آية وقول وحكمة ليوم الاحد الموافق 11/11
أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى
آية اليوم
{ لأَنَّهُ مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبِحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ، وَأَهْلَكَ نَفْسَهُ أَوْ خَسِرَهَا؟}
(لو 9 : 25)
قول لقديس..
( صليب السيد المسيح هو خلاص للبشريَّة. عندما أقول "الصليب" لا أفكِّر في الخشبة، بل في الآلام والفداء، وأنت إن لم تكن نفسك مستعدَّة لحمل الصليب، كما هو الأمر بالنسبة للمسيح لا يمكنك ان تكون له تلميذًا. طوبى للإنسان الذي يحمل في قلبه الصليب والقيامة، فيكون موضع ميلاد المسيح وقيامته! طوبى لمن له بيت لحم في قلبه، فيولد المسيح فيه كل يوم!. يُصلب المسيح فينا كل يوم، ونحن نصلب عن العالم. طوبى لمن يقوم فيه المسيح كل يوم! فإن المسيح يقوم فينا إن كان الخاطئ يتوب عن خطاياه حتى الهفوات منها ويحيا قوة القيامة)
القديس جيروم
حكمة لليوم ..
+ اما خلاص الصديقين فمن قبل الرب حصنهم في زمان الضيق (مز 37 : 39)
But the salvation of the righteous is from the Lord; He is their strength in the time of trouble. (Psa 37:39)
من صلوات الاباء..
"ايها المسيح الهنا كلمة الآب المتجسد من أجل خلاصنا والمعلن لنا محبته الكاملة وخلاصه الفريد، نسبحك ونمجدك مع الروح القدس الاله الواحد ونطلب من صلاحك ان تهبنا القوة والنعمة لحمل الصليب بفخر كل يوم والشكر فى كل حين، واذ نحمل بذار الإيمان ونموت عن شهوات العالم، نقوم معك فى جدة الحياة ونعاين مجد تجلى طبيعتك فينا، ليكون لنا الفكر المضئ والحواس النورانية ونسمع كلامك ونعمل به ونسمع ذلك الصوت المملوء مجدا :
تعالوا يا مباركي ابي رثوا الملكوت المعد لكم منذ تاسيس العالم، أمين"
من الشعر والادب
" حمل الصليب "
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
من حبة حنطة صغيره،
لأكبر شجرة مخضره،
عشان تنمو وتبقى مثمره،
لازم ندفنها فى الارض،
وتبقى مخفيه ومتغبره،
وتعانى برد ثقيع الليل
وحر الشمس الفائره.
وانت يا انسان الله،
تاج الخليقه المتعبة والحائره،
بحمل الصليب وبالآلم متواتره،
وبموتك عن الشهوات المعثره،
والشكر على كل كبيره وصغيره،
تتجلى طبيعتك وتبقى نيره،
وتقوم مع المسيح فى الاخره.
قراءة مختارة ليوم
الاحد الموافق 11/11
لو 18:9- 36
وَفِيمَا هُوَ يُصَلِّي عَلَى انْفِرَادٍ كَانَ التَّلاَمِيذُ مَعَهُ. فَسَأَلَهُمْ قَائِلاً: «مَنْ تَقُولُ الْجُمُوعُ إِنِّي أَنَا؟» فَأَجَابُوا وَقَالوا: «يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ. وَآخَرُونَ: إِيلِيَّا. وَآخَرُونَ: إِنَّ نَبِيّاً مِنَ الْقُدَمَاءِ قَامَ». فَقَالَ لَهُمْ: «وَأَنْتُمْ، مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟» فَأَجَابَ بُطْرُسُ وَقَالَ: «مَسِيحُ اللهِ!». فَانْتَهَرَهُمْ وَأَوْصَى أَنْ لاَ يَقُولُوا ذَلِكَ لأَحَدٍ،قَائِلاً: «إِنَّهُ يَنْبَغِي أَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ يَتَأَلَّمُ كَثِيراً، وَيُرْفَضُ مِنَ الشُّيُوخِ وَرُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةِ، وَيُقْتَلُ، وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومُ».