الثقة والوقار في الأسرة
وتحمل الحياة المسيحية طابع الثقة الكاملة، فالرجل يكرس حياته من أجل زوجته، والمرأة تقدس كيانها كله لأجل زوجها... فلا خيانة في نظرات شريرة، أو النطق بكلمات دنسة داخل أو خارج البيت، ولا علاقات مريبة ولا منادمات أو إعجاب في طياته بداية خيانة أو جرح أو شرخ للوحدة المقدسة التي أقامها الروح القدس في سر الزيجة المقدس..
فكما إن المسيح – له المجد – قدس ذاته لأجل كنيسته، هكذا الرجل لأجل أسرته، وكما إن الكنيسة عروس مكرسة لعريسها التي اشتراها بدمه الثمين على الصليب، هكذا المرأة تنظر إلي حياتها العائلية من هذا المنظار.
ويتسم البيت المسيحي بالوقار والحشمة، فهو يرفض الأغاني والتمثيليات الهابطة والنكات والألفاظ البذيئة.
* لهذا تجد الصلوات المرفوعة على المذبح العائلي..
* وتلحظ الأصوام والمطانيات وتلاوة المزامير..
* وتدوم مطالعة سير القديسين واختبارات الآباء الأوليين..
* وتعمل التماجيد للشهداء والنساك ويتشفع أهل البيت بصلواتهم ويتضرعون إلي الله ليرسل ملاكه ليحفظ البيت من كل شر وغم وحزن رديء..
هذه كلها تضفي على الأسرة مسحة روحية وطابعًا وقورًا يجعل البيت قلعة مضيئة وسط ضباب الحياة وأمواجها المضطربة ومبادئها المتصارعة والهدامة والمنحلة. ولعلك تلحظ أيضًا طابع الحشمة عند الزوجين حتى داخل البيت نفسه الذي لا تعلو فيه الأصوات، ولا تحتد فيه المناقشات، وإنما يسوده الهدوء المقدس الذي يشجع على عمق العبادة وصفاء التفكير والدراسة والتحصيل .. إنك عندما تخطو عتبة بيت مسيحي ملئ بالحب والقداسة والوقار تشعر يقينًا إنك في هيكل مقدس ومملكة للرب على الأرض في هذا العالم الهابط.
كتاب الجنس مقدسًا - الأنبا بيمن