19 - 11 - 2012, 09:39 PM | رقم المشاركة : ( 171 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
الشهيد بيجول الجندي لا نعرف شيئًا عن طفولته سوى أنه وُلد في تلا التابعة لطلخا بالمنيا في صعيد مصر. نشأ بين والدين تقيين هما بامون ومرثا، وكان منذ صغره محبًا لحياة العفة، وإذ دخل الجندية كان ينفق كل مرتبه على الفقراء والمحتاجين، وقد تدرب على حياة السهر والتسبيح. وكان يقضي أغلب أسبوعه صائمًا بلا طعام أو شراب عدا السبت والأحد. كان مهتمًا بخدمة المرضي المسجونين، وقيل أن ملاك الرب كان يظهر له ويتحدث معه كصديقٍ مع رفيقه. في برية تلا إذ كفر دقلديانوس، ترك بيجول الجندية وانطلق إلى البرية التي في غرب تلا يقضي حياته في العبادة، ويذهب كل سبت إلى الكنيسة القريبة ليسهر متعبدًا ثم يتمتع بالأسرار الإلهية. في هذه الفترة تعرض لتجاربٍ كثيرة، منها إنه ظهر له الشيطان في شكلٍ آدمي ينصحه أن يرجع إلى بلده ويعود إلى الجيش للعمل ويتزوج. وبقدر ما تعرض للحروب والمقاومة كانت نعمة الله تسنده، إذ ظهر له ملاك الرب وشجعه وأنبأه أنه سيكون شهيدًا، بل وظهر له السيد المسيح نفسه ليسنده ويباركه ويسأله أن ينطلق لينال إكليل الاستشهاد. في الإسكندرية انطلق إلى الإسكندرية فوجد الوالي يحاكم المسيحيين. اقتحم المكان وأعلن مسيحيته. تعرض لضربات قاسية وإلقائه في السجن، فظهر له رئيس الملائكة ميخائيل وعزاه. في السجن صلى من أجل إنسانٍ أسره روح شرير، وباسم ربنا يسوع المسيح حرره من هذا القيد، فشاع خبره في كل الإسكندرية. سمع بذلك أحد أكابر الإسكندرية فجاءه في السجن يطلب أن يحرر ابنه من روح شرير، فطمأنه، وأخبره أنه سيكون عنده بالليل. وبالفعل إذ حلّ المساء صلى القديس من أجل هذا الابن فجاءه رئيس جند الرب ميخائيل وحلّ قيوده وفتح أمامه أبواب السجن وذهب معه إلى بيت الرجل حيث صلى هناك وباسم ربنا يسوع المسيح أخرج الروح الشرير، ثم أعاده رئيس الملائكة إلى السجن ثانية. أحضره قلقيانوس (كلكيانوس) أمامه، وأمر بعصره، حتى ظهرت عظامه، لكنه إذ صرخ أرسل ربنا يسوع ملاكه وشفاه. اغتاظ الوالي فألقاه على سريرٍ محمي بالنار، فصارت النار كالندى. جاء القس بيجول من الصعيد وشاهد بيجول الجندي وسط العذابات، فصرخ: "الويل لك يا قلقيانوس، حتى متى تعذب عبيد الرب؟" جاء كتاب من الملك فيه صار قلقيانوس واليًا على ولاية البهنساوية، وتعين أرمانيوس واليًا على الإسكندرية، وكان الأخير عنيفًا أيضًا في تعذيب المسيحيين. إذ أُرسل القديسان بيجول القس وبيجول الجندي إلى السجن التقيا في الطريق برجلٍ أعمى، صليا عليه فشُفي وانفتحت عيناه، فرافقهما حتى دخلا السجن، الأمر الذي عزى المسيحيين المسجونين، أما الوالي فحسب ذلك من فعل السحر. أمر الوالي بتعذيب بيجول الجندي بضربه على رأسه بالقضبان حتى سال الدم من أنفه وفمه، وبجلده 200 جلدة، جلدتين على فترات ليطيل مدة آلامه. أما القس بيجول فتألم كثيرًا حتى بكى كثيرون بسببه. أُعيد القديسان إلى السجن فدُهش المسجونون إذ ظنوا انهما استشهدا. شهادة القديس بيجول القس في 15 أمشير احتمل القديس عذابات كثيرة أمام أرمانيوس، وأخيرًا قُطعت عنقه، وهو يصرخ بفرح قائلاً: "الآن قد كمل فرحي، وتممت كهنوتي في أيامك، فإن لي اليوم أربعين سنة أخدم الرب من أجل هذه الساعة"، ثم فتح فاه وبارك الرب. نفي بيجول الجندي إلى أنصنا بعد استشهاد القس بيجول ألقى أرمانيوس بيجول الجندي في قدرٍ نحاسي وأوقد تحته، فكان القديس يصلي طالبًا المعونة ويرشم ذاته بالصليب، وإذ خلصه ملاك الرب أرسله أرمانيوس إلى أريانا والي أنصنا بصعيد مصر. رست السفينة عند بلده، فاستدعى أخته ثاودورا وأوصاها بالصلاة وعمل الرحمة مع المساكين والأيتام ثم ودعها. وفي أنصنا رفعه أريانا على هنبازين، فأضاء وجهه وامتلأ جسده قوة، كما أمر بقلع أظافره وضربه بالمرازب الحديد، وكان الرب يقويه، وأمر بعصره، ثم رفعه على ساري منكس الرأس، وجلده. أُلقيّ القديس في السجن، وفي اليوم التالي