23 - 11 - 2012, 07:04 AM | رقم المشاركة : ( 101 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الصليب (موضوع متكامل)
فرح القيامة مع السمائيين :
إن بركة الصليب ستبقى إلى الأبد سبب تأمل ودهش لكل مؤمن فى كل عصور الكنيسة إذ مازال هناك فى السماء هذا المنظر الرائع الذى رآه أبينا القديس يوحنا الحبيب عندما كان فى الروح فى يوم الرب رأى خروفا قائما كأنه مذبوح والكنيسة ملتفة حوله تسبحه وتشكره لأنه اشتراها بدمه وأعطاها ميراثا لا يفنى ولا يتدنس ولا يضمحل وكان هذا المنظر الرائع منظر الخروف القائم وكأنه مذبوح فرصة وجدها السمائيون للتسبيح كما رأى الرائى ( رؤ 5 ، 6 ) . صارت القيامة بهجة وفرح للسمائيين منهم الملائكة بكل طغماتها وأشكالها ورتبها وأيضا الذين ماتوا على رجاء كل هؤلاء رآهم أبينا القديس يوحنا الحبيب فى فرح عجيب مبارك لا يعبر عنه رآهم أنهم لا يجوعوا بعد ولن يعطشوا بعد ولا تقع عليهم الشمس ولا شىء من الحر لأن الخروف ( أى الرب يسوع المصلوب الذى قام ) يرعهم ويقتادهم إلى ينابيع ماء حية ويمسح الله كل دمعة من عيونهم . رآهم يسبحون ويرتلون وينشدون البركة والمجد والحكمة والكرامة والقدرة والقوة لإلهنا إلى أبد الآبدين . الصليب والقيامة ... والقيامة والصليب .... !! لو أسدل ستار حياة ربنا يسوع المسيح عند موته على الصليب أو دفنه فى القبر لأنتهت رسالة يسوع بالفشل ولأصبحت حياة يسوع على الأرض مجرد قصة إنسانية يسجلها التاريخ ، يحب الأنسان أن ينصت إليها مرة أو مرتين كباقى قصص الأبطال والعظماء ولكن إلى حين أو يأتى وقت تمل سماعها . ويكون الصليب عارا وخزيا يحاول التلاميذ أن يخفوا معالمه وملامحه ، ............ ولكن الحق إن كانت القيامة تلت الصليب من جهة الحدوث الزمنى ، ولكن الصليب كان يرافقه القيامة ، فالقيامة والصليب آمران متلازمان غير منفصلين عن بعضهما ففى وقت الصلب لم تفارق الرب قوة القيامة . لذلك وهو على الصليب بينما يقول أنا عطشان يقول للص اليمين اليوم تكون معى فى الفردوس معلنا وهو على الصليب أنه رب الفردوس وصاحب الفردوس ، فالقيامة كانت حاضرة فيه حتى فى لحظات الصلب والموت . لذا دعاه الملاك بعد قيامته بالمصلوب مع أنه قام بقوله للمريمات من تطلبين يسوع المصلوب ليس هو ها هنا لكنه قام . الصليب أرعب الشيطان وقوات الظلمة : سمع الشيطان الحوار الذى دار بين اللص التائب والرب المصلوب فخاف الشيطان وارتعب ، إذ فلت الزمام من بين يديه ولم يعد فى وسعه إلا محاولة إخماد قيامة الرب أو تشويهها حتى لا يؤمن الناس بصليب ربنا يسوع المسيح وببركات الفداء فينالوا التبنى ويقبلونه فاديا ومخلصا ويؤمنون بإسمه فيصيروا أبناء الله بعد أن كانوا أبناء الظلمة . الصليب أنار لنا طريق الموت : " .... إن سرت فى وادى ظلال الموت لا أخاف شيئا .. لأنك معى .... " ، بعد أن كان الموت يؤدى بالنفس البشرية إلى الهاوية ، وكان جميع الناس ( قبل الصليب ) يخافون ويرهبون الموت ، أصبح الآن مشتهى المؤمنين السالكين حسب وصايا الله أن ينطلقوا من هذا العالم إلى الأبدية السعيدة ليكونوا فى حضرة السيد المسيح ، لأن ذلك أفضل جدا . +++ ++ + |
||||
23 - 11 - 2012, 07:04 AM | رقم المشاركة : ( 102 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الصليب (موضوع متكامل)
خــراب أورشليم وهيكلــها
أحوال اليهود قبل خراب أورشليم على الرغم من أن اليهود المقيمين خارج أورشليم قد حققوا ثراءا عريضا إلا أنهم كانوا يتطلعون بشوق إلى أورشليم ، باعتبار أن منها سيظهر – حسب فهمهم الخاطىء – المسيا المنتظر ، وهكذا كانت أورشليم مركز اليهودية فى العالم كله ، وقلبها النابض . وفى عهد الرسل كانت أورشليم على جانب كبير من الثراء المادى ، وبلغ عدد سكانها نحو مائتى ألف نسمة ، لكنها لم تعد – كما كانت فى زمان داود وسليمان – تستمد عظمتها وثروتها من قوتها العسكرية ، أو تجارتها مع شعوب فلسطين ، بل من هيكل يهوه وحده ... كان على كل ذكر يهودى تجاوز عمره السنتين ، أينما يعيش ، غنيا كان أم فقيرا ، أن يسهم فى الحفاظ على الهيكل ، بأن يدفع درهمين ( نصف شاقل ) سنويا ضريبة للهيكل ترسل إلى أورشليم . وقد أوفى الرب يسوع هذه الضريبة ( مت 17 : 24 ) . كانت تصل إلى أورشليم تقدمات كثيرة لا تحصى .. كما كان لزاما على كل يهودى أن يحج إلى أورشليم مرة واحدة على الأقل سنويا – حيث مسكن إلهه يهوه ... ففيه وحده يقبل الله التقدمات والذبائح ... أما المجامع اليهودية المنتشرة فى المدن اليهودية الأخرى ، فكانت أماكن إجتماعات وعبادة ومدارس ... لكنها لم تكن بحال ما هياكل تقدم فيها الذبائح . كانت حياة اليهود وآمالهم متعلقة بأورشليم " إن نسيتك ياأورشليم تنسى يمينى ، ليلتصق لسانى بحلقى إن لم أذكرك ، إن لم أفضل أورشليم على أعظم فرحى " ( مز 137 ) – من أجل هذا قامت بعض محاولات لبناء أماكن يحج إليها اليهود خارج أورشليم ، لكن كل هذه المحاولات باءت بالفشل ... وهكذا ظلت أورشليم وهيكلها قبلة أنظار اليهود فى كل أنحاء العالم ، يولون وجوههم شطرها فىالصلاة ، وإليها يرسلون تقدماتهم ، ويحجون إليها للتبرك وتقديم الذبائح ... ويحفظون لها كل ولائمهم .. ( كانت هناك حكمة إلهية من وراء ذلك ... كان الله يريد أن يجعل المكان الذى سيظهر فيه المسيح بالجسد قبلة أنظار العالم ... وقد أتت هذه الخطة الإلهية بثمارها ، فيما حدث يوم الخمسين ، يوم تأسست الكنيسة المسيحية ، وآمن بالمسيح ثلاثة آلاف نفس فى يوم واحد من مختلف الأوطان واللغات ، وجميعهم من اليهود ) . |
||||
23 - 11 - 2012, 07:05 AM | رقم المشاركة : ( 103 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الصليب (موضوع متكامل)
بشائر مشئـــــومة :
سبق خراب أورشليم وهيكلها بشـــائر مشئومة فى أورشليم ذاتــها وفى خارجــــها . – نستعرض منها : 1- يذكر المؤرخون أن الست سنوات الواقعة بين إضطهاد نيرون وخراب أورشليم ( 64 – 70 م ) كانت أكثر فترات التاريخ القديم إمتلاء بالزيلة والفساد والكوارث ... لقد بدأ الوصف النبوى الذى قدمه رب المجد يسوع عن خراب أورشليم وهيكلها يتحقق . وبدأ للمسيحيين ، وكأن يوم الدينونة على الأبواب ... ولم يكن هذا الأحساس قاصرا على المسيحيين وحدهم ، بل شاركهم فيه كثير من الوثنيين أيضا ، حتى أن المؤرخ الوثنى تاكيتوس حينما أخذ يسجل تاريخ روما بعد موت نيرون ، بدأه بقولـه : إننى مقبل على عمل غنى بالكوارث ، ملىء بالمعارك الفظيعة ، والمنازعات والثورات .... حتى فى زمان السلم ، لقد قتل ثلاثة أمراء بالسيف ، وفى وقت واحد نشبت ثلاثة حروب أهلية ، وعديد من الحروب الخارجية العنيفة ، إيطاليا مثقلة بكوارث جديدة أو قديمة متكررة ، مدنا تبتلع أو تدفن تحت الحطام ، لقد أتلفت الحرائق روما ، احترقت معابدها القديمة ، حتى الكابيتول أضرم المواطنون النيران فيه ، انتهكت المقدسات ، وتفشى الزنا أيضا حتى فى الأماكن السامية ، إمتلأت البحار بأماكن النفى ، وتخضبت الجزر السطحية بدماء القتلى ، وما زال الهياج المرعب يسود المدينة .. 