منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19 - 11 - 2012, 08:32 PM   رقم المشاركة : ( 91 )
Magdy Monir
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية Magdy Monir

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 12
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 58
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 51,017

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Magdy Monir غير متواجد حالياً

افتراضي

بسنتاؤس الناسك


وُلد القديس بسنتاؤس أو بسنتيوس أو بسنتي أو بسندة أو باشنتي (منها جاءت الأسماء: بشاي، أبشاي، بيشوي)، في أرمنت من أبوين وثنيين. عُرفت أرمنت بتمسكها بالعبادة الوثنية زمانًا طويًلا، فكان بها نحو 360 بربا (بيت للوثن) مملوءة أصنامًا من حجارة وخشب. وعندما قدم إليها أريانا والي أنصنا في عهد الإمبراطور دقلديانوس متجهًا نحو مدينة إسنا كانت تفتخر بأنه لا يوجد بها مسيحي واحد، بينما لم يوجد في مدينة إسنا في ذلك الوقت وثني واحد، إذ دخل الوالي ليجدها فارغة تمامًا ماعدا سيدة عجوز قبلي المدينة أخبرته عن موضع المسيحيين، كما رأينا في سيرة القديس أمونيوس أسقف إسنا. لكن الحال قد تغير وصار شعب أرمنت مسيحيًا بعد ذلك بفترة وجيزة. إذ وُلد بسنتاؤس حمله والداه إلى البرابي كعادة الوثنيين، وكانت المفاجأة أن كهنة الأوثان قد أسرعوا إلى الوالدين وهما من بعيد وطلبوا منهما ألا يقتربا بطفلهما إلى البربا لأنه عدو الآلهة. وهكذا شعر عدو الخير إبليس أن هذا الطفل قد أعده الله لنشر الإيمان وتحطيم العبادة الوثنية، فأثار كهنته ضده، وطردوه مع والديه. تعلم بسنتاؤس مهنة النجارة، إذ كان من عادة أهل أرمنت أن يُكرس كل سنة نجّار وطبيب وبنّاء للعمل في قصر الوالي لمدة عام كامل بالتناوب، جاء دوره فانطلق مع طبيبٍ وبناء إلى القصر. وإذ كان واقفًا هناك ينظر إلى السماء جاء نسر ومعه إكليل ملوكي وضعه على رأسه إلى لحظات ثم أخذ الإكليل وانطلق ناحية المشرق، الأمر الذي أدهش كل الحاضرين، وحسبوا ذلك إعلانًا إلهيًا أنه يكون ملكًا. أحب الإيمان المسيحي، وقبل المعمودية وهو شاب صغير. أثناء عماده رأى شبحًا مخيفًا يخرج منه، فقال: "انظروا كيف ابتعدت قوات الظلمة عني بالمعمودية المقدسة". رهبنته شعر القديس بسنتاؤس، خاصة منذ قبوله العماد، انه مفرز لعمل إلهي، فكان ينهمك في دراسة الكتاب المقدس بشغفٍ شديدٍ، فحفظ أغلب أسفاره‎، كما كان يتدرب على الحياة النسكية التقوية متكلاً على نعمة الله الفائقة. ترك القديس بسنتاؤس المدينة وانطلق إلى الجبل المجاور لها حيث سكن عند أخ قديس يُسمى سورس، يُعتبر أول راهب في هذا الجبل، وقد صار أول أسقف للمنطقة حيث لم يكن هناك سوى كنيسة صغيرة. دعوته للخدمة كان قلب القديس بسنتاؤس يلتهب شوقًا نحو الوحدة وتكريس القلب للعبادة، وفي نفس الوقت كانت نفسه متمررة من أجل الوثنيين المحرومين من خلاص السيد المسيح. وإذ أراد الانطلاق إلى داخل الجبل رأى كأن ملاكًا على شكل إنسان يقف بجوار كمية