منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07 - 11 - 2012, 05:16 PM   رقم المشاركة : ( 91 )
Magdy Monir
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية Magdy Monir

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 12
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 58
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 51,017

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Magdy Monir غير متواجد حالياً

افتراضي

الفصل السابع والستون
ليلة القيامة


بعد ذلك رأيت قبر الرب. كل شئ حوله كَانَ هادئَ وصامتَ. كان هناك ستة جنودُ على أهبة الاستعداد، كانوا إمّا جالسين أو واقفين قبالة البابِ، وكاسيوس كَانَ معهم. شكله كَانَ شكل إنسان مستغرق في تّأملِ ومتوقعِ حدثِ عظيمِ. جسد فادينا المقدّس قَدْ لُفَّ في الأكفان ومُحاطَ بالنور، بينما جلس ملاكان في وضع العبادة، واحد عند الرّأسِ، والآخر عند القدمينِ. لقَدْ رَأيتهم في نفس الوضعِ منذ أن وُضع الجسد المقدس في القبرِ. كانت هذه الملائكةِ فى زي الكهنة. وضعهم، والأسلوب الذي أجازوا به أياديهم على صدورهم، ذَكّرني بالملائكةِ التي أحاطت بتابوت العهدِ، فقط هم كَانوا بدون أجنحةَ؛ أو على الأقل أنا لم أرَي لهم أجنحة. كل القبرِ ذَكّرني بتابوت العهدِ في فتراتِ تاريخية مختلفةِ. محتمل أن كاسيوس كَانَ مدرك لحضورِ الملائكةِ، والضّوءِ السّاطع الذي مَلأَ القبر، لأن موقفه كَانَ مثل موقف إنسان في تّأملِ عميقِ أمام سر العشاء الرباني المباركِ.
ثم رأيت إلهنا يَدْخلُ القبرِ من خلال الصّخرِ برفقةَ البطاركةِ الذين حَرّرهمَ. لقد أراهم الجراحَ التي تغطى بها جسده المقدّسِ؛ وظَهرَ لي أن الأكفان التى التف بها قد أزيلت، وأن يسوع أراد أَنْ ترى النفوس الألم البالغ الذى قَدْ تَحمّلَه كى يفديهم. ظَهرَ الجسد لي واضحا تماماً، حتى أن عمقَ كل الجراحِ كان مُمكنُ أَنْ يُرى؛ وهذا المنظر مَلأَ النفوس المقدّسةَ بالإعجابِ، مع أن مشاعر عميقة من الشّفقةِ جذبت الدموعَ من أعينهم.
رؤيتي التالية كَانتْ غامضةَ جداً لدرجة أنى لا أستطيع أَنْ أُوضّحَها أو حتى أرويها بأسلوب واضحِ. ظَهرَ لي أن نفس وجسد يسوع قَدْ أخذا سوية خارج القبرِ، بدون أن تتَحّدِ النفس ثانية بالجسد بالكامل، الذي كان لم يزل ساكنا فى القبر. اعتقد أنى رَأيتُ ملاكان كَانا سْاجدانِ ويُمجّدانِ عند رّأسِ وقدميِ الجسدِ المقدّسِ، يَرْفعانه ويَحْفظانه في الوضعِ المضبوطِ الذي كان فيه راقدا في القبرِ ويَحملانه غير مُغطى ومشَوّهَ بالجراحِ عبر الصّخرة، التي اهتزت بينما يعَبرون. ثم ظَهرَ لي أن يسوع قَدّمَ جسده، موسوم بعلامات آلامه، إِلى أبيه السّماويِ، الذي، جلسَ على عرشِ، مُحاطَ بربوات غير معدودةِ من الملائكةِ التى كانت مُستغرقة فى سعادة في إنشاد تراتيل العبادة والتهليل. الحالة كَانتْ من المحتمل هى نفسها عندما مات يسوع، كثير جداً من النفوس المقدّسةِ دخلت ثانية أجسادها، وظَهرتْ في الهيكلِ وفي أجزاءِ مختلفةِ من أورشليم؛ لأنه لَيسَ على الأرجح‏ أن الأجسادِ التي تحَرّكوا بها كَانتْ حيَة حقاً، لأنه في تلك الحالةِ كَانَ لابد أَنْ تَمُوت ثانية، إلا إنهم رَجعوا إِلى حالة موتهم بدون صعوبةِ ظاهرةِ؛ لكنه يُفتَرضُ أنّ ظهورهم في الشّكلِ الإنسانيِ كَان َمشابهَ إِلى ظهور الرب يسوع، عندما رَافقَ جسده ( إن صح التعبير مجازا ) إِلى عرشِ أبيه السّماويِ.ْ
فى تلك اللحظةِ اهتزت الصّخرةِ بغاية القوة، من القمّةِ إِلى القاعدة، حتى أن ثّلاثة حرّاسِ سقطوا وغابوا عن الوعي تقريباً. الأربعة الآخرين كانوا بعيدين في ذلك الوقت، لأنهم ذُهِبواَ إلى المدينةِ ليُحضروا شيء ما. الحرّاس الذين طُرحوا ساقطين نُسِبوا الصّدمة المفاجئة إِلى زلزالِ؛ لكن كاسيوس، الذي مع أنه غَيْر واثِق‏ لما يدل عليه كل هذا، مع ذلك شَعرِ بهاجس داخلي أنه مقدمة لحدثِ هائلِ، وَقفَ مَذهولا بتّوقعِ مضطرب مُنتَظِر أَنْ يَرى ما يَتْلى ذلك. رَجع الجنود الذين كانوا قَدْ ذُهِبوا إلى أورشليم فى الحال .