2- أما فلسطين فكانت أكثر بلاد العالم شقاء فى تلك الفترة .... إن مأساة خراب أورشليم إنما تمثل مقدما وبصورة مصغرة الدينونة الأخيرة ، كما أنبأ عنها السيد المسيح له المجد فى حديثه عن نهاية العالم ( مت 24، مر 13 ، لو 19 ، 21 ) . . . أخيرا وصل إحتمال الله لشعب اليهود إلى الذروة ، بعد أن فاقوا فى عنادهم كل تصور ، فصلبوا مخلصهم !! وما لبثوا أن رجموا يعقوب البار الذى كان أنسب إنسان يصالح اليهود مع المسيحية . لقد ظهرت وحدثت ظواهر وأحداث عجيبة قبل خراب أورشليم فى السماء وعلى الأرض سجلها لنا يوسيفوس المؤرخ اليهودى المعاصر لتلك الأحداث . . . ظهر فوق أورشليم ولمدة سنة كاملة ، نجم مذنب يشبه السيف . وحدث أن بقرة وضعت حملا وسط الهيكل بينما كان رئيس الكهنة سيقربها ذبيحة ، والباب الشرقى الضخم المصنوع من النحاس ، الذى كان يحكم اغلاقه ، ويقوم على غلقه عشرون رجلا بصعوبة ، شوهد ينفتح من تلقاء ذاته أثناء الليل . كما شوهدت مركبات وفرق من الجند مدججين بالسلاح بين السحب فوق المدينة المقدسة . ويذكر لنا يوسيفوس حادثا عجيبا آخر . . . ففى سنة 63 – قبل خراب المدينة بسبع سنوات – ظهر فلاح اسمه يوشيا فى مدينة أورشليم فى عيد المظال ، وأخذ يصيح بلهجة نبوية نهارا وليلا فى الشوارع وبين الناس قائلا : ( صوت من الشرق ، صوت من الغرب ، صوت من الرياح الأربعة ، صوت ضد أورشليم والبيت المقدس ، صوت ضد العرائس والعرسان ، صوت ضد هذا الشعب جميعه ... ويل ... ويل ... لأورشليم ) . وإذ أزعج هذا المتنىء الحكام بويلاته ، قبضوا عليه وجلدوه لأنه تنبأ بالشر عليهم ، وعلى مدينتهم ، ... أما هو فلم يبدى أى مقاومة ، بل استمر يردد ويلاته . ولما قدم لألبيتوس الوالى ، أمر بجلده حتى ظهرت عظامه ، ومع كل ذلك ما كان ينطق بكلمة دفاعا عن ذاته ، ولا لعن أعداءه .. وكل ما فعله أنه كان يصدر صوتا حزينا مع كل جلدة ( ويل ويل لأورشليم ) ... لم يجب بشىء على أسئلة الحاكم ، من هو ومن أين .. أخيرا أطلقوا سراحه كرجل مجنون ... لكنه استمر على هذه الحال حتى نشبت الحرب ... لا سيما فى الأعياد الثلاثة الكبرى ، معلنا اقتراب سقوط أورشليم .... وحدث أثناء حصار المدينة أنه كان يردد مرثاته فوق سور المدينة ، وفجأة أضاف إلى العبارات الأولى التى كان يرددها قوله : ( ويل ويل لى أنا أيضا ) ... وما أن أنتهى من قوله هذا حتى استقر حجر على رأسه ألقاه الرومان فمات . |
||||
23 - 11 - 2012, 07:05 AM | رقم المشاركة : ( 104 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الصليب (موضوع متكامل)
ثــــــورة اليهـــــــود :
فى مدة حكم الولاة الرومان فيلكس وفستوس والبيتوس و فولوروس إزداد الفساد الأخلاقى والأنحلال الأجتماعى بين يهود فلسطين ، وانتشرت أعمال السرقة والبلطجة والنهب والقتل وإلى جانب ذلك ، وصلت روح التحزب بين اليهود أنفسهم وكراهيتهم لمستعمريهم الوثنيين ، وتعصبهم السياسى والدينى حدا بالغا ، وقد شجع على هذه الروح وزادها اشتعالا ، ظهور الأنبياء والمسحاء الكذبة ، وقد استطاع أحدهم – بحسب رواية يوسيفوس – ان يجذب وراءه ثلاثين ألف رجل ... وهكذا بدأت تتم كلمات ربنا يسوع النبوية عن ظهور مسحاء كذبة وأنبياء كذبة يضلون كثيرين . وفى شهر مايو سنة 66 م – تحت حكم الوالى الرومانى فلوروس ... وكان طاغية شريرا قاسيا – إندلعت ثورة يهودية منظمة ضد الرومان ، وفى نفس الوقت قامت حرب أهلية بين جماعات الثوار المختلفة ، لا سيما بين جماعة الغيورين المتطرفين ، وفريق المعتدلين ، كان أعضاء جماعة المتطرفين لهم سيطرة على المدينة المقدسة والهيكل ، واعتبروا ظهور المذنبات والشهب والأنذارات المخيفة والأعاجيب التى صاحبت تلك الفترة ، على أنها علامات لمجىء المسيا وملكه على الأمم ... ! لقد كان تحدى اليهود للدولة الرومانية فى ذلك الوقت ، يعنى تحديهم لأكبر قوة مسلحة فى العالم وقتذاك . الغـــــزو الرومــــــانى : عندما بلغ نيرون خبر ثورة اليهود ، أرسل قائده الزائع الصيت فسبسيان على رأس قوة كبيرة إلى فلسطين ... بدأت الحملة سنة 67 من ميناء بتولمايس ( عكا ) .. وواجهت مقاومة مستميتة فى الجليل قوامها ستون ألف مقاتل ... لكن ما لبثت الأحداث فى روما أن حالت بين فسبسيان واستكمال النصر ، وأضطرته إلى العودة إليها ، بعد أن انتحر نيرون ، وتعاقب على العرش الأمبراطورى ثلاثة أباطرة فى فترة وجيزة . وانتهى الأمر بإعلان فسبسيان إمبراطورا سنة 69 م ، فعمل على إعادة الأمن والنظام فى ربوع الأمبراطورية . خلف فسبسيان فى قيادة الحرب ضد اليهود ابنه تيطس .... الذى صار هو الآخر إمبراطورا بعد هذه الأحداث بعشر سنوات .... كان جيش تيتطس قوامه نحو ثمانين ألف مقاتل مدرب ، وأقام معسكره على جبل سكوبس وجبل الزيتون المتاخم ، فى مواقع تمكنه من رؤية المدينة أورشليم والهيكل رؤية واضحة ، وكان وادى قدرون يفصل بين الرومان واليهود المحاصرين . بدأ الحصار فى أبريل سنة 70 م عقب عيد الفصح مباشرة ...... وكانت أورشليم غاصة بالغرباء الذين وفدوا إليها لحضور ذلك العيد العظيم ، حاةل تيطس فى بادىء الأمر التفاهم مع اليهود بالحسنى ، لكن جماعة الغيوريين رفضوا بكل تحدى مقترحات تيطس ومحاولاته المتكررة ، وتوسلات يوسيفوس ( المؤرخ ) الذى صحبه كمترجم ووسيط .... وكانوا فى ثورتهم الجنونية يقتلون كل من يتحدث عن الأستسلام . قام اليهود ببعض الهجمات أسفل وادى قدرون وفوق الجبل ..... ، كبدوا فيها الرومان خسائر كبيرة .... كان هذا النجاح المبدئى سببا فى أزدياد حماس الغيوريين ، على الرغم مما حل بهم من مصائب ومتاعب .... كان تيطس يصلب يوميا من اليهود العصاة نحو خمسمائة يهودى .... وما لبثت أن ظهرت المجاعة فى أورشليم ... !! وعلى الرغم من ذلك لم يتراجع اليهود عن موقفهم . إن التاريخ لم يسجل لنا صورا للبؤس أبشع مما شهدته أورشليم مدة حصارها على يد تيطس ..... ، كما أنه لا يسجل لنا مقاومة عنيدة ، وشجاعة يائسة ، واستخفافا بالموت ، على نحو ما أظهره اليهود فى تلك الحرب . دمـــــار المدينـــــــة والهيكـــــــل : أخيرا – فى يولية سنة 70 م - باغت الرومان حصن أنطونيا ليلا واستولوا عليه .... وبسقوط هذا الحصن أصبح الطريق ممهدا لوضع أيديهم على الهيكل ... فتوقفت الذبائح اليومية فى اليوم السابع عشر من يولية ، لأن اليهود كانوا فى حاجة إلى كل الأيدى للدفاع فى الحرب .... ولعل آخر ذبيحة وأغزرها دماء قدمت على مذبح المحرقة كانت آلاف اليهود الذين ذبحهم الرومان وقد تجمهروا حول هيكلهم للدفاع عنـــــــه !! . كان تيطس – بحسب رواية يوسيفوس – ينوى فى بادىء الأمر أن يبقى على الهيكل ، كعمل معمارى رائع يحفظ ذكرى انتصاره ... ولكن جنوده كانوا فى حالة هياج هستيرى نتيجة المقاومة العنيدة من اليهود ، والطمع فى كنوز الهيكل الذهبية ، لم يكن فى الأمكان إيقافهم عن أعمال التخريب .... كانت الأروقة المحيطة بالهيكل هى أول ما احترق منه ، ثم ما لبثت أن طرحت كتلة نارية عبرالبوابة الذهبية . وعندما تصاعدت ألسنة اللهب ، أطلق اليهود صرخات هستيرية مفزعة ، وحاولوا إخماد النار ، بينما وجد آخرون عزاءهم – وهم يتعلقون بآخر أمل لهم فى خلاص المسيا – فى أن يعلنوا نبوءة نبى كاذب ، مؤداها أن الله وسط حريق الهيكل ، وسيعطى علامة الخلاص لشعبه ... ! ! تنافس الجنود الرومان فى تغذية ألسنة اللهب ، وسرعان ما تحول كل البناء الضخم إلى شعلة نارية أضاءت السماء .... هكذا أحرق الهيكل فى العاشر من أغسطس سنة 70 م – وهو حسب التقليد ، نفس اليوم الذى خرب فيه الهيكل قديما على يد نبوخذ نصر ملك بابل ... ! ! يقول يوسيفوس – وهو شاهد عيان – فى وصفه لخراب الهيكل : ( لا يمكن أن يتصور أحد أصوات أعلى وأكثر فزعا مما حدث من كل ناحية أثناء إحتراق الهيكل ... صيحات الأنتصار والفرح الصادرة من الجنود الرومان تختلط بصيحات عويل الشعب المحاصر بالنار والسيف فوق الجبل وداخل المدينة ..وكان الصدى الواصل من كل الجبال المحيطة يزيد هذا الزئير الذى يصم الاذان ....