من الملح، فسأله القديس: "يا سيدي، من الذي يشتري منك هذا الملح في هذا القفر؟" أجابه الملاك: "يا بسنتاؤس، وأنت من الذي ينتفع منك إن صعدت ههنا؟! أما تعلم أن الرب قد اختارك لترد هذا الشعب الضال إليه حتى يخلصوا؟! قم الآن وانزل إلى المدينة كقول الرب، واسكن خارجها، واجتذب الناس إليك قليلاً قليلاً، لأن جموعًا كثيرة تأتى إليك وتُقبل إلى معرفة الله من قبلك أيها الإناء المختار". ثم أعطاه الملاك السلام وصعد إلى السماء. نزل القديس من الجبل، وبنى لنفسه مسكنًا بجوار المدينة يمارس فيه نسكياته بجهاد عظيم، سائلاً الله بدموع من أجل خلاص الناس. ازداد القديس بهاءً بنعمة الله العاملة فيه، وقد وهبه الله روح النبوة، فجاء كثيرون يستشيرونه. بأمر إلهي بنى كنيسة تبعد عن مسكنه حوالي ميلاً، ثم بنى مجمعًا بجوارها، فاجتمع عنده ثلاثة وخمسون أخًا يمارسون الحياة الرهبانية تحت إرشاده. وتحول هذا الدير إلى مركز إشعاع روحي وكان كثير من الوثنيين يأتون إليه ويسمعون للقديس فيقبلوا الإيمان وينالوا العماد، حتى كادت مدينة أرمنت كلها أن تصير مسيحية. لقاءاته مع آخرين جاء إليه أنبا ببنودة أسقف مدينة قوص، فخرج إليه القديس يستقبله بفرح ويعانقه، وكانا يتحدثان بعظائم الله. قال القديس للأسقف: "إنني كنت ذات يوم أمشي في الجبل، وللوقت نظرت سيدي ومخلصي يسوع المسيح ابن الله الحيّ، فخررت له ساجدًا، وقبّلته، ومشيت معه كالإنسان مع خليله، فلما أتيت إلى حائط وعليه سياج باركني وأعطاني السلام، وصعد إلى السماء بمجد عظيم". مرة أخرى إذ جاء إليه الأنبا هارساسيوس استقبله بفرحٍ عظيمٍ، ودخل به إلى الدير وسط التسابيح، وكان يوحنا (أخ القديس بسنتاؤس) قد خرج من الدير يجمع حطبًا، وهناك قاتله الشيطان بفكر الزنا وظهرت له الشياطين على شكل نساء لتثير فيه الخطية أما هو فترك الموضع وهرب إلى مكان به شوك وحسك، ثم أسرع إلى الدير. علم الأنبا بسنتاؤس بالروح وخرج إليه واستقبله، قائلاً: "مرحبًا بك أيها الرجل الصالح المتحد بالإله الواحد وحده القدوس الأبدي، الذي غلب أفكار العدو وكل خيالاته، الآن أنا أقول لك يا أخي الحبيب إن إلهنا القوي قد أنعم عليك بأسقفية مدينة أرمنت..." بعد ذلك تنيح القديس الأنبا مقارة أسقف المدينة فاجتمع أهل المدينة، وأخذوا الأب أنبا يوحنا، وأتوا به إلى الأب البطريرك أنبا ثاؤفيلس، وطلبوا منه أن يرسمه لهم أسقفًا على مدينة أرمنت وكل تخومها، وبهذا تحققت نبوة أخيه. اهتمامه بالمرضى إذ وهبه الله عطية شفاء المرضى فتوافدت الجماهير عليه بنى مسكنًا خارج الدير يستضيف فيه الكثيرين، وكان يهتم بخلاص نفوسهم وبنيانهم الروحي بجانب صلواته عنهم لشفاء أجسادهم. في شيخوخته المملوءة ثمرًا روحيًا مرض، ثم تنيح في السابع من شهر مسرى. مخطوط 101 - 275بتاريخ 7 بمكتبة المتحف القبطى نبيل سليم: القديسان أنبا بشاي وأنبا بسنتاؤس، 1976.
  رد مع اقتباس
قديم 19 - 11 - 2012, 08:33 PM   رقم المشاركة : ( 92 )
Magdy Monir
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية Magdy Monir