رأيت النِّساءَ القدّيساتِ ثانية: لقَدْ انتهوا من إعْداْد الأطياب، وكَن يَسترحنَ في غرفهم؛ غير مَمدّينُ على الأرائكِ، بل يتكئن على أغطية الفراشِ، التي قَدْ لُفّتْ. لقد رَغبوا أَنْ يَذْهبوا إلى القبرِ قبل بزوغ فجر اليومِ، لأنهم خَافوا لقاء أعداءَ يسوع لكن العذراءَ المباركَة، التي تجدّدتِ بالكامل وامتلأت بالشّجاعةِ مجددا منذ أن رَأتْ ابنها، وَاستهم وأوصتهم أَنْ يَنَاموا لبعض الوقتِ، وبعد ذلك يَذْهبنُ بجراءة إِلى القبرِ، لأن لا أذىُ سيلحق بهن؛ على ذلك تبعوا نصيحتها فوراً، وسَعوا أن يَنَمن.
نحو الساعة الحادية عشر ليلا, اتشحت العذراء المباركة بعباءةَ رمادية وتَركتَ الدّار وحيدة تماماً، مدفوعة بمشاعرِ الحب المتعذرة الكبتِ، عندما رَأيتها تَفعَلُ هذا، قلت لنفسي، " كيف ممكن لهذه الأمِ المقدّسةِ، التي بغاية الإنهاك من الألمِ والتعب، أَنْ تُخاطرَ أَنْ تَمْشي وحيدة فى الشّوارعِ في مثل هذه الساعةِ؟ " رَأيتها تذَهبَ أولا إِلى دارِ قيافا، وبعد ذلك إِلى قصرِ بيلاطس، الذي كَانَ بعيد بمسافةِ عظيمةِ؛ لقد رَاقبتها خلال كل رحلتها الفردية على طول الطريق الذي كَانَ قَدْ وطئه ابنها حاَمّلاَ صليبه الثّقيلِ؛ لقد توَقفتْ في كل مكان حيث قَدْ عَانى مُخلصنا معاناة خاصة، أو نال فيه أي إساءةِ جديدة من أعدائه البرابرة. مظهرها، بينما كانت تسير ببطء، كَانَ مظهرها مظهر شخصِ ينشد شيئا ماَ؛ لقد انحنتْ كثيرا على الأرض، مَسّتَ الأحجارَ بأياديها، وبعد ذلك غمرتها بالقُبَلِ, إن الدّمَ الثّمينَ لابنها الحبيبِ كان عليها. لقد مَنحها الرب في هذا الوقتِ أنوار ونِّعَمِ خاصةِ، وكَانتْ قادرةَ بدون أدنى صّعوبةِ أَنْ تُميّزَ كل موضع تقدس بآلامه. لقد رَافقتها خلال كل زيارتها المقدسة، وسَعيتُ أن أُقلّدها بقدر قوتي، بقدر ما سمح لى ضعفي.
ثم ذهبت مريم إلى الجلجثةِ؛ لكن عندما وَصلت إليها، توَقفتْ فجأة، ورَأيتُ مُخلصنا واقفا أمامها. يتقدمه ملاك والملاكان اللذان قَدْ رَأيتُهما في القبرِ كانا بجانبه، والنفوس التي حررها تتبعه بالمئات. جسد يسوع كَانَ رائع وجميلَ، لكن مظهره لم يكنَ مظهر جسدِ حيّ، مع أن صوت قد صدرَ منه؛ وسَمعته يَصفُ للعذراءِ المباركةِ كل ما فعلَه في عالم النسيانِ، وبعد ذلك يُطمئنها أنه سيقوم ثانية بجسده المُمَجَّدِ؛ حينئذ سيُظهر نفسه إِليها، وأنها يَجِبُ أَنْ تَنتظرَ قُرْب صخرة جبل الجلجثةِ. ثم مضى مُخلصنا نحو أورشليم، واتشحت العذراء المباركة ثانية بطرحتها، انطرحَت فوراً على البقعة التي أشار إليها. كانت الساعة حينئذ على ما أَعتقد تتجاوز منتصف الليل، لأن زيارة مريم لطريقِ الصّليبِ قَدْ استغرق ساعة على الأقل؛ ثم رأيت بعد ذلك نفوس القديسين الذين حررهم يسوع يجتازون بدورهم طّريقِ الصّليبِ، ويَتأمّلُون الأماكن المختلفة حيث قَدْ تَحمّلَ مثل هذه الآلامِ المخيفةِ من أجلهم ومن أجل كل الخليقة. جَمّعت الملائكة التي رَافقتهم قطع لّحمِ مُخلصنا الإلهى التي كَانتَ قَدْ تناثرت مِن جسده بسبب الضّربِ المتكررِ الذى نالهَ وحَفظوهاْ، وأيضا الدّماءِ التي نزفت على الأرضِ فى كل بُقَعة .
رَأيتُ مرة أخرى جسد الرب المقدّس راقدا كما رأيته أولاَ في القبرِ؛ الملائكة كانت مستغرقة في إرجاع قطع لحمه التى قَدْ جَمّعوها، وأنهم نالوا معونة خارقَة في تأدية ذلك. تَأمّلته بعد ذلك في أكفانه، محاطَ بنور ساطع وملاكان يمجدانه بجانبه. أنى لا أستطيع أَنْ أُوضّحَ كيف تحدث كل هذه الأشياءِ، لأنها بعيدة عن فهمنا الإنسانيُ؛ وحتى إن فْهمتها أنا تماماً عندما أراها، فأنها تبدوا مظلمةَ وغامضةَ عندما اَسْعي أن أوضّحها للآخرين.
ما أن أشرق بصيص ضعيف من الفجرِ، رَأيتُ المجدلية ومريم ابنة كلوبا، يونا زوجة خوزى وسالومه يتركن المسكن، ملتفين في إزارهم. حاَملين الأطياب؛ أضاءت إحداهن شمعة في يدّها، سَعتْ أن تَخفيها تحت عباءتها. رَأيتهن يتجهن نحو البابَ الصّغيرَ لدارِ نيقوديموس.