ومع ذلك فالبؤس نفسه كان أفظع من هذا الأضطراب . كان التل المقام عليه الهيكل يغلى من السخونة ، وبدأت وكأنه ملفوف حتى سفحه بطبقة واحدة من اللهب . كانت الدماء فى كميتها أكثر من النار ، والمذبوحين أكثر عددا ممن ذبحوهم ... ولم تعد الأرض ترى فى أى موضع ، إذ كانت مغطاة بأكوام من جثث القتلى ..... ، سار فوقها الجند وهم يتعقبون الهاربين ) . وما لبث الرومان أن ثبتوا شعاراتهم ( النسور الرومانية ) فوق الأنقاض فى الجهة المقابلة لبوابة أورشليم الشرقية ، وقدموا لها القرابين ، وهتفوا لقائدهم المظفر تيطس بأعظم تهاليل الفرح ... هكذا تمت النبوءة الخاصة " برجســــــة الخراب القائمــــــــة فى المـــــوضع المقـــــدس " . قصــــاص اللـــــه العــــــــادل : لقد هدمت أورشليم تماما ، ولم يترك بها سوى ثلاثة أبراج من قصر هيرودس مع جزء من الحائط الغربى . وقد أبقى عليها كآثار لقوة المدينة المقهورة ، التى كانت يوما معقلا لدولة اليهود الدينية ، ومهــــد الكنيســــــة المسيحية ، ... ولقد أحس الجميع واعترفوا بأن كارثة اليهود إنما هى قصاص إلهى .... أما يوسيفوس – المؤرخ اليهودى الذى كان حاكما على الجليل ، وقائدا لجيش اليهود ، ثم أسر فى يد فسبسيان الرومانى ثم رافق تيطس وعمل كمترجم بين اليهود والرومان – والذى تابع الحرب بنفسه من أولها إلى آخرها ، فقد استطاع أن يتبين فى تلك المأساة عدل اللــــه . هكذا كان لابد لواحد من أفضل أباطرة الرومان أن ينفذ عدل اللــــه وقضائه ، ولآخر من أكثر اليهود ثقافة فى زمانه أن يصفه ... وهكذا أيضا - دون أن يعرفا أو يريدا – شهدا لصدق النبوة وألوهة يسوع المسيح ربنا ، الذى إذ رفضه هؤلاء اليهود الجاحدون ، عانوا البؤس والشقاء فى ملء بشاعتها . يالهذى المفارقات فيهود الأمس وقفوا أمام بيلاطس البنطى متهمين يسوع أنه ضد قيصر ، وكأنهم يعلنون ولائهم للأجنبى ضد يسوع مخلصهم ، وابن وطنهم ! - هؤلاء اليهود الذين وقفوا بالأمس هكذا نراهم اليوم مقتولين ومشردين بيد ذلك الأجنبى نفسه ، لقد شربوا من كأس المرارة ، وحلت عليهم اللعنة وانتقام السماء من فم آبائهم : دمه علينا وعلى أولادنـا . احتفال الرومـــــان بالنصر : احتفل فسبسيان وتيطس بالنصر معا ، احتفالا عظيما فى روما سنة 71 م ، فركب كل منهما مركبة خاصة متوجا بأكاليل النصر ، سار الموكب فى تؤدة إلى معبد جوبيتر وسط هتافات الجماهير ، وكان يتقدم الموكب جنود فى ثياب إحتفالية ، وسبعمائة أسير يهودى ... وقد حملت فى هذا الموكب بعض صور الآلهة التى يعبدها الرومان ، وبعض قطع من أثاث الهيكل اليهودى ( مائدة خبز الوجوه – والمنارة الذهبية ذات السبع سرج – والأبواق التى كانت تعلن بدء سنة اليوبيل والمجامر وبعض أدراج الناموس ) – وأودعت معبد السلام ....الذى كان قد بنى منذ وقت قصير . ( أحرق هذا المعبد فيما بعد فى عهد الأمبراطور كومودس ولا يعلم ماذا أنتهت إليه قطع الأثاث المذكورة ) – أما كتب الناموس والستائر الأرجوانية الخاصة بالهيكل ، فقد احتفظ بها فسبسيان فى قصره ..... كان يوسيفوس أحد شهود هذا الأحتفال بإذلال أمته ، ووصفه لنا دون أن يبدى أى مشاعر لتأثره. أما مصير اليهود بعد الحرب فمنهم من لقى حتفه بالألوف ، ومنهم من هلك جوعا ، وأخذ منهم سبعة وتسعون ألفا أسرى ، بيع بعضهم كعبيد وآخرون أرسلوا إلى مناجم الفحم كعمال ، بينما قرب البعض كضحايا فى حلبات المصارعة ، واحتفظ بأكثرهم بدانة ووجاهة مع زعمائهم ليسيروا كأسرى فى موكب النصر بروما. لقد نتج عن فتح فلسطين على يد الرومان ، دمار مصالح اليهود وتدهور أحوالهم الأقتصادية ، ولقد وصل الشعب اليهودى إلى حالة لا يحسدون عليها من الفقر المدقع ، صاروا بلا وطن ... أو هويــــــة ، مشردين فى بقاع العالم . |
||||
23 - 11 - 2012, 07:43 AM | رقم المشاركة : ( 105 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الصليب (موضوع متكامل)
لماذا نحن نكرم الصليب فنرشمه ونلبسه ونمسكه ونعلقه ونقبله و .. ونأخذ بركته بينما البروتستانت لا يفعلون ذلك بل وينكرون علينا أن نعمل ونفعل ذلك ؟
ج : إن اهتمامنا بالصليب وممارستنا لرشمه ورسمه وكل ما يختص بالصليب .. نافع ومفيد وايضاً موافق لتعليم الكتاب المقدس : 1 – تركيز السيد المسيح على الصليب وذلك منذ بدء خدمته وفي إثناء تعليمه قبل أن يصلب ( مت10 : 38 ، مت16 : 24 ، مر8 : 34 ، لو14 : 27 ) . 2 – وقد كان الصليب موضوع فخر الرسل : ( غل6 : 14 ) . 3 – وهكذا كان الصليب موضوع فخر الرسل : ( غل6 : 14 ) . 4 – ونحن حينما نرشم الصليب ، نتذكر كثيراً من المعانى اللاهوتية والروحية المتعلقة به ( اش53 : 6 ، يو1 : 29 ، 1يو2 : 2 ) . 5 – وفي رشمنا الصليب نعلن تبعيتنا لهذا المصلوب . 6 – إن الإنسان ليس مجرد روح ، أو مجرد عقل بل له أيضاً حواس جسدية يجب أن تحس الصليب بالطرق السابقة . 7 – ونحن لا نرشم الصليب على أنفسنا في صمت ، إنما نقول معه بأسم الأب والأبن والروح القدس : وبهذل نعلن عقيدتنا بالواحد في الثالوث . 8 – وفي الصليب أيضاً نعلن عقيدتى التجسد والفدجاء . 9 – وفى رشمنا للصليب تعليم دينى لأولادنا ولغيرهم . 10 – وبرشمنا الصليب إنما نبشر بموت الرب عنا حسب وصيته ( 1كو10 : 26 ) 11 – وفي رشمنا للصليب نتذكر أن عقوبة الخطية موت . 12 . وفى رشمنا الصليب نتذكر محبة الله لنا ( يو3 : 16 ، رو5 : 8 ، يو15 : 13 ) . 13 – ونحن نرشم الصليب لآنه يمنحنا القوة 14 – فنحن نرشم الصليب لأن الشيطان يخافه ( يو3 : 14 ) . 15 – ونحن نرشم علامة الصليب فنأخذ بركته ( رو5 : 10 ) . 16 . لذلك فكل الأسرار المقدسة في المسيحية تستخدم فيها الصليب : لأنها كلها نابعة من استحقاقات الفداء بدم المسيح على الصليب . 17 – ونحن نهتم بالصليب لنتذكر الشركة التى لنا فيه ( غل2 : 20 ) ( مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح في ) ( فى3 : 10 ) ( لأعرفه وقوة قيامته وشركة آلامه متشبها بموته ) 18 – ونحن نكرم الصليب ، لأنه موضع سرور للآب إذ على الصليب قدم المسيح له المجد ذاته ذبيحة كفارية ( رائحة سرور للرب ) ( لا1 : 9 ، 13 ، 17 ) ( وأطاع حتى الموت موت الصليب ) ( فى2 : 8 ) ( ومن أجل السرور الموضوع امامه احتمل الصليب مستهيناً بالخزى ( عب2 : 12 ) . 19 – وفى الصليب نخرج إليه خارج المحلة حاملين عاره ( عب13 : 12 ) . 20 – ونحن نحمل صليب المسيح الذى يذكرنا بمجيئه الثانى : وحينئذ تظهر علاقة ابن الإنسان في السماء ( أى الصليب ) ... ( مت24 : 30 ) من أقوال الأب يوحنا كرونستادت ( 1829 – 1908 ) في رسم الصليب : 1 – يقول الآباء إن الذى يرسم ذاته بعلامة الصليب في عجلة بلا اهتمام أو ترتيب تفرح به الشياطين أما الذى في روية وثبات يرسم ذاته بالصليب من راسه إلى بطنه ثم من كتفه الأيمن على الأيسر فهذا تحل عليه قوة الصليب وتفرح به الملائكة . 2 – إن الإهمال في تأديه رسم الصليب آمر قد ندان عله فإن رسم الصليب اعترف بيسوع المسيح مصلوباً وإيمان بالآلام التى عاناها فوق الصليب إنه اعتراف وذكرى لعمل الرب ، وقد كتب في أرمياء 48 : 10 ( ملعون من يعكل عمل الرب باسترخاء ) 3 – في إشارة الصليب كل روح الإيمان المسيحى فيه الإعتراف بالثالوث القدس الب والآبن والروح القدس فيه اعتراف بوحدانية الله كإله واحد فيه اعتراف بتجسد ةا[ن وحلوله في بطن العذراء فيه اعتراف بقوة عملية الفداء التى تمت على الصليب بانتقالنا من الشمال إلى اليمين فيليق بنا إذا أن نرسم الصليب بحرارة الإيمان . 4 – إنه لمدهش بالحقيقة وغير مدرك كيف أن قوة المسيح تحل في رسم الصليب لإطفاء الحريق وطرد الشياطين وتسكين الآلام وشفاء المرضى ولكنه بالضبط سر غير مدرك كحلول الروح القدس على الخبز والخمر فيصيران جسدا ودما وأيضاً إذا كانت قوة يسوع المسيح حالة في مكان وتستطيع أن تدعوا الأشياء غير الموجودة إلى الوجود أعنى تخلقها من العدم خلقاً فبالأولى والأسهل أن تحل هذه القوة لتحويل الأشياء الموجودة من المرض والفساد إلى الحياة والصحة برسم الصليب المحيئ . ولكن لئلا نطق الناس أن قوة الشفاء كائنة في الخشب او الذهب مصنوع منه الصليب أو مجرد لفظ الأسم فقط صارت قوته وفاع8ليته متوقفة ومقصوره على الذين يؤمنون فقط . 5 – وحينما ترسم ذاتك بعلامة الصليب أذكر دائماً أنك تستطيع بقوته أن تصلب شهواتك وخطاياك على خشبة ةالمخلص ( هو ذا حمل الله الرافع خطيئة العالم ) ( يو1 : 29 ) عالماً إن في الصليب قوة إخماد الشهوة وإبطال سلطان الخطيئة برحمة المصلوب عليه . 6 – حينما ترفع نظرك إلى خشبة الصليب المعلقة فوق الهيكل اذكر مقدار الحب الذى أحبنا به الله حتى بذل ابنه الحبيب كى لا يهلك كل من يؤمن به فأينما وجدا الصليب وجدت المحبة لأنه علامة الحب الذى غلب الموت وقهر الهاوية واستهان بالخزى والعار واللم فإذا رأيت الكنيسة فردانه بصلبان كثيرة فهذه علامة امتلائها بالحب الكثير نحو جميع أولادها . حينما يبارك الكاهن أو الأسقف ويرسمك بالصليب المقدس إفرح واقبل ذلك كبركة من يد السيد المسيح طوبى لمن قبل رسم الصليب على رأسه بإيمان ( فيجعلون غسمى على بنى اسرائيل وأنا اباركهم ) ( عدد6 : 27 ) . إن الشياطين ترتعب من منظر الصليب وحتى من مجرد الإشارة به باليد لأن السيد المسيح له المجد قد ظفر بالشيطان وكل قوته ورئاساته على الصليب وجردهم من رئاستهم وفضحهم علناً فصارت علامة الصليب تذكيراً لهم بالفضيحة وإشارة إلى العذاب المزمع أن يطرحوا فيه . [ منشورات النور – 1982 – 3القديسون – يوحنا كرونستادت – دأ . أر ابوفا – بيروت / لبنان ] . |