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 12
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 58
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 51,017

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Magdy Monir غير متواجد حالياً

افتراضي

بسوثي الأسقف الشهيد


هو أسقف بتولومايس – إحدى المدن الخمس الواقعة في شمال أفريقيا – نحو أواخر القرن الثالث الميلادي. لا يروي لنا التاريخ شيئًا عن طفولة هذا الأسقف العظيم ولا عن شبابه، ولكن الذي يرويه التاريخ هو جهاده الروحي العنيف في سبيل أبنائه من أهالي بتولومايس. ذلك أنه وجه كل عنايته إلى تعليم شعبه وتثبيته في الإيمان، وكان حين يعلم شعبه يصور لهم أمجاد السماء في صورة جذابة خلابة تفتنهم وتجعلهم يدركون أن آلام الحاضر لا توازي المجد المعد لجميع الذين يرضون الله. ولما سمع أريانوس والي المنطقة بتعليم بسوثي أقسم بأن يضع حدًا له، فأرسل على الفور رسالة أقسم بأن يضع حدًا له، فأرسل على الفور رسالة إلى الإمبراطور دقلديانوس الذي بعث برده مع الرسول عينه يقول فيه: "من دقلديانوس الإمبراطور إلى بسوثي: سلام. إن رضيت أن يخضع للأوامر الصادرة مني إليك بأن تبخر لآلهتي فإني أعطيك سلطانًا أوسع، وآمر جنودي بحراستك حيثما سرت، أما إن رفضت الإذعان فليس أمامك سوى الموت". وحين وصل رسول الإمبراطور إلى بتولومايس كان الأنبا بسوثي يصلي القداس الإلهي فعلم بالروح مضمون الرسالة، وحالما انتهى من الصلاة استدعى إليه الرسول وقال له: "هل في وسعك أن تصنع معي معروفًا؟" أجابه الرسول: "إن كان في حدود سلطتي أصنعه معك بكل سرور". قال له الأسقف: "أمهلني يومًا واحدًا"، فقَبِل الرسول هذا الطلب. فجمع الأسقف كهنته وشعبه وأخذ يوضح لهم عظم المسئولية الملقاة عليهم وشرف الثبات على الإيمان المسيحي حتى النهاية. بدأوا يبكون ويرجون منه أن يجد مخرجًا لنفسه من الموت المحقق الذي ينتظره، فقال لهم: "يا أولادي كل منا سيموت حتما إن عاجلاً أو آجلاً، لذلك كان من دواعي مجدي أن أموت الآن على اسم السيد المسيح مخلصي، فذلك خير لي من أن أعش مدة قد لا تتجاوز يومًا وقد تطول أعوامًا، وهذه المدة أعيشها وأنا خَجِل منخفض الجبين لأنني خنت عهد سيدي الفادي الذي بذل نفسه لأجلي. فتعالوا إذًا لنصلي جميعًا القداس الإلهي ولنشترك معًا في التناول من السر المقدس كي تتحصن به نفوسنا فنستطيع أن نطير إلى العلى بأكثر سرعة". وقد تعزت قلوب الشعب بهذه الكلمات، ولما انتهى القداس رأى الشعب وجه الأنبا بسوثي يضيء بلمعان ساطع فامتلأت قلوبهم سكينة وعزاء، وساروا معه إلى حيث ينتظره الجند مهللين ومسبحين كأنهم سائرون في موكب عرس بهيج. وما أن أوصلوه إليهم حتى ودعوه من غير آهة واحدة، واقتاده الجند إلى الإسكندرية وسلموه إلى واليها الذي حاول بشتى الوسائل أن يقنع الأنبا بسوثي بالتبخير للآلهة، ولكنه أصر على الرفض. ثم زعم الوالي أنه قد يستطيع إرهاب الأسقف فرمى به في السجن وختم بابه بالختم الإمبراطوري وتركه خمسة عشر يومًا، ثم عاد إليه بعد هذه المدة وقاده إلى قاعة المحكمة. ذهل الوالي حين رأى الأنبا بسوثي مضيء الوجه تشيع منه النضارة والبشاشة فقال له: "لابد أنك ساحر لأنني ختمت الباب وفضضته بنفسي الآن، وهذا يعني أنك بقيت في السجن الضيق القذر خمسة عشر يومًا محرومًا من كل طعام وشراب، وكنت أتوقع أن أراك نحيلاً شاحب الوجه لا تقوى على الوقوف، أما وقد وجدتك على غير ما توقعت فأظن أن لديك قوى سحرية تهر بها الجوع والعطش". ابتسم القديس في هدوء وقال له: "إني أشفق عليك يا صديقي العزيز لأنك لم تعرف بعد أنه ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان". كانت الجماهير إذ ذاك قد تجمعت في دار المحاكمة وسمعت الحديث الذي دار بين الأسقف والوالي، فهتفوا: "يا أبانا القديس بسوثي إن إله المسيحيين هو الإله الحق". فهمس الوالي في أذن القاضي قائلاً: "أسرع بإصدار الحكم قبل أن تتزايد الجماهير ويفلت الزمام من أيدينا"، فصرخ القاضي بأعلى صوته: "خذوا هذا الرجل خارج المدينة واقطعوا رأسه". ساقه الجند إلى الخارج وتبعته الجماهير، وفي الطريق اقترب شاب شماس من الأنبا بسوثي يسأله: "يا أبي لماذا ارتديت الثياب البيضاء التي ترتديها حين تقدم القرابين؟" فالتفت إليه الأسقف وهو مشرق الوجه وقال: "يا بني أنا ذاهب إلى حفل العرس فكيف لا ألبس الملابس البيضاء؟ وسأقابل ربي وإلهي في مجده، ولقد عشت السنين الطوال مشتاقًا إلى هذه المقابلة. أما أنت يا ابني فانضم إلى الجموع قبل أن يلحظ الجند أنك تحدثني، وغلى اللقاء في النور الأعظم". ولما وصلوا إلى مكان الإعدام رفع الأنبا بسوثي عينه نحو السماء ورفع يديه إلى فوق وصلى بصوت عال قائلاً: "يا ربي وإلهي أحرس هذا الشعب واحفظه في الإيمان القويم وأرسل ملائكتك ليحيطوا به، وتقبل روحي بين يديك". ولم يكد ينتهي من صلاته هذه حتى رأت الجموع السيف يلمع في أشعة الشمس ثم يهوي على رجل الله، فسقط جسمه بينما طارت روحه مع جمهور الملائكة إلى مساكن النور. قصة الكنيسة القبطية، الكتاب الأول صفحة 159.
  رد مع اقتباس
قديم 19 - 11 - 2012, 08:37 PM   رقم المشاركة : ( 93 )
Magdy Monir
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية Magdy Monir

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 12
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 58
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 51,017

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Magdy Monir غير متواجد حالياً

