![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فظائع الجيش الرومانى المحتل مع الشعب والأساقفة وإنتهاك حرمة الكنائس
يذكر المؤرخ جيبون الفظائع التى حدثت للشعب والأساقفة بعد غارة سيريانوس الدوق ( حاكم الإسكندرية) على كنيسة القديس ثيئوناس : [ إن مغامرة سيريانوس يمكن أن تعتبر غارة ناجحة ، بالنسبة لمهمته ، فقد أنتهكت حرمة الكنائس الأخرى فى المدينة بإعتداءات مماثلة ، وتعرضت مدينة الإسكندرية خلال أربعة شهور على الأقل ، إلى إهانات جيش إباحى خليع يلقى تشجيعاً من رجال دين من حزب الريوسيين ، وقتل فى هذه الأحداث كثير من المؤمنين الذين يمكن أن يكونوا أهلاً لأسم الشهداء على أساس أن موتهم لم يحدث نتيجة إثارة ولا أنتقم لهم ، وعومل الساقفة والكهنة بقسوة مهينة ، والعذارى العفيفات جردن من ملابسهن وضربن بالسياط وأعتدى عليهم ، وكذلك نهبت منازل المواطنين الثرياء ، وأشيع الجنود شهواتهم وأطماعهم وكراهيتهم الشخصية دون أن ينالوا عقاباً بل كانت أفعالهم موضع إستحسان . أما وثنيو الإسكندرية الذين كانوا فريقاً كبيراً متذمراً ، أمكن إغرائهم بسهولة للتخلى عن الأسقف أثناسيوس الذين كانوا يخشونه ويقدرونه ، وقد وعدوهم بالحصول على مزايا خاصة وبـاييد جورج الكبادوكى خليفة اثناسيوس المنتظر ! وبعد أن رسموا هذا الكبادوكى المغتصب بمعرفة مجلس دينى أريوسى ، أقامه على كرسى الأسقفية الوالى سباستيان الذى كان قد عين أميراً على مصر لتنفيذ تلك الخطة الهامة ، وفى إستحواز هذا الطاغية جورج الكبادوكى على السلطة وفى إستخدامه لها ، لم يأبه بقوانين الدين ومبادئ العدالة الإنسانية . وتكررت فى اكثر من 90 مدينة ذات اسقفية من مدائن مصر ( عدد الأسقفيات فى عصر أثناسيوس وصل 100) نفس المناظر والفضائح وأعمال العنف التى شهدتها العاصمة بالأسكندرية . وقد كان لنجاح هذه الخطة ، أن أرسل قسطنطيوس رسالة تهنئة لوزراؤه .. وأطنب فى مديح ألب الأقدس والأسقف المنتخب ( كذا ) جورج الكبادوكى من فضائل وتقوى وأعرب عن أمله فى ان يبز شهرة ألسكندرية نفسه !!! وأعلن فى حزم عن عزمه على تتبع المتمردين بالسيف والنار من أنصار أثناسيوس ] (3) *** فى 9 فبراير سنة 356م هجم سيرانوس على كنيسة القديس ثيئوفانوس *** فى يوم الخميس 12 بونيو سنة 356 م وصل الكونت هيراكليوس وكتافرونيوس والى مصر الجديد وبعد 32 أيام من وصوله أى فى يوم السبت 15 يونيو سنة 356 م حدث هجوم مدبر من قبل رسل المبراطور وقد وصفه البابا أثناسيوس فقال : [ وقد اشتروا ذمة الوثنيين بتأمين عبادتهم لأوثانهم ، وتأمين بعض متاجرهم فوقعوا تحت الضغط ... ليرضوا الأمبراطور !! وبينما كان المؤمنون مجتمعون فى الكنيسة الكبرى ثيئوناس ، وكان يوم الربعاء ، توجه الكونت هيراكليوس ومعه والى مصر كتافرونيوس ، وكان قد وصل إلى الإسكندرية منذ 4 أيام ، وفوستينوس النائب العام ، وشخص يدعى بثيانوةس زعيم الوثنيين ، وهيجوا بعض شباب أهل السوق الوثنيين ليهجموا على الكنيسة ويرجموا المؤمنين بالحجارة مدعيين لهم أن هذا هو أمر الأمبراطور !! وكان وقت أنصراف المؤمنين ( وفى الساعات الأولى من فجر يوم 13 يونيو ) أن هجم الغوغاء على الكنيسة بالعصى والحجارة ورجموهم وضربوهم ، وقد مات بعض النساء بعد أن وقعن وضربوا الرجال والعذارى ( الراهبات) بالسياط ومزقوا ملابسهن ، وكانوا يركلوهن بالأقدام ويشتموهن بألفاظ قبيحة . ولكى يكملوا كل ألوامر والتعليمات التى صدرت غليهم من الكونت والوالى ، مسكوا بالمقاعد والكرسى الأسقفى وبالمائدة الخشبية ( المذبح) وبالستائر ( الحجاب) وألقوا الكل خارج باب الكنيسة فى الشارع الكبير وأحرقوا كل شئ ، ثم الفوا البخور على النار المتقدة ، وأخذوا ينشدون النشيد الوثنى ، ويرددون الإمبراطور صار وثنياً ، والآريوسيين صاروا موافقين لنا ] (4) المــــــــــــــــراجع (1) كتاب حقبة مضيئة فى تاريخ مصــر - بمناسبة مرور 16 قرناً على نياحته - القديس أثناسيوس الرسولى البابا العشرون 296 - 273 م سيرته , دفاعه عن الإيمان عند الأريوسيين , لاهوته - العلامة الروحانى الأب متى المسكين - عدد صفحاته 824 صفحة- الطبعة الثانية 2002 م ص 261- 262 وما بعدها (2) الكنيسة القبطية الأرثوذكسية - كنيسة علم ولاهوت - طبعة تحضيرية 1986 م - القمص تادرس يعقوب ملطى (3) راجع المؤرخ جيبون (4) Athanas., Hist. Ar. 54- 56. |
![]() |
|