||||
23 - 11 - 2012, 07:44 AM | رقم المشاركة : ( 106 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الصليب (موضوع متكامل)
هل خلص اللص في لحظة؟! مثال خلاص اللص على الصليب، هو من الأمثلة الشهيرة، التي يحاول البعض استخدامها، لاثبات الخلاص في لحظة، ولعدم ضرورة المعمودية والكهنوت. وهم في ذلك يقدمون الاعتراض الآتى المكون من ثلاث نقاط: إعتراض 1 لقد خلص اللص في لحظة، حينما قال له الرب: (اليوم تكون معى في الفردوس) (لو 22: 43)! 2 وقد خلص بدون معمودية! 3 وقد خلص أيضاً بدون كهنوت وبدون تدخل الكنيسة! فلماذا إذن تشترطون الكهنوت والكنيسة والمعمودية؟ الرد على الاعتراض لا يمكن أن يكون اللص قد خلص فى لحظة.. ونقدم لذلك الأدلة الآتية: 1 لا يمكن أن يكون اللص قد خلص بمجرد الوعد الإلهى، قبل موت المسيح على الصليب. وذلك لأن أجرة الخطية هى موت (رو 6: 23) فلابد أن يموت المسيح أولا ليخلص اللص.. وواضح أن السيد المسيح قد بقى على الصليب ربما حوالى ساعتين بعد أن قال وعده للص. لأن ذلك الوعد كان هو الكلمة الثانية من كلمات المسيح السبع على الصليب. ربما قالها في الساعة الأولى من الساعات الثلاث التي قضاها على الصليب من السادسة إلى التاسعة. فهل خلص اللص بعد موت المسيح مباشرة؟ هنا ونقول: 2 كان لابد للص أن يموت مع المسيح لكى يخلص. وموته مع المسيح هو معمودية فى أعمق صورها. لأنه ماهى المعمودية؟ يقول الرسول: (أم تجلهون أننا، كل من أعتمد ليسوع المسيح، أعتمدنا لموته، فدفنا معه بالمعمودية للموت) (رو 6: 3) ويقول: (لأنه إن كنا قد صرنا متحدين معه بشبه موته، نصير أيضاً بقيامته، عالمين هذا أن إنساننا العتيق قد صلب معه ليبل جسد الخطية) (رو 6: 5، 6). وواضح أن اللص صلب مع المسيح صلب حقيقياً، ومات معه موتاً حقيقياً، وليس مجرد على (شبه موته) من هنا كان موته هذا معمودية مثالية هى مثال لكل معمودية. فكيف يجرؤ أحد أن يقول إن اللص لم يعتمد؟! إن من ينال هذه البركة العظمى مع المسيح يكون بلا شك في وضع مثالى، لعل بولس الرسول اشتهاه اشتهاء حينما قال: (مع المسيح صلبت) (غل 2: 20) إن الوحيد في جميع قديسى الأرض الذي يقول هذه العبارة لفظاً ومعنى هو طبعاً اللص اليمين.. يليه بصورة مشابهة، القديسون الشهداء، الذين لم يموتوا مع المسيح حرفياً، إنما ماتوا من أجله، فاعتبروا كأنهم ماتوا معه. ونحن نعتبر أن الذين آمنوا بالمسيح واستشهدوا قبل معمودية الماء، إما قد نالوا معمودية الدم، بالموت معه. وهنا نسأل: متى نال اللص هذه المعمودية ومات على الصليب؟ إن الكتاب يشرح لنا أن المسيح مات في الساعة التاسعة (مت 27: 45 50، مر 15: 33 37، لو 23: 44 46 ). والمعروف أن جسد المسيح انزل من على الصليب في الساعة الحادية عشرة. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و الكتب الأخرى). يقول متى الرسول إنه: لما كان المساء ) (مت 27: 57). ويقول القديس مرقس: (لما كان المساء، إذ كان الاستعداد أى قبل السبت) (مر 15: 42) ويقول القديس لوقا: (وكان يوم الاستعداد والسبت يلوح) (لو 23: 54) ويقول يوحنا: (إذ كان استعداد، فلكى لا تبقى الأجساد على الصليب في السبت..) (يو 19: 31). ووقت أنزال جسد المسيح من على الصليب، لم يكن اللصان قد ماتا، فكسر الجند أرجلهما: (أما يسوع فلما جاءوا إليه، لم يكسروا ساقيه لأنهم رأوه قد مات) (يو 19: 33) إذن اللص مات بعد الحادية عشر، أى بعد ساعتين من موت المسيح. وبهذا يكون قد نال الخلاص وقتذاك، بعد موته. وتكون قد مرت حوالى أربع ساعات بعد الوعد الإلهى بدخوله الفردوس. إذن لم يخلص اللص في لحظة. ولم يدخل الفردوس عقب الوعد الإلهى مباشرة، بل بعده بأربع ساعات. مادمنا قد أثبتنا أن اللص لم يخلص في لحظة، ولم يخلص بدون معمودية، تبقى إذن الإجابة على الاعتراض الثالث الخاص بالكهنوت والكنيسة. لقد نال اللص خلاصه عن طريق المسيح رأس الكنيسة ورئيس الكهنة الأعظم، الذي يمثل الكنيسة تماماً في ذلك الوقت، الذي لم يكن فيه الكهنوت المسيحى قد تأسس بعد، ولم تكن الكنيسة قد تأسست بعد. |
||||
23 - 11 - 2012, 07:44 AM | رقم المشاركة : ( 107 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الصليب (موضوع متكامل)
المسيح فصحنا - لنيافة الأنبا رافائيل
v الفصح: كلمة عبرية تعنى "عبور" وهي كلمة "بصخة" باليونانية، القبطية، ومنها كلمة "pass" بالإنجليزية والمسيح فصحنا لأنه هو عبورنا من الظلمة إلى النور، ومن عبودية إبليس إلى حرية مجد أولاد الله. v وفصح اليهود كان مقصوداً به: أ- عبور الملاك المهلك على البيوت... فإذا رأى الدم على أبواب البيت يعبر ولا يهلك الأبكار "فان الرب يجتاز ليضرب المصريين فحين يرى الدم على العتبة العليا و القائمتين يعبر الرب عن الباب ولا يدع المهلك يدخل بيوتكم ليضرب" (خر12: 23) ب- عبور شعب بني إسرائيل في البحر الأحمر وخروجهم من بيت العبودية بمصر، إلى برية الحرية والجهاد الروحي في سيناء ليصلوا إلى أرض الموعد أورشليم. v والمسيح فصحنا لأنه: 1- يحمينا بدمه الطاهر من ضربات العدو، وإهلاك الخطية... ونحن نصطبغ بدم المسيح في المعمودية "لأن كلكم الذين اعتمدتم بالمسيح قد لبستم المسيح" (غل3: 27)، "مدفونين معه في المعمودية التي فيها أقمتم أيضاً معه" (كو2: 12) والصليب هو الصبغة التي اصطبغ بها المسيح، وطالبنا أن نصطبغ بها نحن أيضاً (المعمودية) "أتستطيعان أن تشربا الكأس التي سوف أشربها أنا؟ وأن تصطبغا بالصبغة التي أصطبغ بها أنا؟" (مت20: 22) فما عمله المسيح على الصليب نناله نحن بالمعمودية.. مع ملاحظة أنه كانوا في القديم يلطخون القائمتين والعتبة العليا... وهذا هو منظر الصليب، فكان الفصح اليهودي رمزاً للصليب المقدس. 2- والمسيح أيضاً هو عبورنا الجديد في البحر الجديد... "فأني لست أريد أيها الأخوة أن تجهلوا أن آباءنا جميعهم كانوا تحت السحابة، وجميعهم في البحر، وجميعهم اعتمدوا لموسى في السحابة وفي البحر" (1كو10: 1، 2) معلمنا بولس يطابق بين عبور البحر في القديم والمعمودية في الجديد... زكما عبر بنو إسرائيل من الظلمة إلى النور، ومن العبودية إلى الحرية، ومن مملكة فرعون إلى مملكة الله... هكذا يعبر بنا المسيح (بالمعمودية) طقس ذبح الخروف ومطابقته على السيد المسيح 1- شاة صحيحة (خر12: 5) أي بلا عيب...لأن المسيح كان بلا عيب...وبلا خطية..."الذي لم يعرف خطية" (2كو5: 21). 2- ذكر (خر12: 5) لأن الله تجسد في صورة رجل وليس أنثى...وذلك لأن "أدم جبل أولاً" (1تي2: 13) ولأن حواء كانت في أدم ...أدم يمثل كل الجنس البشري ... بما فيهم حواء ... وحواء تمثل جنسها فقط فإذا جاء الله متجسداً في شكل امرأة كان سيفدي النساء فقط ... وإذا جاء في شكل رجل يكون الفداء للجميع، لعل هذا السبب في أن الكهنوت محصور في الرجال فقط. .. باعتبار الكاهن ممثل للكنيسة كلها ... وممثل لوحدتها برجالها ونسائها ... 3- ابن سنة (خر12: 5) الخروف ابن سنة...لكي يذبح وهو في سن صغير ... وليس في شيخوخة...لأن المسيح ذبح من أجلنا وهو شاب صغير ... ولو مات المسيح وهو شيخ كبير...من كان يستطيع أن يقول أنه مات عنا ولأجلنا؟ بل يكون قد مات مثل كل البشر ...بعد أن عاش وشاخ وشاب وشبع من الأيام...