أُلقيّ في أتون نار وكان رئيس الملائكة ميخائيل يخلصه وينطلق به إلى حيث كان أريانا جالسًا، وإذ رأى "قلته" أحد الجنود الحاضرين ذلك آمن واستشهد في 26 من شهر برمهات. إرساله إلى دقلديانوس أرسله أريانا إلى دقلديانوس في إنطاكية وكتب له قضيته بالكامل. وإذ قام الملك بتعذيبه وقتل الخادم الصغير الذي كان يرافقه، يُدعى سرجيوس، أرسله إلى السجن، وهناك زاره القديس بقطر بن رومانيوس الوزير. وقد وهبه الله عمل عجائب في السجن فاغتاظ الملك، وأمر بإلقائه في جبٍ مظلمٍ ووضع حجرٍ ثقيلٍ عليه ليموت، وفي الصباح إذ فك الجنود الأختام وجدوا القديس باسطًا يديه علي شكل صليب يصلي، فأحضروه إلى الملك وقُطعت رقبته لينال إكليل الاستشهاد في 13 من شهر بشنس. نبيل سليم وجرجس وجرجس المنياوي: الشهيدان أبا بيجول الجندي وأبا بيجول القس، ابريل 1966. |
||||
19 - 11 - 2012, 09:40 PM | رقم المشاركة : ( 172 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
القديس بيجيمي وُلد القديس بيجيمي في بلدة فيشا (غالبًا فيشا بلجة التابعة للمحمودية بمحافظة البحيرة، وهى غير فيشا الكبرى أو فيشا النصارى التابعة لمحافظة المنوفية). نشأ في أسرة تقية فقيرة، وكان منذ صبوته يقوم برعاية غنم والده. وكان لهذا العمل البسيط أثره في حياته الداخلية، إذ كان يقضي فترات طويلة يتأمل عناية الله وحبه مشتاقًا إلى تكريس حياته لله. وبالفعل وهو في الثانية عشرة من عمره ظهر له ملاك على شكل صبي في ذات عمره وكان يتظاهر أنه يود الرهبنة، فأشعل الحديث قلب الصبي بيجيمي بحب الرهبنة. وبالفعل بعد ثلاثة أيام جاء إليه ثلاثة رهبان أخذوه معهم إلى نتريا ليقضوا أيامًا قليلة هناك، ثم انطلقوا إلى برية شيهيت (إسقيط القديس مقاريوس) حيث تقدم في الحياة الروحية بطريقة لفتت الأنظار إليه. حياته الرهبانية عاش سبع سنوات ينمو كل يوم في حياة الفضيلة في الرب ولبس بعد ذلك الإسكيم وهو بعد شاب صغير (الإسكيم منطقة من الجلد يرتديها النساك، ويخضع لابسو الإسكيم لقوانين رهبانية شديدة ونسكيات زائدة). سار بروح الله فكان الرهبان يستشيرونه ويطلبون بركته، أما هو فعاش في وسطهم بروح الطاعة والاتضاع. جهاده الروحي إذ نال شهرة عظيمة كان كثيرون يوفدون إليه من رجال ونساء، وإذ كان يخشى على نفسه لئلا يسقط في شهوة شريرة اهتم بالأكثر بحياته الداخلية من صلوات وأصوام مع عمل يدوي، وكان محبًا للسهر الروحي، متذكرًا القول الإنجيلي: "اسهروا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربة، أما الروح فنشيط وأما الجسد فضعيف" (مت26: 41). كان كلما اجتمعت وفود كثيرة به يتذكر يوم الدينونة، مبكتًا نفسه بالقول: "ماذا أفعل إن افتقدني الرب وأنا موجود وسط هذه الجموع التي لا أستحق أن أكون واحدًا منهم، فإني خاطئ ومتوانٍ في عمل الرب." في البرية الداخلية إذ بلغ حوالي السادسة والثلاثين من عمره ترك الإسقيط وأنطلق إلى البرية الداخلية، كان يسير وهو يسبح الله حتى وجد وادٍ صغير به بعض النخيل وقليل ماء، ففرح القديس وانطلق حوالي عشرين ميلاً داخل البرية بعد الوادي حيث وجد صخرة عالية بها مغارة سكن فيها، حاسبًا نفسه انه وجد جنة عدن، إذ تهللت نفسه جدًا بهذا الموضع الهادئ. بقى في المغارة 24 عامًا يجاهد بفرحٍ وسرورٍ، إذ عُرف في كل حياته بالبشاشة، وكان ملكوت الله لا يفارق ذهنه. كان طعامه هو قليل من البلح الذي يجمعه من الوادي ليأكله دون أن يخزن منه في مغارته شيئًا. أما صلواته ومطانياته فكانت مع قراءاته لا تنقطع. كانت الشياطين تظهر له في شكل وحوش مفترسة لترعبه، فكان يتقوى بالصلاة والصراخ لله حتى عرف ضعفهم، فكان يسخر منهم باسم الرب ويرشم عليهم علامة الصليب فيهربون. كان الشيطان يحاربه بفكر اليأس والفشل لكي يحطمه، معلنًا له أن أعماله هذه كلها غير مقبولة لدى الله، لعله يفتر عن الصلاة والصوم، فصار يقاوم هذا الفكر خلال الأصوام والصلوات المستمرة لمدة 80 يومًا، فالتهب قلبه بالروح أكثر مما كان عليه. ظهور