رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ابراهيم عيسى يكتب | فرعون يخطب فى صلاة الجمعة! ليس رئيسا لكل المصريين ولا حتى للواحد والخمسين فى المئة الذين انتخبوه، والغريب أنه لا يريد ذلك ولا حتى يسعى إليه. إنه رئيس جماعته والعضو الذى أرسلته جماعته إلى هذا القصر فيتصرف بالامتنان لها والولاء لها، فهو بها رئيس وبغيرها لا شىء، ولهذا فالرجل لا يسمع الشعب ويصمّ أذنيه عن أى هتاف أو هاتف من خارج المقطم حيث مقر مكتب إرشاده ومرشده، يجلس مع القوى السياسية فيسمع منها من أُذن وتخرج الكلمات من الأُذن الثانية، فهو ليس صاحب قرار إلا قرار الجماعة. يزعم أنه يريد مصلحة الشعب فى خطب الجمعة المملَّة التى يمارس فيها هواية المتدين الريفى المغروسة فى عروقه، وحين يتصرف فإنه عضو الجماعة الملتزم المؤتمَن على تنفيذ مصالحها والالتزام بتعليماتها، هو الذى كان يدرب أعضاءها وأفرادها على السمع والطاعة فكيف به يخالف ما تعلَّمه وعلَّمه؟! والجماعة تتصور، من فرط غفلتها، ومن ضيق أفهامها، أنها تسيطر على البلد: أولا- لأن لديها قوة الشرطة الحانقة، وقد صار الضباط واللواءات، رجالهم ومواليهم، وباتت الشرطة شرطتهم. ثانيا- ولأنها ضامنة صمت الجيش وولاءه لما يظنه الشرعية. ثالثا- ولأنها مطمئنة للرضا الإسرائيلى عليها وثناء بيريز ونتنياهو على رجلها فى قصر الاتحادية. رابعا- ولأنها مدعومة من الست هيلارى التى أوشكت أن تتحجب وتعلن إسلامها، حرصا على مساندة الجماعة فى التمكين، كما أن سيد البيت الأبيض يطير فرحا ببراجماتية ونفعية الجماعة التى بدت واضحة فى منهجها «مصلحتى فوق الجميع». خامسا- ولأن الجماعة تملك ميليشيات مدرَّبة عسكريا لمثل هذا اليوم، ومجهَّزة للقيام بأعمال العنف والضرب والعدوان على المخالفين والمعارضين. سادسا- لأن حلفاءها مجموعات من الإرهابيين والقتلة الذين عفا عنهم مندوب الجماعة فى قصر الرئاسة، والذى يقول عن نفسه «رئيسا لكل المصريين» لكنه لا يعفو إلا عن الإرهابيين والقتلة، وها هى الساعة التى يَردُّ فيها الجميل ويخدم فيها المعفوُّ عنه صاحب العفو. هذه الجماعة المسنّة التى يتحكم فى قيادتها شخصيات مصابة بالشيخوخة السياسية، وقضت حياتها تحت الأرض وفى زنازين السجون التى تركت بصماتها النفسية والعصبية على وجدانهم وطريقة تفكيرهم، فصرنا أمام ولاية الأسير، بعدما انفك أسره الجسدى، بينما بقى عقله مأسورا بين جدران الزنزانة وهذه الجماعة التى يجلس على مقاعد إدارة تنظيمها شخصيات لا تعرف الحرية ولا تمارسها، بل اعتادت أن تكون الآمرة الناهية فى الجماعة وتستبعد أى شخص يطل بعقله، ويبدو عليه أنه يفهم، فهى الجماعة التى تربِّى أبناءها على أن لا يتكلموا أو يناقشوا أو يجادلوا أو يسألوا أو يتساءلوا أو ينقدوا أو ينقضوا أو يختلفوا أو يخالفوا، بل أن يسمعوا ويطيعوا فقط. وليس هذا بمفهوم الالتزام الحزبى كما ينصب البعض ويزوِّر، بل بمفهوم العسكر والميليشيات والأمن المركزى، حيث آلاف من أحمد سبع الليل المخلص المطيع الطيِّع مسحوب الإرادة ممسوح العقل وجاهل الثقافة والمحمول فى أوتوبيسات لتأييد رجلهم وجماعتهم! هذه جماعة خدعتنا كثيرا بكذبها ونفاقها، حين تُظهر ما لا تُبطن وتقول ما لا تفعل، لكنها لن تحكم مصر ولن تنالها أبدا هى وحلفاؤها من وعاظ التكفير ودعاة الضلال، ومن القتلة والإرهابيين. لا داخليتكم ستتحمل أن تكون خادمة لقتلة وميليشيات، ولا الجيش سيرضى على نفسه موالاة فرعون ضد شعبه، فالغرق حين حل بالفرعون حل بفرعون وجنوده، ولا البيت الأبيض سيحميكم من غضْبة الشعب، بل سيكون أول من يبيعكم، ولا حلفاؤكم القتلة سينقذونكم من مصير محتوم لكل ديكتاتور وفرعون. هذه جماعة تتاجر بالدين وبالزيت والسكر، وتكذب وتضلل كما تتنفس. وهذا شعب وقضاء وثورة لن يرحموا فرعونا حتى ولو كان فرعونا يخطب فى صلاة الجمعة! التحرير |
|