منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22 - 10 - 2012, 04:57 PM   رقم المشاركة : ( 1881 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,592

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: القديسين بالحروف الأبجدية

الشهيد هيسيخوس


St. Hesychius

حب أخوي:

نعلم عن سيرته من قصة استشهاد القديس جوليوس St. Julius، أحد شهداء مدينة دوروستورُم Durostorum في مويسيا Moesia (وهي الآن سيليستريا Silistria في بلغاريا Bulgaria).
حين كان القديس جوليوس يُساق إلى الاستشهاد، ناداه هيسيخوس قائلًا:
"إني أصلي يا جوليوس حتى تكمل بفرح ذبيحتك وتنال الإكليل،
ولكي ألحق أنا أيضًا بك.
أرسِل تحياتي الحارة إلى باسيكراتس Pasicrates وفالنتياس Valentius" (وكان هذان القديسان من رفقائهما واستشهدا قبل ذلك بفترة قصيرة).
احتضن جوليوس هيسيخوس وأجابه: "يا أخي تعجل بالمجيء إلينا، واعلم أنهما قد سمعا رسالتك، فإني أراهما واقفين بجانبي كما أراك أنت".
فعلًا استشهد هيسيخوس بعد فترة قصيرة من استشهاد رفيقه، وكان ذلك حوالي سنة 302 م. ومن الأرجح أن رفات هيسيخوس قد نقلت بعد ذلك إلى القسطنطينية.
العيد يوم 15 يونيو.
 
قديم 22 - 10 - 2012, 04:58 PM   رقم المشاركة : ( 1882 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,592

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: القديسين بالحروف الأبجدية

الشهيد هيسيخوس 2

St. Hesychius

كان هيسيخوس (أو إيسيكيوس Esychius) أحد رجال البلاط الملكي في إنطاكية Antioch. وأثناء اضطهاد الإمبراطور دقلديانوس للمسيحيين رفض الذبح للأوثان، فحُكِم عليه بالموت وأُغرِق في نهر أورونتس Orontes، وذلك في الغالب حوالي سنة 297 م. حين كان دقلديانوس في إنطاكية وأمر كل قادته بالذبح للأوثان.
 
قديم 22 - 10 - 2012, 04:59 PM   رقم المشاركة : ( 1883 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,592

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: القديسين بالحروف الأبجدية

القديس الأنبا هيلاري أسقف آرل | إيلاري




St. Hilary Bishop of Arles

بطولة هونوراتُس في اجتذابه للحياة الدينية:

كان هيلاري (401-449 م.) أسقفًا ولاهوتيًا، وُلد في شمال بلاد الغال.
كان من أسرة شريفة أرستقراطية، ويمت بصلة قرابة للقديس هونوراتُس Honoratus الذي أسس دير لرين (Lerinum) Lerins وصار أول رئيس عليه.
إذ نال قسطًا وافرًا وممتازًا من العلم كان من الممكن أن يكون له مستقبل عظيم وناجح في العالم بسبب قدراته المتميزة.
تظهر هنا بطولة القديس هونوراتُس الذي أحب هيلاري وآمن بأنه إنما قد دعي لخدمة الرب. وبالفعل لفترة قصيرة ترك هونوراتُس الجزيرة التي كان متوحدًا بها ليبحث عن قريبه الشاب ويدفعه للحياة الدينية. بالرغم من ذلك وقف هيلاري جامدًا أمام توسلاته، فقال له هونوراتُس بإيمان وهو يودّعه: "سوف أنال من اللَّه ما لم تتنازل أنت عنه!" وبالفعل بسرعة استجيبت صلوات هذا البطل في حبه وإيمانه، فبعد يومين أو ثلاثة وجد هيلاري نفسه في صراعٍ شديدٍ، وقد كتب فيما بعد قائلًا:
"لقد كنت ممزقًا، جانب مني يشعر بأن اللَّه يناديني، بينما يوجد جانب آخر أشعر فيه أن إغراءات العالم تشدني إلى الوراء، وكانت إرادتي تتمايل بين القبول والرفض، ولكن أخيرًا انتصر المسيح في داخلي".

رهبنته:

في اللحظة التي قرر فيها طريقه لم ينظر أبدًا إلى الوراء مرة أخرى، فوزع كل ميراثه على الفقراء والمحتاجين، وذهب لكي يرافق القديس هونوراتُس في دير لرين. ولقد ترك لنا وصفًا عن الحياة المقدسة السعيدة التي عاشها مع الرهبان هناك والتي لم يكن له نصيب أن يستمر فيها طويلًا.

سيامته أسقفًا:

في سنة 426 م. اختير هونوراتُس ليكون أسقفًا لمدينة آرل، ولكونه رجلًا مسنًا كان في حاجة لمساعدة قريبه الشاب.
كان من الصعب على هيلاري أن يترك دير لرين، ولكن هونوراتُس ذهب بنفسه لكي يحضره إليه، وبقيا مع بعضهما حتى وفاة الأسقف. ومع أن هيلاري كان حزينًا جدًا على فقد أبيه الروحي إلا أنه فرح لعودته إلى الدير. ولكن في طريق عودته أرسل إليه أهل آرل رسلًا يطلبون منه أن يكون أسقفًا لهم، وتحت إلحاحهم اضطر أن يوافق، ورُسِم أسقفًا وهو في التاسعة والعشرين من عمره.

