منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19 - 10 - 2012, 11:07 AM   رقم المشاركة : ( 1791 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,597

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: القديسين بالحروف الأبجدية

المعلم نخلة



المعلم إبراهيم نخلة:


من أراخنة الكنيسة في أوائل القرن التاسع عشر، أبوه المعلم إبراهيم نخلة نشأ في قرية أم خنان بمحافظة الجيزة ثم أصبح من كبار الكتبة العاملين في ديوان محمد علي باشا. وكان نخلة ابنه الأكبر فألحقه أبوه بالكتَّاب في طفولته تبعًا لعادة القبط آنذاك، فتفوق في دراسته. ولما بلغ سن الشباب اتخذه أبوه مساعدًا له في أعمال الديوان ليدربه عليها، فبرع في الأعمال الحسابية والكتابية والإدارية حتى اتخذه شريف باشا الكبير كاتم أسراره. ولما كان هذا الباشا يقيم في الإسكندرية فقد انتقل المعلم نخلة إليها هو وعائلته.
حدث أن طلب محمد علي باشا كبير كتبته آنذاك المعلم وهبة أن يقدم له حسابًا شاملًا عن أمور الدولة، وعجز الكاتب عن تلبية أمر الوالي الذي غضب عليه ونحّاه جانبًا. ولثقة شريف باشا في كاتم أسراره حوَّل عليه طلب الوالي، فاضطرب المعلم نخلة وخشي أن يصيبه ما أصاب المعلم وهبة. وفي حيرته استشفع بمارمرقس الإنجيلي الكاروز ثم نذر أن يوقف كل ما يملك من أراضٍ على الكنيسة. وهذه تقع الآن ما بين شوارع شريف وسيزوستريس والكنيسة القبطية وطوسون بالإسكندرية.
ثم قصد إلى قصر رأس التين لمقابلة محمد علي باشا، وقد مكث بذلك القصر يومين نجح خلالهما في إنجاز العمل المطلوب وقدّمه إلى الباشا الذي أبدى له كل الرضى. وإذ غادر القصر ذهب لساعته إلى الكنيسة المرقسية وقدم الشكر لله والتمجيد لقديسه، ثم قابل المسئولين بها واتخذ معهم الخطوات اللازمة لتنفيذ نذره، وبعد ذلك عاد إلى بيته. ولقد أنجب المعلم نخلة ثلاثة بنين هم: إبراهيم وصالح وسمعان، ورباهم تربية مسيحية حقة. ومن أحفاده الشماس كامل صالح المؤرخ المعروف الذي كتب الكثير من الكتب والمقالات عن باباوات الإسكندرية ومطارنة الكرسي الأورشليمي وغيرهم.
 
قديم 19 - 10 - 2012, 11:08 AM   رقم المشاركة : ( 1792 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,597

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: القديسين بالحروف الأبجدية

الشهيد الأنبا نرسِس الأسقف ورفقاؤه الشهداء

لقاء مع الملك:


في السنة الرابعة للاضطهاد الكبير الذي أشعله سابور الثاني Sapor II في فارس، قُبض على نرسِيس (نارسيس، نارسس) St. Nerses أسقف ساجِرد Sahgerd وتلميذه يوسف، حدث ذلك أثناء وجود الملك في المدينة.
حين أُحضِرا أمامه قال الملك للأسقف: "إن شيبتك وحداثة سن تلميذك يجعلانني أشفق عليكما. لذلك فلتراعيا سلامتكما واعبدا الشمس، وسوف أغدق عليكما عطايا كثيرة".
أجابه نرسِس:
"كلامك المعسول لا يخدعنا.
إنني أبلغ الثمانين من عمري الآن وكنت أخدم لله منذ طفولتي، وأطلب إليه أن يحفظني من هذا الشر العظيم حتى لا أخونه بعبادة مخلوقات يديه".
هدّده الملك بالموت فأجابه القديس: "ولو كان في قدرتك أن تميتنا سبع مرات، فلن نستسلم".
حديث مفرح بين الأسقف وشماسه:


سيق الشهيدان خارج البلد وكان يتبعهما جمع غفير، وفي مكان الاستشهاد قال يوسف لمعلمه: "أنظر كيف يتطلع الشعب إليك؟ إنهم ينتظرون أن تصرفهم بسلام وتعود إلى بيتك". عانقه الأسقف قائلًا: "إنني متهلل يا ابني المبارك، لأنك كسرت فخاخ هذا العالم ودخلت من الباب الضيق المؤدي إلى ملكوت السماوات"، ثم قطعوا رأسيهما ونالا إكليل الاستشهاد في سنة 343 م.