افتراضي

القديس بشاي



قصة هذا القديس تكشف عن خطة الله العجيبة لخلاص كل نفسٍ، فإنه يستخدم كل وسيلة ليجتذبها إليه، ويقيمها على أعلى مستوى، إن قبلت دعوته وتجاوبت معه. وُلد هذا القديس في قرية أبصونة من تخوم أخميم، في شبابه صار يسلك بالشر. لم يتركه الرب في شره بل سمح له بمرضٍ، وأعلن له في الليل رؤيا إذ رأى موضع العذابات الأبدي فصار يبكي بمرارة. رفع بشاي المدعو أيضًا بطرس نظره إلى السماء، وصرخ: "يا سيدي وإلهي إن شفيتني من هذا المرض أتوب وارجع إليك وأعبدك من كل قلبي". شُفي بشاي (بطرس)، ولم ينسَ وعده للرب بل التهب في قلبه حنين شديد نحو الحياة الرهبانية. ترك الغنم التي كان يرعاها وانطلق إلى الدير ليلتقي بالقديس بيجول خال القديس الأنبا شنودة رئيس المتوحدين في جبل أدريبة. حياته الرهبانية إن كان الله قد استخدم المرض وسيلة لخروج هذا الشاب من شهوات الجسد المحطمة للنفس، لكنه إذ ذاق الحياة الروحية الحقة امتلأ قلبه فرحًا لينطلق بقوة في أتعاب كثيرة، محتملاً آلام ميتات يومية ببهجة قلب. عاش مع القديس بيجول في صداقة عجيبة، يشتركان معًا في النسكيات والعبادة بلا ملل، يسهران الليالي معًا يقاومان تجارب عدو الخير. وهبه الله إمكانية فائقة ليرتفع فوق حدود احتياجات الجسم، فكان يصوم بطريقة تفوق الإمكانيات الطبيعية كأن يبقى شهرًا كاملاً لا يذوق شيئًا بسماح إلهي عجيب، كما كان يقضي أحيانًا الليل كله واقفًا يصلي. وهبه اللَّه في محبته أن تكون أعمال الناس مكشوفة أمامه، فيسندهم على حياة التوبة الصادقة، إذ جاء كثيرون من كل أرض مصر يطلبون بركته بسبب نعمة الله العاملة فيه. كان يسند القادمين إليه بمواعظ روحية نافعة كما كتب مقالات نافعة للرهبان وللذين في العالم. خلال صداقته مع الأنبا بيجول جاء ابن أخت الأخير، الأنبا شنودة، وهو ابن سبع سنين، فألبسه خاله الإسكيم وهو بعد صبي بناء على إعلان ملائكي، وقد تمّ ذلك في حضور الأنبا بشاي، وصار الثلاثة يعملون بروحٍ واحدٍ في صداقة عجيبة بالرغم من تفاوت السن؛ وفيهم تحقق قول سليمان الحكيم: "الخيط المثلوث لا ينقطع." بني كل واحد منهم لنفسه مسكنًا في الجبل وآخر بجوار الكنيسة. وإذ كان الثلاثة منطلقين لزيارة أنبا يحنس بجبل أسيوط سمعوا صوتًا من السماء يقول: "لقد انتخبتك اليوم يا شنودة رئيسًا ومدبرًا للمتوحدين". تنيح القديس أنبا بشاي في الخامس من أمشير، فكفنه القديس أنبا شنودة، وظهر من جسمه آيات وعجائب، وكتب القديس أنبا شنودة سيرته ونسكياته. مخطوط 438/250 نسكيات أنبا بشاي المدعو بطرس وتعاليمه، مكتبة دار البطريركية. نبيل نسيم:القديسان أنبا بشاي وأنبا بسنتاؤس بالطود، 1967.
  رد مع اقتباس
قديم 19 - 11 - 2012, 08:37 PM   رقم المشاركة : ( 94 )
Magdy Monir
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية Magdy Monir

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 12
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 58
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 51,017

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Magdy Monir غير متواجد حالياً

افتراضي

القديس بشاي الناسك



ارتبطت سيرة القديس أنبا بشاي الناسك، والمعروف باسم أنبا بشاي ساكن القبرين في مدخل طود (جبل الطود شرقي النيل مقابل أرمنت) بالقديس بسنتاؤس وسورس، ويُقال ان الثلاثة يحسبون من أوائل الذين تتلمذوا على يديْ القديس باخوميوس أب الشركة. كان ناسكًا متعبدًا لله منذ صغره، يجتهد في صلواته ليلاً ونهارًا. امتاز بحبه لسِفر إرميا، حتى قيل أنه في كل مرة يقرأه ويفرغ منه يجد القديس إرميا النبي أمامه فيقبّل رأسه ثم يصعد النبي نحو السماء. كثيرًا ما يتحقق معه هذا في الأسفار الأخرى أيضًا. لم يعطِ لنفسه راحة جسدية، فكان محبًا لضرب المطانيات والسهر الكثير، وإذ أكمل جهاده تنيح في 25من كيهك. وضعوا جسده في كنيسته، وقد أظهر الله منه عجائب.
  رد مع اقتباس
قديم 19 - 11 - 2012, 08:38 PM   رقم المشاركة : ( 95 )
Magdy Monir
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية Magdy Monir

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 12
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 58
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 51,017

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Magdy Monir غير متواجد حالياً

افتراضي

الشهيد بشاي أنوب



كان جنديًا أيام ولاية كبريانوس على أتريب (حاليًا بنها). لما أثار الإمبراطور دقلديانوس الاضطهاد على المسيحيين تقدم هذا الجندي واعترف بالسيد المسيح، فقبض عليه الوالي وأوقع عليه عذابات كثيرة، وإذ لم يترك إيمانه ولا جحد مسيحه قُطعت رأسه في المطرية الواقعة بجهة عين شمس ضواحي القاهرة، وكان ذلك في 19 بؤونة.