عمله الرعوي وحياته الروحية:

في مسئوليته الجديدة كان يهتم برعيته، وفى الوقت نفسه وهو يقضي كل واجباته الرعوية بكل طاقته سمح لنفسه في نسكه فقط بالحصول على ضروريات الحياة. وكان يلبس نفس العباءة صيفًا وشتاءً، ويسافر إلى كل مكان على قدميه. وبجانب حرصه الشديد على مواعيد الصلاة الجماعية حدد لنفسه أوقاتًا لعمله اليدوي الذي كان يبيعه ويتصدق به على الفقراء.
كان شغوفًا جدًا على إعادة المأسورين حتى باع آنية الكنيسة لكي يحصل على المال لذلك الغرض، واكتفى بكأسٍ وصينية من الزجاج.
كان القديس هيلاري واعظًا قديرًا يعرف كيف يطوع كلماته حتى تصل إلى كل الناس بمن فيهم من البسطاء غير المتعلمين.
بجانب اهتمامه ببناء الأديرة كان يهتم بزيارة هذه الأديرة باستمرار ويسعى دائمًا أن يحافظ على النظام والانضباط بين أولاده.

صراعات فكرية:

كأسقف نال القديس هيلاري شهرة ككارزٍ موهوبٍ في الحوارات اللاهوتية المثيرة في كنيسة بلاد الغال حول الأوغسطينية Augistinianism. فمع حبه الشديد لتعليم القديس أغسطينوس كان متحفظًا في لآرائه بخصوص النعمة التي لا تقاوم. ففي مقاومة القديس أغسطينوس للبيلاجية التي تتجاهل النعمة وتركز على الإرادة البشرية والجهاد البشري دافع القديس أغسطينوس عن النعمة، فتجاهل أحيانًا حرية الإرادة البشرية.

نزاعه مع البابا لاون:

عيَّن مجموعة من المستشارين الكنسيين لمساعدته في الخدمة، إلا أن غيرته الشديدة واستقلاله في الرأي جعلاه في بعض الأحيان يتصرف بطريقة سببت له مشاكل عدة مع لاون Leo بابا روما الذي كان يعمل بكل قوة من أجل فكرة الباباوية والسيطرة على الأسقفيات.
يظن البعض أنه قد تصالح مع البابا لاون قبل نياحته، إذ كتب الأخير إلي خليفة هيلاري في آرل مشيرًا إليه أنه "هيلاري ذو الذكرى المقدسة"، وإن كان البعض يشك في إتمام أية مصالحة بينهما.
لسنا نعرف الكثير عن سنوات القديس هيلاري الأخيرة، إلا أنه استمر في عمله في الأسقفية بنفس الحماس والغيرة، إلى أن تنيّح في سنة 449 م. وهو في التاسعة والأربعين من عمره.
  • تُوَجَّه تجارب الشيطان بالأكثر ضد الذين تقدسوا، لأنه يشتاق بالأكثر أن ينال نصرة على الأبرار(1).
العيد يوم 5 مايو.

 
قديم 22 - 10 - 2012, 05:03 PM   رقم المشاركة : ( 1884 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,592

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: القديسين بالحروف الأبجدية

القديس هيلاري أسقف بواتييه | الأنبا إيلاري
إيلاريون أسقف پواتييه | أثناسيوس الغرب | إيلاريوس



اللغة الإنجليزية: St. Hilary of Poitiérs - اللغة اليونانية: Ιλάριος Πικταβίου.
هو أسقف مدينة بواتييه (بواتيه) ولاهوتي وأحد آباء الكنيسة في القرن الرابع، كان معاصرًا للبابا أثناسيوس الرسولي.
كثيرًا ما كان القديس أغسطينوس يستعين به في مقاومته البيلاجيين Pelagians. ويصفه القديس جيروم بأنه: "من أكثر الرجال فصاحة وقوة من اللاتين في مقاومة الأريوسيين".

نشأته:

وُلد هيلاري في بواتييه وكانت أسرته من أشراف بلاد الغال Gaul (فرنسا). نال قسطًا وافرًا من الفلسفة والتعليم الكلاسيكي.
القديسين بالحروف الأبجدية