استشهاد خصي في القصر الملكي:

في نفس تلك الأحداث نال الكثيرون أكاليل الاستشهاد. كان من بينهم خصي في القصر الملكي رفض الذبح للأوثان، فصدر الأمر إلى فاردان Vardan، الذي كان كاهنًا وجحد الإيمان من شدة خوفه أثناء محاكمته، أن يقتله بيديه. تقدم الجاحد إلى الشهيد، ولكن حين وقعت عيناه عليه ارتجف ولم يجرؤ على الاقتراب منه.
فقال له الشهيد: "هل تقدر وأنت كاهن أن تقتلني؟ حقًا إنني مخطئ بدعوتك كاهنًا، فهيا تقدم ونفذ الأمر ولكن تذكر خيانة يهوذا وكيف كانت نهايته". عندئذ تقدم البائس فاردان وبيدين مرتعشتين طعن الشهيد فقتله، وهكذا نال إكليل الشهادة. العيد يوم 20 نوفمبر.
 
قديم 19 - 10 - 2012, 11:11 AM   رقم المشاركة : ( 1793 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,597

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: القديسين بالحروف الأبجدية

القديس الأنبا نركيسوس الأسقف


في اليوم الأول من برمهات سنة 222 م.، تنيّح الأب القديس نركيسوس أسقف بيت المقدس، الذي أقيم أسقفًا سنة 190 م. في عهد ألكسندروس قيصر الذي كان محبًا للمسيحيين. وكان هذا الأب قديسًا كاملًا في جميع تصرفاته، فرعى شعبه أحسن رعاية، ولم يلبث قليلًا على كرسيه حتى مات ألكسندروس، وقام بعده مكسيميانوس قيصر الذي أثار الاضطهاد على المسيحيين، وقتل عددًا عظيمًا من الأساقفة وغيرهم، حتى هرب بعضهم تاركين كراسيهم، أما هذا الأب فقد ذهب إلى البرية. وإذ لم يعرف شعبه عنه شيئًا اختاروا لهم عوضًا عنه إنسانًا اسمه ديوس، فأقام زمانًا ثم تنيّح، فقدموا آخر اسمه غوردينوس.
لما انقضى زمان الاضطهاد عاد الأب نركيسوس إلى أورشليم، فقابله شعبه بفرح عظيم، وطلب إليه غوردينوس أن يتسلم كرسيه، فلم يقبل وآثر الوحدة، فالحَّ عليه أن يبقى معه بالقلاية فأقام معه سنة، تنيّح على أثرها غوردينوس فتسلم القديس نركيسوس كرسيه، وكان قد ضعف وكبر جدًا، فطلب من أبنائه أن يختاروا أسقفًا آخر لهم فأبوا.
أخيرًا تنيّح بسلام وكانت مدة جلوسه على كرسي الأسقفية سبعًا وثلاثين سنة، وجملة حياته مائة وستة عشر سنة. العيد 1 برمهات.
 
قديم 19 - 10 - 2012, 11:12 AM   رقم المشاركة : ( 1794 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,597

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: القديسين بالحروف الأبجدية

الشهيد الأنبا نسطور الأسقف




St. Nestor
اهتمامه بشعبه:


أثناء حكم الإمبراطور ديسيوس Decius سعى بوليو Pollio حاكم بامفيلية Pamphylia وفريجية Phrygia لمداهنة الإمبراطور ونوال الحظوة لديه، فأمعن في تنفيذ فرمان الإمبراطور ضد المسيحيين بكل قسوة ووحشية.
في ذلك الوقت كان نسطور أسقفًا لماجيدوس Magydus الذي نال احترام المسيحيين والوثنيين على السواء وتقديرهم. وإذ كان يعلم أنه بسبب شهرته وصيته سيكون مُستَهدَفًا من قِبَل الحاكم مع ذلك لم يحاول الهروب.
كان كل همّه الاعتناء برعيته الذين عمل على إرسالهم إلى أماكن آمنة بعيدًا عن الخطر، بينما بقي في البيت يصلي من أجل شعبه ومنتظرًا استشهاده.
القبض عليه:


في أحد الأيام بينما كان يصلي قيل له أن جنود الوالي جاءوا يطلبونه، فلما رأوه حيّوه باحترام. سألهم القديس: "يا أبنائي ماذا أتى بكم إلى هنا؟" أجابه الجنود: "القاضي والمسئولون يطلبونك". رشم القديس نفسه بعلامة الصليب وسار معهم حتى وصلوا إلى المحكمة، وعندما دخل وقف الجميع احترامًا له، وقاده الجنود إلى مكان يليق بمكانته.
سأله القاضي: "سيدي، ألا تعلم أمر الإمبراطور؟"
أجابه القديس: "أنا أعلم أمر الله القدير السرمدي لا أمر الإمبراطور".
قال له القاضي: "أطِع الأوامر بهدوء حتى لا تُحاكَم"، ولكن الأسقف لم يحد عن رأيه. حذره القاضي فأجابه القديس: "العذابات الوحيدة التي أخشاها هي عذابات إلهي، وكن واثقًا أن بالتعذيب أو بدونه لن أعترف بإله غيره".
إرساله للحاكم:


أمام ثباته أدركت المحكمة أنه لابد من إرساله للحاكم. أخذه القاضي إلى بِرجة Perga، ومع أنه لم يكن هناك أحد من أصدقائه وأبنائه إلا أن صيته كان قد سبقه.
في البداية طلب منه الحاكم بلطف ترك إيمانه، وعندما رفض القديس بشدة أمر الحاكم فوضعوه على آلة تعذيب تسمى "الحصان الصغير" little horse. وبينما كان الجلاد يمزق جِنبيه العاريين بخطاطيف حديد كان القديس يرتل: "سأقدم الشكر لله كل الأوقات وسيكون تسبيحه دائمًا على لساني".
سأله الحاكم إن كان لا يخجل من وضع ثقته في إنسان مات مصلوبًا، فرد عليه نسطور: "هذه قضيتي وقضية كل من يدعو باسم الرب". بدأ الجمع يزمجر، فسأله الحاكم مرة أخيرة: "هل ستكون معنا أم مع المسيح؟"، فأجاب القديس بكل ثبات: "مع مسيحي كنت دائمًا، وأنا معه الآن، وسأكون معه دائمًا".
أمر الحاكم بصلبه وتم تنفيذ الحكم، وبينما كان القديس معلقًا على الصليب كان يشجع المسيحيين الواقفين حوله ويثبتهم. وكان عبوره بمثابة انتصار، لأنه حين صرخ نحوهم: "يا أبنائي لنركع ونصلي لله" ركع كل الجمع الواقف سواء كانوا مسيحيين أم وثنيين وصلّوا بينما أسلم القديس روحه، وكان استشهاده سنة 251 م. العيد يوم 26 فبراير.
 
قديم 19 - 10 - 2012, 11:15 AM   رقم المشاركة : ( 1795 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,597

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: القديسين بالحروف الأبجدية

نسطور المبتدع

بطريرك للقسطنطينية:


وُلد نسطور في سوريا بمدينة مرعش وتربى في إنطاكية وهناك ترهّب بدير أيروبيوس، وقد تتلمذ على يدي ثيودوروس الميصي. اختير بعدما تم تعليمه ليكون شماسًا ثم قسًا في كاتدرائية إنطاكية، واشتهر بفصاحته وقوة عظاته.
اختاره الإمبراطور ثيؤدوسيوس الصغير ليكون بطريركًا للقسطنطينية، وعند ارتقائه لهذا المنصب الرفيع لم يحتمل عظمة المكانة الذي اختير لها، فسلك بالكبرياء والعظمة وأُعجب بذاته، حتى أنه في إحدى عظاته وجه خطابه للإمبراطور قائلًا:
"استأصل أيها الملك معي الهراطقة، وأنا أستأصل معك جنود الفرس الأردياء.
وبعد أن تقضي على الأرض حياتك السعيدة أضمن لك أخيرًا جنة الخلد في السماء".
كان نسطور قبل جلوسه على كرسي القسطنطينية مملوء غيرة في الدفاع عن الإيمان المستقيم ضد الهراطقة، ولكنه للأسف تحول سريعًا وسقط في بدعته الشنيعة، وقد كان سقوطه عظيمًا، حتى قال عنه أحد المؤرخين: "إن نسطور حارب جميع الهرطقات ليمهد السبيل لهرطقته".