وَقَالَ لِلْجَمِيعِ: «إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي، فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ كُلَّ يَوْمٍ، وَيَتْبَعْنِي. فَإِنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يُهْلِكُهَا، وَمَنْ يُهْلِكُ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي فَهَذَا يُخَلِّصُهَا. لأَنَّهُ مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبِحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ، وَأَهْلَكَ نَفْسَهُ أَوْ خَسِرَهَا؟ لأَنَّ مَنِ اسْتَحَى بِي وَبِكَلاَمِي، فَبِهَذَا يَسْتَحِي ابْنُ الإِنْسَانِ مَتَى جَاءَ بِمَجْدِهِ وَمَجْدِ الآبِ وَالْمَلاَئِكَةِ الْقِدِّيسِينَ. حَقّاً أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مِنَ الْقِيَامِ هَهُنَا قَوْماً لاَ يَذُوقُونَ الْمَوْتَ حَتَّى يَرَوْا مَلَكُوتَ اللهِ». وَبَعْدَ هَذَا الْكَلاَمِ بِنَحْوِ ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ، أَخَذَ بُطْرُسَ وَيُوحَنَّا وَيَعْقُوبَ وَصَعِدَ إِلَى جَبَلٍ لِيُصَلِّيَ. وَفِيمَا هُوَ يُصَلِّي صَارَتْ هَيْئَةُ وَجْهِهِ مُتَغَيِّرَةً، وَلِبَاسُهُ مُبْيَضّاً لاَمِعاً. وَإِذَا رَجُلاَنِ يَتَكَلَّمَانِ مَعَهُ، وَهُمَا مُوسَى وَإِيلِيَّا، اَللَّذَانِ ظَهَرَا بِمَجْدٍ، وَتَكَلَّمَا عَنْ خُرُوجِهِ الَّذِي كَانَ عَتِيداً أَنْ يُكَمِّلَهُ فِي أُورُشَلِيمَ. وَأَمَّا بُطْرُسُ وَاللَّذَانِ مَعَهُ فَكَانُوا قَدْ تَثَقَّلُوا بِالنَّوْمِ. فَلَمَّا اسْتَيْقَظُوا رَأَوْا مَجْدَهُ، وَالرَّجُلَيْنِ الْوَاقِفَيْنِ مَعَهُ. وَفِيمَا هُمَا يُفَارِقَانِهِ قَالَ بُطْرُسُ لِيَسُوعَ «يَا مُعَلِّمُ، جَيِّدٌ أَنْ نَكُونَ هَهُنَا. فَلْنَصْنَعْ ثَلاَثَ مَظَالَّ: لَكَ وَاحِدَةً، وَلِمُوسَى وَاحِدَةً، وَلإِيلِيَّا وَاحِدَةً». وَهُوَ لاَ يَعْلَمُ مَا يَقُولُ. وَفِيمَا هُوَ يَقُولُ ذَلِكَ كَانَتْ سَحَابَةٌ فَظَلَّلَتْهُمْ. فَخَافُوا عِنْدَمَا دَخَلُوا فِي السَّحَابَةِ. وَصَارَ صَوْتٌ مِنَ السَّحَابَةِ قَائِلاً: «هَذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ. لَهُ اسْمَعُوا». وَلَمَّا كَانَ الصَّوْتُ وُجِدَ يَسُوعُ وَحْدَهُ، وَأَمَّا هُمْ فَسَكَتُوا وَلَمْ يُخْبِرُوا أَحَداً فِي تِلْكَ الأَيَّامِ بِشَيْءٍ مِمَّا أَبْصَرُوهُ. والمجد لله دائما
تأمل..
+ إنفرد السيد المسيح مع تلاميذه فى موضع هادئ، ورفع صلاة لأجل إيمانهم به وليعلمهم أهمية الصلاة والخلوة. فعلى قدر أهمية الخدمة ينبغى أن يسبقها صلاة وخلوة للإمتلاء من الله. ثم سألهم عما يظنه الناس فيه، ليظهر الفكر البشرى وحدوده، وليشجعهم أن يعلنوا إيمانهم به بعد ذلك والذى هو أعلى من إيمان الجموع. وقد اختلفت آراء الناس فى الرب يسوع المسيح، فظنه البعض يوحنا قد قام من الأموات أو إيليا قد نزل من السماء وذلك لقوته فى إعلان الحق مثلهما، ومن أجل كلامه العميق ظنه الآخرون أنه أحد الأنبياء من العهد القديم قد قام وبدأ يبشر ثانيةً. ثم سأل تلاميذه عن إيمانهم به، بعد أن تتلمذوا على يديه، وفهموه أكثر من الجموع الذين مازالوا يعيشون بالفكر البشرى الأرضى المحدود.