الرب له ظهر له ملاك وقدم له قليلاً من الخبز والماء وطلب منه أن يرجع إلى بلدته. وإذ اختفى الملاك خشي لئلا يكون هذا حيلة شيطانية، فرشم على الخبز والماء بالصليب، وكان يأكل ويشرب شاكرًا الله على نعمته، وبارك الله في هذا الطعام زمانًا طويلاً. بعد سبع سنوات ظهر له السيد المسيح ومعه رئيس الملائكة ميخائيل والإثني عشر رسولاً ببهاء عجيب، وطلب منه أن يرجع إلى بلدته ليشهد له وسط الوثنيين ويثبت المؤمنين. قيل أن رئيس الملائكة حمله على سحابة نورانية، وجاء به إلى ربوة عالية تبعد 3 أميال من بلدته، وهناك حفر لنفسه مغارة وصار يتعبد لله، فجاء إليه كثيرون يتمتعون بكلمات تعليمه ويطلبون صلواته إذ وهبه الله صنع العجائب. في فاران قيل إنه بأمر إلهي ذهب إلى برية فاران وبقى هناك خمس سنين يرد الضالين إلى حظيرة الإيمان، ليعود إلى مغارته التي بقرب فيشا. تحولت مغارته إلى مركز حيّ للكرازة بالإنجيل وردّ المنحرفين، كما كانت موضع تعزية للمتعبين والمرضى. لقاء الأنبا شنودة معه قيل أن الأنبا شنودة رئيس المتوحدين رأى كأنه قد حُمل إلى السماوات ليرى المجد المُعد للقديس أنبا بيجيمي، فتعجب جدًا، وقرر أن يذهب إلى فيشا لينال بركته. بعد أن أكل واستراح من الطريق صارا يسبحان الله ويصليان ويتعزيان بكلمة الله. نياحته عرف القديس بيجيمي يوم نياحته، وأخبر تلميذه بذلك. في أول كيهك أصيب بحمى شديدة، وفي الحادي عشر رأى جماعة من القديسين جاءوا إليه ومعهم ملائكة يزفون نفسه إلى موضع راحتها. أحد رهبان دير السريان (العذراء): سيرة القديس العظيم الأنبا بيجيمي السائح. |
||||
19 - 11 - 2012, 09:40 PM | رقم المشاركة : ( 173 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
الشهيد بيخيبس الأشموني تحتفل الكنيسة بعيد استشهاد القديس بيخيبس (أي المصباح) الذي من أشمون طناح في العاشر من شهر مسري (دُعيّ في سنكسار رينيه باسيه "أبو يحنس"). كان أولاً ببنوسة، وكان جنديًا مسيحيًا متخفيًا، أعلموا أنطخيوس الأمير بأمره فاستدعاه واستدعى الأساقفة الأنبا كلوخ والأنبا فيلبس والأنبا نهروه، وسألهم عن عقيدتهم فأعلنوا إيمانهم بالسيد المسيح، عندئذ صار يعذبهم بمرارة. تعرض القديس بيخيبس لعذابات كثيرة من تكبيل بقيود حديدية، والعصر، والصلب منكس الرأس وتقطيع جسده، وكان الرب يسنده ويقويه. أُرسل مع جماعة من الشهداء إلى البرمون حيث بقوا في المركب 27 يومًا بلا طعام ولا شراب، وإذ بلغوا الموضع صار الجلادون يقطعون جسده بالسواطير. فجاء أحد عظماء البرمون وأخذ جسده الطاهر، وكفنه، وأرسله إلى أشمون طناح بلده. قيل أن كثيرين تأثروا جدًا بعمل الله معه أثناء احتماله العذابات بشكر، حتى تقدم كثيرون للاستشهاد معلنين إيمانهم، أما في يوم استشهاده فاشترك معه 95 نفسًا في نوال الإكليل المبارك. السنكسار: رينيه باسيه، 10 مسرى |
||||
19 - 11 - 2012, 09:41 PM | رقم المشاركة : ( 174 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
القديس بيريوس الأب بيريوس Pierius مدير مدرسة الإسكندرية في القرن الرابع في عهد البابا ثاؤنا وكان كاهنًا مثقفًا، مفسرًا ممتازًا لكلمة الله وكارزًا، يقول عنه المؤرخ يوسابيوس: "اشتهر بفقره الشديد مع غزارة علومه الفلسفية. كان عميقًا في التأملات الروحية، مجاهدًا في تفسير الروحيات والمباحثات العلنية في الكنيسة". يدعوه القديس جيروم: "أوريجينوس الصغير". وهو معلم الشهيد بمفيليوس المعجب بالعلامة أوريجينوس والكاهن والمعلم اللاهوتي في قيصرية فلسطين. نشر مقالات كثيرة في مواضيع متنوعة. له مقال طويل عن هوشع النبي، كما كتب عن "إنجيل القديس لوقا"، "والدة الإله"، "حياة القديس بمفيليوس". قيل إنه استشهد، لكن الرأي الغالب انه احتمل عذابات كثيرة في عهد الإمبراطور دقلديانوس دون أن يستشهد، وأنه قضى أيامه الأخيرة في روما. يعيد له الغرب في 4 نوفمبر. |
||||
19 - 11 - 2012, 09:41 PM | رقم المشاركة : ( 175 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