القديسين بالحروف الأبجدية


تمثال نسطور الهرطوقي أو نستور
أقنومان وشخصان وطبيعتان للمسيح:


يمكن تلخيص المبادئ التي نادى بها نسطور في الآتي:
1. جعل في المسيح أقنوميّن منفصلين ومتمايزين، لذلك رفض عقيدة الاتحاد بين الناسوت واللاهوت كاتحاد حسب الطبيعة كاتا فيزين kata fuVin كما رفض الاتحاد الأقنومي Hypostatic union، أي رفض الوحدة بحسب الأقنوم بكونه اتحادًا يفوق الوصف والإدراك ولكنه اتحاد حقيقي لا يمكن أن ينفصل.
الاتحاد الأقنومي يعني أن أقنوم الله الكلمة هو نفسه الذي وُلد من العذراء أو الذي تجسد من العذراء أو الذي أخذ جسدًا منها. ولهذا يكون في المسيح أقنوم واحد. ولا يوجد اتحاد أقنومي في الوجود كله إلا في تجسد كلمة الله.
2. اعتبار أن العلاقة بين اللاهوت والناسوت هي مجرد اتصال
Conjoining. 3 اعتبار أن الكلمة هو ابن الله، وأن يسوع هو ابن العذراء مريم. كان نسطور ينادي في بدعته أن في السيد المسيح أقنومين وشخصين وطبيعتين، فهو حين يصنع المعجزات يكون ابن الله، وحين يتألم ويجوع ويعطش ويصلب ويموت يكون ابن مريم.
4. اعتبار أن الإنسان مُختار من الكلمة وقد أنعم عليه الله الكلمة بكرامته وألقابه، ولذلك نعبده معه بعبادة واحدة.
أما تعليم القديس كيرلس يقول أنه لا يوجد شخص بشري اتحد به أقنوم الكلمة، وأن كلمة الله بحسب ألوهيته هو غير متألم ولكن ابن الله تألم بالجسد أو حسب الجسد. جاء بشخصه أي أن آلام الجسد هي آلامه هو. وهكذا نسب إلى شخصه الآلام والموت.
بالاتحاد بكلمة الله غير المحدود صار الجسد المحدود يموت نيابة عن الكل... نقل كلمة الله إليه الجدارة أو الاستحقاق. كما أن ما يخص الجسد ننسبه إلى كلمة الله مثل الميلاد والآلام؛ هكذا ننسب غير المحدودية إلى الذبيحة على الصليب.
5. يرفض تسمية السيدة العذراء والدة الإله ويسميها "أم المسيح"... يرفض لقب "ثيئوتوكوس"، قائلًا أنها أم يسوع فقط. كما ينادى بـ "خريستوطوكوس" (والدة المسيح الإنسان).
القديسين بالحروف الأبجدية


غلاف كتاب بازار هيراكليديس لنسطور المهرطق

وبحكم منصبه كبطريرك القسطنطينية وبما له من نفوذ وجبروت بدأ ينشر بدعته الفاسدة في كل مكان مستعينًا ببعض الآباء الكهنة والأساقفة أيضًا.
أما عن الشعب المسيحي في القسطنطينية فإنه لما سمع أقوال نسطور رفضها رفضًا تامًا لعدم اتفاقها مع كلمة الله المقدسة، وبدأوا يثورون ضد نسطور الذي ازداد في عناده وتصلّفه.
كما حضر إليه جمع من الرهبان وبيّنوا له خطأ هذه التعاليم وانحرافها عن الإيمان المستقيم، فغضب عليهم وأمر بحبسهم في الكنيسة، كما أمر أتباعه بنزع ملابسهم وضربهم وإهانتهم، ثم أوثقوهم بعامود وراحوا يضربونهم على بطونهم.
تدخل البابا كيرلس الكبير:


ولما اشتد الجدال في القسطنطينية بسبب هذا الأمر وصل الخبر إلى البابا كيرلس الكبير بطريرك الإسكندرية الذي اهتم بالدفاع وتثبيت اللقب التقليدي للعذراء وهو ثيؤتوكوس أي والدة الإله، باعتباره ليس لقبًا مجردًا يكرمها، إنما لأنه يحمل إعلانًا لعقيدة إيمانية جوهرية حول شخص السيد المسيح نفسه، بشأن اتحاد لاهوته بناسوته، مؤكدًا أن هذا هو التعبير واللقب التقليدي والكتابي الذي اختاره أثناسيوس الرسولي.
انتهز البابا كيرلس فرصة عيد الفصح عام 428 م. وكتب في رسالته الفصحية ما يفند هذه البدعة وأرسلها إلى جميع الكنائس في كل مكان، كما أرسل رسائل كثيرة إلى نسطور، ملأها بالحجج الدامغة والبراهين القوية التي تظهر فساد هرطقته، لعله يقتنع ويرجع عن ضلاله.
وأمام إصرار نسطور على رأيه ومعتقده عقد البابا كيرلس مجمعًا مكانيًا في الإسكندرية من أساقفة الكرازة المرقسية أدان فيه نسطور وشجب كل تعاليمه، وأرسل تقريرًا بما حدث في المجمع إلى سفرائه الموجودين في القسطنطينية وإلى كلستينوس أسقف روما، ثم إلى الإمبراطور ثيؤدوسيوس حين رآه يدافع عن نسطور حاسبًا إياه رجلًا فاضلًا عالمًا.
يقول القديس كيرلس الكبير في رسالته إلى أكاكيوس أسقف ميليتين Melitene:
[إنه يقسِّم الابن الواحد إلى ابنين. واحد منهما - ينظر إليه في انفصال عن الآخر - ويقول عنه إنه ابن ومسيح ورب، إنه الكلمة المولود من الله الآب. أما الآخر، وهو أيضًا في انفصال عن الآخر، يقول عنه إنه وُلد من العذراء القديسة؟[ (رسالة10:40).
[عندما كان نسطور يعظ في الكنيسة كان يقول: "لهذا السبب أيضًا يُسمى المسيح (الله الكلمة) لأن له اتصال لا ينقطعUninterrupted conjoining مع المسيح". وأيضا يقول: "إذن فلنحفظ اتصال الطبيعتين الغير مختلِط unconfused conjoining of natures، ولنعترف بالله في الإنسان وبسبب هذا الاتصال الإلهي نوقِّر ونكرم الإنسان المعبود مع الله الكلى القدرة".] (رسالة 40: 12).
من الواضح من الأقوال التي ذكرها القديس كيرلس عن نسطور أن نسطور قد علّم بابنين ومسيحين الواحد منهما الله والآخر إنسان، وقد نتج عن الهرطقة النسطورية أمران خطيران:
أولًا: إنزال يسوع الناصري إلى مرتبة نبي أو إنسان قديس حلّ عليه أقنوم الكلمة بعد أن اختاره بسابق علمه وقوّاه. وقد رفض القديس كيرلس هذا التعليم الذي ظهر أثره بعد ذلك في القرن السابع الميلادي.
ثانيًا: الشِرْك بالله في العبادة بأن يُعبَد إنسان مع الله بعبادة واحدة نتيجة أن الله قد أعطى هذا الإنسان كرامة مساوية لكرامة الله، وهذا قد فتح الطريق لرفض المسيحية بعد ذلك.
أخيرًا قام البابا بعقد مجمع إقليمي آخر في الإسكندرية، عرض فيه كل المحاولات لمقاومة بدعة نسطور والرسائل التي كتبها في هذا الشأن، فكتب الآباء بدورهم لنسطور يوضّحون له اعتقادهم في الإيمان بالسيد المسيح، كما قدّم البابا كيرلس اثني عشر بندًا شرح فيها العقيدة المسيحية السليمة، وحرم فيها كل من يتعدّاها، وهي التي سميت فيما بعد "الحرومات الإثني عشر".إلا أن نسطور احتقر الرسالة والحرومات وقام بكتابة بنود ضدها، وهكذا انقسمت الكنيسة إلى قسمين: الأول يضم كنائس روما وأورشليم وآسيا الصغرى وهذه الكنائس أيّدت البابا كيرلس في رأيه، والثاني يضم كنيستي إنطاكية والقسطنطينية التي هي كرسي نسطور.
مجمع أفسس:


أمام هذا الانقسام طلب البابا كيرلس من الإمبراطور ثيؤدوسيوس أن يعقد مجمعًا لدراسة الأمر، فاستجاب الإمبراطور لطلب البابا وأرسل لجميع الأساقفة بما فيهم نسطور لكي يجتمعوا في أفسس، وكان اجتماعهم يوم الأحد 13 بؤونة سنة 147 ش الموافق 7 يونيو سنة 431 م. وقد انتهى المجمع بحرم نسطور ووضع مقدّمة قانون الإيمان.
نفيه:


وحين وصلت قرارات المجمع إلى الإمبراطور ثيؤدوسيوس الصغير ثبّتها، وأمر بنفي نسطور بعيدًا عن القسطنطينية.
قرّر الإمبراطور نفي نسطور إلى ديره الأول أيروبيوس الذي نشأ فيه، كما نفى عددًا كبير من الأساقفة من أتباعه، ومكث هناك في الدير أربع سنوات. غير أنه لم يهدأ بل ظلّ ينفث سمومه بين الرهبان مما أغضب الإمبراطور، فأصدر أمره بإحراق جميع مؤلفاته ونفيه إلى بلاد العرب ثم أخميم، التي كانت عاصمة للإقليم التاسع من أقاليم جنوب مصر الـ22، حيث كان المسيحيون هناك شديدي التمسك بإيمانهم ولا يُخشى عليهم من وجوده مقيمًا بينهم.
ظل مقيمًا هناك حتى مات منبوذًا مكروهًا من الجميع، ودُفن في أخميم سنة 450 م. وقد اعتاد أقباط أخميم أن يرجموا قبره بالحجارة، ويلقوا عليه القمامة والتراب حتى تكوَّن من ذلك كوم أو تل نسطور في النصف البحري الشرقي للمدينة.
ومن الجدير بالذكر أن أي شخص يؤمن بإيمان نسطور هذا (النساطرة أو النسطوريين)، لا يتم اعتبارهم مسيحيون؛ لأن جوهر الإيمان المسيحي هو أن "المسيح هو ابن الله الحي" (أقنوم الكلمة الإلهي)، أما نسطور فينادي بأن المسيح شخص آخر، حلّ فيه أقنوم الكلمة(1). ومن هذا المنطلق، يجب على الأشوريين (الكنيسة الآشورية) أن يقبلوا قرارات مجمع أفسس، ويقوموا بالتخلي عن تقديس نسطور (أي اعتباره قديسًا)، فلن نقبل انضمامهم لمجلس كنائس الشرق الأوسط لكونهم نساطرة.
 
قديم 19 - 10 - 2012, 11:16 AM   رقم المشاركة : ( 1796 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,597

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: القديسين بالحروف الأبجدية

الشهيد نسطور ويوسابيوس ونِستابُس وزينون الشهداء




SS. Nestor, Eusebius, Nestabu and Zeno
كان يوسابيوس ونِستابُس وزينون ثلاثة أخوة مسيحيين، اتُّهِموا بتحطيم معبد وثني في غزة Gaza، فسُجِنوا وجُلِدوا واستشهدوا في زمن الإمبراطور يوليانوس الجاحد في سنة 362 م.
 
قديم 19 - 10 - 2012, 11:16 AM   رقم المشاركة : ( 1797 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,597

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: القديسين بالحروف الأبجدية

الشهيد نهروه




من الفيوم وكان يخاف الله جدًا، ولما سمع بأخبار الشهداء ذهب إلى الإسكندرية ليموت على اسم السيد المسيح، فقيل له في رؤيا: "لابد لك أن تمضي إلى إنطاكية".
وفيما هو يفكر كيف يذهب إلى هناك أرسل له الرب الملاك ميخائيل فحمله على أجنحته من الإسكندرية إلى إنطاكية، وأوقفه أمام دقلديانوس الملك، فاعترف قدامه بالسيد المسيح.
سأله الملك عن اسمه وبلده، ولما عرف أمره تعجب من حضوره بهذه الحالة، وعرض عليه جوائز كثيرة ليرجع عن إيمانه فأبى. ثم هدده فلم يخَف، فأمر الملك بتعذيبه بأنواع كثيرة، فعذبوه تارة بإطلاق الأسود عليه، وتارة بحريق النار، وتارة بالمعصار، وتارة بوضعه في قزان وتوقد النيران تحته. وأخيرًا قطعوا رأسه المقدس بحد السيف ونال إكليل الشهادة.
اتفق حضور القديس يوليوس الأقفهصي هناك وقت استشهاده فأخذ جسده وأرسله مع غلامين له إلى بلده بكرامة عظيمة. العيد 7 هاتور.
 
قديم 19 - 10 - 2012, 11:18 AM   رقم المشاركة : ( 1798 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,597

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: القديسين بالحروف الأبجدية

الآباء نوبي المعترف وأباهور وإشعياء وبولس القديسون




Paul Nopi, Abba Hor, Isaiah and the Confessor
يقول القديس جيروم في كتابه "مشاهير الآباء":