أيقونة القديس هيلاري أسقف بواتييه (القديس إيلاري اسقف بواتيية)
يقول عن نفسه أنه نشأ وثنيًا، ويعطينا وصفًا تفصيليًا للخطوات التي اتخذها معه اللَّه ليتعرف على الإيمان الصحيح. كان هيلاري يعتقد من الناحية المنطقية أن الإنسان مخلوق حر، ذو مبادئ، وموضوع في هذا العالم ليمارس الصبر والنسك والفضائل الأخرى، التي بها ينال المكافأة بعد انتهاء هذه الحياة. ثم أخذ يسعى في شغف ليتعلم عن اللَّه، وبسرعة اكتشف كذب الاعتقاد بتعدد الآلهة، واقتنع أنه لا يمكن أن يكون هناك إلا إله واحد، وأنه لابد أن يكون أبديًا وغير متغير وكليّ القدرة والعلة الأولى ومُبدع كل الأشياء. بهذه الخلفية وبهذا الاعتقاد تقابل مع الكتاب المقدس وتأثر بشدة من الوصف السامي الذي به يصف موسى اللَّه ومن الكلمات التي تعبر عن وجوده الذاتي: "أنا الذي هو I Am Who I Am". كما تأثر أيضًا من فكرة سلطانه الفائق التي عبّر عنها ووصفها الأنبياء. ثم كمَّلت قراءة العهد الجديد الإجابة عن استفساراته، وتعلم من الإصحاح الأول لإنجيل يوحنا أن الكلمة المتجسد، اللَّه الابن، مساوي في الوجود والأبدية مع الآب، وواحد معه في ذات الجوهر. وهكذا إذ بلغ إلى معرفة الإيمان الصحيح نال المعمودية في سنٍ متقدم نسبيًا.

سيامته أسقفًا:

كان هيلاري متزوجًا قبل مسيحيته وله ابنة اسمها أبرا Apra، وكانت زوجته مازالت موجودة حين اختير أسقفًا لبواتييه حوالي سنة 350 م. وقد حاول بكل قوته الهروب من هذه الكرامة ولكن كان هذا دافع للشعب للتمسك باختياره أكثر، وبالفعل لم تخب توقعاتهم إذ ظهرت فضائله وصفاته المتميزة التي لفتت الأنظار إليه، ليس في بلاد الغال فقط بل وفي الكنيسة بأسرها.
كان هيلاري واعظًا وشاعرًا، وكان يعتبرها مسئولية حياته أن يشهد عن اللَّه لكل العالم ويقود الناس كلهم إلى محبة اللَّه، وكان دائمًا يدعو الجميع أن يبدأوا كل أعمالهم بالصلاة. وكان يشتهي أن ينهي حياته مستشهدًا، وفي محبته للحق لا يخاف من أي ألم يتحمله في سبيل الدفاع عنه.

نفيه:

حين عقد الإمبراطور قنسطنس (قنسطنطيوس) Constantius مجمع ميلان سنة 355 م. الذي حضره من أساقفة الغرب ثلاثمائة أسقف، بينما لم يحضره من أساقفة الشرق غير عدد قليل، طلب من كل الأساقفة المجتمعين توقيع الحرم على القديس أثناسيوس وهدّد من رفض منهم أن ينفيه. نجح الأريوسيون في إقناع الأساقفة الغربيين بوجوب عزله. بيد أن الشجاعة الرسولية لم تلبث أن تجلّت في ستة من هؤلاء الأساقفة الغربيين، وهم الذين تجرأوا من الثلاثمائة أسقف على إعلان الحق.
هؤلاء الستة هم القديس يوسابيوس أسقف فرسيل St. Eusebius of Vercelli ولوسيفر أسقف كجلياري Lucifer of Cagliari والقديس ديونيسيوس أسقف ميلان St. Dionysius of Milan وبولينوس أسقف تريف وروديانوس أسقف تولوز وهيلاري أسقف بواتييه. تجاسر هؤلاء الستة على الوقوف في وجه آباء المجمع ونقض ما اتهموا به ذلك البابا السكندري العظيم معلنين ولاءهم له، فكان نصيبهم النفي والتشريد. أغلب الأساقفة في مجمع آرل ومجمع ميلان سنة 355 م.، أطاعوا أمر الإمبراطور برفض تعليم أثناسيوس عن مساواة الابن للآب في ذات الجوهر. وإذ لم يكن هيلاري حاضرًا استدعى عام 356 م. إلى Biziers وإذ رفض إدانة القديس أثناسيوس طُرد من الغرب.

كتب القديس هيلاري "الكتاب الأول لقسطنطيوس" طلب فيه العمل على إعادة السلام للكنيسة، عازلًا نفسه عن الأساقفة الأريوسيين الغربيين الثلاثة: يورساكيوس Ursacius وفالنس Valens وساتورنينوس Saturninus. فأرسل الإمبراطور إلى يوليانوس، الذي سمي فيما بعد الجاحد، الذي كان في ذلك الوقت حاكم بلاد الغال، يأمره بنفي هيلاري في الحال إلى فريجية Phrygia.
ذهب القديس هيلاري إلى المنفى حوالي منتصف عام 356 م. سعيدًا كما لو كان ذاهبًا إلى رحلة ترفيهية، متحملًا الصعاب والمخاطر والأعداء، إذ كان مثبتًا أفكاره في اللَّه فقط.
القديسين بالحروف الأبجدية



القديس هيلاري أسقف بواتييه (القديس إيلاري اسقف بواتيية)
بقي في منفاه نحو ثلاث سنوات قضاها في كتابة بعض الأعمال، أهمها كان كتابه "عن الثالوث القدوس On the Trinity"، غالبًا ما كتب الفصول الثلاثة الأولى قبل عام 356 م. أثناء نفيه في الشرق تعلم هيلاري اليونانية ودرس كتابات الآباء الشرقيين، فصارت له معرفة كاملة بمجمع نيقية عام 325 م وأدرك معنى تعبير hemoousion. لم يذكر هذا التعبير في كتبه الثلاثة الأولى من عمله "عن الثالوث"، إنما وجد في التسع كتب الأخيرة، كُتب بين 356 و 360 م.
ويرتبط اسم هيلاري بأول ترانيم كُتِبت باللاتينية.