  رد مع اقتباس
قديم 19 - 11 - 2012, 08:38 PM   رقم المشاركة : ( 96 )
Magdy Monir
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية Magdy Monir

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 12
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 58
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 51,017

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Magdy Monir غير متواجد حالياً

افتراضي

القديس بشاي من إنطاكية



بشاي أو أبشاي Abshai هو أخ القديس هور أو أباهور من إنطاكية، سيم قسًا لتقواه. مضى أخوه مع والدته إلى الإسكندرية حيث استشهدا هناك، فجاء هذا الكاهن ليهتم بجسديهما، لكنه إذ نظرهما اشتهى مشاركتهما اكليلهما، فسلم نفسه للوالي وأعلن إيمانه محتملاً العذابات حتى أسلم الروح. حاول الوالي عبثًا أن يحرق الأجساد. تعيد له الكنيسة في أول أيام النسي.
  رد مع اقتباس
قديم 19 - 11 - 2012, 08:39 PM   رقم المشاركة : ( 97 )
Magdy Monir
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية Magdy Monir

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 12
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 58
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 51,017

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Magdy Monir غير متواجد حالياً

افتراضي

بضابا الأسقف الشهيد




وُلد هذا القديس في مدينة أرمنت بمحافظة قنا، من أسرة تقية، والده يُسمى مينا. "بضابا" مشتقة عن الهيروغليفية "باتبي" وتعني "الرئيسي" أو "الجوهري"، وفي القبطية "باتابي" تعني "المنتسب إلى الرأس". تكونت صداقة قوية بينه وبين ابن خالته "أندراوس" منذ طفولتهما، فقد كان الأخير يكبر بضابا بعامين. وكانا يحملان فكرًا واحدًا هو التمتع بالملكوت السماوي. كان الاثنان منذ نعومة أظافرهما يلتقيان معًا على صعيد الروح، زاهدين في الحياة، عاكفين على دراسة الكتاب المقدس والكتب الدينية، يصومان يومين يومين بلا طعام ولا شراب مع المداومة على الصلاة ليلاً ونهارًا. حياتهما الرهبانية انطلقا معًا إلى الجبل الشرقي بقصر الصياد (مركز نجع حمادي)، وتتلمذا على يديْ القديس أنبا إيساك. سكنا صومعة يمارسان فيها تداريبهما الروحية، وكانا يمارسان نساخة الكتب الروحية لنفعهما الشخصي روحيًا ولبيعها مقابل دراهم قليلة للإنفاق على نفسيهما وتوزيع ما يتبقى على الفقراء. فاحت رائحة المسيح الذكية فيهما، وصارت صومعتهما مركز إشعاع روحي، فجاء إليهما أسقف المنطقة الأنبا تادرس وسام القديس بضابا قسًا وأندراوس شماسًا، وكانا يمارسان الخدمة الكهنوتية مرة كل أربعين يومًا في كنيسة بإحدى القرى المجاورة. دخل الأنبا تادرس الكنيسة يومًا، وإذ تطلع إلى القديس بضابا شاهد وجهه مشرقًا ببهاءٍ عجيب كما نظر إكليلاً كما من ذهب مرصع متلألئ موضوعًا على رأسه، فاشتاق أن يبقى بضابا وأندراوس معه في الأسقفية، فرفض الأول ورجع إلى قلايته بينما وافق الآخر أن يبقى معه. عاد القديس بضابا إلى قلايته، وإذ أدرك أن الكل يلاحقه هرب. أرسل الأسقف وراءه رسلاً فوجدوه قد ترك الموضع، فقام الأسقف بتدشين القلاية ككنيسة. تنقلاته المستمرة إذ هرب القديس كانت فضائله تسحب قلوب الكثيرين نحوه الأمر الذي كان يرعبه، فكان يزداد نسكًا كتأديبٍ لنفسه. أينما حلّ تجمهر المؤمنون حوله، لذا كان يتنقل بين "هو" و"قوص" و"نقادة" و"بهجورة"، هربًا من الناس، وكان الرب يعمل به عجائب كثيرة. أسقف قفط إذ تنيح أسقف قفط اجتمع الكهنة مع الشعب ورأوا أن القديس بضابا هو خير من يصلح للأسقفية، فبعثوا وفدًا كبيرًا إلى القديس البابا بطرس خاتم الشهداء (17) الذي رأى ملاك الرب في رؤيا يعلنه بسيامة هذا الأب أسقفًا. التقى البابا بالوفد واستجاب لطلبهم، وأرسل أربعة من الكهنة إلى الصعيد، حيث جاءوا به إلى البابا بالرغم من تردده لقبول هذه الرتبة وخوفه لئلا تهلك نفسه! إذ جاء القديس أمام البابا أعلنت الوفود التي جاءت متزاحمة قبولها بل وفرحها بالأسقف الجديد. رافقته الآيات والعجائب منذ لحظة سيامته وأثناء رجوعه بالسفينة حتى بلوغه كرسيه. عاش هذا الأسقف ناسكًا في ملابسه وطعامه، زاهدًا كل شيء. أرسل إلى ابن خالته "أندراوس" ليكون معه في خدمة ربنا يسوع المسيح فجاء وأقام عنده. استشهاده في عهد دقلديانوس إذ كان أريانا والي أنصنا يجول صعيد مصر ليمارس كل أنواع العذابات على المسيحيين، علم الأسقف بأن الوالي قد بلغ مدينة إسنا وأنه يقوم بقتل سكانها. جمع الأسقف شعب المسيح وصار يحثهم على الثبات في الإيمان وقبول الآلام بفرح، ثم باركهم وودعهم. ذهب إلى مدينة إسنا وبصحبته القس أندراوس (ابن خالته) والقديس خريستوظلوا. هناك اعترفوا باسم السيد المسيح، ونالوا عذابات كثيرة، وقد ظهر السيد المسيح حيث أكد له: "تعزى يا حبيبي بضابا، أنا معك" ثم صعد إلى السماء وكان حوله كثير من الملائكة. تمتع الثلاثة بإكليل الاستشهاد في 19 من شهر أبيب، وكان القديس بضابا ابن ثمانية وستين عامًا، قضى منها 15 عامًا في بيت أبيه، 49 عامًا في الحياة الرهبانية النسكية، وثلاث سنوات ونصف على كرسي قفط أسقفًا. وضع الأب المكرم الأنبا ثاؤفيلس أسقف قفط ميمرًا في سيرة هذا الأسقف الشهيد، قام الاكليريكي رشدى واصف بهمان بنشره (مطبعة الأنبا رويس 1984)
  رد مع اقتباس
قديم 19 - 11 - 2012, 08:40 PM   رقم المشاركة : ( 98 )
Magdy Monir
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية Magdy Monir