  رد مع اقتباس
قديم 07 - 11 - 2012, 05:16 PM   رقم المشاركة : ( 92 )
Magdy Monir
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية Magdy Monir

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 12
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 58
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 51,017

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Magdy Monir غير متواجد حالياً

افتراضي

الفصل الثامن والستون

قيامة الرب


لقد نظرت نفس الرب بين ملاكين، كانت في ثياب محاربين: كانت مضيئة، مُشرقة، متألقة كالشّمس في منتصف النهار؛ تخترق الصّخرة، تمسّ الجسد المقدّس، تجتاز فيه، ويتحد الاثنان فى الحال، وصارا واحدا. ثم رأيت الأطراف تتحرّك، وجسد يسوع أتحّد ثانية بنفسه وبلاهوته، قام ونفض الكفن الملتفّ حوله وأضئ كل ما فى الكهف .
فى نفس اللّحظة رأيت انفجار حية ضخمة مخيفة على الأرض أسفل القبر. لقد كانت حية ترفع رأسها لتهاجم يسوع؛ وكان لها رأس بشرى. لكن الرب أمسك بعصا بيضاء فى يده، مثبت بها راية كبيرة؛ ووضع قدمه على رأس الحية، وضرب ذيلها ثلاث مرات بعصاه، بعد ذلك اختفت الحية. لقد كنت أرى هذه الرّؤيا نفسها عديد من المرات قبل القيامة، ورأيت مثل هذه الحية، تسعي أن تخفي نفسها في وقت الحبلِ بيسوع: شَبهَ الحية التي أغرت والدينا الأوائل في الفردوس، فقط كانت أكثر ترويعاً. اعتقدتُ بأن هذه الرّؤياِ كَانَت إشارة للكَلِماتُ النّبوية " بنسل المرأةِ يَسْحقَ رأسِ الحية " والذي كَانَ كله مقصودَ أَنْ يَبرهن على غلبة إلهنا على الموتِ، لأنه في نفس اللّحظةِ التي رَأيته يَسْحقُ فيها رأسَ الحية، اختفي القبر من بصري أيضا.
ثم رَأيتُ الجسد المُمَجَّد للرب يقوم، ويعَبرَ خلال الصخور الصلبِة بسهولة وكأن هذه الصخور قَدْ تشُكّلَت من مادة مرنةِ. اهَتزّتْ الأرض، ونزل ملاك في زيِ محاربِ من السّماءِ بسرعةِ البرقِ، دَخلَ القبرَ، رَفعَ الحجر ووَضعه على الجانبِ الأيمنِ، وجلسَ فوقه. برؤية هذا المنظر سقط الجنودِ على الأرض، وبَقوا كأنهم بلا حياة. عندما رأى كاسيوس الضّوءَ السّاطع الذي أنار القبر، اقتربَ من المكانِ حيث وُضِعَ الجسد المقدّس، نَظرَ ومَسَّ الأكفانَ وتَركَ القبر ليَذْهبَ ويُخبر بيلاطس بكل ما حَدث. إلا أنه تَلكّأَ لوقتَ قصيرَ ليُراقبَ تقدم الأحداثِ؛ لأنه على الرغم من أنه قَدْ شَعرَ بالزّلزال ورَأىَ الملاكَ يحركَ الحجرِ، ونَظرَ القبرِ الفارغِ، إلا أنه لم يرىَ يسوع بعد.
فى ذات اللّحظةِ التي دخل فيها الملاكِ القبرَ واهتزت الأرضَ، رَأيتُ الرب يَظْهرُ إِلى أمه المقدّسةِ فى الجلجثةِ. جسده كَانَ جميلَ ومرحَ، وجماله كَان جمال كائن سماويِِ. كان مكُتسِيا بعباءةِ كبيرةِ، بدت بيضاء بتألق، كما كانت تهفهف فى الهواءِ، ترفرف ذهاباً وإياباً مع كل نسمةِ رّيحِ، وتعكس آلاف الألوان الرائعة كلما عَبرتْ أشعة الشمسِ عليها. أشرقتْ جراحه المفتوحة على نَحْو ساطع‏، وكانت مُمكنُ أَنْ تَرى من مسافةِ عظيمةِ: جراح يديه كَانتْ كبيرَ جداً حتى أنه ممكن وضع الإصبعِ فيها بلا صعوبةِ؛ ونفذت أشعة الضّوء منها، منفرجة من جهةِ أصابعه. نفوس البطاركةِ رَكعتْ أمام أمِ مُخلصنا، وتكلم يسوع إليها مُشيرا إلى قيامته، مُخبرا إياها بأشياء عديدة قَدْ نَسيتُها. أراها جراحه؛ وانطرحت مريم لتُقبّلَ قدميه المقدّسة؛ لكنه اَخذَ يدّها، أقامها، واختفىَ.ِ
عندما كُنْتُ على مسافةِ من القبرِ رَأيتُ أضواءَ عذبة متوهِّجة هناك، ورأيت بقعةَ مضيئةَ كبيرةَ في السّماءِ فوق أورشليم.








  رد مع اقتباس
قديم 07 - 11 - 2012, 05:17 PM   رقم المشاركة : ( 93 )
Magdy Monir
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية Magdy Monir

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 12
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 58
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 51,017

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Magdy Monir غير متواجد حالياً

افتراضي


تأمل الرب يسوع


الجمعة المقدّسة قَدْ تلاه فجرِ أحد القيامة المجيدِ. إن كنت قَدْ قَرّرتُ أَنْ لا أفني العالم، فذلك يَعْني أننّي أُريدُ أَنْ أُجدّده وأن أنعشه. أن الأشجار القديمة تَحتاجُ أَنْ تَفْقدَ أوراقها وأن تُشَذَّب لكي تستطيع أَنْ تَعطى نباتات جديدة. أما الأغصان القديمة والأوراق الجافّة، فتصير للُحرق .
افصلْوا الكباش الصّغيرةَ عن الخرافِ، لتستطيع أَنْ تجد مراعي خصبة مُعدة جيداً حيث تستطيع أَنْ تُشبع جوعها وأن تشرب من ماءِ ينابيع الخلاص الصافية ِ....إن دمى الفادى يسَقى الأراضي القاحلة التي أَصْبَحتْ صحاريَ عالمِ النفوس. وهذا الدّمِ سَيَجرى على الأرض دائما طالما أن هناك إنسان واحد ينبغى أن يخلص.
أحبائى, أنى اَرْغبُ ما لستم تُريدونهُ، لكنى أستطيع أَنْ أفعَْلُ ما لا تستطيعوا أَنْ تحصلوا عليه. أن مُهمتكم أَنْ تجعلوني محَبوب من النفوس، وأَنْ تُعلّموهم أَنْ َيعِيشوا معي. أنا لم أمتُّ على الصليبِ، وتعرضت لآلاف العذابات كى أزود جهنم بالنفوس، بل بالأحرىَ، كى أزود السماء بنفوس المختارين .