مجمع الأريوسيين في سِليوكية:

حضر هيلاري مجمع سيلوكية حيث دافع عن التعليم الأرثوذكسي بخصوص الثالوث، ومجمع Rimini.
مرة أخرى في عام 359 م. يتدخل الإمبراطور في شئون الكنيسة، فيعقد مجمعًا من الأريوسيين في سيلوكية Seleucia in Isauria ليعادي قرارات مجمع نيقية. كان القديس هيلاري قد قضى في ذلك الوقت ثلاث سنوات في المنفى، فدعاه شبه الأريوسيين semi-Arians إلى المجمع، آملين بذلك أن يكون مفيدًا ومؤيدًا لجماعتهم. إلا أنه لم يكن ممكنًا لأية اعتبارات بشرية أن تثني القديس عن شجاعته. فدافع بمنتهى القوة والشدة عن قرارات مجمع نيقية، حتى أنه في النهاية إذ تعب من كثرة الجدل والاختلاف انسحب إلى القسطنطينية وقدم للإمبراطور طلبًا وهو المسمى "الكتاب الثاني لقنسطنس Second Book to Constantius "، طالبًا منه في بدايته أن يسمح بعقد مناقشة عامة مع ساتورنينوس الذي أصدر أمر نفيه. إذ خاف الأريوسيون من تلك المواجهة أقنعوا الإمبراطور بتطهير الشرق من رجلٍ لا يكل عن أن يحرمهم من السلام، فأعاده قسطنطيوس إلى بلاد الغال سنة 360 م.

مجمع في بلاد الغال:

عاد هيلاري عن طريق الليريكوم Illyricum وإيطاليا حتى يثبت الضعفاء، واستقبله شعب بواتييه بمظاهرات الفرح العظيم. وهناك انضم إليه بعد زمان تلميذه القديم القديس مارتان St. Martin.
انعقد مجمع في بلاد الغال بدعوة من هيلاري، وقرر رفض قرارات مجمع ريميني Rimini الذي عقد سنة 359 م.، حيث ألزم قنسطستوس الأساقفة الأرثوذكس أن يرفضوا قانون الإيمان النيقوي بإعلانهم أن الكلمة كان شبه الآب في كل شيء "مما يحمل جحد كمال لاهوت السيد المسيح. كما قرر المجمع في بلاد الغال حرم ساتورنينوس وقطعه من شركة الكنيسة. ثم عمل القديس على إعادة النظام والانضباط والسلام ونقاوة الإيمان، وبموت الإمبراطور قسطنطيوس سنة 361 م. انتهى عصر الاضطهاد الأريوسي.

سفره إلى ميلان:

القديسين بالحروف الأبجدية



القديس هيلاري أسقف بواتييه (القديس إيلاري اسقف بواتيية) - تتويج القديس هيلارى - من مخطوط من القرن الرابغ عشر
وفي سنة 364 م. سافر هيلاري إلى ميلان لمناقشة أوكسنتيوس Auxentius أسقف المدينة الأريوسي لكي يردّه إلى الإيمان، وفي مناقشة علنية أجبره على الاعتراف بالمسيح أنه الإله الحقيقي من نفس طبيعة ولاهوت الآب
أخيرًا تنيّح القديس هيلاري في الغالب سنة 368 م.

كتاباته:

بعد سيامته مباشرة، وقبل نفيه، قام بكتابة شرح لإنجيل القديس متى Tractutis super Matthaeum وهو مازال موجودًا للآن.
بعد نفيه كتب "عظات عن المزامير" استوحاها عن العلامة أوريجينوس.
اهتم بكتابة الكثير من الردود حول البدعة الأريوسية. ويُدعى القديس هيلاري "أثناسيوس الغرب"، فقد كرز وكتب واحتمل النفي دفاعًا عن لاهوت السيد المسيح.
دفعته غيرته على تثقيف شعب إلى كتابة "عن الثالوث".
اهتم عمله "عن الثالوث" بصفة خاصة بالتعليم اللاهوتي عن الثالوث القدوس في العبارات الواردة بالكتاب المقدس التي تعلن مساواة الابن للآب في ذات الجوهر. عوض تحليل الرأي الأريوسي الخاص "بعدم الولادة" كأمر جوهري يخص اللاهوت ركز هيلاري على الطبيعة الإلهية للابن المولود. كتب "عن المجامع" في النفي حيث فيه أوضح شروحات قوانين الإيمان وعدم ارتياح الشرق لتعبير homoousios (جوهر واحد).
شرح أيضًا العوامل التاريخية للأريوسية في Fragnenta ex apere historica.
وجه عمله ضد قنسطنطيوس الثاني Constantium Contra الذي سبب انقسامًا في الكنيسة بتدخله في الشئون الدينية.
اضطر الإمبراطور أن يلغي قرار نفيه بعد أن وجد أن وجود هيلاري في الشرق يسبب له متاعب بتمسكه بأرثوذكسيته. أُرسل إلى بلاد الغال حيث عمل بكل غيرة بالتعليم عن وحدة الثالوث القدوس؛ ذهب إلى إيطاليا وعاد إلى الغال.
أكد هيلاري الحاجة إلى الإيمان بالثالوث القدوس كما علّمه السيد المسيح فاعتبر من أهم أعماله كتاب De fide "عن الإيمان". لقد أوضح أن وجود اللَّه يمكن التعرف عليه بالعقل وأما طبيعة اللَّه فلا يمكن إدراكها. معرفة الثالوث تتحقق بواسطة إعلان الابن يقول الابن: "أنا فيك وأنت فيّ" (يو4:14). ينسب هيلاري للروح القدس ذات سمات الآب والابن.
في الواقع قدم هيلاري للغرب الغنى اللاهوتي الذي للشرق في عام 1851 م. أعلن بيوس التاسع Pius عنه كمعلم doctor للكنيسة الجامعة.
تعتبره الكنيسة الغربية واضع ألحان إذ وضع ثلاثة ألحان لم تكمل.
يعيّد له الغرب في 14 يناير.

رؤية الله:

"هو يكشف العمائق والأسرار. يعلم ما هو في الظلمة، وعنده يسكن النور" (دا 22:2).
* لا نستطيع بقدرتنا الطبيعية أن نتأمل السماويات. علينا أن نتعلم عن اللَّه من اللَّه، فليس لنا مصدر للمعرفة سوى شخص اللَّه.
ربما تكون مدربًا حسنًا في الفلسفة الزمنية، ليكن! ربما تعيش الحياة الصالحة، هذا كله قد يُضيف إليك شبعًا عقليًا، لكن لن يقدم لك معرفة اللَّه. لقد تبنّت الملكة "ابنة فرعون" موسى واتخذته لها ابنًا، وتهذّب موسى بكل حكمة المصريين. وبسبب ولائه لشعبه انتقم موسى لليهودي بقتل المصري الذي أساء إليه. لكنه بالرغم من أنه لم يعرف اللَّه الذي بارك آبائه، لأنه عندما ترك مصر خوفًا من عمله الذي أُكتشف عاش كراعٍ في أرض مديان. هناك رأى نارًا في عُليقة والعليقة لم تحترق. ثم سمع صوت اللَّه وسأله عن اسمه وتعلم ما هي طبيعة اللَّه. ورغم كل ذلك لم يستطع أن يعرف شيئًا إلا خلال اللَّه نفسه.
يجب علينا نحن أيضًا بالمثل أن تكون حدود كلماتنا عن اللَّه في نطاق الكلمات التي تكلم بها اللَّه معنا عن نفسه(1).
القديسين بالحروف الأبجدية
السيرة من مصدر آخر
نشأته:
ولد هذا القديس في بواتييه عاصمة مقاطعة أكريتين ببلاد الغال (فرنسا)، من أبوين وثنيين. درس الآداب اللاتينية، وتزوج وأنجب ابنة تدعى أبرا Abra. خلال دراسته للكتاب جذبه الروح القدس للإيمان المسيحي حوالي عام 350.

أسقفيته:

لما خلى الكرسي ببواتييه اختاروه أسقفًا لها حوالي عام 353 م.، وبقيت ابنتهما مع أمها في مسكن خاص. فعاش هو وزوجته كأخ مع أخته. بسرعة اشتهر ككارز في بلاد الغال، وقد قاد الدفاع عن العقيدة الأرثوذكسية ضد الأريوسية هناك، فتعرض لمتاعب كثيرة حتى دُعي بأثناسيوس الغرب.
القديسين بالحروف الأبجدية