القديس بيسورا الأسقف كان الأب بيسورا Pisoura أسقفًا لمدينة مصيل (فوة، أو المزاحمتين) بوجه بحري. إذ كفر دقلديانوس اشتهى هذا الأسقف أن يقدم ذبيحة حب لله، فجمع الشعب، وأوقفهم أمام المذبح، ثم عرفهم عن شهوة قلبه ألا وهي سفك دمه من أجل المسيح، فبكى الجميع، قائلين: "لمن تتركنا يا أبانا يتامى وتمضى عنا؟" حاولوا أن يمنعوه عن تحقيق ما في قلبه فرفض، مودعًا إياهم في يديْ الرب. انطلق ومعه ثلاثة أساقفة هم: بسيخوس Pisikhos، وفاناليخوس Fanalikhos، وتادرس Theodore. التقوا بالوالي، واعترفوا بالسيد المسيح، فتعرضوا لعذابات كثيرة، خاصة أنه عرف أنهم أساقفة وآباء مؤمنين. احتمل الآباء الأساقفة الآلام بصبر، وكان السيد المسيح يسندهم ويقويهم، حسب وعده الإلهي: "ثقوا أنا قد غلبت العالم". تمتعوا بشركة الآلام مع مخلصهم لتكون لهم معه شركة الأمجاد، كقول الرسول: "فإننا ورثة أيضًا، ورثة الله، ووارثون مع المسيح، إن كنا نتألم معه لكي نتمجد أيضًا معه" (رو8: 17). أخيرًا ضُربت أعناق الأربعة فنالوا إكليل الاستشهاد، وكان ذلك في عهد الإمبراطور دقلديانوس. أما رفات القديس بيسورا فكانت بنشين القناطر (نشيل بمركز طنطا)، وهي الآن بكنيسة مارجرجس بقصر الشمع بمصر القديمة. السنكسار: 9 توت. |
||||
19 - 11 - 2012, 09:42 PM | رقم المشاركة : ( 176 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
بيسوس الراهب راهب بدير القديس أنبا يحنس كاما بالإسقيط، في عهد البابا خريستوذولس (66) في القرن الحادي عشر. تمتع هذا الراهب بدالة لدى الله مخلصه، وإذ حدث وباء في مصر راح ضحيته واحد وعشرون ألفًا من الأطفال ففزع الكل. وجاء وفد إلى الراهب يطلبون صلواته عن الشعب المصري، فبقى يصلي طول الليل حتى الفجر، عندئذ جاء إلى الوفد يقول: "عودوا في طمأنينة، وقولوا للذين أرسلوكم إن سيدنا المسيح قد تحنن علينا، وسيرفع عنا هذا الوباء بنعمته". وبالفعل إذ رجعوا وجدوا الوباء قد تلاشى. |
||||
19 - 11 - 2012, 09:42 PM | رقم المشاركة : ( 177 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
القديس بيشوي الأب يمثل قديسنا العظيم الأنبا بيشوي الحياة البسيطة المجاهدة في الرب، التي تقوم على شركة الحب مع السيد المسيح في علاقة شخصية تحطم الحواجز، لتفتح القلب بالروح القدس فيتجلى العريس السماوي فيه ويملك بقوة وسلطان! وُلد في شنشا، قرية بمحافظة المنوفية، حوالي سنة 320م، وكان أحد ستة اخوة بنين تنيح والدهم وقامت والدتهم بتربيتهم. رأت الأم ملاكًا يطلب منها: "إن الرب يقول لكِ اعطني أحد أولادكِ ليكون خادمًا له جميع أيام حياته"، وكانت إجابتها: "هم جميعهم للرب يا سيدي، الذي يريده يأخذه". مدّ الملاك يده ووضعها على هذا القديس وهو يقول: "هذا فاعل جيد للرب". وإذ كان ضعيف البنية نحيف الجسد سألته أن يختار آخر، وكانت الإجابة: "إن قوة الرب في الضعف تكمل". في شيهيت إذ بلغ العشرين من عمره، في عام 340م، انطلق الشاب بيشوي إلى برية شيهيت ليتتلمذ على يديْ القديس أنبا بموا تلميذ القديس مقاريوس. وقد عكف القديس على العبادة في خلوة دامت ثلاث سنوات لم يفارق فيها قلايته، فنما في الفضيلة والتهب قلبه حبًا لله. حياة الوحدة إذ تنيح الأنبا بموا اتفق تلميذاه أنبا بيشوي وأنبا يحنس القصير أن يقضيا ليلة في الصلاة يطلبان إرشاد الله، وكان من ثمرتها أن ظهر ملاك لهما وطلب أن يبقى القديس يحنس في الموضع وحده، فأطاع الأنبا بيشوي وخرج من الموضع مفارقًا صديقه، وصنع لنفسه مغارة بقرب الصخرة القبلية تبعد حوالي ميلين عن القديس يحنس. جهــاده إذ كان محبًا للصلاة صنع ثقبًا في أعلى المغارة جعل فيه وتدًا، وأوثق فيه حبلاً ربط به شعر رأسه، حتى إذا غلبه النعاس وثقلت رأسه يشدها الحبل فيستيقظ، أما من جهة الصوم فصار يتدرب عليه حتى صار يصوم طوال الأسبوع ليأكل يوم السبت. وقد امتزجت صلواته وأصوامه بحبه الشديد لكلمة الله، فحفظ الكثير من أسفار الكتاب المقدس، وكان