  رد مع اقتباس
قديم 07 - 11 - 2012, 05:18 PM   رقم المشاركة : ( 94 )
Magdy Monir
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية Magdy Monir

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 12
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 58
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 51,017

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Magdy Monir غير متواجد حالياً

افتراضي


الفصل التاسع والستون
النّساء القدّيسات عند القبر


النّساء القدّيسات كن بالقرب من باب دار نيقوديموس في لحظة قيامة الرب؛ لكنهم لم يروا أي شئ من الأعاجيب التي كانت تحدث عند القبر. لم يكن مدركات بأنّ الحرس قد وضعوا حوله، لأنهم لم يزرن الموضع فى اليوم السّابق، لكونه كان السبت. كانت كل واحدة منهن تسأل الأخرى ماذا سيفعلن بخصوص الحجر الكبير الموضوع على الباب، من الشّخص الملائم الذى يجب أن يسألنه عن إزالته، لأنهن كن منسحقات بالأسى حتى أنهن ما فكّرن في الموضوع من قبل. نيتهن كانت أن يسكبن الطيب على جسد يسوع، وبعد ذلك ينثرن عليه زهور من أكثر الأنواع النّادرة والعطرة، هكذا يقدمون كل الكرامة الممكنة إلى سيدهم الإلهى في قبره. سالومه، التي جلبت أشياء أكثر من أي شخص آخر، كانت سيدة غنية، كانت تعيش في أورشليم، كانت تمت بصفة قرابة للقديس يوسف، قررت النّساء القدّيسات أن يضعن الحنوط على الحجر الذي أغلق باب القبر، وينتظرن حتى يأتي أحد ليدحرجه .
كان الحرّاس ما زالوا راقدين على الأرض، التشنجات القوية التى هزتهم أظهرت كم كان عظيماً رعبهم، والحجر الكبير قد ألقى على أحد الجانبين، حتى أن الباب ممكن فتحه بلا صعوبة. لقد استطعت أن أرى الأكفان التي كانت تلف جسد يسوع مبعثرة في القبر، واللفافة الكبيرة موضوعة في نفس المكان مثلما تركوها، لكنها ملتوية بطريقة بحيث أنك ترى فى الحال أنها لم تعد تحتوى على أي شئ سوى الحنوط التي كان قد وضع حول الجسد، والضّمادات كانت خارج القبر. المنديل الذي غلّفت به مريم الرّأس المقدّس لابنها كان ما زال هناك.
رأيت النّساء القديسات يأتون إلى البستان؛ لكن عندما ميزوا النور القادم من قناديل الحراس، وأشكال الجنود السّاجدة حول القبر، ارتعبن وتراجعن نحو الجلجثة. مريم المجدلية كانت أكثر شجاعة ودخلت البستان وتبعتها سالومه، بينما ظلت بقية النّساء بالخارج.
بدت المجدلية فزعة للحظة عندما اقتربت من الحراس. تراجعت بضع خطوات وانضمّت ثانية إلى سالومه، لكنهما استعادا رباطة جأشهما وسارا سوياً وسط الحرّاس السّاجدين، ودخلن الكهف الذى يحتوي القبر. أدركن على الفور أن الحجر قد دُحرج، لكن الأبواب كانت مغلقة. فتحت المجدلية الأبواب بسرعة، نظرت بحرص في القبر، وكم كانت عظيمة دهشتها برّؤية الأكفان التي أحاطوا الرب بها موضوعة فى أحد الأجناب، وأن الموضع الذى أودعوا فيه الجسد المقدّس فارغاً. ملأ نور سماوي الكهف، وجلس ملاك على الجانب الأيمن. تجمدت المجدلية من خَيْبَة الأمَل‏ والرعب. أنا لا اعرف إن كانت قد سمعت الكلمات التي خاطبها بها الملاك أم لا، لكنها تركت البستان سريعاً بقدر ما تستطيع، وركضت نحو المدينة لتخبر التلاميذ الذين تجمّعوا هناك بما قد حدث. أنى لست اعرف إن كان الملاك قد تكلّم إلى مريم سالومه، لأنى لم أراها تدخل القبر؛ بل رأيتها تترك البستان مباشرة بعد المجدلية، كى تروى كل ما حدث لبقية النّساء القديسات، اللواتي كنّ خائفات ومسرورات بالأخبار، لكن لم يستقر رأيهن إن كانوا سيذهبن إلى البستان أم لا .
في نفس الوقت كان كاسيوس قد بقى قرب القبر بأمل رؤية يسوع، كما اعتقد أنه سيظهر بالتأكيد للنّساء القديّسات؛ لكنه لم يرى شيء، فاتجه نحو قصر بيلاطس ليقص عليه كل ما حدث، توقف أولاً في الوضع الذى تجمعت فيه بقية النّساء القدّيسات، ليخبرهن بما قد رآه، وليحثهن أن يذهبن فورا إلى البستان. تبعوا نصيحته، وذهبن هناك فى الحال. ما أن وصلوا لباب القبر حتى نظروا ملاكان مكتسيان بأردية كهنوتية بيضاء باهرة. النّساء كنّ مرتعبات للغاية، غطوا وجوههم بأياديهم، وسجدوا على الأرض؛ لكن أحد الملاكين خاطبهم, دعاهم ألا يخافوا، واخبرهم إنهم لا يجب أن يطلبوا يسوع المصلوب هناك، لأنه حي، لقد قام، ولم يعد ساكنا