فأعلن بطرس انه المسيح المسيا المنتظر،ابن الله الحى، الذى تكلمت عنه النبوات. ولقد منعهم المسيح من إعلان ذلك للجموع حتى لا ينشغلوا به كملك أرضى، إذ كان إعتقاد اليهود الخاطئ فى المسيح أن ملكوته أرضى ويخلصهم من الرومان، وأوضح لتلاميذه بأنه ينبغى أن يتألم ويموت ثم بعد ذلك يقوم ظافراً، فالمسيا هو المخلص الفادى الذى يموت لأجلنا ليقيمنا فيه.
+ وضع الرب يسوع المسيح لتلاميذه شرطاً أساسياً فى تابعيه وهو حمل الصليب، وذلك من خلال الاتضاع وإنكار الذات، ثم احتمال الآلام والضيقات أيضاً كسمة أساسية فى حياة المؤمن كل يوم. فان من اراد ان يخلص نفسه يحمل الصليب ويتفانى ويضحى من اجل خلاص النفس من الخطية وبذلها فى الخدمة والمحبة والتمتع بعشرة الرب فحمل الصليب هو التنازل عن لذات العالم الفاسدة، لأن النفس وخلاصها أغلى من كل العالمومن يرفض حمل الصليب ويخجل من إحتمال الخزى والإهانات والآلام سيخجل أيضاً منه المسيح فى يوم الدينونة أمام الملائكة والقديسين، أى سيُلقى فى العذاب ويفقد كل مجد أبناء الله. فحمل الصليب شرط أساسى للخلاص والمجد الأبدى. ان خلاص الرب يُعلن بالايمان بموته وقيامته، فيؤمن به كل من يقبل حمل الصليب ويملك على قلبه، وهكذا سيرى كثير من سامعيه ملكوت الله يحل فى قلوب المؤمنين.
+ أخذ المسيح ثلاثة من تلاميذه وصعد بهم إلى جبل عالى. وأعلن لهم المسيح مجده فى التجلى. وتغير وجهه واضاء كالشمس وظهر معه فى تجليه موسى وإيليا. وموسى يمثل الناموس، وإيليا يمثل الأنبياء، فالمسيح غاية الناموس والأنبياء ورجاء الذين رقدوا مثل موسى، والأحياء المجاهدين مثل إيليا. وكان موضوع الحديث هو الفداء الذى سيكمله بالصليب فى أورشليم، والتجلى لا يشغلنا عن الصليب بل الصليب هو الطريق لإتمام الحب الإلهى للبشرية لتتمجد فيه. فان كنا نريد أن يتجلى المسيح فى قلوبنا، فلنحممل آلالام لنختبر مجد التجلى.
+ لم يحتمل التلاميذ الثلاثة عظمة مجد المسيح فى تجليه، ونوره الذى هو أقوى من الشمس فى لمعانها لضعف الجسد ولم يسمعوا إلا القليل من حديث المسيح مع موسى وإيليا، ولما افاقوا وجدوا المنظر كما هو أى المسيح بمجد عظيم. ومن فرط فرحتهم بمنظر التجلى تمنوا لو يظلوا فيه دائماً. فقال بطرس معبراً عن ذلك بتمنى صنع ثلاث مظال للمسيح وموسى وإيليا، ليستقروا أمام التلاميذ فى هذا المنظر العظيم. لقد كان مجد التجلى أعظم من أن يحتمله الثلاثة تلاميذ أكثر من هذا، فظللتهم سحابة وخافوا عندما دخلوا فيها وفقدوا رؤية أى شئ حولهم. والسحابة تشير إلى حضرة الله كما حدث مع موسى على الجبل عندما أخذ الشريعة. ومما زاد رهبتهم، سماعهم صوت الآب يعلن أن المسيح هو إبنه الوحيد، ويأمرهم بسماع تعاليمه ليخلصوا، فهوا الإبن الوحيد فى الجوهر المستعلن للبشرية ليفديها، وقد سبقت نفس هذه الشهادة عند عماد المسيح فى الأردن وبعد ذلك وجد التلاميذ أنفسهم مع المسيح وحدهم، إذ إنصرف موسى وإيليا وأختفت السحابة، ولم يخبر التلاميذ أحداً بالتجلى إلا بعد قيامته كما أمرهم المسيح وذلك حتى يفهموا ويستوعبوا لاهوته وتجليه.