أما موته في شبابه فيعني أنه مات موتنا، عنا ولأجلنا. 4- شاة للبيت (خر12: 3) لأن المسيح واحد...لا يمكن أن يكون للبيت الواحد (الكنيسة) أكثر من ذبيحة واحدة (المسيح الواحد) وبالرغم من أن كل بيت به شاة ولكننا نتكلم عن (خروف الفصح) وليس (خرفان الفصح)...كمثل ما يوجد جسد المسيح على كل مذبح، ولكننا لا نتكلم عن (أجساد المسيح) بل (جسد المسيح الواحد) 5- ثم يذبحه كل جمهور جماعة إسرائيل في العشية (خر12: 6) أليس هذا ما حدث بالضبط مع السيد المسيح؟!! لقد اجتمعت عليه كل الجماعة وصرخ الجميع في وجهه أن يصلب ... وكان موته وقت العشية "بين العشاءين" (عد9: 5) أي ما بين التاسعة والغروب. "جماعة الأشرار اكتنفتني، ثقبوا يدي ورجلي" (مز22: 16) 6- ويأخذون من الدم ويجعلونه على القائمتين والعتبة العليا في البيوت التي يأكلونه فيها (خر12: 7) وهذا منظر الصليب ... الدم ينزف من الرأس ومن اليدين ... ولم يكن مسموحاً أن يوضع الدم على العتبة السفلى لئلا يداس بالأقدام..فدم المسيح لا يداس ... "فكم عقاباً أشر تظنون أنه يحسب مستحقاً من داس ابن الله، وحسب دم العهد الذي قدس به دنساً وازدرى بروح النعمة" (عب10: 29) 7- في البيوت التي تأكلونه فيها (خر12: 7) وهو إشارة إلى الاحتماء داخل الكنيسة ... وأنه لا يمكن للإنسان أن يتناول خارجاً عن الكنيسة ... والكنيسة هنا ليست المبنى الحجري، ولكن جسد المسيح الذي ننتمي له ... فلا يمكن لإنسان غير مسيحي وغير معمد أن يأكل من فصحنا المسيحي (جسد الرب ودمه) 8- ويأكلون اللحم تلك الليلة مشوياً بالنار (خر12: 8) إشارة إلى الآلام الفظيعة التي جازها السيد المسيح ... فالشي بالنار غير الطبخ بالماء، لذلك يؤكد "لا تأكلوا منه نيئاً أو طبيخاً مطبوخاً بالماء، بل مشوياً بالنار" (خر12: 9) فآلام السيد المسيح كانت فظيعة كالشي بالنار. 9- على أعشاب مرة يأكلونه ... (خر12: 8) وهذه أيضاً إشارة إلى مرارة حلق المسيح أثناء الصليب ... "يبست مثل شقفة قوتي، ولصق لساني بحنكي" (مز22: 15) "ويجعلون في طعامي علقماً، وفي عطشي يسقونني خلاً" (مز69: 21) ونحن أيضاً نتناول جسد الرب ودمه بمرارة الفم، بسبب الصوم الانقطاعي قبل التناول. وكذلك نتناول ونحن في حلقنا مرارة التوبة والدموع النقية. 10- رأسه مع أكارعه وجوفه (خر12: 9) الرأس هو الفكر... والأكارع هي الحركة... والجوف هو المشاعر والأعماق.. فنحن نتحد بالمسيح فكراً وتصرفاً ومشاعراً... 11- ولا تبقوا منه إلى الصباح (خر12: 10) فالسيد المسيح لم يبت على الصليب ... ومراحمه جديدة لنا في كل صباح 12- وهكذا تأكلونه وأحقاؤكم مشدودة، وأحذيتكم في أرجلكم، وعصيكم في أيديكم وتأكلونه بعجلة (خر12: 11) وهذا إشارة إلى حياة الاستعداد الدائم للإنسان المسيحي ... فنحن نتناول جسد الرب ودمه ... والأحقاء مشدودة ... علامة الاستعداد للعمل والأحذية في الأرجل ... علامة الاستعداد للخدمة والكرازة والعصي في الأيادي ... علامة الاتكال على الله والتوكؤ عليه 13- مع فطير (خر12: 8) الفطير هو خبز خالي من الخمير ... والخمير رمز للشر، والارتباط بالماضي ... "إذاً لنعيد بخميرة عتيقة ولا بخميرة الشر والخبث بل بفطير الإخلاص والحق" (1كو5: 8) ومن يدخل في عهد مع المسيح فليترك كل ارتباط بالخطية، والماضي الأثيم، وعبادة الشيطان وليبدأ بعجينة جديدة ليس بها خمير قديم "كل بقايا عبادة الأوثان أنزعها من قلوبهم" (أوشية الموعوظين) "إذا نقوا منكم الخميرة العتيقة لكي تكونوا عجيناً جديداً كما أنتم فطير" (1كو5: 7) وكانوا يأكلون الفطير لمدة أسبوع، لأن الأسبوع يرمز للزمان الحاضر من الأحد (بداية الزمان) حتى السبت (الراحة الأبدية) ... فأكل الفطير لمدة أسبوع يعني دخول الإنسان في حياة بر وقداسة وإتحاد المسيح طوال زمان غربته على الأرض. وهكذا ترى أن كل تفاصيل ذبيحة الفصح كانت تسبق وتشير بإشارات واضحة وبليغة عن ذبيحة الصليب المقدس ... لذلك حق لمعلمنا بولس الرسول أن يقول "لأن فصحنا أيضاً المسيح قد ذبح لأجلنا" (1كو5: 7) |
||||
23 - 11 - 2012, 07:44 AM | رقم المشاركة : ( 108 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الصليب (موضوع متكامل)
"قد عرفت أن كل ما يعمله الله أنه يكون إلى الأبد" (جا 14:3). هذه سمة أساسية تميز أعمال الله. أنها أعمال أبدية لا تنتهى... فإذا كنا نؤمن - بغير شك - أن المسيح هو الله المتجسد، فأعماله - بلا شك أعمال إلهية أبدية لا تنتهى.. وبالتالى فإن ذبيحة الصليب ذبيحة أبدية لا تنتهى حتى أن الملاك المبشر بالقيامة ذكر أنه "يسوع الناصرى المصلوب" (مر 6:16)، حتى بعد قيامته... ولا عجب فقد رآه يوحنا الرائى "خروف قائم كأنه مذبوح" (رؤ 6:5)، ومعلمنا بولس يتكلم مع شعبه فى كورنثوس قائلاً: "لأنى لم أعزم أن أعرف شيئاً بينكم إلا يسوع المسيح وإياه مصلوباً" (1كو 2:2). هذا الصليب الدائم والمستمر والأبدى يتجلى كل يوم على المذبح القدس فنرى يسوع "حملاً قائماً كأنه مذبوح". المسيح ذبيحة حقيقية : إن كل ذبائح العهد القديم من موسى وما قبل موسى لم تكن إلا رمزاً وإشارة للذبيحة الحقيقية التى قدمها ربنا يسوع بدم نفسه (عب 12:9) وقد سبق أن إشارة النبوات إلا هذا الذبيح العظيم "مثل شاه سيق إلى الذبح ومثل خروف صامت أمام الذي يجزه هكذا لم يفتح فاه. فى تواضع انتزع قضاؤه وجيله من يخبر به. لأن حياته تنتزع من الأرض" (أع 32:8،33). وعندما تساءل الخصى "عمن يقول النبى هذا. عن نفسه أم عن واحد أخر. ففتح فيلبس فاه وأبتدأ من هذا الكتاب فبشره بيسوع" (أع 34:8،35)، أنه الرب يسوع الذى شهد عنه المعمدان قائلاً: "هوذا حمل الله الذى يرفع خطية العالم" (يو29:1) والذى تكلم عنه أرميا بروح النبوة: "وأنا كخروف داجن يساق إلى الذبح" (أر 19:11)، وذبيحة يترنم بها السمائيون "لأنك ذبحت واشتريتنا لله بدمك من كل قبيلة ولسان وشعب وأمة" (رؤ 9:5)، "مستحق هو الخروف أن يأخذ القدرة والغنى والحكمة والقوة" (رؤ 12:5)، ونتغنى بها فى القداس الغريغورى: "أتيت إلى الذبح مثل خروف حتى إلى الصليب"، "احتملت ظلم الأشرار. بذلت ظهرك للسياط. وخديك أهملتهما للطم. لأجلى يا سيدى لم ترد وجهك عن خزى البصاق"، وقد استعارت الليتورجيا هذا النصوص من نبوة أشعياء القائل: "لا صورة له ولا جمال فننظر إليه ولا منظر فنشتهيه محتقر ومخذول من الناس رجل أوجاع ومختبر الحزن وكمستر عنه وجوهنا. محتقر فلم نعتد به. ولكن أحزاننا حملها وأوجاعنا تحملها ونحن حسبناه مصاباً مضروباً من الله ومذلولاً. وهو مجروح لأجل معاصينا مسحوق لأجل آثامنا تأديب سلامنا عليه وبحبره شفينا. كلنا كغنم ضللنا ملنا كل واحد إلى طريقه والرب وضع عليه إثم جميعنا. ظلم أما هو فتذلل ولم يفتح فاه كشاه تساق إلى الذبح وكنعجة صامتة أمام جازيها فلم يفتح فاه... من الضغطة ومن الدينونة أخذ. وفى جيله من كان يظن أنه قطع من أرض الأحياء أنه ضرب من أجل ذنب شعبى. وجعل مع الأشرار قبره ومع غنى عند موته. على أنه لم يعمل ظلماً ولم يكن فى فمه غش. أما الرب فسر بأن يسحقه بالحزن. وإن جعل نفسه ذبيحة إثم يرى نسلاً تطول أيامه ومسرة الرب بيده تنجح. من تعب نفسه يرى ويشبع. وعبدى البار بمعرفته يبرر كثيرين وآثامهم هو يحملها... لذلك اقسم له بين الأعزاء ومع العظماء يقسم غنيمة من أجل أنه سكب للموت نفسه وأحصى مع أثمة وهو حمل خطية كثيرين وشفع فى المذنبين" (أش 2:53-12)، "بذلت ظهرى للضاربين وخدى للناتفين وجهى لم استر عن العار والبصق" (أش 6:50). عجيب أشعياء هذا المفتوح العينين الذى سبق ورأى يوم ابن الإنسان فتهلل ووصفه كرؤيا العين فحق بذلك أن يكون النبى الإنجيلى. "مقدسة ومملوءة مجداً هذه الذبيحة التى ذبحت عن حياة العالم كله" (قسمة الملائكة)، "هكذا بالحقيقة تألم كلمة الله بالجسد وذبح وانحنى بالصليب" (القسمة السريانية). الإفخارستيا ذبيحة غير دموية : إن الإفخارستيا التى سلمها المسيح لتلاميذه هى امتداد الصليب، ولكنها ليست تكرار للصليب لأن السيد