بالقبر. أشار إليهم في نفس اللحظة إلى القبر الفارغ، وأمرهن أن يذهبن ويقصوا على التلاميذ كل ما قد رأوه وسمعوه. اخبرهن أيضاً أن يسوع سيذهب أمامهم نحو الجليل، وذكّرهم بالكلمات التي قالها مُخلصنا لهم فى مناسبة سابقة : " أن ابن الإنسان سيسلّم في أيادي الخطاة وأنه سيصلب، ويقوم فى اليوم الثالث ". حينئذ اختفي الملاكان، وتركا النّساء القدّيسات ممتلئات بالبهجة، مع أنهن قد تأثرن بشّدة بالطبع وبكين، نظروا إلى القبر الفارغ والأكفان وبدءوا على الفور يرجعن إلى المدينة. لكنهم كن مُنهكات بعديد من الأحداث المذهلة التي وقعت، حتى أنهم سرن ببطء جداً، وتوقفوا ونظروا للخلف كثيراً، على آمل رؤية الرب، أو على الأقل المجدلية.
في أثناء ذلك وصلت المجدلية إلى حيث تجمع التلاميذ. كانت مثارة وقرعت الباب بعجالة. كان بعض التلاميذ ما زالوا نائمين، وأولئك الذين كانوا مستيقظين كانوا يتحدّثون معاً. فتح بطرس ويوحنا الباب، لكنها كانت تصيح دون أن تدخل الدّار : " لقد أخذوا جسد سيدي، ولست اعرف أين وضعوه " ورجعت فورا إلى البستان. رجع بطرس ويوحنا للدّار، وبعد أن قالا بضع كلمات إلى التّلاميذ الآخرين تبعوها راكضين بسرعة بقدر ما يستطيعون، لكن يوحنا سبق بطرس.
ثم رأيت المجدلية تدخل البستان، وتوجهت نحو القبر؛ بدت قلقة بشّدة، من جهة بسبب الحزن، ومن جهة أخرى لكونها مشت بسرعة. ملابسها كانت رطبة تماما بالنّدى، وتعلقت طرحتها من جانب واحد، بينما شّعرها الذي كانت تتفاخر به كثيرا فى السابق قد سقط على كتفيها دون تنسيق، مشكّلاً عباءة. بكونها بمفردها، كانت خائفة من دخول الكهف، بل توقف للحظة خارجه، وسجدت لأسفل لترى القبر بشكل أفضل. لقد كانت تحاول أن تدفع شعرها الطّويل الذي سقط على وجهها حاجباً الرؤية عنها للخلف، عندما لاحظت الملاكان اللذان قد جلسا في القبر، وسمعت أحدهما يخاطبها قائلاً : " يا امرأة، لماذا تبكين ؟ " أجابت، بصوت مُختنق بالدموع لأنها قد غمرت تماما بالأسى باكتشاف أن جسد يسوع قد اختفى حقا : " لقد اخذوا سيدي، ولست اعرف أين وضعوه ". لم تقل شئ أخر، لكن برؤية الكفن الفارغ، خرجت من القبر وبدأت تنظر حولها في المناطق الأخرى. شعرت بهاجس داخلي أنها ليست فقط يجب أن تجد يسوع، بل أنه قريب إليها تماما؛ ووجود الملائكة بدا لا يزعجها على الأقلّ؛ لم تُظهر حتى أنها مدركة إنهم ملائكة، كل فكرها كان مُستغرقا بالكامل فى فكره واحدة " يسوع ليس هناك! أين يسوع؟ " لقد راقبتها هائمة كشخص مجنون، شعرها يطير على نحو طليق في الرّيح: بدا أن شعرها يغيظها كثيراُ، لأنها حاولت مرة أخرى أن تدفعه بعيد عن وجهها، وبعد ما قسّمته لجزأين، ألقته على كتفيها.
ثم رفعت رأسها ونظرت حولها، ولاحظت منظر شخص ما طويل، مكتسيا بملابس بيضاء، يقف على بعد حوالي عشرة خطوات من القبر على الجانب الشّرقي للبستان، حيث كان هناك علو قليل في اتجاه المدينة؛ الشّكل قد اختفى جزئياً من بصرها بنخلة، لكنها بوغتت بمن يخاطبها بهذه الكلمات : " يا امرأة، لماذا تبكين؟ من تطلبين؟ " ظنت أنه البستاني؛ لأن رداءه كان يشبه رداء البستاني الذى وصفه يسوع في المثل الذي قصه على النّساء القديسات في بيت عنيا قبل وقت قصير من آلامه. جسده لم يكن مضيء، مظهره بالكامل كان بالأحرى مظهر رجل مرتدي ثياب بيضاء ورؤى فى الغسق. بكلمات " من تطلبين ؟ " نظرت إليه وأجابت بسرعة : " سيدي، إن كنت أخذته، أخبرني أين وضعته؛ وأنا آتى وآخذه. " وبدت متلهفة. قال لها يسوع " يا مريم " حينئذ ميزت على الفور صوّته الحبيب، والتفتت بسرعة وأجابت " رابوني " وألقت بنفسها على ركبتيها أمامه، ومدت يديها لتمسّ قدميه؛ لكنه أومأ إليها أن تهدأ، وقال : " لا تلمسّيني، لأنى لم أصعد بعد إلى أبي؛ بل أذهبي إلى أخوتي وقولي لهم: أنى صاعد إلى أبي وأبيكم، إلى إلهي وإلهكم. ثم اختفى.
سبب كلمات يسوع " لا تلمسّيني " قد أتضّح لي بعد ذلك، لكنى لدى فقط تذكر غير واضح لهذا التّفسير. أعتقد أنه استعمل تلك الكلمات بسبب تهور مشاعر المجدلية، التي جعلتها لدّرجة ما تنسي السر العظيم الذي قد اكتمل، وشعر كما لو أن ما تنظره ما زال فى عينيها جسد بشري وليس جسداً ممجّداً.
