رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بين التراث والمعاصرة السبت 08 ديسمبر 2012 لنيافة الأنبا موسي أسقف الشباب أخطر شئ أن نتوقف عند واحدة من الاثنتين,فإذا توقفنا عند التراث....تحجرنا....وإذا توقفنا عند المعاصرة...اندثرنا, ذلك أن التراث هو الجذور,والمعاصرة هي الساق الحاملة للأوراق والثمار....فإذا توقفت الجذور عن إمداد الساق بالعصارة الحية,ضعفت الساق,وذبلت الأوراق,وانعدمت الثمار.. وبالعكس....إذا ما استوعبنا التراث,واغتذينا به,تنمو الساق,وتورق,وتزهر,وتثمر! أولا:التراث هو الجذور التراث هو جذور الكنيسة...فالتراث معناه: *أن نستوعب حياة الآباء القديسين,عبر تاريخ الكنيسة الطويل,كنماذج عاشت المسيحية في عمقها,فصارت أنوارا تضئ لنا الطريق.ولهذا تضع الكنيسة أمامنا صور الآباء الرسل والشهداء والقديسين عليحامل الأيقونات,ووجوههم تنظر إلينا,بينما نحن جميعا ننظر إلي الشرق,وكأنهم يقولون لنا:ها نحن قد وصلنا إلي قدس الأقداس,تعالوا وراءنا وهكذا إذ نسير عليآثار الغنم لانضل,ولا نتوه! *والتراث هو ما خلفوه لنا من تقليد كنسي,ودراسات كتابية,وشروحات مقدسة للطريق الروحي,وجهادات العمر,وما يمكن أن يصادفنا من مصادمات,ومحاربات,وحيل من العدو,وغوايات خطيرة....إلخ,فالطريق لم يبدأ بنا...بل ساروا فيه قبلنا! والكتاب المقدس لن نبدأ في تفسيره الآن,بل قد فسروه قبلنا! *والتراث هو ميراث العقيدة المقدسة,التي انعقدت عليها حياة آبائنا القديسين,إذ فهموها,وعاشوا والتزاموا بها,وحاربوا من أجلها هراطقة كثيرين,حفظا لأساسيات الخلاص,التي بدونها لا خلاص! *صارعوا ضد آريوس ...الذي طعن في ألوهية السيد المسيح,فإن لم يكن الرب هو الإله المتجسد,فما قيمة فدائه لنا؟سيصير فداء محدودا لايكفي سوي شخص واحد! *وصارعوا ضد مقدونيوس....الذي طعن في ألوهية الروح القدس,فكيف يخلصنا إن لم يكن هو الله؟ *وصارعوا ضد نسطور....الذي نادي بفصل الطبيعتين في السيد المسيح فصار الفاديمجرد إنسان(في نظره هو طبعا). *وصارعوا ضدأوطاخي الذي أذاب الناسوت في اللاهوت.فمن يكون المخلص,مادام ليس إنسانا كاملا مثلنا فيما خلال الخطية وحدها؟ *وصارعوا ضدسابليوس الذي جعل الله أقنوما واحدا,فكيف يكون الله هو الباطن,والظاهر,والفاعل؟وكيف تكون الوحدة الثالوثية حيث يحب الله الآب ابنه في الروح القدس؟ستكون-إذن- وحدة مصمتة,وهذا ضد طبيعة الثالوث القدوس,والكتاب المقدس,واللاهوت السليم. *وصارعوا ضدأبوليناريوسالذي نفي وجود روح إنسانية في المسيح,مكتفيا باللاهوت,فصار المسيح بلا روح إنسانية,أي لم يكن إنسانا كاملا...كيف مات إذن؟ *والتراث هو الطقوس المقدسة التي تسلمناها من آبائنا القديسين,حيث صار الطقس وعاء للعقيدة يحوي تفاصيلها لنعيشها يوميا,ثم يقدمها لنا في ممارسة ليتورجية روحية تشبع أرواحنا وكياننا الإنساني كله. إن أبسط قواعد الحياة تقول:من كان بلا ماض يستوعب دروسه,لايكون بلا مستقبل ينمو فيه....وإذا فقدت الأمم ذاكرتها التاريخية,فقدت مستقبلها أيضا!(يتبع) |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
كل همه هيفضل إنك تدوق طعم الحياة |
يد الظلم تخنق شعبك |
بين التراث والمعاصرة |
بين الهوية والعقيدة -8 |
عايز تدوق الحب؟ |