لسفر ارميا مكانة خاصة في قلبه. قيل انه كثيرًا ما كان يرى ارميا النبي أثناء قراءاته للسفر، وقد دُعيّ "بيشوي الإرميائي". أما عن العمل اليدوي، فكان يراه جزءًا هامًا لبنيان حياته الروحية، وقد آمن بأن من لا يعمل لا يأكل. وقد روى عنه صديقه القديس يحنس القصير أن أحد الأغنياء جاء إليه بمال كثير يقدمه له، أما هو فقال له: "ليس لسكان البرية حاجة إلى الذهب، وليس لهم أن يأخذوا منه شيئًا، امضِ إلى قرى مصر، ووزعه على الفقراء، الله يباركك". وإذ مضى الرجل، ودخل القديس قلايته لاقاه إبليس وهو يقول: "لقد تعبت معك جدًا يا بيشوي." أجابه بإيمان: "منذ سقطت وتعبك باطل." شركته مع ربنا يسوع خلال قلبه النقي البسيط كان يلتقي بالسيد المسيح على مستوى الصداقة، يدخل معه في حوار، وينعم بإعلاناته الإلهية، وينظره. قيل إنه إذ كان مثابرًا في نسكه الشديد وصلواته، ظهر له السيد المسيح ليقول له: "يا مختاري بيشوي، السلام لك، قد نظرت تعبك وجهادك، وها أنا أكون معك". مرة أخرى إذ ظل قديسنا صائمًا مدة طويلة، ظهر له السيد، وقال له: "تعبت جدًا يا مختاري بيشوي." فأجابه القديس: "أنت الذي تعبت معي يا رب، أما أنا فلم أتعب البتة". مرة ثالثة، ظهر له السيد، وقال له: "افرح يا مختاري بيشوي، أتنظر هذا الجبل؟ إني أرسل لك رهبانًا يملأونه، ويعبدونني". قال له القديس: "أتعولهم يا رب في هذه البرية؟" أجاب الرب: "إن أحبوا بعضهم بعضًا وحفظوا وصاياي فإنني أرزقهم وأعولهم في كل شيء". قال له: "هل تنجيهم من كل الشدائد المذكورة في الإنجيل؟" فقال له الرب: "الذي يخافني ويحفظ وصاياي أخلصه، وأنجي من يطيعني من كل تجاربه"، ثم باركه وارتفع. ظهر له السيد المسيح تحف به الملائكة، فسجد له القديس ثم أخذ ماءً وغسل قدميه وعزاه الرب وباركه واختفى. شرب القديس من الماء وترك نصيبًا لتلميذه، وإذ جاء التلميذ طلب منه القديس أن يشرب من الماء الذي في الإناء داخل المغارة، وألحّ عليه وإذ لم يطع ذهب أخيرًا ليجد الإناء فارغًا. روى له القديس ما حدث فندم التلميذ وصار في مرارة من أجل عدم طاعته. إذ كان الرهبان يعرفون عن القديس أنه يرى السيد المسيح مرارًا، طلبوا منه أن يشفع فيهم لينعموا برؤيته مثله، وإذ سأل ذلك من أجلهم وعده الرب أنه سيظهر على الجبل في ميعاد حدده، ففرح الإخوة جدًا، وانطلق الكل نحو الجبل وكان القديس بسبب شيخوخته في المؤخرة. التقى الكل بشيخ تظهر عليه علامات الإعياء والعجز عن السير فلم يبالِ أحد به، أما القديس أنبا بيشوي فاقترب منه وسأله إن كان يحمله، وبالفعل حمله وسار به ولم يشعر بالتعب. فجأة صار الشيخ يثقل عليه شيئاً فشيئًا فأدرك أنه السيد المسيح جاء في هذا الشكل، فتطلع إليه وهو يقول له: "السماء لا تسعك، والأرض ترتج من جلالك، فكيف يحملك خاطئ مثلي؟" وإذا بالسيد المسيح يبتسم له، ويقول له: "لأنك حملتني يا حبيبي بيشوي فإن جسدك لا يرى فسادًا"، ثم اختفى. ولا يزال جسده محفوظًا بديره لا يرى فسادًا. وإذ عرف الإخوة بما حدث حزنوا إذ عبروا بالشيخ ولم ينالوا بركة حمله. لقاء مع مار إفرآم السرياني جاء إليه القديس إفرآم السرياني بناء على دعوة إلهية، التقيا معًا، وكان مار إفرآم يتكلم بالسريانية والأنبا بيشوي بالقبطية، لكن الأخير سأل الله أن يعطيهما فهمًا، فكانا يعظمان الله دون حاجة إلى مترجمٍ. سمع القديس مار إفرآم السرياني من الأنبا بيشوي عن خبرة آباء مصر الرهبانية، وخاصة سيرة القديس مقاريوس الكبير، وبعد أسبوع رحل. جاء أخ إلى القديس أنبا بيشوي طالبًا أن ينال بركة مار إفرآم، وإذ عرف إنه رحل أخذ يجري لكي يلحق به، لكن القديس بيشوي ناداه وقال له إنه لن يلحق به لأن سحابة قد حملته. جاء عن أنبا إفرآم أنه ترك عكازه أمام مغارة القديس أنبا بيشوي. زيارة الملك قسطنطين له إذ مضى القديس يحنس القصير إلى صديقه أنبا بيشوي سمعه وهو خارج القلاية يتحدث، ولكن لما قرع الباب وفتح له لم يجد أحدًا، فسأله عمن كان يتحدث معه، فأجاب: "قسطنطين الملك، حضر