رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
شاهد ماذا كتب الشاعر هشام الجخ الشاعر هشام الجخ يكتب: الفلول.. كلمة حق «أحيانا» يراد بها باطل مال على أذنى أحد كبار عائلتى فى البلد منذ قرابة العام وقال لى: الله يسامحك يا شيخ إنت اللى فتحت علينا كلمة فلول دى. لم أفهم الكلمة جيدا آنذاك واعتبرته يقصد أننى واحد من الشباب الذين ساهموا فى ثورة 25 يناير.. ولكن تكررت الملاحظة من قبل العديد من أصدقائى الذين لفتوا انتباهى للبيت الأخير من قصيدة «مشهد رأسى من ميدان التحرير» والتى قيلت على الهواء لأول مرة يوم الأربعاء 9 فبراير قبل رحيل مبارك بيومين واشتهرت على ألسنة الناس آنذاك.. كان البيت يقول: صمتتْ فلولُ الخائفين بجُبنهم.. وجموعُ من عشقوكِ قالتْ قولَها. كلمة «فلول» فى أمهات الكتب تستخدم للدلالة على بقايا الجيوش الهاربة من المعارك وتدل على قلة العدد وضعف القدرة على الصمود ولهذا استخدمتها أنا فى قصيدتى كمقابل لكلمة «جموع» فى الشطر الثانى. ولم أكن أعلم أنها ستكون صفة دائمة ومستمرة ووصمة عار تلتحق بكل مواطن عاش فى ظل نظام مبارك أو تعامل معه. ولهذا أكتب مقالى هذا لكى أرضى ضميرى ولكى لا تستخدم مفرداتى للمتاجرة السياسية وإلحاق العار بالمصريين الشرفاء حتى لو كانوا ممن تعاملوا مع نظام مبارك البائد. لقد كانت والدتى -رحمها الله- قبل بلوغها سن المعاش تعمل رئيسة قطاع تعليمى فى محافظة سوهاج ونظرا لصغر حجم مدينة سوهاج فيمكننى القول إن كل من هم دون الخامسة والأربعين من العمر قد تتلمذوا -بفضل الله- على يديها وقد بدا ذلك جليا فى تشييع جنازتها حيث لم أحمل أنا نعشها أكثر من خمس ثوان طيلة الطريق لكثرة التدافع من تلاميذها ليحملوا هم نعشها.. وكانت أمى رحمها الله -بحكم منصبها فى إدارة سوهاج التعليمية- مسؤولة عن مشروع «محو الأمية» التابع للحزب الوطنى الحاكم آنذاك وكنت أنا يافعا وقتها وأذكر جيدا المجهود الذى كانت تبذله فى مراقبة ومتابعة المشروع والقائمين عليه.. وأذكر أن كثيرا من عائلتها كانوا يطلبون منها استخراج شهادات محو الأمية – بشكل غير قانونى – لبعض أفراد العائلة ليتمكنوا من التعيين أو السفر للخارج أو استخراج رخصة قيادة.. وكانت أمى -رحمها الله- ترفض رفضا باتا مراعاة لضميرها واحتسابا لوجه الله تعالى. هذه السيدة هى أحد النماذج التى عملت فى ظل نظام مبارك وكان لها علاقة مباشرة بالحزب الوطنى الديمقراطى وكانت من حفظة القرآن وحرصت على تحفيظ أبنائها وتلاميذها كتاب الله عز وجل.. هل يمكن أن نعتبرها ممن يتصفون بالكلمة الموصومة التى تتداول على ألسنة العوام الآن ولا يفقهها معظمهم؟ «الفلول» كلمة تحتاج إلى إعادة تعريف بعد أن استهلكت إعلاميا وتمت المتاجرة بها إلى أبعد الحدود وأصبح كل من لا يجد فى تاريخ أحد ما يعيبه يتهمه بـ«الفلول» لتشويه صورته، فالضباط فلول ورجال الجيش فلول ورجال الصناعة ورجال الأعمال والإعلاميون ورجال السلك الدبلوماسى والقضاء وكل من كانوا يعملون فى ظل النظام الحاكم البائد يسهُل جدا تشويههم وسبّهم والتنكيل بسمعتهم بحجة أنهم من الفلول حتى لو كانوا من الرجال الصالحين أو المعارضين للنظام. أنا لا أدافع عن أحد بعينه وإنما أردت التوضيح أن الفلول يا سادة هم أولئك المقربون المتغطرسون الفاسدون الذين امتلكوا كل أدوات الدولة ولم يحسنوا إلى شعبها ولم يراعوا ضمائرهم فى قراراتهم بشأن مصالح الدولة وهيبتها واحتياجات الشعب وطموحاته. نحتاج الآن لطمس هذه الكلمة أو تعريفها التعريف الصحيح لمنع شق الصف الشعبى المصرى وتوحيد مجهوداتنا لبناء الوطن ومواجهة الكوارث والمخططات التى تحيط بنا وتريد الفتك بالنسيج المصرى ووحدته. اليوم السابع |
|