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 12
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 58
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 51,017

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Magdy Monir غير متواجد حالياً

افتراضي

بطرس أسقف براغ


قيل أن القديس بطرس أسقف براغ St. Peter of Braga في البرتغال هو أحد أساقفتها الأولين، عاش في القرن الرابع، متسلمًا الأسقفية عن معلمه وسلفه القديس يعقوب الكبير أول أسقف لبراغ. يقال إنه نال إكليل الاستشهاد بعد أن قام بتعميد ابنة ملكة هذه المنطقة وإبرائها من مرض البرص. يعيد له الغرب في 26 إبريل.

  رد مع اقتباس
قديم 19 - 11 - 2012, 08:41 PM   رقم المشاركة : ( 99 )
Magdy Monir
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية Magdy Monir

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 12
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 58
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 51,017

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Magdy Monir غير متواجد حالياً

افتراضي



القديس بطرس أسقف سبسطية



سبق لنا الحديث عن عائلة هذا القديس المطوّبة، فقد كان الأخ الأصغر بين عشرة إخوة، تكبرهم القديسة العظيمة ماكرينا التي كان لها دورها الفعّال في حياة اخوتها بل وفي تدبير الكنيسة. ومن بين إخوته القديس باسيليوس الكبير أسقف قيصرية، والقديس غريغوريوس أسقف نيصص. أما والديهم فهما باسيليوس وإميليا اللذان نُفيا بسبب الإيمان. تنيح والده وهو بعد رضيع فتلقفته أخته القديسة ماكرينا التي ألهبت قلبه بالحياة النسكية والعزوف عن المراكز الزمنية والكرامات الباطلة. التحق القديس بطرس بالجماعة الرهبانية التي أقامها أخوه القديس باسيليوس على ضفاف نهر الإيريس، فقد احتاج إليه أخوه ليعاونه في تدبير هذه الجماعة، وليكون خلفه، إذ اتسم بالحكمة والرزانة مع الحياة الفاضلة في الرب. حلّت مجاعة عنيفة اجتاحت بنطس وكبادوكيا فظهرت محبة هذا القديس الفائقة. بحسب الحكمة البشرية كان يليق به أن يكون مقتصدًا في العطاء للآخرين حتى يطمئن أن جماعته تجتاز هذه المحنة بسلام، لكن محبته المسيحية الباذلة أبت عليه إلا أن يفتح مخازن هذه الجماعة ليعطى بفيض للجميع، واثقًا في الله مشبع الجميع. سيامته إذ سيم القديس باسيليوس أسقفًا على قيصرية كبادوكيا في سنة 370م، شجع أخاه على نوال نعمة الكهنوت. تنيح باسيليوس في أول يناير 379م، وتنيحت ماكرينا في نوفمبر من نفس العام، ثم تنيح بعدهما بقليل أوستاثيوس الأريوسي أسقف سبسطية بأرمينيا المقاوم للقديس باسيليوس، فسيم القديس بطرس أسقفًا على سبسطية عام 380م لاقتلاع كل جذور الأريوسية عن الإيبارشية. في عام381 اشترك في المجمع المسكوني الثاني بالقسطنطينية حيث أظهر غيرة على الإيمان المستقيم مع حكمة وتقوى. تنيح في صيف عام 391 على ما يظن.
  رد مع اقتباس
قديم 19 - 11 - 2012, 08:41 PM   رقم المشاركة : ( 100 )
Magdy Monir
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية Magdy Monir

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 12
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 58
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 51,017

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Magdy Monir غير متواجد حالياً