أما بالنسبة لكلمات يسوع " أنى لم أصعد بعد إلى أبي " فأنا قد أُخبرت بأنّ معناها أنه قد قدّم نفسه إلى أبيه على نحو حار منذ قيامته، ليقدم له الشكر لانتصاره على الموت، ولأجل عمل الفداء الذي أتمّه. لقد رغب منها أن تستنتج من هذه الكلمات، أن الثّمار الأولى للفرح تخص الرب، وأنها يجب أن تعكس وتقدم الشكر له لأجل إتمام سر الفداء المجيد، ولأجل الغلبة التى نالها على الموت؛ وإن هي قبّلت قدميه كما تعودت قبل آلامه، فأنها ما كانت ستفكّر فى شئ سوى فى سيدها الإلهى، وفي نشوة الحبّ قد نسيت بالكامل الأحداث الرّائعة التي كانت تسبّب مثل هذه الدّهشة والبهجة في السّماء. لقد رأيت المجدلية تنهض بسرعة، بمجرد أن اختفى الرب، وتركض لتنظر ثانية في القبر, كما لو أنها ظنت أنها تحت تأثير حلم. رأت الملاكين ما زالا جالسان هناك، وتكلّموا إليها بخصوص قيامة الرب بنفس الكلمات التى خاطبوا بها المرأتان من قبل. رأت أيضاً الكفن الفارغ، وبعد ذلك، شعرت بالتأكيد بأنها ليست واهمة، وأن ظهور الرب كان حقيقي، سارت بسرعة للرجوع للجلجثة لتطلب مرافقيها، الذين كانوا يتجوّلون ذهاباً وإيابا، يراقبون عودتها بلهفة، ومطلقين العنان لنوع من الأمل المُبهم إنهم لابد أن يروا أو يسمعوا شيء ما عن يسوع.
استغرق كل هذا المشهدِ أكثر قليلاًَ من دقيقتان أو ثلاث دقائقِ. كانت حوالي الثالثة والنّصفِ عندما ظهر الرب إِلى المجدلية، ودخل يوحنا وبطرس البستان بينما كانت تَتْركها. يوحنا الذي سبق بطرس قليلاَ، وَقفَ في مدخلِ الكهفِ ونَظرَ داخله. رَأىَ الأكفان موضوعة على أحد الجوانبِ، وانتظرَ حتى جاء بطرس ودَخل القبرَ بعده، ورَأوا الأكفان فارغة. آمن يوحنا بقيامة الرب فى الحال، وفهما كلاهما الكَلِماتَ التى خاطبهم بها يسوع قبل آلامه بوضوح، وأيضا الفقرات المختلفة في الكتاب المقدّسِ التى تتعلق بذلك الحدثِ، الذي كان مازال غامضا إليهم. وَضعَ بطرس الأكفان تحت عباءته، ورَجعوا بعجالة إلي المدينةِ من خلال المدخلِ الصّغيرِ الذى يخص نيقوديموس.
مظهر القبر المقدسِ عندما دَخل التلميذان كَانَ هو نفسه عندما دخلته المجدلية أولا. الملاكان اللذان يَمجدان قَدْ جلسَا، واحد عند الرّأسِ، والآخر في الحدّ الأقصىِ من القبرِ، في نفس الموقفِ عندما كان جسده المبارك يرقد هناك. أنا لا أَعتقدُ أن بطرس كَانَ شاعر بحضورهم. سَمعتُ يوحنا بعد ذلك يُخبرُ تلميذي عمواس، أنه عندما نَظرَ في القبرِ رَأىَ ملاكَ. ربما قَدْ بوغت من قبل هذا المنظرِ، ولهذا رجع للخلف وجعل بطرس يَدْخلَ القبرَ أولا.
بدأ الحرّاس يفيقون في هذه اللّحظةِ، ونهضوا وجَمّعَوا رماحهم، وانزلواْ القناديل، التي كَانتْ على البابِ، كى يَلقونَ بصيصَ من الضوء على الأشياءِ التى تحيط بهمِ. ثم رَأيتهم يَمْشونَ بعجالة خارج البستان في خوفِ وهلعِ واضحِ، في اتجاه المدينةِ.
في أثناء ذلك انضمت المجدلية ثانية إلى النِّساءِ القديّساتِ، وروت لهم رُؤيتها للرب في البستان وبكَلِماتِ الملائكةِ بعد ذلك، وعندئذ ربَطوا ذهنيّا‏ فوراً ما كَانوا قَدْ رَأوه بأنفسهم، وذهبت المجدلية بسرعة إِلى أورشليم، بينما عادت النِّساءَ إِلى البستان حيث توَقّعوا أَنْ يَجدوا التلميذان. قبل أن يَصلوا البستان، ظَهرَ لهم يسوع. وقَدْ اكتُسِى في عباءةِ بيضاءِ طويلةِ، اخفتْ حتى يديه، وقالَ لهم " مرحبا " وثبوا بدّهشةِ، والقوا أنفسهم عند قدميه؛ تَكلّمَ معهم بضع كَلِماتَ، مد يده كما لو أنه يُشيرَ إلى شيء ما إليهم، واختفيْ. ذهبت النِّساء القديسات فى الحال إِلى العلية واخبروا التّلاميذ الذين تجُمّعوا هناك إنهم قَدْ رَأوا الرب؛ كَان التلاميذ مرتابينَ، ولَم يؤمنوا ولا بما ذكرته المجدلية. لقد تعَاملا فى كلتا الحالتين كأنهم متأثرين بتخيلاتهمِ؛ لكن عندما دخل بطرس ويوحنا الغرفةَ ورويا ما قَدْ رَأوا، لم يعَرفوا بماذا يُجيبوا، وقَدْ امتلئوا بالدّهشةِ.
ترك بطرس ويوحنا العلية فورا، الأحداثِ الرّائعةِ التي قَدْ حَدثتْ جعلتهم صامتين ومستغرقين في التفكير‏، وبعد قليل قَابلا يعقوب الصغير ووَتَدَّاوُسُ، اللذان رَغباَ أَنْ يُرافقوهما إِلى القبرِ. كل من يعقوب ووَتَدَّاوُسُ كانا منهكان بشّدة، لأن الرب قَدْ ظَهرَ إليهم قبل وقت قصير من لقائهم لبطرس ويوحنا. رَأيتُ أيضا يسوع يمر بقرب بطرس ويوحنا. أَعتقدُ أن يوحنا قد ميزه، لأنه انطلق‏ فجأة، لكنى لا أَعتقدُ أن بطرس قد رآه.