أيقونة القديس هيلاري أسقف بواتييه (القديس إيلاري اسقف بواتيية)
إذ انعقد المجمع الأريوسي في ميلان عام 355 م. حيث أدان البابا أثناسيوس الرسولي، وطلب من الأمبراطور قسطنطينوس أن ينفى كل الأساقفة الملاصقين له، كتب القديس هيلاري إلى الإمبراطور يطلب منه أن يوقف الاضطهاد وأن يستدعي الأساقفة الأرثوذكس، ويمنع القضاة العلمانيين من التدخل في شون الكنيسة، وإن كان عمله هذا لم يأت بثمر، بل فيما بعد دين ونفى إلى فريجيا بأسيا الصغرى عام 356 م.، وتعرض رجال الكهنوت في بلاد الغال لمضايقات كثيرة.
في عام 357 بعث إليه الأساقفة رسالة يؤكدون فيها ولاءهم له وثباتهم على الإيمان المستقيم. وفي نفس العام كتبت إليه ابنته الوحيدة ابرا تخبره أن شابًا (ابن حاكم المدينة) تقدم إليها للزواج، وكان عمرها ما بين الثالثة عشرة عامًا والرابعة عشر، فأرسل إليها في الحال يسألها أن تركز أفكارها على المكافآت التي وعد بها ربنا يسوع العذارى اللواتي يكرسن حياتهن بالكامل لعريسهن السماوي، ولا يرتبكن بشباك الحب الزمني، فقبلت نصيحته التقوية، وعند عودته من النفي أخذ الله نفسها دون أن تشعر هي بمرض أو ألم.
بناء على رسالة الأساقفة الذين من بلاد الغال، إذ سألوه أن يخبرهم عن إيمان الكنائس الشرقية، كتب "تاريخ المجامع" حوالي عام 358 م.، كما كتب أيضًا في منفاه كتابه "عن الثالوث القدوس"، ومقال "ضد الأريوسية"، كما وضع بعض التسابيح، وقد نسبت له أيضًا تسابيح ليست من وضعه. في هذه الفترة أيضًا عمل على تقريب وجهات النظر بين أساقفة آسيا الصغرى والغال.
بعد أربع سنوات من النفي ذهب إلى القسطنطينية، وسأل الإمبراطور أن يصدر أمرًا بالعفو لكن الأريوسيين وقد أرادوا الخلاص منه من منطقة آسيا الصغرى طلبوا من الإمبراطور أن يعود إلى الغال دون صدور أمر بالعفو عنه، فعاد إلى كرسيه.
في عام 362 أو 363 قام بزيارة إيطاليا بصحبة القديس أوسابيوس فرشيللي. وفي خريف السنة التالية كان الاثنان في ميلان، حيث كان قد وصل الإمبراطور فالنتنيان هناك، وقد امتنع المؤمنون عن دخول الكنيسة حتى لا يشتركوا مع الأسقف الأريوسي أو كسنتيوس. وإذ دخل القديس إيلاري مع أوكسنتيوس في حوار حول العقيدة شعر الأخير بالهزيمة فطلب الإمبراطور أن يأمر القديس هيلاري بترك ميلان. وبالفعل تركها وقد سجل قبيل سفره رسالة للأساقفة والشعب المجاورين يحثهم على الثبات على الإيمان النيقوي.
عاد إلى بواتيية بلده وتنيح عام 368 تاركًا لنا تراثًا ضخمًا وعميقًا في اللاهوتيات والتفاسير.


 
قديم 23 - 10 - 2012, 04:29 PM   رقم المشاركة : ( 1885 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,592

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: القديسين بالحروف الأبجدية

هيلاري أسقف روما | إيلاري



Hilary of Rome

موطنه سردينيا Sardinia . أحد مندوبي لاون أسقف روما في مجمع أفسس الثاني عام 449 م، الذي فيه برَّء القديس ديسقورس أوطيخا (أوطاخي)، الذي قدم إقرارًا بإيمان أرثوذكسي بخصوص تأكيد ناسوت المسيح، إما عن خداع أو كما يظن البعض أنه لم يكن بالرجل اللاهوتي المدرك للتعبيرات اللاهوتية.
انسحب هيلاري من المجمع.
صار أسقفًا على روما سنة 416-468 م.، وقد انشغل بالخلافات بين روما والأساقفة في بلاد الغال وأسبانيا حول رغبة روما في السيطرة (الباباوية) عليهم وقد عقد مجمعًا في عام 465 م. بكنيسة القديسة ماريا St.. Maria Maggiore بروما لحل الخلافات مع الأساقفة الأسبان. اهتمت رسائله بالأكثر بالأحداث الخاصة بالغال وأسبانيا.
 
قديم 23 - 10 - 2012, 04:30 PM   رقم المشاركة : ( 1886 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,592

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: القديسين بالحروف الأبجدية

الشهيدة هيلاريا (إيلارية) و كلوديوس ورفقاؤهم الشهداء



SS. Claudius and Hilaria
في مدينة روما كان تعذيب الشهداء كلوديوس الذي كان عضوًا في مجلس الشيوخ، وزوجته هيلاريا وولديهما ياسون Jason و موروس Maurus وسبعين جنديًا معهم.
 
قديم 23 - 10 - 2012, 04:32 PM   رقم المشاركة : ( 1887 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,592

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: القديسين بالحروف الأبجدية

الشهيدة هيلارية ورفيقاتها الشهيدات




St. Hilaria

شهيدة من أوجسبورج Augsburg استشهدت سنة 304 م.، وهي أم الشهيدة أفرا Afra. ذلك أنها بمعاونة ثلاثة من الخدم وهم ديجنا Digna ويونوميا Eunomia (أومينيا Eumenia) ويوتروبيا Eutropia (أوبريبيا Euprepia) استعادت جسد ابنتها الشهيدة ونقلته في الليل إلى مقابر الأسرة على بعد ميلين من المدينة.
إذ علم القاضي غايوس Gaius بالأمر أرسل إليهم فرقة من الجنود، الذين بحسب الأوامر الصادرة إليهم قبضوا على المجموعة وأمروهم بالذبح للأوثان. وإذ رفضوا تنفيذ هذا الأمر ألقوهم في القبر وأغلقوها عليهم وأحرقوهم بالنار، فنالوا إكليل الاستشهاد. تعيّد له الكنيسة الغربية في الثاني عشر من شهر أغسطس.
 