عندي، وقال: ليتني كنت راهبًا وتركت ملكي، فإني لم أكن أتصور هذه الكرامة وهذا المجد العظيم الذي للرهبان. إني أبصر الذين ينتقلون منهم يُعطون أجنحة كالنسور، ولهم كرامة عظيمة في السماء". حبه لخلاص كل نفسٍ كان للقديس تلميذ يُدعى إسحق نزل إلى العالم والتقت به امرأة يهودية أغوته فتهوّد وعاش معها. إذ رأى إسحق بعض الرهبان سألهم عن القديس أنبا بيشوي وطلب منهم أن يقولوا له: "ابنك إسحق اليهودي سقط، ويطلب منك أن تصلي لأجله لكي ينقذه الرب"، وإذ سمعت المرأة ذلك، قالت: "ولو حضر بيشوي إلى هنا لأسقطته." رجع الرهبان إلى أبيهم ونسوا ما حدث، فقال لهم القديس: "ألم يقل لكم أحد كلامًا لأجلي؟" أجابوا": "لا". قال لهم: "ألم تلتقوا بإسحق اليهودي؟" عندئذ قالوا له ما حدث فتراجع إلى خلف ثلاث خطوات، وفي كل مرة يرشم نفسه بعلامة الصليب. تعجب أولاده من ذلك، وقالوا له: "حتى أنت يا أبانا تخاف من هذه المرأة؟" أجاب في اتضاع: "يا أولادي إن المرأة التي أسقطت آدم وشمشون وداود وسليمان، من يكون بيشوي المسكين حتى يقف أمامها؟ ليس من يغلب حيل الشيطان في النساء إلا من كان الله معه". وقد بقيّ صائمًا ومصليًا يطلب من أجل ابنه إسحق حتى خلصه الرب وتاب. تركه شيهيت إذ حدث الهجوم الأول للبربر على برية شيهيت سنة 407 م هرب الرهبان من البرية؛ ولما سأل القديس يحنس القصير الأنبا بيشوي: "هل تخاف الموت يا رجل الله؟" أجاب: "لا، لكنني أخاف لئلا يقتلني أحد البربر ويذهب إلى جهنم بسببي". مضى الأنبا يحنس إلى جبل القلزم عند دير الأنبا أنطونيوس حيث تنيح هناك، ومضى الأنبا بيشوي إلى مدينة أنصنا (قرية الشيخ عبادة بملوي) وسكن في الجبل هناك حيث توثقت علاقته هناك بالقديس أنبا بولا الطموهي حتى طلب من الرب ألا يفترقا حتى بعد نياحتهما، وتحقق لهما ذلك. ظل القديس في غربته حتى تنيح في 8 أبيب (سنة 417م)، وقد بلغ من العمر 97 عامًا، ودُفن في حصن منية السقار بجوار أنصنا، ثم تنيح القديس بولا الطموهي، وتولى الأنبا أثناسيوس (من أنصنا) جمع القديسين، ودفنهما معًا في دير القديس أنبا بيشوي بأنصنا (دير البرشا). وفي زمن بطريركية الأنبا يوساب الأول في القرن التاسع أُعيد الجسد إلى برية شيهيت. حاليًا بدير القديس أنبا بيشوي بوادي النطرون. |
||||
19 - 11 - 2012, 09:43 PM | رقم المشاركة : ( 178 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
القديس بيصاريون الكبير تعتز الكنيسة في الشرق والغرب بهذا الأب العجيب القديس بيصاريون Bessarion، فتحتفل الكنيسة القبطية بعيد نياحته في 25 مسرى، بينما يعيد له الغرب في 17 يونيو. عاش هذا الأب المصري في القرن الرابع؛ شبهه المعجبون به بموسى ويشوع وإيليا ويوحنا المعمدان. قيل عنه إنه كان أحيانًا يعيش مع وحوش البرية المفترسة. تغرّبه وُلد من أبوين مسيحيين، وقد أحب الحياة الملائكية منذ صباه فشعر بتغربه عن العالم، وبقي هذا الشعور ملازمًا له كل أيام غربته. انطلق أولاً إلى الأنبا أنطونيوس الكبير حيث مكث زمانًا تحت تدبيره، ثم جاء إلى القديس مقاريوس يتتلمذ على يديه، وأخيرًا هام في البرية كطائرٍ غريبٍ لا يملك شيئًا ولا يستقر في موضع، منتظرًا راحته الأبدية. روى تلاميذه عنه أن حياته كانت كأحد طيور السماء أو حيوان البرية، يقضي حياته بلا اضطراب أو هّم. لم يكن يشغله اهتمام بسكنٍ يقطنه، ولا أمكن لشهوة أن تسيطر على نفسه. لم ينشغل بطعام ولا بناء مساكن ولا حتى بتداول كتب، إنما كان بالكلية حرًا من كل آلام الجسد، يقتات بالرجاء في الأمور العتيدة، محاطًا بقوة الإيمان. كان يعيش بصبرٍ كسجينٍ يقُاد إلى أي موضع، محتملاً البرد والعري على الدوام، ومستدفئًا بنور الشمس، عائشًا بدون سقف، متجولاً في البراري كالكواكب. كثيرًا ما كان يُسّر بالتجول في البرية كما في بحر. وإذا حدث أن جاء إلى موضع يعيش فيه رهبان حياة الشركة، يجلس خارج الأبواب يبكي وينوح كمن انكسرت به السفينة وألقته على الشاطئ. فإن خرج إليه أحد الإخوة ووجده جالسًا كأفقر متسولٍ في العالم كان يقترب منه ويقول له بشفقة: "لماذا تبكي يا إنسان؟ إن كنت في عوز إلى شئ فإننا قدر المستطاع نقدمه لك، فقط أدخل واشترك في مائدتنا وتعزى". عندئذ يجيب: "لا أستطيع العيش تحت سقف مادمت لا أجد غنى بيتي (يقصد به الفردوس المفقود)"، ليضيف أنه قد فقد غنى كثيرًا بطرق متنوعة. "لأني سقطت بين لصوص (يقصد بهم الشياطين)، وانكسرت بي السفينة، فسقطت من شرفي وصرت مهانًا بعد أن كنت ممجدًا". إذ يتأثر الأخ بهذه الكلمات يعود إليه حاملاً كسرة خبز، ويعطيه إياها، قائلاً: "خذ هذه يا أبي، لعل الله يرد لك الباقي كما قلت: البيت والكرامة والغنى الذي تحدثت عنه"، أما هو فكان يحزن بالأكثر، ويتنهد في أعماقه، قائلاً: "لا أستطيع أن أقول إن كنت سأجد ما قد فقدته وما أبحث عنه، لكنني سأبقى في حزن أكثر كل يوم محتملاً خطر الموت، ولا أجد راحة لمصائبي العظمى. فإنه يليق بي أن أبقى متجولاً على الدوام حتى أتمم الطريق". اقتناء الحكمة مع بساطته العجيبة، كان يدعو إلى الحكمة ليصير المؤمن كالشاروب والساروف مملوء أعينًا، ففي لحظات رحيله كانت وصيته الوداعية: "يليق بالراهب أن يكون كالشاروب والساروف، كله أعين". عدم الاهتمام بالغد قال أبا دولاس (شاول) تلميذ أبا بيصاريون: [كنا نسير ذات يوم على شاطئ بحيرة، فعطشت وقلت للأبا بيصاريون: "أنا عطشان جدًا يا أبي". فلما صلى قال لي "اشرب من ماء البحيرة". فصار ماء البحيرة عذبًا فشربت. ثم جعلت بعض الماء في وعائي الجلدي خشية العطش بعد حين. فما رآني الشيخ أفعل هذا، قال لي: "لماذا ملأت وعاءك ماءً؟" فقلت لي: "أغفر لي يا أبتي، لأني فعلت هذا خوفًا من الظمأ بعد حين". قال الشيخ: "الله هنا، الله في كل مكان!"] نسكه قال أبا بيصاريون: "وقفت أربعين ليلة ولم أنم". كما قال: "خلال أربعين سنة لم أنم على جنبي بل كنت أنم وأنا جالس أو وأنا واقف". اهتمامه بخلاص النفوس ارتبط اسم القديس بيصاريون بالقديسة تاييس التي دعت نفسها للدنس والخطية فدمرت معها نفوسًا كثيرة. ذهب إليها وتحدث معها حتى جمعت كل غناها في وسط سوق المدينة وأحرقته أمام الجميع، ودخلت أحد أديرة النساء لتعيش حبيسة، وتنال في عيني الرب كرامة عظيمة خلال نعمته الفائقة. تظهر محبته للخطاة وترفقه بهم مما جاء عنه أن شخصًا ارتكب خطأ في الكنيسة فطرده الكاهن منها، فقام الأب بيصاريون وخرج من الكنيسة وهو يقول: "إن كنت قد حكمت على هذا الرجل الذي ارتكب معصية واحدة أنه لا يستحق أن يعبد الله، فكم بالأولى بالنسبة لي أنا الذي ارتكب خطايا كثيرة؟!" من كلماته في هذا الشأن: "ويل لذاك الذي فيه ما هو في الخارج أكثر من الذي فيه ما هو في الداخل (بمعنى الويل للذي ينظر إلى خطايا أخيه الخارجية ولا يتطلع إلى خطاياه هو الداخلية)". عجائب الله معه قال تلميذه: إذ كان في طريقه بلغ إلى نهر Chrysoroon، ولم يكن يوجد ما يعبر به، فبسط يديه وصلى وعبر إلى الشاطئ الأخير. أما أنا فدُهشت، وصنعت له مطانية، قائلاً: "عندما كنت تعبر فوق النهر إلى أي حدٍّ كانت رجلاك يا أبتِ تشعران بالماء الذي تحتك!" قال: "كنت أشعر بالماء عند كعبي، أما بقية قدمي فكان تحتها يابسًا". دفعة أخرى كنا في رحلة إلى أحد الحكماء العظماء، وكادت الشمس تغيب. صلى الشيخ، قائلاً: "أرجوك يا سيدي أن تجعل الشمس تدوم في مكانها حتى أمضي إلى عبدك"، وهذا ما حدث فعلاً. أتيت إليه مرة في قلايته لأخاطبه، فرأيته واقفًا يصلي باسطًا يديه نحو السماء، ومكث واقفًا أربعة أيام وأربع ليالٍ، ثم دعاني وقال لي: "تعال يا ابني". فخرجنا وسرنا في طريقنا، وإذ عطشت قلت له: "يا أبتِ، أنا عطشان"، فانفصل عني نحو رمية حجر وصلى، ثم عاد إليّ ومعه في عبائته ماء من الهواء فشربت، ومضينا في طريقنا إلى ليكيوس (أسيوط) إلى الأنبا يوحنا. وبعدما سلم أحدهما على الآخر، صلى وجلس وخاطبه بخصوص رؤيا رآها. فقال أنبا بيصاريون: "من قبل الرب خرج أمر أن تزول جميع معابد الأصنام"، وقد حدث ذلك تمامًا إذ استؤصلت جميعًا في ذلك الوقت. كان لرجل في مصر ابن مفلوج، حمله على كتفيه إلى الأنبا بيصاريون وتركه عند باب قلايته يبكي وارتحل إلى موضع بعيد. إذ سمع الشيخ صوت بكاء الصبي ونظره، قال له: "من أنت؟ وما الذي جاء بك إلى هنا؟" أجاب الصبي: "أبي أحضرني ومضى وهاأنذا أبكي". قال له الشيخ: "قم، اجرِ وراءه وألحق به"، وفي الحال شُفي الصبي ومضى إلى أبيه الذي أخذه ورحل. مرة أخرى جاء إلى الكنيسة رجل به شيطان، وأُقيمت من أجله صلاة في الكنيسة، لكن الشيطان لم يخرج إذ كان من الصعب إخراجه. فقال الكهنة: "ماذا نعمل بهذا الشيطان؟ لا يقدر أحد أن يخرجه إلا أبا بيصاريون، ولكننا إن سألناه أن يخرجه لن يأتي حتى إلى الكنيسة، إذن سنفعل هذا دون علمه، لأن أبا بيصاريون يأتي إلى الكنيسة عند الصباح قبل الجميع، نضع المريض في طريقه، وعندما يدخل نقف للصلاة، ونقول له: انهض الأخ يا أبانا". وهكذا فعلوا، فعندما جاء أبا بيصاريون إلى الكنيسة في الصباح، وقف الإخوة جميعهم للصلاة، وقالوا له: "انهض الأخ يا أبانا". فقال له الشيخ: "قم وأخرج"، وللحال خرج منه الشيطان وشفي. من كلماته سأل أخ يقيم مع إخوة أبا بيصاريون: "ماذا أفعل؟" أجابه الشيخ": "احفظ السكون، وأحسب نفسك كلا شئ!" ليكن لك اهتمام عظيم أيها الراهب ألا ترتكب خطية حتى لا تهين اللَّه الساكن فيك وتطرده من نفسك |
||||
19 - 11 - 2012, 09:43 PM | رقم المشاركة : ( 179 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
الشهيد بيفا استشهد في أيام الإمبراطور دقلديانوس، حوالي سنة 303م. سمع عن الاضطهاد، فحسب ذلك فرصة للتمتع بالإكليل السماوي. بغيرة متقدة وقف وسط المدينة يحث المؤمنين على الاستشهاد بفرح، وإذ تجمع حوله كثيرون معلنين اشتياقهم لنوال الإكليل انطلقوا في موكب قاده بيفا بنفسه، حتى إذ بلغ بهم إلى قصر الوالي أعلن إيمانه جهارًا، فغضب الوالي جدًا وصار يعذبه، متهمًا إياه بالجنون. كانت يدّ الله معه وسط عذاباته، فعندما بدأوا عصره بالهنبازين نزل ملاك الرب وكسر الهنبازين كما أُصيب بعض الجند بشللٍ. في محبة عجيبة اهتم بالجند وشفاهم فاُتهم بالسحر. أمر الوالي بوضعه في سرير مُحمى بالنار، فنزل ملاك وأطفأ اللَّهيب. وإذ اغتاظ الوالي أمر بربطه بقيود وكانوا يطوفون به في المدينة وهو يُضرب بالسياط ليكون عبرة، أما هو فكان يتقبل ذلك بفرح وتهليل قلب. أُعيد إلى السجن فصار يسند المسجونين ويثبتهم، وإذا به يرى السماء مفتوحة وكأن شخصًا نورانيًا يحمل إكليلاً ويدعوه لنواله. رُبط في ذيل خيل ليسحب ويترضض، وأخيرًا قطعوا رأسه فنال شهوة قلبه. تحتفل الكنيسة القبطية بعيد استشهاده في 24 من شهر طوبة. |
||||
19 - 11 - 2012, 09:44 PM | رقم المشاركة : ( 180 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
الشهيد بيفام كان الصبي بيفام خال الأمير يوحنا الهرقلي، الذي رافقه خاصة في فترة استشهاده بصعيد مصر. أبى الشاب الأمير يوحنا أن يكون شريكًا مع دقلديانوس في الملك بزواجه أخت زوجته، ووبخ دقلديانوس بقوة وشجاعة من أجل جحده الإيمان، وإذ أرسله إلى مصر ليهدم البرابي ويعيد بناء أفضل منها، هدمها دون أن يبني غيرها بل وشهد لمسيحه أمام أريانا والي أنصنا فنال عذابات كثيرة واستشهد. عندئذ صار خاله بيفام وهو صبي في العاشرة من عمره يبكي، قائلاً: "الويل لي يا حبيبي يوحنا لأن لي حزنًا عظيمًا من بعدك، لأنك لما كنت في الجسد كنت أتعزى بك، وكان قلبي ثابتًا لأني كنت أنظر وجهك، يا سلوتي في غربتي". خرج صوت من جسد القديس يوحنا، قائلاً: "يا حبيبي بيفام، إن كنت تريد أن تصير شهيدًا فدعْ جسدي هنا واسرع لتلحق الوالي في مدينة أسيوط، فيكتب قضيتك، وها قد أمر الرب أن يوضع جسدك مع جسدي، وأما نفسك فستكون معي، وأنا أخرج وأتلقاها مع صفوف القديسين". إذ سمع الصبي هذا الكلام أسرع ولحق بأريانا في مدينة أسيوط، فصرخ: "أنا مسيحي"، ورشم ذاته بعلامة الصليب. غضب أريانا وأمر بتعذيبه وقطع رقبته، وكان ذلك في الخامس من شهر بؤونة |
||||
|