  رد مع اقتباس
قديم 07 - 11 - 2012, 05:19 PM   رقم المشاركة : ( 95 )
Magdy Monir
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية Magdy Monir

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 12
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 58
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 51,017

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Magdy Monir غير متواجد حالياً

افتراضي


الفصل السبعون

الرواية التي أعطتْ مِن قِبل الحراسِ الذين وُضِعوا حول القبر


أسرع كاسيوس إِلى دارِ بيلاطس بعد حوالي ساعةِ من القيامةِ، كى يَعطيه تقرير مُفصل عن الأحداثِ الهائلةِ التي حَدثتْ. لم يكن بيلاطس قد استيقظ بعد، لكن كاسيوس سُمِحَ له أَنْ يَدْخلَ غرفة نومه. لقد قص عليه كل ما حَدثِ، واظهرَ مشاعره بنبرة قوية. لقد وَصفَ كيف أن الصّخرةَ قد انشقت، وكيف أن ملاك قَدْ نزل من السّماءِ ودَفعَ الحجر جانباً؛ تَكلّمَ عن الأكفان الفارغِة أيضا، وأضافَ بكل تأكيد أن يسوع هو المسيح المنتظرَ، ابن الرب، وأنه قَدْ قام حقاً. استمع بيلاطس إلى هذا التقرير وارتعدَ وارتجفَ بالرّعبِ، لكنه أخفى هياجه بأقصى قوته، وأجاب كاسيوس قائلا : " هل تؤمن أنت أيضاً بالخرافات؛ لقد كان بغاية الحماقة أَنْ تَذْهبَ إلى قبرِ ألجليلي؛ أن آلهته استغلّتْ ضعفك، وأظهرت كل تلك الرُّؤىِ السّخيفةِ كى تُخيفك. أَوصيك أَنْ تظل صامتا، ولا تسرد من جديدَ مثل هذه الحكاياتِ السّخيفةِ إِلى الكهنة، لأنك ستنال منهم ما يُسيئك " لقد ادّعىَ أَنهْ يَعتقدَ بأنّ جسدَ يسوع قَدْ أُخذ مِن قِبل تلاميذه، وأن الحراس قَدْ ارتشِوا ونَاموا، أو ربما كانوا مَخْدُوعين بالسّحرِ، قَدْ اخترعوا هذه القصة من أجل أَنْ يُبرّرَوا تصرفهم. عندما قال بيلاطس كل ما يستطيعه فى هذا الموضوع، تركه كاسيوس، وذَهبَ بيلاطس ليقدم تقدمته إِلى آلهته.
وصل الجنود الأربعة الذين كانوا فى حَراسة القبر بعد قليل إلي قصرِ بيلاطس، وبدءوا يُخبرونه بكل ما كان قَدْ سَمعهَ مسبقا من كاسيوس؛ لكنه لم يَستمعُ إلى شيء أكثرِ وأرسلهم إِلى قيافا. تجُمّع بقية الحرّاسِ في ساحة كبيرةِ بقُرْب الهيكلِ ممتلئة باليهودِ المسنينِ، الذين، بعد مشاورات سّابقةِ، اَخذَوا الجنودَ على أحد الجوانبِ ورّشوهم وّهددوهم سَعيَا أن يُقنعونهم أَنْ يَقُولوا بأنّهم ناموا، وبينما كَانوا نائمين جاء التلاميذ وأخذوا جسد يسوع. الجنود، مع ذلك، اعتَرَضوا، لأن التقرير الذي سيقدمه رفاقهم إِلى بيلاطس سيُناقضُ أي قصة سيخترعونها الآن، لكن الفريسيون وَعدوهم أَنْ يُرتّبوا كل شيء مع الحاكمِ. بينما كانوا ما زالوا يُعارضونَ، جاء الحرّاس الأربعة من مقابلةِ بيلاطس، وسعى الفريسيون أن يُقنعونهم أَنْ يَخفوا الحقيقة؛ لكنهم رَفضوا ذلك وأعلنوا بقوة إنهم لَنْ يُغيّروا ما أعلنوه أولا ولا قيد أنملة.
النّجاة الإعجازية ليوسف الرامى من السّجنِ قَدْ شاعت، وعندما آتهم الفريسيون الجنود بأنهم سَمحَوا للحواريون أَنْ يَحْملوا جسد يسوع، وهَدّدوهم بعقابهم بأقصى عقابِ إن لم يوجدوا الجسد، أجابوا، كما أنه من المحال تماماً عليهم أَنْ يُوجدوا جسد يسوع، فأنه كذلك من المحال للجنودِ الذين هاجموا يوسف الرامى أَنْ يُرجعونه ليسجنوه ثانية. لقد تَكلّموا بأعظمِ ثبات وشّجاعةِ؛ الوعود والتّهديدات كَانت غير مؤثّرةَ على حد سواء. أعلنوا إنهم لن يَتكلّمونَ إلا بالحق ولاشيء إلا الحق وأن عقوبة الموتِ التي أُجيزت على يسوع كَانتْ ظّالمةَ وجائرةَ؛ وأن الجريمة التي اُرتكبت بوَضْعه إِلى الموتِ كَانتَ السّببَ الوحيدَ لمقاطعةِ الاحتفال بالفصحِ. الفريسيون، لَكُونُهم غاضبين تماماً جعلوا الجنودَ الأربعة يُعتَقلونَ ويلقون في السّجنِ، والآخرون، الذين قَبلوا الرشاوى، أشاعوا أنّ جسدَ يسوع قَدْ حُمِلَ مِن قِبل التّلاميذ بينما كانوا نَائمين؛ سعى الفريسيون والصديقونين وأعضاء حزب هيرودس أن يروجوا هذه الأكذوبةِ بأقصى قدرتهم، ليس فقط في المعابد بلِ بين الشعب أيضاِ؛ وصاحبوا هذا التّصريحِ الباطلِ بالأكثر الافتراءات كذبا على يسوع.
كل هذه التدابير الوقائية نَفعتَ لكن قليلاَ، لأنه بعد القيامةِ، عديد من الأشخاصِ الذين سَبَقَ أَنْ ماتوا منذ أمد طويل نُهِضوا من قبورهم، وظَهرواَ إِلى من هم من ذريتهم الذين لم يكونوا قساة القلوب للدرجة التى تمنع نفّاذ النعمةَ، ويَحْثونّهم أنْ يتوبوا ويؤمنوا. أن هؤلاء الموتى قَدْ رآهم عديد من التلاميذ، الذين غلبهم الخوف واهتز إيمانهم وهَربَوا إلى القرى. لقد حَثوهم وشَجّعوهم أَنْ يَرْجعوا، وأعادوا لهم شجاعتهم المفقودة، قيامة هؤلاء الأموات لا تشبه بأقل درجة قيامة يسوع. الذى قام بجسدِ مُمَجَّدِ ليس معرض بعد لا للفساد ولا للموت، وصَعدَ إلي السّماءِ بهذا الجسدِ المُمَجَّدِ على مرأى من كل تلاميذه؛ لكن أجسادَ هؤلاء الموتى كانت جثثَ ساكنةَ، والأرواح الذي سَكنتهم ذات مرة قَدْ سُمِح لها أَنْ تَدْخلها وتُعيدا تحركهم لفترة، وبعد أداء المهمة الموكولة لهم، تركت الأرواح هذه الأجسادِ ثانية، التي رَجعتْ إِلى حالتها الأصليةِ في أحشاء الأرضِ حيث سَيَبْقونَ حتى القيامة في يوم الدينونة. لا يُمكنُ أَنْ أن نقارن عودتهم إِلى الحياةِ إلى إقامة لعازر من الموتِ؛ لأنه رَجعَ حقاً إِلى حياةِ جديدةِ، وماتَ مرة أخرى.