قديم 23 - 10 - 2012, 04:33 PM   رقم المشاركة : ( 1888 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,592

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: القديسين بالحروف الأبجدية

الشهيد الأنبا هيلاريوس الأسقف | إيلاريوس


St. Hilarius

أسقف أكويليا Aquileia، ويُقال أنه كان أصلًا من بانّونيا Pannonia ورُسِم أسقفًا سنة 276 م.، واستشهد سنة 283 م. بأمر من الوالي بيرونيوس Beronius، وذلك أثناء حكم الإمبراطور نومريانوس Numerianus. تعيّد له الكنيسة الغربية في السادس عشر من شهر مارس.
 
قديم 23 - 10 - 2012, 04:34 PM   رقم المشاركة : ( 1889 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,592

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: القديسين بالحروف الأبجدية

الشماس هيلاريوس | إيلاريوس


Hilarius

شماس من روما أرسله ليبريوس Liberius أسقف روما في بعثة مع لوسيفر Lucifer أسقف كاجلياري Cagliari وبانكراتياس Pancratius الكاهن إلى الإمبراطور قنسطنطيوس Constantius. أثناء وجوده في ميلان لتنفيذ هذه المهمة أثار الأريوسيون موجة اضطهاد عنيفة ضد الكنيسة الجامعة، وذلك بعد مجمع سنة 355 م. وقد عانى هيلاريوس بشدة من أجل ولائه لإيمان مجمع نيقية. انضم هيلاريوس فيما بعد لتابعي لوسيفر، وكتب نيابة عنهم في موضوع إعادة معمودية الهراطقة.
 
قديم 23 - 10 - 2012, 04:36 PM   رقم المشاركة : ( 1890 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,592

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: القديسين بالحروف الأبجدية

القديس هيلاريون الفلسطيني | إيلاريون


Hilarion
مع كوكب البرية الأنبا أنطونيوس:


ولد القديس هيلاريون في قرية تدعى طباثا Tabatha جنوب غزة Gaza وكان أبواه من الوثنيين، أرسلاه إلى الإسكندرية للدراسة حيث تعلَّم هناك الإيمان المسيحي وتعمَّد في سن الخامسة عشر.
في سنة 306 م. كان قد ملأ عبير الأنبا أنطونيوس كل مصر وتجاوزها إلى الخارج. وبين الجموع المتسارعة إلى هذا العملاق الروحي كان هيلاريون الذي لم يكن عمره آنذاك يزيد عن خمسة عشر سنة، ومع صغر سنه فقد وضع أمام عينيه النموذج المثالي الذي هو أب الرهبان.
قضى هيلاريون سنة مع كوكب البرية ثم استأذن في العودة إلى أهله.
إلى صحراء سيناء:


لما وصل بيته وجد أن أبويه قد انتقلا من هذا العالم، وبما أنه أصبح كبير العائلة فقد قسَّم الميراث إلى نصفين: وزَّع النصف الأول منهما على اخوته بالتساوي ووزع النصف الثاني على المعوزين ولم يأخذ لنفسه شيئًا. وبهذا الفقر الاختياري قصد إلى صحراء سيناء، وقد عاش أربع سنوات في كوخ صغير بناه لنفسه من جذوع الشجر، ووصل به الأمر لكثرة ما قرأ من الأسفار الإلهية أن أصبح يعرفها غيبًا، وهذه كانت عادة شائعة بين المصريين.
كان طعامه اليومي عبارة عن خمسة عشر تينة يأكلها بعد غروب الشمس، وحين كانت تثور عليه شهوات الجسد كان يخاطب جسمه قائلًا: "سوف أرى أيها الجحش أنك لن ترفس"، وبهذا الكلام كان يقتطع جزءًا من وجبته الضعيفة.
التبرك بزيارة الأراضي المقدسة:


أخذ ينتقل في رحاب الصحراء السينائية، ثم قصد إلى التبرك بزيارة الأراضي المقدسة. ولما انتهى من تجوله في الأراضي التي تقدست بحياة رب المجد فيها، رأى أن يزور الأديرة الموجودة بها، ففرح بالالتقاء بالقديسين والقديسات وتنسم فيهم عبير السيد المسيح. وقد نجم عن تجواله هذا أن أنشأ بعض الأديرة لأن عددًا عديدًا من الشباب رأى فيه نموذجًا جذابًا للقداسة والمحبة والتواضع التي غرسها فيه الأنبا أنطونيوس، فسارعوا إليه طالبين التلمذة له. وحين رأى الراغبين في الالتفاف حوله انهمرت دموعه حنينًا إلى الوحدة في كوخه الحقير حيث لم يكن له أنيس غير فاديه الحبيب، ودفعه هذا الحنين إلى الرغبة في العودة إلى أب الرهبان، ولكن ملاك الرب أعلمه بأن هذا الكوكب العظيم صار يسطع في الأبدية، ومع ذلك فقد قرر مغادرة المكان الذي هو فيه إلى مكان يكون فيه مجهولًا.
إلى برية القديس العظيم انطونيوس:


على أن أربعين من الشباب صحبوه، فاتجه أولًا إلى برية القديس العظيم أنطونيوس وقضى بها هو وأخوته بضعة أسابيع استعاد فيها ذكريات حياته مع الناسك الكبير وحدثهم عنها.
إلى الواحة الداخلة:


تركهم ولم يستصحب غير تلميذه الملتصق به، واتجه شمالًا إلى الواحة الداخلة مع قافلة أوصلته إلى الواحة الكبرى. وترك القافلة كما ترك تلميذه أيضًا وسار أيامًا طويلة مشيًا على قدميه حتى وصلها. ووجد بها عددًا غير قليل من المصريين وعلى رأسهم أساقفة المدن الخمس منفيين من أجل العقيدة الأرثوذكسية، وبينما هو هناك وصل إليه واحد من أبنائه الروحيين الذين تركهم في الأراضي المقدسة، وظن هيلاريون أنه يستطيع الهروب منه، ولكن الشاب الذي قطع المسافات الطويلة للوصول إليه قرر مرافقته، واتفق كلاهما على الالتجاء إلى إحدى الجزر.وقضيا شهرًا وهما يمشيان وأخيرًا وقعت عيونهما على زرقة البحر المتوسط ووجدا مركبًا ولكن ربانها قال بأنه لا يستطيع أن يأخذ غير شخصٍ واحدٍ فترك هيلاريون ابنه الروحي وركب دون أن يدري إلى أية جهة سيسافر.
عند طرف جزيرة بطرس:


بعد أيام رست المركب عند طرف جزيرة قبرص واستقر القديس في مكان على بعد ميلين من بافوس Paphos، وأحس بفرح لا يوصف حين وطأت قدماه أرضًا لا يعرفه فيها أحدًا.
لجأ إلى غابة خارج المدينة، وكان يجمع الأغصان الجافة ويبيعها ليأكل من ثمنها، وظل بضعة شهور آمنًا مطمئنًا.
لكن عدو الخير ظن أن يقطع عليه خلوته فكان في الواقع أداة في يد اللَّه. ذلك أن قائدًا من كبار القواد الرومانيين كانت تنتابه أزمات شيطانية عنيفة، فدخل الكنيسة ذات يوم طالبًا النجدة، وفي داخل المكان المقدس صاح الشيطان على لسانه: "إن هيلاريون خادم اللَّه على مقربة من هنا ولا يعلم أحد بذلك. ولكني سأجده وأذيع عنه في كل الأرجاء". وللفور جمع القائد الروماني عددًا من رجاله وذهبوا إلى الغابة ووجدوا كوخه بكل سهولة، وما أن دخل المصاب إلى حضرة القديس حتى خرَّ ساجدًا ثم قام معافى لساعته. ومن تلك اللحظة فقد القديس خلوته إذ أتى إليه كل مريض وكل سقيم. وحين كانوا يقدمون له الهبات كان يرفضها بإصرار قائلًا: "لقد وهبني اللَّه مجانًا، وما عليَّ إلا أن أعمل مثله".
بعد شهور تسلل في جناح الظلام وسار وسط الجبال بين الطرق المتعرجة الصاعدة إلى أن عثر على مغارة طبيعية داخل صخرة فانزوى فيها. ومن ركنه الصخري المنعزل كان يرى البحر أمامه ممتدًا إلى الأفق وعن يمينه الكروم الزاهرة الجميلة وعن يساره الجبال بقممها الشاهقة. ومن نعمة اللَّه أن وجد وسط الصخور نبع ماء ينساب فوقها، وفي هذه البقعة المحاطة بالجمال من كل جانب قضى القديس هيلاريون ما تبقى له من السنين، فانتقل وسط هدوء العشرة مع اللَّه هنا إلى التمتع بفردوسه هناك. وكان ذلك سنة 371 م. وله من العمر ثمانون عامًا.
ومن الذين زاروه في مرضه الأخير القديس أبيفانيوس أسقف سلاميس الذي كتب فيما بعد عن حياته وسيرته للقديس جيروم. وقد دُفِن القديس بالقرب من بافوس ولكن القديس هيسيخوس Hesychius تلميذه حمل رفاته ودفنها في ماجوما Majuma بالقرب من موطنه حيث عاش القديس فترة في بداية حياته. العيد يوم 10 أبيب. وفي الكنيسة الغربية العيد يوم 21 أكتوبر.
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
ما لم يستطع الناموس أن يتمّمه بالحروف تحقّق بالإيمان
صلوات سهمية بالحروف الأبجدية
ايات بالحروف الابجدية من الكتاب المقدس
توبيكاتنا الجميلة بالحروف الابجدية
الأحباب ينتحرون بالحروف والسهر والحنين


الساعة الآن 03:14 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024