بهيّة الطلعة تتلمّس الحطب لتضعه في الموقد، الطقس باردٌ، وأبوها الحبيب مريضٌ مدنف. “ما رأيك ببعض الحساء الساخن؟” قالت الفتاة مرتعشة، واكتفى الأب بنظرة امتنان. وبعدما وجدت القِدر سارعت لتملأه بالماء. “آه… لقد نفذ الماء!” قالت الفتاة بغصّة. ودون تباطؤ، أخذت جرتها والسراج وخرجت. مشت هنيهة هنيهة في دجى الليل، الهواء يلفح وجنتيها والظلام عالمها. والطريق للبئر العامة طويلة ولكنها ليست بغريبة عنها، فقد حفظت كلَّ اعوجاجاتها، وعلمت كل حفرها وثناياها. ومع أنها سمعت بعض الاستهزاءات في الطريق جدَّت السير رافعة بثقةٍ سراجها المنير أمام وجهها. بادرها أحد الناس الساخرين من كل شيء قائلاً : “ما بالكِ أيّتها المجنونة… أتحملين سراجاً منيراً في الليل! وما حاجة العميان للنور!؟” وأدار ظهره ضاحكاً. واتجهت الفتاة نحو مصدر ال وقالت مبتسمة : “هل معك سراج؟” توقف الرجل عن السير ولكنه لم يجب. فقالت “تعرف أن الليل قد حلَّ وتخرج دون سراج! نعم أنا لا أبصر ولكني حملتُ النور لأعمى قلبٍ مثلك، علَّ سراجي يضيء ظلمتك فلا تعثر في الطريق، وإلا لكنتَ بسبب الظلام تصطدم بي فتوقعني وتكسر جرتي ويجوع أبي”. هكذا ليضئ نوركم أمام الناس فيروا أعمالكم الصالحة ويمجّدوا أباكم الذي في السموات. منقول |
|