افتراضي

بطرس الأول

البابا السابع عشر



هو ثمرة صلوات أمه صوفيا زوجة الكاهن الإسكندري ثيؤدوسيوس، إذ طلبت من الله في عيد الرسل أن يهبها ثمرًا، وفي الليل ظهر لها شخصان يلبسان ثيابًا بيضاء يعلنان قبول الله طلبتها، وبالفعل وُلد بطرس في عيد الرسل التالي. بعد ثلاث سنوات قدماه الوالدان للبابا ثاؤنا لكي يباركه، وفي الخامسة أُرسل ليتعلم الدين، وقد أقيم في السابعة أغنسطسًا، وفي الثانية عشرة شماسًا يخدم الله بروح تقويّ نسكي، وكان ملازمًا الكنيسة ليلاً نهارًا، منكبًا على الدراسة، سالكًا في اتضاع، فأحبه الجميع، وسيم قسًا في السادسة عشرة من عمره. قيل أنه كثيرًا ما كان يرى السيد المسيح نفسه يناول المؤمنين بيد البابا ثاؤنا. عرف القس بطرس كيف ينسحب من وقت إلى آخر للدراسة في الكتاب المقدس حتى تأهل أن يكون عميدًا لمدرسة الإسكندرية اللاهوتية ويُلقب "المعلم البارع في المسيحية". وعندما جاء سابليوس القائل بأن الله أقنوم واحد يظهر تارة في شكل الآب وأخرى في شكل الإبن وأيضًا في شكل الروح القدس، أرسل له البابا ثاؤنا القس بطرس فاستصغره لكن سرعان ما أفحمه بل وقيل إنه أُصيب بمرض خطير ومات في الحال وتشتت أتباعه. هذا وقد وهب الله هذا الكاهن عطية إخراج الشياطين وشفاء المرضى. على كرسي مارمرقس إذ كان البابا ثأونا في مرض الموت رأى السيد المسيح يطمئنه على الخدمة، قائلاً له: "أيها البستاني للحديقة الروحية، لا تخف على البستان ولا تقلق، سلمه إلى بطرس الكاهن يرويه، وتعالْ أنت لتستريح مع آبائك". فأخبر البابا تلميذه الذي بكي لشعوره بعظم المسئولية. وفي أول أمشير سنة 18ش (25 يناير302م) سيم القس بطرس بابا الإسكندرية (17). الانقسام الميلاتي بدأ البابا بطرس خدمته كبطريرك وسط عاصفة الاضطهاد العنيفة التي أثارها الإمبراطور دقلديانوس وشريكه مكسيميانوس. لكن ما أرهق البابا بحق هو الانقسام الداخلي الذي خلقه مليتوس أسقف ليكوبوليس (أسيوط). يبدو أن هذا الأسقف بخر للأوثان، ولما أراد البابا تأديبه رفض، فعقد البابا مجمعًا بالإسكندرية وجرده، أما مليتوس فأخذ موقف العنف إذ صنع انشقاقًا وضم إليه بعض الأساقفة، بل وعند سجن البابا ذهب إلى الإسكندرية وصار يرسم كهنة بالإسكندرية. هذا ما ذكره القديس أثناسيوس، أما القديس أبيفانيوس فيقول أن مليتوس أخذ موقف العنف من المرتدين بسبب الاضطهاد الراجعين، رافضًا توبتهم خاصة الكهنة، أما البابا فأراد أن يبقى الباب مفتوحًا لكل نفسٍ راجعة، مكتفيًا بتقديم التأديب. وقد سُجن البابا بطرس ومليتوس، وبسبب الخلاف وضعا ستارة بينهما داخل السجن حتى لا ينظر بعضهما البعض، فقد فضل البابا أن يخسر الأسقف ومن معه عن أن يفقد الراجعين إلى الله بالتوبة رجاءهم. عُرضت قضية هذا الانشقاق الميلاتي في المجمع المسكوني بنيقية عام 325م، إذ بلغ عدد التابعين لمليتوس 28 أسقفًا، وقد تساهل المجمع معه، إذ قبله كأسقفٍ شرعيٍ في حدود إيبارشيته على ألا يسيم أساقفة أو كهنة فيما بعد، أما الذين سبق فسامهم من الكهنة فيُعاد تثبيتهم من جديد ويعملوا تحت سلطان أسقف الإسكندرية. وفي حالة احتياج أسقفية ما إلى أسقف تعاد سيامة أحد الأساقفة الذين سامهم مليتوس، كما أمر المجمع ألا يُسام أسقف في المستقبل دون حضور ثلاثة أساقفة على الأقل واشتراكهم في السيامة. مع آريوس خطورة الانشقاق المليتي أن آريوس منكر لاهوت السيد المسيح (سبق الحديث عنه في عرضنا لسيرة البابا أثناسيوس) قد وجد في هذا الانشقاق فرصته، إذ انضم إليه ليس من جهة الفكر اللاهوتي وإنما من جهة معاندته ضد الكنيسة. عقد البابا بطرس مجمعًا في الإسكندرية وحرم أريوس، وقد استمر الأخير في نشر تعاليمه. في داخل السجن أُلقيّ القبض عليه وأودع في السجن إما لظهور أول مؤلفاته ضد الوثنية، التي اعتبرها الإمبراطور تحديًا شخصيًا له، وإما بسبب شكوى قدمها سقراطيس، أحد أشراف إنطاكية إلى الإمبراطور. سقراط هذا كان صديقًا للشهيد أبادير، أنكر الأول الإيمان إرضاءً لدقلديانوس، فسألته زوجته التقية أن يسافر معها إلى الإسكندرية لتعميد ابنيهما هناك فرفض خشية غضب الإمبراطور عليه. سافرت الزوجة ومعها الابنان وغلامان، وفي الطريق إذ هبّت عاصفة