رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
على هامش كوارث مزلقانات الموت..هل بات الفشل قدرنا؟ أحد المزلقانات كتب : عادل عبد الرحيم دماء على القضبان..كان هذا هو العنوان الأبرز الذي خيم بظلاله القاتمة على المشهد المصري بصفة عامة، حيث عاشت البلاد ساعات حزن أسود إثر حادث أتوبيس مدارس أسيوط البشع الذي راح ضحيته أكثر من 50 طفلاً في عمر الزهور ليس لهم أي ذنب سوى أن أقدارهم دفعت بهم إلى أيادي مسئولين لا يراعون ضمائرهم قيد أنملة وليس لديهم أدنى شعور بالمسئولية. فبسبب دائرة الإهمال الجهنمية التي تبدأ من أعلى منصب في القيادة السياسية وتنتهي بعامل المزلقان الذي ربما لا يعرف "الألف من كوز الذرة" يدفع أطفال مصر حياتهم ثمناً لتدهور الأوضاع الإدارية. وإذا وضعنا في الاعتبار معايير اختيار عامل المزلقان هذا والذي يعتبر هو الدرك السفل في السلم الوظيفي بهيئة السكك الحديدية من حيث التعليم والكفاءة والأجر، سندرك على الفور أن هذه الجريمة ليست وليدة الصدفة البحتة وإنما هي نهاية المطاف لسوء التقدير والإهمال المشين الذي أضحى سمة بارزة في جميع درجات السلم الإداري في مصر. ومع تسليمنا بأن حادث أتوبيس مزلقان الموت بأسيوط ليس الأول من نوعه، فإننا لا بد وأن ندرك أنه أيضاً لن يكون الأخير، وذلك لسبب بسيط أننا لا نتعلم من أخطائنا، ومع كل كارثة بتنا نكتفي بزيارة المسئول الفلاني لموقع الحادث أو بكلمة عزاء من المسئول العلاني، على نحو يبرهن على أننا أمام واقع محتوم من الإهمال بات قدرنا الذي لا فكاك منه. والصورة التي بين أيدينا تثبت لكم دقة ما نقول، ففي منطقة المرج الجديدة يوجد مزلقان شهير لا يتورع العامل المسئول عنه عن فتح الباب على مصراعيه لمرور السيارات في لحظة عبور قطار شبين القناطر الذي يرتاده الآلاف يوميا، ولولا تدخل العناية الإلهية التي أنقذت عشرات المواطنين من موت محقق لفوجئنا بمانشيت عن وقوع كارثة خطيرة جديدة على جانبي المزلقان. وتأتي مزلقانات السكك الحديدية في مقدمة أسباب ارتفاع معدلات حوادث القطارات بنسبة 40% حتي أنه يطلق علي معظمها مزلقانات الموت, ويبلغ عددها حوالي 1264 مزلقان سكة حديد في مصر وتبين الإحصائيات أن سوء حالة معظم تلك المزلقانات السبب الرئيسي وراء ارتفاع معدل حوادث القطارات. وفي الوقت الذي يلهث فيه العالم وراء كل جديد للحاق بركب التكنولوجيا ومواكبة احدث المستجدات في مجال تقديم الخدمات نجد هيئة السكك الحديدية في مصر لازالت تتبع الطرق البدائية, فبعيدا عن مشكلات ومواعيد النقل والحركة والخدمة في القطارات مازالت مشكلة المزلقانات ومخالفاتها قائمة. فتشير التقارير إلى أنه رغم أن المزلقانات هي صمام الأمان لحماية العابرين من المارة أو السيارات والضمان لسلامتهم فإنها يغلب عليها الفوضي والعشوائية كما تتميز بعضها بالوعورة حيث تتفاوت طرقها ما بين مرتفع ومنخفض أو تعاني هبوطا في تربتها منذ عشرات السنين دون أن يبالي أحد ويتحرك لإصلاحها مما يؤدي في أحيان كثيرة لتحطيم أجزاء من السيارة لدى مرورها وتعطلها أثناء عبورها المزلقان وهو أقل النتائج ضررا بعدما يهرع الجميع في محاولة للنجدة ودفع السيارة بعيدا عن القطار قبل أن تقع الكارثة. فلم يعد غريبا ان يسمع عن تعطل سيارة أمام مزلقان السكة الحديد وهو ما يتطور في بعض الأحيان إلي اصطدام القطار وإطاحته بها وضياع أرواح أبرياء. هذا بالإضافة الي ضيق معظم المزلقانات بحيث لا تسمح إلا بعبور سيارة واحدة فقط في حين تظل عشرات السيارات في طابور طويل من الانتظار لمسافة تمتد الي2 كيلو متر كما في مزلقانات الزنكلون وكفر العرب والصدر والجامعة والعصلوجي بمركز الزقازيق وغيرها بمختلف المراكز. وبشكل عام تحتاج المزلقانات لكباري علوية لتخفيف الضغط عليها, ولتفادي تهالكها مع القضاء علي الاختناقات التي تسببها، فهناك خطورة كبيرة يتعرض لها المواطنون لوجود العديد من الفتحات بطول شريط السكة الحديد بالمحافظة مما يهدد أرواح الكثيرين وطالب بالاسراع بغلق هذه الفتحات أو عمل المزلقانات، وفي ذلك يمكن الاستعانة بالجهود الذاتية لتطوير المزلقانات والمساهمة في عمليات تحديثها تحت اشراف لجان فنية متخصصة من الهيئة..فهل سيتحرك المسئولون أم سيكتفون بتقديم العزاء والـ(4000ملطوش) اللي بتشتري بيها الحكومة روح المواطن المصري والتي لا تساوي حياة عجل صغير؟! الدستور |
|