المسيح قد صلب مرة واحدة لأجلنا "نحن مقدسون بتقديم جسد يسوع لمسيح مرة واحدة" (عب 10:10)، وصليبه لم ينته بعد ولن ينتهى بل هو فعل أبدى - كما ذكرنا.. لذلك فالصليب يحضر كل يوم على المذبح فى سر الخبز والخمر اللذين أخذا قوتهما من قول السيد المسيح: "هذا هو جسدى، هذا هو دمى". وهنا تكون طبيعة الخبز والخمر صارت بالتقديس والإيمان هى ذات المسيح المذبوح لله دون إقحام الحواس. ودون تغيير فى المادة وشكلها وطعمها فنحن نتناول جسد الرب ودمه بالحق تحت أعراض الخبز والخمر "أظهر وجهك مع هذا الخبز" (صلاة التحول). وهذا مما يجعل الليتورجيا تلح وتؤكد على أن هذه الذبيحة ليست دموية (كالعهد القديم) ولكنها ذبيحة روحية نطقية عقلية حقيقية "هذه التى ليس دم الناموس حولها ولا بر الجسد لكن الخروف روحى، والسكين نطقية وغير جسمية" (صلاة الصلح باسيلى)، "الذبيحة الناطقة غير الدموية" (صلاة الحجاب)، "هذه الصغيرة المقدسة الناطقة الروحانية غير الدموية" (صلاة صلح كيرلس)، "هذه الذبيحة الناطقة وهذه الخدمة غير الدموية" (القداس الكيرلسى)، "ذبيحة ناطقة سمائية التى هى الجسد الإلهى والدم الكريم اللذان لمسيحك" (القسمة الوجيزة)، "الذى قبل من أيدينا نحن الضعفاء هذه الذبيحة العقلية والحقيقية وغير الدموية". والسيد المسيح أمرنا أن "اصنعوا هذا لذكرى" (لو 19:22)، وقوله: "اصنعوا" هنا يعنى "فعلاً" وليس "فكراً" للذكرى، والمعنى أن نصنع ونفعل ما عمله المسيح فى الإفخارستيا على رسم الصليب وما تم فيه، فهنا الإفخارستيا تعنى استحضار فعل الذبح وسفك الدم ليس لمجرد الذكر أو الذكرى بل الاستحضار الفعلى للاشتراك فى ذات السر، فكلما أكلنا الإفخارستيا وشربنا الكأس المقدسة فنحن نمارس الكسر الحقيقى للجسد والسفك الحقيقى للدم أى الصليب بكل أسراره الإلهية دون أن نسفك دماً جديداً ودون أن نذبح فصحاً آخر... هذا ما تعنيه الليتورجى بأن الذبيحة ليست دموية.. فخبز الإفخارستيا فعل وليس فكراً: أكل جسد ممزق مع أنه كان فى يده خبزاً، وشرب دم مسفوك مع انه خمر فى الكأس، فهو إعلان وأستعلان لسر موت الرب الدائم بالإيمان دون الاعتماد على الحواس بالتمزيق والسفك ومستمراً بطول الزمان إلى المنتهى. المسيح هو الكاهن الذى قدم ذاته : "هذا الذى أصعد ذاته ذبيحة مقبولة على الصليب عن خلاص جنسه. فإشتمه أبوه الصالح وقت المساء على الجلجثة. فتح باب الفردوس ورد آدم إلى رئاسته مرة أخرى.. من قبل صليبه وقيامته المقدسة ورد الإنسان مرة أخرى إلى الفردوس" (الأرباع الخشوعية فى دورة البخور). "أنت هو ذبيحة المساء الحقيقية الذى اصعدت ذاتك من أجل خطايانا على الصليب المكرم كإرادة أبيك الصالح" (سر بخور عشية). "وسبقت أن تجعل ذاتك حملاً بغير عيب عن حياة العالم" (أوشية التقدمة). "بذل ذاته فداء عنا إلى الموت الذى تملك علينا" (القداس الباسيلى). "لأنك فى الليلة التى أسلمت فيها ذاتك بإرادتك وسلطانك وحدك" (القداس الغريغورى). "يا الله الذى أسلم ذاته عنا خلاصاً من أجل خطايانا" (القداس الغريغورى). "وبذلك ذاتك للذبح من أجل خطايانا، شفيتنا بضرباتك وبرئنا بجراحاتك" (صلاة بعد التناول). فالمسيح قبل الصليب بإرادته.. بل لقد جاء متجسداً لأجل أن يقدم ذاته ذبيحة عنا "لهذا قد ولدت أنا ولهذا قد أتيت إلى العالم" (يو 37:18)، وقال لبيلاطس: "لم يكن لك على سلطان البتة لو لم تكن قد أعطيت من فوق" (يو 11:19)، ولذلك فقد سبق الصليب وأعطانا جسده المكسور ودمه المسفوك ليعلن بذلك أن ما حدث يوم الجمعة سبق وأن قبله بإرادته ونفذه بحريته يوم الخميس "الحكمة (المسيح) بنت بيتها... ذبحت ذبحها مزجت خمرها. أيضاً رتبت مائدتها... هلموا كلوا من طعامى واشربوا من الخمر التى مزجتها" (أم 2:9-5)، "دم المسيح الذى بروح أزلى قدم نفسه لله بلا عيب" (عب 14:9)، "ليبطل الخطية بذبيحة نفسه" (عب 26:9). فالمسيح إلهنا هو الذبيحة الحقيقية وهو الكاهن الذى قدم ذبيحة نفسه وهو الله قابل الذبيحة ومعطى الغفران بموجبها لكل من يشترك فيها بالأكل والشرب والإيمان المسيح حاضر على المذبح : "هوذا كائن معنا على هذه المائدة اليوم عمانوئيل إلهنا حمل الله الذى يحمل خطية العالم كله الجالس على عرش مجده" (صلاة القسمة). ويتجلى المسيح الذبيح عندما يرفع أبونا الإبروسفارين فنرى الخبز الموضوع فى الصينية (حمل الله) ويشهد الشماس فى لحن (اسبازيستى) "ارفعوا أعينكم ناحية الشرق لتنظروا المذبح. جسد ودم عمانوئيل إلهنا موضوعين عليه".. ويعلن الأب الكاهن للشعب "الرب معكم" ويطلب منهم "ارفعوا قلوبكم - اشكروا الرب".. وتصل الليتورجيا إلى قمة إستعلان حضور المسيح الإفخارستى عند حلول الروح القدس على الخبز والخمر ليحولها إلى جسد الرب ودمه حينئذ يخلع الأب البطريرك أو الأسقف تاجه ويترك عصا الرعاية (الحية النحاسية) ولا يعود الكاهن تلتفت للوراء أو يرشم الشعب أو يرشم الذبيحة لأن المسيح رئيس الكهنة الأعظم قد حضر معنا على المائدة المقدسة وهو الذى يقوم بمباركة الشعب وتقديس ذبيحة نفسه. ويتقدم الكاهن ثالثة ليقدم أواشى للمسيح الذبيح.. إذ - كما شرحنا من قبل - كلما استعلن المسيح فى الكنيسة بهيبة الكاهن بطلبات - الأواشى الشعب واحتياجاته... مرة فى عشية وباكر (المسيح المحتجب) ومرة فى الإنجيل (المسيح المعلم) هنا للمرة الثالثة (المسيح الذبيح). ومجىء المسيح للكنيسة يستدعى حضور مجمع القديسين معه... لأننا جميعاً - فى السماء وعلى الأرض - أعضاء جسده المقدس.. فحضوره يستلزم حضور أعضائه... لذلك ينتبه الأب الكاهن ويقدم صلوات عد ومع مجمع القديسين ويطلب سؤلاتهم عنا - علامة الشركة والاتحاد والحب مثالاً للثالوث المقدس الواحد. وفى النهاية المجمع يذكر الأب الكاهن آبائنا وأخوتنا الذين سبقوا فرقدوا وتنيحوا فى الإيمان الأرثوذكسى ونحن أيضاً الغرباء أن يحفظنا فى الإيمان وأن نكمل مثلهم... ثم يقسم الكاهن الجسد تمهيداً لتوزيع على المؤمنين.. والقسمة ترمز لآلام المسيح وتمزيق جسده بالصليب لذلك تكون صلواتها بلحن تذللى بخشوع.. وعندما يغمس أبونا (الأسباديقون) فى الدم المقدس ويرشم به الجسد إنما يعلن عن جراحات المسيح حيث يضخ الكاهن الجراحات بدم المسيح... فيظهر بالحقيقة المسيح إلهنا (حملاً قائماً كأنه مذبوح) سيدى يسوع المذبوح عنى... هوذا جراحاتك تنزف.. ودماؤك تقطر على المذبح. وها أنا أقف حائراً أمام حبك.. ألتمس قطرة من نزيف نعمتك. قطرة واحدة تطهر أعماقى وكل كيانى.. وتغسل وتبيض ثيابى التى لوثتها بخطيتى ونجاساتى. |
||||
23 - 11 - 2012, 07:45 AM | رقم المشاركة : ( 109 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الصليب (موضوع متكامل)
العلاقة بين الطقس والعقيدة
نيافة الأنبا رافائيل العقيدة فكر الطقس تطبيق . الفكر بسهولة ينحرف أما التطبيق لا ينحرف ... الطقس حارساً للعقيدة وتطبيق عملى لها ... كما أن العقيدة يمكن تنحرف إن صارت فكلا بلا عمل والعكس صحيح ... لابد أن تترجم العقيدة إلى طقس يمارس عملياً إلا وينسى وينحرف . يجب علينا أن نفهم الخلفيات العقيدية للطقس ... لا يوجد طقس فى الكنيسة إلا وله ومعنى لاهوتى ولا توجد عقيدة لاهوتية فى لكنيسة إلا ولها معنى طقسى دقيق ... أصغر طقس فى الكنيسة ه رسم الصليب ومع ذلك يحوى فى داخله كل العقائد المسيحية العظمى . مجرد أن يرسم الإنسان علامة الصليب فهو يعلن إيمانه بالثالوث ، الإيمان الواحد بالإله الواحد ... وبالتجسد ... الانتقال من الشمال إلى اليمين يعلن الإيمان بالصليب والفداء ... الإيمان بالصليب أنه قوى نحتمى فيه ... رسم الصليب إعلان على الانتماء ليسوع المصلوب سؤال مكرر يتوجه إلى المخدومين : لماذا تفتخروا بالصليب .. أما كان يجب أن نخرق منه ونفتخر بالقيامة وبحيل التجلى ؟ العجيب أننا نفتخر بأضعف نقطة فى حياة المسيح والتى هى الصليب ... والقديس بولس لرسول يقول "حاشا لى أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح ، الذى به صلب العالم لى وأنا للعالم" (غلا 14:6) . ويقول “لم أعزم أن أعرف شيئاً بينكم إلا يسوع المسيح وإياه مصلوباً” (اكو 2:2) . القديس بولس الرسول يقر على نفسه أنه ضد التيار والفلسفة لذلك أهل كورنثوس احتقروه وفضلوا أبلوس عنه الذى ذهب لهم بحكمة وفلسفة (أبولس) أنه باشتداد كان يفحم اليهود جهراً مبيناً من الكتب أن يسوع هو المسيح (أعمال) فحقق أبولس للمسيحيين ما لم يستطع بولس الرسول تحقيقه فهو وضح لأهل كورنثوس لماذا لم يتكلم بأسلوب الفلسفة فكتب إليهم قائلاً لا بحكمة كلام لئلا يتعطل صليب المسيح فإن كلمة الصليب عند الهالكين جهالة وأما عندنا نحن المخلصين فهى قوة الله لأنه مكتوب سأبيد الحكماء وأرفض فهم الفهماء .. أين الحكيم، أين الكاتب، أين مباحث هذا الدهر. ألم يجهل الله حكمة هذا العالم لأنه إذا كان العالم فى حكمة الله لم يعرف الله بالحكمة أستحسن الله أن يخلص المؤمنين بجهالة الكرازة لأن اليهود يسألون آية واليونانيين يطلبون حكمة ولكننا نحن نكرز بالمسيح مصلباً لليهود عثرة ولليونانيين جهالة ، "وأما للمدعوين يهوداً وينانيين فبالمسيح قوة الله وحكمة الله. لأن جهالة الله أحكم من الناس وضعف الله أقوى من الناس" (1كو 17:1-25) . العمل القوى لا يحتاج إلى دعاية لذلك القديس بولس لم يكرز بذلك الملك الجبار إنما بالمسيح المصلوب فتحول العالم كله للمسيح .. وهذا أعظم برهان على صدق المسيحية . اليهود رفضوا الإيمان بإله مصلوب يريدون إله معجزات الذى هو إله موسى ، واليونانيون يسخرون بالكرازة بإله ضعيف ويعتبرون أن هذا جهل ومع هذا فالقديس بولس الرسول أخذ يكرز لهم بهذا الإله المصلوب حتى آمنوا .. وأصبحت هنا قوة الكرازة ليست بالفلسفة والحكمة إنما بقوة الصليب فعلاً كما قال "وأنا لم أتيت إليكم أيها الأخوة أتيت ليس بسمو الكلام أو الحكمة منادياً لكم بشهادة الله . لأنى لم أعزم أن أعرف شيئاً بينكم إلا يسوع المسيح وإياه مصلوباً” (1كو11، 2) . وهنا يتسائل البعض قائلاً : الصليب كان وسيلة إعدام للمسيح كيف يتخذونه رمز للمسيحية ووسيلة فخر .. يلبسه المسيحيون على صدورهم ويعلقونه على منارات الكنائس .. الخ . والإجابة كالآتى : 1- لو إن المسيح صلب باستحقاق لكان الصليب عار فالمسيح لم يصلب لأنه مذنب بل صلب لأجلنا نحن المذنبين لذلك فالصليب فخر ... 2- لو أن المسيح صلب عن ضعف لكان الصليب عار فالمسيح صلب عن قوة فهو كان يعلم كل ما كان مقدم عليه ومتقدم للصليب بكل قوة لذلك قال التلاميذ : "ها أنا صاعد إلى أورشليم .. وأبن الإنسان يسلم..." . “وحينما أتى الجنود ليقبضوا عليه ومعهم سيوف وعصى تقدم إليهم فى شجاعة وقال لهم يسوع أنا هو” (يو15:18) قالها بقوة ... فكان هو القوى وهم الضعفاء . عندما "واحد من الذين مع يسوع مد يده وأستل سيفه وضرب عبد رئيس الكهنة فقطع أذنه .. فقال له يسوع رد سيفك إلى مكاه لأن كل الذين يأخذون السيف بالسيف يهلكون . أتظن أنى لا أستطيع الآن أن أطلب إلى أبى فيقدم لى أكثر من أثنى عشر جيشاً من الملائكة . فكيف تكمل الكتب إنه هكذا ينبغى أن يكون" (مت 51:26-54) . لأنه كان هدفه الصليب ، لذلك يقول له لحن فاى إيتاف إينف . (الذى أصعد ذاته ذبيحة مقبولة) ... لأنه هو الكاهن وهو أيضاً الذبيحة . ظن اليهود أنهم بالصليب تخلصوا من السيد المسيح ولكنه عاد وقام مرة أخرى بقوة .... فيم يتحقق هدفهم .. وبذلك لم يكن الصليب ضعف إنما كان قوة ... الصليب مظهره الخاردى ضعف ولكن قيمته الداخلية قوة .. لذلك نقول فى لحن "أومونوجينيس" (يا من أظهر بالضعف من هو أعظم من القوة) ... لذلك فالمسيح كأنه يقول للشيطان أنا لم أسحقك بالقوة أو بسلطانى ولكن سوف أسحقك فى أضعف لحظات حياتى التى هى على الصليب ... سأترك لك تفعل بى كل ما تريد وفميا أنا أسلم الروح سوف أقبض عليك وأقيدك وأهزمك .. لذلك يقول التقليد الكنسى "أن الشيطان دنا من المسيح لكى يقبض على روحه كعادته مع جميع الذين يموتوا ... وهو ظن أن المسيح مثل إبراهيم .. أسحق .. يعقوب ... موسى ... الخ ... جميع الذين قبض على أرواحهم فى الجحيم ولكن عند المسيح على الصليب قال له بصرخة يائسة "أن كنت ابن الله أنزل .." لم يجبه المسيح لكى ينزل من على الصليب .. لأن الصليب كان طوال فترة حياة السيد المسيح على الأرض متحيراً من أعماله ... وفى هذه اللحظة إذ تظاهر السيد المسيح له بالضعف ولم ينزل من على الصليب فدنا منه الشيطان لكى يقبض على روحه .... وفى هذه اللحظة حيث المسيح متهالك وعلى وشك الموت وفى أضعف لحظات عمره قبض على الشيطان وقيده 1000 سنة (رقم رمزى) وأظهر بالضعف ما هو أعظم من القوة لذلك "كلمة الصليب عند الهالكين جهالة أما عندنا نحن المخلصين فهى قوة الله" (1كو18:1) فهو الذى به هزم الشيطان ونحن نفتخر به ونهاجم به أيضاً ضد الشيطان ... فنفكره بالموقعة الحربية التى هزم فيها الشيطان فيخزى عندما يأتى لمحاربتنا . قصة : شخص عدوانى يهدد سكان المكان وليس هناك من يقدر أن يقف أمامه وفى إحدى الأيام بينما هو يعمل صخب وقلق تقدم إليه صبى صغير وهمس فى أذنى هذا الوحش قائلاً (باب الشعرية) وإذ بالرجل العدوانى يهرب خجلاً ولم يعلو صوته مرة أخرى ... لأن هذه الكلمات التى همس بها الصبى فى أذنيه ذكرته بموقعة كان فيها فى منتهى الضعف وخرج مهزوماً ... هكذا نحن نحارب الشيطان بالصليب ونذكره بالجلجثة، فيتراجع عنا ويخزى . الذى عبر عنه الكتاب قائلاً "رأيت الشيطان ساقطاً من السماء مثل البرق” .. “جرد الرياسات به بالصليب” يشبه خلع الرتب من أحد قواد الجيش مع الموسيقى الحزينة وبمرأى من الجميع لأجل هذا الأمر المحزن ... هذه حفلة الصليب .. الجميع ينظرون والصليب على جبل عال ... ويظن الجميع ظاهرياً أن المسيح مهزوم ولكن حقيقة الأمر أنه كاد على يجرد الرياسات (يقيد الشيطان) "لأن رئيس هذا العالم يأتى وليس له فى شئ” (يو30:14) .وصار المسيح رئيس السلام . 3- الصليب كان قصد الله ... كان قصد الله أن يموت المسيح مصلوباً رغم أن الإعدام كان فى ذلك الجيل بواحدة من ثلاثة طرق هى : 1- قطع الرقبة بالسيف : طريقة رومانية للرعاية الرومانيين ذوى الجنسية لرومانية لذلك لم تقطع رقبة المسيح ولأن المسيح رأس الكنيسة ولابد ن يظل مرتبطاً بها ... ولأنه لو قطعت رقبته تكن هنا فرصة للشك بعد القيامة أن هذا الرأس ليس لهذا الجسد .. (من أقوال الآباء) وأستشهد بهذه الطريقة القديس بولس الرسول لأنه أخد الجنسية الرومانية . 2- الرجم بالحجارة : طريقة يهودية بحسب الناموس اليهودى .. رغم أن بيلاطس رفض قتل المسيح نجد أنه فى نفس الجيل 36 سنه استشهد القديس اسطفانوس بالرجم بالحجارة .. ورغم أن شاول كان يجر المسيحيين ويأخذ رسائل من رسائل من رؤساء الكهنة ويقتلهم فالمسيح لم يقتل رجماً لأن الرجم يفتت الجسد والعظام أما الكنيسة فلا تتفتت لذلك النبوة تقول “عظم من عظامه لا يكسر” لذلك على الصليب مات قبل أن يكسر الجنود ساقيه مع اللصين كعادة المصلوب (من أقوال الآباء) . 3- الصلب : طريقة رومانية للعبيد والأجانب . كان لابد من الصليب لكى تتحقق القيامة أن هذا المصلوب أمام الجميع هو الذى نراه قام بجراحة ... ليس هنا مجال للشك ... هذه الجراحات لا تعوق القيامة بعكس قطع الرقبة أو تفتيت العظام هذه الجراحات أيضاً لا تعوق إيماننا نحن بالقيامة بعكس لو قام بعد قطع الرقبة أو تفتيت العظام فهو فى إمكانه أعاده كل شئ على ما كان عليه ولكن نحن إيماننا ضعيف فكانت ستوجد فرصة للشك هناك . لذلك أيضاً دفن المسيح فى قبر جديد لئلا يظن أنه آخر الذى قام من الأموات .. أيضاً القديس أثناسيوس الرسول يعلل لماذا كان الصليب لازماً للمسيح فهو يقول لأن الشيطان لقبه لكتاب المقدس أنه رئيس سلطان الهواء لذلك كان يجب أن المسيح يقاتله فى مملكته وهو معلق على عود الصليب فى الهواء وهو على الأرض . الصليب قائمتين إحداهما رأسية تربط السمائيين بالأرضيين والأخرى عرضية تربط الشعوب ببعضهما البعض . لذلك كان الصليب قصد الله .. وفى خطة الله ولم يكن صدقة ويجب علينا أن نفتخر به لأنه حقق قصد الله وخطته بنجاح . إشارات العهد القديم تبين أن الصليب كان فى قصد الله : نحن نهتم بالصليب وبإشارة وعلامة الصليب التى يشير إليها العهد القديم بعكس البروتستانت الذين يؤمنون بالصليب ولكن لا يستخدمونه كإشارة .. ولا يجدون معنى للإشارة إنما كل الاهتمام بدم المسيح ... رموز الصليب فى العهد القديم هى : الحية النحاسية - سلم يعقوب - عصا هرون - بركة يعقوب لإبنى يوسف مسنى وافرايم - تحرك شعب إسرائيل فى الوسط خيمة الاجتماع والثلاثة أسباط فى كل ناحية على هيئة صليب - المذبح فى العهد القديم - التى أخرجوا بها الفأس الذى سقط فى الماء - وصارت المياه عذبه بدلاً من مرة - العصا التى ضربت بها صخرة حوريب . فإن كانت جميع هذه العلامات لم تكن صدفة فى العهد القديم إنما كانت لحظة وقصد فلا بد لى أن أفتخر بعلامة الصليب والصليب صار فى دمنا ولنا حق أن نستخدمه . مبنى الكنيسة أحياناً يكون على شكل صليب . 1- دائرة رمز للأبدية . 2- سفينة . ولكن أشهر المناظر للكنيسة هى على شكل صليب ... |
