رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كيف نقتنى الصلاة النقية؟
لكي ما نرفع الصلاة بالغيرة والنقاوة اللازمتين لها ينبغي مراعاة الآتي: أولاً: ترك كل قلق متعلق بأمور جسدية ثانيًا: ألا نترك فرصة لأفكارنا أن تشرد في الاهتمام أو حتى مجرد ذكر أي عمل من الأعمال وأن نلقي جانبًا كل الوشايات وكثرة الكلام الباطل (القال والقيل). وقبل كل شيء نترك الغضب، وننزع الكآبة المملوءة قلقًا، ونقتلع جذور الشهوات الجسدية المميتة والطمع. هكذا إذ يرى الإنسان مثل هذه الأخطاء ويستبعدها ويقطعها عن طريق البساطة النقية والبراءة، عندئذ يلزمه أن يضع أساسًا أمينًا من الاتضاع العميق الذي يعين البرج الذي يرتفع إلى السماء. بعد ذلك يُقام عليها بنيان الفضائل الروحية، وتتحرر النفس من كل أحاديث وأفكار هائمة، ويبدأ في التأمل الإلهي، وترتفع النظرة الروحية قليلاً. لأنه بالتأكيد يرِد علينا أثناء الصلاة ما كان يشغل أذهاننا في الساعة التي تسبقها، وذلك من جرّاء دوام نشاط الذاكرة. فما نُريد الانشغال به أثناء الصلاة يلزم أن نُعد أنفسنا للتفكير فيه قبل وقت الصلاة. فالذهن في الصلاة يتشكل حسب الحالة التي يكون عليها قبل الصلاة. عندما نتقدم للوقوف للصلاة، تتراقص أمام أعيننا صُور الحوادث والكلمات والأفكار التي سبقت الصلاة، من غضب وحزن وشهوات وأعمال سابقة، قد تجعلنا نضحك ضحكات ساخرة بفكاهات سخيفة أو بعض التصرفات، أو نتذكر مناقشتنا التي سبقت الصلاة. فإن كنا لا نريد أن يزعجنا شيء أثناء الصلاة، يلزمنا أن نحترس قبل الصلاة لنطهر القلب بعزم من كل هذه الأشياء، بهذا نتمم قول الرسول: "صلُّوا بلا انقطاعٍ" (1تس17:5)، "في كل مكانٍ رافعين أيادي طاهرة بدون غضبٍ ولا جدالٍ" (1تي8:2). ونحن لا نقدر أن ننفذ هذه الوصية ما لم يتنقَ عقلنا من كل بصمات الخطية ويلتصق بالفضيلة، حتى يكون صلاحه طبيعيًا، ويتغذى بالتأمل المستمر في الإله القدير. إمكانيتنا للصلاة طبيعة النفس تشبه ريشة غاية في النعومة أو جناحًا غاية في الخفة، فلو لم تتلفها أو تفسدها رطوبة خارجية، ترتفع طبيعيًا إلى أعالي السموات بحكم خفة طبيعتها وبفضل نفخة بسيطة... هكذا نفوسنا إذا لم تُثقل بالخطايا التي تلمسها، واهتمامات هذا العالم، أو تتلف برطوبة الشهوات المؤذية، فإنها ترتفع بمواهب نقاوتها الطبيعية، وتُحمل إلى الأعالي بنفخة خفيفة من التأمل الروحي وإذ تترك النفس الأمور السفلية المادية تنطلق نحو الأمور السماوية غير المنظورة. لذلك طالبتنا الوصية أن نحذر لئلا تثقل قلوبنا بالتُخمة والسكر واهتمامات هذا العالم (لو34:21). فإذا أردنا وصول صلواتنا لا إلى السماء فحسب بل وإلى ما وراء السماء، لنهتم أن تعود نفوسنا إلى خفتها الطبيعية مغسولة من الأخطاء الأرضية ونقية من كل الخطايا. وهكذا تصل صلواتنا إلى الله من غير أن تعوقها أية خطية. |
21 - 05 - 2012, 09:49 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
موضوع رائع وقيم مرسي لتعب محبتكم
|
||||
21 - 05 - 2012, 09:50 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
الرب يباركك
موضوع راائع ننتظر الجديد والرائع منك |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الصلاة النقية تجد طريقها لدى الله، فهي تتحدث إليه، تسمعه وتثق فيه |
الصلاة النقية تجد طريقها لدى الله، فهي تتحدث إليه |
لأنها ينبوع الصلاة النقية وعونها |
الصلاة النقية |
كيف نقتنى حب الطهارة؟ |