  رد مع اقتباس
قديم 07 - 11 - 2012, 05:19 PM   رقم المشاركة : ( 96 )
Magdy Monir
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية Magdy Monir

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 12
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 58
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 51,017

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Magdy Monir غير متواجد حالياً

افتراضي

الفصل الحادى والسبعون



نهاية التّأملات


فى يوم الأحدِ التّالي , إن كنت أَتذكّرُ بشكل صحيح، رَأيتُ اليهودَ يَغْسلونَ ويطهرون الهيكل. يقدمون ذبائح تكفيرِ، يزيلوا البقايا ويسَعوا أن يَخفوا تأثيراتَ الزّلزالِ بوَضْعِ ألواح خشبيةِ وسجادِ على الهوّةِ والشّقوقِ التى حدثت في الجدرانِ والأرض؛ وأوصوا بالاحتفال بالفصحَ، التي كَان قَدْ قوطعْ في منتصفه، أعلنَوا أنّ الاضطراب كَانَ سببه حضورَ أشخاصِ ملوّثين، وسَعوا أن يُوضّحَوا ظهوراتَ الموتى. أشاروا إلي رؤيا حزقيال، لكني لَمْ أعُدْ أَتذكّرُ. لقد هَدّدوا كل من يتَجاسر ويَقُول كلمة عن الأحداثَ التي حَدثتْ، أو من يتجرأ أن يهمس بها، بالطّردِ وبعقوباتِ قاسية أخرىِ. لقد نَجحوا في إسْكاتِ بعض الأشخاصِ القساة القلوب، المدركين لذنوبهم ويرَغبَون أَنْ يُبعدواَ الموضوع من أذهانهم، لكنهم لم يؤثروا على من كانت قلوبهم ما زالَتْ تَحْتجزُ بعض بقاياِ من الفضيلةِ؛ لقد ظلوا صامتين لفترة، مُخبئين إيمانهم الدّاخليَ، لكن فيما بعد، اسْتِعْاَدوا شجاعتهم، أعلنوا إيمانهم بيسوع إِلى العالمِ بصوت عالي. رؤساء الكهنة كَانوا بغاية الارتباك عندما أدركوا كيف تنتشر تعاليم المسيحِ بسرعة فى كل أرجاء الوطن. عندما كان اسطفانوس شمّاساَ، كل من أوفيل والجانب الشّرقي من صهيون كَانا صغيرانَ جداً على أَنْ يَحتويا على الجماعات المسيحية العديدة، وأضطر جزء منهم أَنْ يقيم في بلدة تقع بين أورشليم وبيت عنيا .
رَأيتُ حنّان في حالةِ من الجنون ويتصرف كإنسان داخله شيطان؛ فى النهاية قَدْ أٌجبر أنْ يلزم بيته، ولم يحدث مرة أخرى مطلقاً أَنْ ظهر على الملأ. قيافا كَانَ ظاهريا أقل تأثيرا، لكنه كان يُباد داخليا بهذا الغضب والغيرةِ .
لقد رَأيتُ بيلاطس؛ كَانَ فى بحث عن زوجته في كل أجزاءِ المدينةِ، لكن جهوده لم تُثمرَ؛ لقَدْ اختبأت في دارِ لعازر في أورشليم. لا أحد فَكّرَ أن يبحث عنها هناك، لأن الدّارِ لم يكن بها سيدات؛ لكن أسطفانوس كان يحَملَ لها الطعامَ هناك، ويعلمها بكل ما يحدث في المدينةِ. أسطفانوس كَانَ ابن عمَ القديس بولس. لقد كَانا أبناءَ أخوين. فى اليومِ التالي للسبت، ذهب سمعان القيروانى إلى الحواريين وناشدهم أن يعلموه كى ينال المعمودية
  رد مع اقتباس
قديم 07 - 11 - 2012, 05:21 PM   رقم المشاركة : ( 97 )
Magdy Monir
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية Magdy Monir

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 12
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 58
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 51,017

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Magdy Monir غير متواجد حالياً

افتراضي رد: رؤية شاهد عيان على آلام المسيح وقيامته

هذا العمل المتميز
مترجم بواسطة الأخ
" صوت صارخ "

الرب يعوضه تعب محبته
ويجازيه أجراً سمائياً
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
آلام المسيح وقيامته التي تنبأت بها الكتب المقدسة
حقائق صادمة جدّاً عن آلام السيد المسيح وقيامته
شاهد عيان أمام مديرية القاهرة: الانفجار أطاح بنا من فوق كراسي المقهى
آلام المسيح وصلبه وقيامته: جوهر البشارة
شاهد عيان بالخصوص :مدير أمن القليوبية هددنا وحاول اعتقال الأقباط المتواجدين أمام الكنيسة


الساعة الآن 11:30 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024