شديدة خشيت أن يموت الولدان بلا عماد، فبسطت السيدة يديها وحوّلت وجهها نحو الشرق وصلت، ثم جرحت ثديها اليمني ورشمت جبهتيهما بدمها وغطستهما في الماء، وهى تقول: "أعمدك باسم الآب والإبن والروح القدس". وإذ هدأت الريح وبلغت الإسكندرية قدمت الابنين للبابا بطرس، فكان كلما أراد أن يغطسهما تتجمد مياه المعمودية. وإذ روت السيدة له ما حدث اكتفي البابا بالصلاة على الولدين ورشمهما بالميرون. اشتكى سقراط امرأته أمام الإمبراطور فاستدعاها وأمر أن تُربط من خلفها ويوضع الولدان على بطنها ويُحرق الثلاثة بالنار. بعد ذلك أمر الإمبراطور بالقبض على البابا الذي عمّد الولدان. وقد سجن عام 311م. مساعي آريوس أدرك آريوس أن البابا بطرس في طريقه للاستشهاد، لذا في مكرٍ أسرع لينال منه الحل طامعًا أن يعتلي الكرسي من بعده، فأرسل جماعة من الأراخنة يشفعون فيه، أما البابا فأكد حرمان آريوس. استدعى البابا تلميذيه الكاهنين أرشلاوس والكسندروس وأخبرهما أن الأول سيعتلي الكرسي من بعده، يخلفه الثاني، محذرًا إياهما من قبول آريوس في شركة الكنيسة، قائلاً لهما إنه رأى السيد المسيح بثوبٍ ممزق في المنتصف، ولما سأله عن سبب التمزيق، أجابه أن آريوس هو الذي مزقه. حب مشترك إذ علم شعب الإسكندرية بسجن باباهم المحبوب تجمهر الكل حول السجن يريدون إنقاذه دون استخدام أية وسيلة عنيفة بشرية، مشتاقين أن يوقفوا قتله ولو تعرض الكل للموت. اضطر القائد أن يؤجل تنفيذ الحكم يومًا خشية حدوث ثورة. وإذ حلّ الليل لم ينصرف الجمهور فارتبك القائد. أدرك البابا أن احتكاكًا لا بد أن يحدث في الصباح بسببه، وإذ لم يرد أن يُصب أحد من شعبه بسوءٍ، استدعى أحد الأراخنة الموثوق فيهم ليبلغ الوالي أن يدبر إرسال البعض إلى السجن من جهة الجنوب عند أسفل الحائط وسوف يقرع البابا لهم من الداخل فينقبوا الحائط ويخرج إليهم لينفذوا فيه الأوامر الصادرة إليهم. وبالفعل تم ذلك، وخرج البابا سرًا، وهو يقول: "خير لي أن أسلم نفسي فدية عن شعبي ولا يُمس أحد بسوء". سُمح له بزيارة مقبرة القديس مارمرقس الرسول لينال بركته، حيث صلى لله مستودعًا إياه الشعب، سائلاً أن يكون هو آخر شهيد في جيله. وكان بالقرب من القبر عذراء ساهرة تصلي سمعت صوتا ًيقول: "بطرس آخر شهداء هذا الاضطهاد". تقدم البابا للجند فكان وجهه كملاكٍ، ولم يجسر أحد من الخمسة جنود أن يقتله، عندئذ قدم كل واحدٍ منهم قطعة ذهبية ليأخذ من يضرب رقبته الخمس قطع، فتجاسر أحدهم وضربه، وكان ذلك في 29 هاتور سنة 28ش (سنة 311م). في الصباح أدرك الشعب ما قد حدث، فوضع جسده على كرسي مارمرقس إذ لم يجلس عليه قط كل أيام بطريركيته، وكما قال لكهنته انه كلما أراد الجلوس شاهد قوة شبيهة بالنور حالة في العرش فكان يكتفي بالجلوس أسفله. دُفن مع القديس مارمرقس، لكنه إذ كان قد بني لنفسه مقبرة في موضع يقال له: "لوكابتس" نُقل إلى هناك ورافقته معجزات كثيرة. وكان السكندريون يحتفلون بعيده سنويًا، يقضون الليل في التسبيح لينتهي بقداس إلهي يقيمه بابا الإسكندرية، يعقبه وجبة أغابي "وليمة محبة" على شاطئ البحر. كتاباته 1. أهمها "الرسالة الفصحية"، تُسمى "الرسالة الخاصة بالقوانين"، أصدرها بعد الاضطهاد الذي أثيرعام 302م، تحوى 14 قانونًا خاصة بتأديب الإخوة الجاحدين، الراجعين بالتوبة، وهي تحذر من إثارة الوالي للاضطهاد بقصد نوال إكليل الاستشهاد. وُضعت عام306م، سبق لنا ترجمتها ونشرها. له أيضًا "رسالة فصحية ثانية". 2. الرسالة إلى الإسكندرانيين، يحذرهم فيها من مليتوس. 3. مقالات: "عن مجيء مخلصنا"، "عن القيامة من الأموات"، "عن اللاهوت"، "عن النفس".
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
+++ موسوعة كاملة عن أباء الكنيسة وشهدائها وقديسها بحرف " د " +++
+++ موسوعة كاملة عن أباء الكنيسة وشهدائها وقديسها بحرف " ج " +++
+++ موسوعة كاملة عن أباء الكنيسة وشهدائها وقديسها بحرف " ث " +++
+++ موسوعة كاملة عن أباء الكنيسة وشهدائها وقديسها بحرف " ت " +++
+++ موسوعة كاملة عن أباء الكنيسة وشهدائها وقديسها بحرف " أ " +++


الساعة الآن 02:43 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024