||||
23 - 11 - 2012, 07:45 AM | رقم المشاركة : ( 110 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الصليب (موضوع متكامل)
فالكنيسة هى أيضاً صليب
فى نصوص الليتورجية نقول : 1- نسجد لصليبك فى لحن : ليس معناه إطلاقاً عبادة أوثان .. هناك فرق بين عبادة الأوثان والعبادة المسيحية (السجود للصليب .. وللجسد المقدس على المذبح) عندما ينفصل الله عن المادة تصير المادة وثن وعندما يتحد الله بالمادة تصير المادة مقدسة . عباد الأوثان كانوا يسجدون للأوثان (حيوانات - كواكب ... الخ) بمعزل عن الله لذلك كانت عبادتم نجسة .. أما نحن عندما نسجد لهذه الماد نعلن أن الله متجلى فيها وأن المادة فى نظر الله مقدسة وأنه يمكن أن يتحد بها .. وهذا يعلن إيماننا بالتجسد، وأن التجسد ليس هو قصة وهمية إنما واقع يومى وبرهانه أن الله فينا .. وأن المادة صارت مقدسة .. وأن الله يتحد بالمادة لذلك فأنا أتقدم للمادة (التناول) بكل وقار .. وأتلاقى مع الله خلال هذه المواد .. ومن يعترض على هذا الكلام فهو لا يؤمن بالتجسد ويوافق الفكر الغنوسى القائل أن المادة شر ... إن كنا نؤمن أن الله خلق المادة كما هو خلق الروح ... تصير المادة مقدسة وإن كنا نؤمن أن الله تجسد فإن المادة بالأحرى أكثر قداسة لذلك يمكننى أسجد للصليب وللمذبح، وعندما نسجد للصليب فنحن نسجد للمصلوب لذلك يقول القديس بولس لرسول "عاملاً الصلح بدم صليبه" المقصود هنا بدم الذى صلب على الصليب أى المصلوب بقصد الاتحاد بين الصليب والمصلوب صار كأنه اتحاد مطلق . 2- ذكصولجية عيد الصليب : تعلن إيماننا بالصليب كعلامة الصليب عقيدياً فهو ذبيحة - فداء - مصالحة مع الله .. الخ . أما الصليب طقسياً علامة لا تقل فكر قيمتها عن الفكر العقيدى ، ففى ذكصولجية الصليب يتكلم عن الصليب كعلامة قائلاً نسجد لصليبك الخشبة المحيية الصليب فحزناً . 3- فى إبصالية يوم الجمعة نقول : أعطى علامة لعبيده الذين يخافونه أن : ... هذه العلامة التى هى أسم الخلاص والصليب المحمى الذى صلبه عليه .. 4- أثناء القداس الإلهى : يستخدم الكاهن الصليب باستمرار يبارك به الشعب حتى صار الصليب عملاً كهنوتياً من اختصاصات الكاهن .. أى الشعب لا يستطيع أن يرشم الصليب فى وجود الكاهن . الكاهن لا يمسك الصليب أو يرشم به فى وجود الأسقف .. والأسقف لا يمسك الصليب أو يرشم به فى البطريرك .. لأن الصليب صار عملاً كهنوتياً .. وغير مسموح لإنسان أن يرشم الآخر إلا الكاهن إلا كنوع من الحماية ترشم الأم ابنها .. 5- الإنسان يرشم نفسه بالصليب ولكن لا يرشم آخر . الآباء قديماً كانوا فى لبرية إذا تقابل أحدهم مع الآخر يرشم نفسه بالصليب ولا يرشم مع الآخر بالصليب لسببين : 1- لئلا يكون الآخر كاهن فكيف بروح الأتضاع يرشم عليه . 2- لئلا يكون الآخر روح نجس فيهج عليه لأن الآب يحتمى فى الصليب . إنما كان آباؤنا يرشمون الصليب على أنفسهم عند مقابلتهم لبعض فإن كان الآخر مثله سيكون هناك تآلف وإن كان روح نجس سوف يهرب من أمامه . الإنسان يرشم الصليب على الطعام والشراب ليباركه ويبعد الشيطان ... رشم الصليب فى التقليد البيزنطى : إصبع الإبهام مع الإصبع قبل الخنصر يعمل دائرة تشير إلى الأبدية وفى نفس الوقت يكون إصبع الشبابه مع الإصبع الأوسط يعمل علامة الصليب كما أن وضع الإبهام مع الإصبع قبل الأخير يحجز عشرة عقل ورقم عشرة بالقبطى هو يوتا (1) الذى هو اسم يسوع . 6- فى القداس الإلهى يوجد 42 رشم صليب منهم : 18 رشم : على الشعب والخدام (من بدية رفع الحمل عبارة عن 3 أجيوس 3 الربا مع جميعكم تحليل الخدام الفوائدى) . 18 رشم : على الخبز والخمر قبل حلول الروح القدس (3 بارك وشكر وقسم وقدسه للخبز ثم 3 على الأم). 6 رشم : أناء حلول الروح القدس (3 على االخبز + 3 على الكأس) . بعد التحويل يوجد 6 رشومات ولكن لا يرشمهم الكاهن إنما يرشم الدم بالجسد .. ويرشم الجسد بالدم ويرشم الدم بالدم (يصنع الكاهن إصبعه بالكأس ويرشم من الدم الدم) . 7- فى سر المعمودية : يرشم الكاهن على الماء بالصليب وأيضاً يضع الزيت على منظر صليب .. الزيت فى المعمودية 3 أنواع هم : أ- زيت ساذج : يرشم به المعمودية والمتعمد لطرد الشياطين . ب- زيت عاليلاون : زيت الفرح لاستقبال الروح القدس . ج - زيت الميرون : لسكنى الروح القدس . "متى خرج الروح النجس من الإنسان يجتاز فى أماكن ليس فيها ماء يطلب راحة ... وإذا لا يجد يقول أرجع إلى بيتى الذى خرجت منه فيأتى ويجده مكتوباً مزيناً ثم يذهب ويأخذ سبعة أرواح أشد منه فتدخل وتسكن هناك فتصير أواخر ذلك الإنسان أشر من أوائله" (لو24:11-26) . نحن فى الكنيسة نطرد الروح النجس من الماء والطفل وقبل أن يرجع إليه ثانية نعطيه الروح القدس فعند عودته إليه يعود ولا يستطيع الدخول لأنه أخذ الروح القدس .. لكن إذا وجده فارغاً فيدخل ويسكن بداخله ... جميعها بعلامة الصليب أيضاً فى سر مسحة المرضى وفى صلاة الإكليل وفى بقية جميع الأسرار . فالصليب هو وسيلتنا فى الصلاة والتقديس والمباركة والسجود ... الخ ، لقد نجح المستجدين فى اقتناء الصليب وهذا يوآزر من جهادنا ويسندنا . قصة : ذهب ساحر يطلب من الأسقف بأن يأمره أن يعمل له أى شئ يأمره به فسخر به الأسقف وقال له : أحضر لى الصليب من على المذبح .. وهنا نقهقر الشيطان ولم يستطع لأن الشيطان لا يستطيع أن يصمد أمام الصليب . طوبى لمن يحتمى بالصليب . الصليب طقسياً له عيدين وله أسبوع : العيدين هما : أعياد احتفالية تصلى بالطقس الشعانينى : العيد الأصلى خاص بشهر برمهات ولأنه يقع فى الصوم الكبير رتبوا عيداً فى تت لكى نحتفل دون تحرج من الصوم ... نحتفل به 3 أيام ويعامل معاملة الأعياد السيدية ويكون له دوره كبيرة نقرأ خلالها 12 إنجيل أمام أيقونات القديسين كأننا نقول لهم "أنتم أيضاً حملتم الصليب كما حمله المسيح" . احتفال الصليب له مراحل فى القدس يقام كل يم جمعة بقراءات خاصة وتسبيح تسمى درب الصليب ... وهذه على مدار السنة ... دورة الصليب مرتبة بالطقس الشعانينى نسبة لدخول السيد المسيح أورشليم ثم صلب وأيضاً ما صنعته الملكة هيلانة وأبنها قسطنطين لتكريم الصليب . صلوات دورة الصليب أمام أيقونات القديسين تعنى قول الكتاب "أن كنا نتألم معه لكى نتمجد معه" . الاحتفال الخاص بالصليب فى أسبوع البصخة ففيه الزخر الروحى .. ونعيش فيه مع المسيح بفعله الكفارى لحظة بلحظة .. وكلمة (البصخة) تعنى (العبور) العبور من الظلمة إلى النور . ومن العبودية إلى الحرية . ومن أن تكون عبيد إلى أن نكون أبناء ... كثرة استخدام الصليب بالكنيسة والاحتفال به وتمجيده ينقل دائماً لذهننا فعله الكفارى وخلاص نفوسنا . |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
موضوع متكامل عن الصليب |
موضوع متكامل عن الصليب المقدس |
الصليب (موضوع متكامل) |
الصليب (موضوع متكامل) |
موضوع متكامل عن الصليب |