[تقابل أنبا هور مع القديسين إشعياء وبولس بجانب شاطئ النهر الكبير (النيل) وكان الثلاثة أطهارًا ومجاهدين في حياة النُسك. فمضوا لزيارة "معترف" كبير، وهو الشخص الذي يُعذَّب من الوثنيين ولا يُقتل. ولما كانت مسافة السفر طويلة فقد تحدثوا عن مواهبهم وكيف يتمجد الله في حياتهم.
فقال أنبا هور: "أرجو الله من أجل هذه الموهبة (النعمة المعطاة لي) أن نستكمل الرحلة بقوة الروح القدس بدون أي تعب". وبمجرد أن صلى وجدوا مركبًا معدة، وريحًا مناسبة للرحلة، فساروا ضد التيار. وفي فترة قصيرة وجدوا أنفسهم في المكان المقصود.
ولما صعدوا من النهر قال القديس إشعياء: "يا أحبائي نرجو أن يُرسل لنا الأخ ليُقابلنا ويصف لنا سيرته وأعماله". وقال القديس بولس: "لقد كشف الله لي أن الله سيأخذه للسماء بعد ثلاثة أيام، وأن الرجل الذي نذهب لنراه سيرحل من الحياة إلى الأبدية". وفعلًا بعدما ساروا مسافة قصيرة جاء الرجل نفسه وحيّاهم فقال له القديس بولس: "يا أخي اشرح لنا سيرتك وأعمالك لأنه في اليوم الذي يلي الغد ستمضي إلى الرب".
فقال لهم أنبا نوبي Nopi ليتمجد الله الذي كشف لي هذه الأمور وعرفني بمجيئكم لي وعن حياتكم وأعمالكم. وبعدما كشف عن حياة كل منهم وكيف عاشوا وجاهدوا، بدأ أخيرًا يتحدث عن نفسه هكذا: "منذ اليوم الذي اعترفت فيه باسم الرب يسوع المسيح فادينا وإلهنا، لم تخرج من فمي كلمة شريرة، ولم آخذ أي شيء أرضي...".
 
قديم 19 - 10 - 2012, 12:16 PM   رقم المشاركة : ( 1799 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,597

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: القديسين بالحروف الأبجدية

نوفاتوس القس الروماني





Novatus, Presbyter of the Roman Church

يري فيلوستورجيوس أن نوفاتوس شرقي من فريجية، كتب عنه خصمه كرنيليوس أسقف روما في رسالته إلي غابيوس أسقف إنطاكية، أنه لم يكن لائقًا للكهنوت. اتهمه بأنه كذّاب ومزوّر وحقود وغدّار، جاء في رسالته: [اشتهي هذا الرجل الأسقفية منذ زمن طويل. لكنه اخفي هذه الرغبة الجامحة وأبقاها لنفسه فقط، مستخدمًا أولئك المعترفين الذين التصقوا به منذ البداية كستار لتمرده.] اقتطف يوسابيوس المؤرخ فقرات من رسالة كرنيليوس أسقف روما لغابيوس أسقف إنطاكية أورد فيها عدة أخطاء خطيرة سقط فيها نوفاتوس. غير أن كثير من الدارسين يتطلعون إليه كعالمٍ عظيمٍ احتل مركزًا مرموقًا بين رجال الكهنوت الرومان. أتقن الفلسفة الرواقية وعلوم اللغة اللاتينية، وكان بليغًا في الكتابة والخطابة.
شهوة الأسقفية:


كان يطمع في الكرسي الروماني، بينما انتخب كرنيليوس وقف له بالمرصاد، تساهل الأخير مع التائبين الذين قدموا للأوثان في اضطهاد ديسيوس. فتشدد نوفاتوس، وانشق عن أسقف روما، وكوّن جماعة احتجت بحفظ الطهارة الأصلية في الكنيسة فدعوا أنفسهم كثاري Katharoi or Cathari أي الأطهار.

انضم إليهم كثيرون من الغرب والشرق وناضلوا لعدة قرون.
عُقد في روما مجمع يضم ستين أسقفًا مع عدد أكبر من الكهنة والشمامسة، وصدر قرار بالإجماع بأن نوفاتوس ومن اشتركوا معه ومن شايعوه في رأيه عديمو الإنسانية، مبغضون للإخوة، ويلزم أن تعتبرهم الكنيسة خارجين عنها.
يري سقراط والقديس جيروم أنه استشهد. وقد كشفت أعمال الحفر في روما عام 1932 عن تمثال له يثبت استشهاده.
أعماله:


من بين أعماله الآتي:
1. كتب أول كتاب ضخم باللاتينية عن اللاهوت، يدعي "في الثالوث De Trinitate" في 291 فصلًا تبحث في الله وصفاته، وفي اتحاد الطبيعتين في المسيح، وفي الروح القدس والكنيسة ووحدة الله، ولم يستخدم تعبير الثالوث في هذا العمل.
2. كتب ضد اليهود في الختان والسبت والأطعمة، حيث يطلب تفسير ما ورد في العهد القديم بمفهوم رمزي روحي. رسالة إلى الإخوة يحرّم فيها الذهاب إلى دور اللهوDe Spectaculis.
3. رسالة في التواضع.
من كلماته:


فليكرّس المسيحي المؤمن نفسه لمطالعة الأسفار المقدسة، فيجد فيها مشاهد لائقة بإيمانه. يجد الله يكوِّن العالم، خالقًا لا الحيوانات فحسب بل والإنسان العجيب الذي أجود وأفضل... وإذ تطلع متأملًا في العالم يري البهجة والخراب ومكافأة الأبرار ومجازاة الأشرار. يرى الإيمان يصارع النيران، والأمانة تهدئ حيوانات البرية وتلاطفها، وتقوم النفوس من الموت، والشيطان الذي كان قد انتصر علي العالم صريعًا تحت قدمي المسيح. مشاهد لم ينظمها القضاة والقناصل بل الكائن وحده، القائم فوق كل الأشياء.
نظرته للبتولية:


تقديسه الزواج يرى أن البتولية والعفة تفوقان الناموس. ويرى أن البتولية هي مساواة لصفات الملائكة بل وتفوقها، فإنه عند الملائكة لا وجود للصراع مع الجسد والانتصار علي الطبيعة، فالانتصار علي اللذة هو أعظم من اللذة ذاتها، إذ ليس من نصرة تفوق الغلبة علي النفس.
 
قديم 19 - 10 - 2012, 12:18 PM   رقم المشاركة : ( 1800 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,597

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: القديسين بالحروف الأبجدية

القديس الأنبا نوفير السائح | آفا نوفر | نفر





القديس بفنوتي يلتقي به:


عاش في برية الصعيد وقد ذكره القديس بفنوتي المتوحد، الذي حرّكته نعمة الله إلى رؤية عبيده السواح، فأبصر جماعة منهم ومن بينهم أبا نوفير، وكتب سيَّرهم.
الاشتياق المقدس:


التهب قلب القديس بفنوتيوس المتوحد برؤية رجال الله السواح، فانطلق من قلايته إلى البرية الداخلية وسار نحو ثمانية أيام حتى فرغ الخبز والماء اللذان يحملهما، لكنه بروح الإيمان قال في نفسه: "تشجّع وتشدّد يا بفنوتيوس لكي تنظر عبيد المسيح إلهنا الصالح، وترى الملائكة الأرضيين، وتنعم بفردوس حياتهم وفضائلهم الإلهية". ثم سار عدة أيام وإذ سقط علي الأرض من الإعياء، ظهر له ملاك علي شكل إنسان ولمس شفتيه فزال عنه التعب والشعور بالجوع والعطش.
القديسين بالحروف الأبجدية


من اليمين لليسار: القديس الأنبا صموئيل المعترف، أنبا يؤنس قمص شيهيت، وأبا نوفر - لوحة فريسكو حائطية أثرية في دير القديس العظيم أنبا مقار في مصر - من الرسوم الجدارية بكنائس الحصن الأثري: كنيسة الملاك ميخائيل بالطابق الثالث

سار في رحلته يصلي ويسبح ويشكر الله وتكرر ظهور الملاك مرة أخرى حيث استمر سبعة عشر يومًا. رأى القديس مقبلًا إليه عريانًا لا يستر جسده غير شعر رأسه الطويل ولحيته البالغة إلى ركبتيه، كما كان مؤتزرًا بليف.
حين رآه الأب بفنوتي داخَله الخوف إذ ظنه روحًا، فشجعه القديس بأن رسمه بعلامة الصليب المقدس وصلى الصلاة الربانية، ثم قال له: "مرحبًا بك يا بفنوتي". فلما دعاه باسمه هدأ روعه، ثم صلى الاثنان معًا وجلسا يتحدثان بعظائم الله. فطلب إليه القديس بفنوتي أن يعَّرفه بسيرته وكيف وصل إلى تلك البقعة، فأجابه:
"قبل ستين عامًا مضت ذهبت إلى أحد أديرة صعيد مصر يُسمي جير بريدة (من الأديرة المندثرة التي كانت في منطقة صحراء الأشمونين التابعة لأيبارشية ملوي). طلبت الرهبنة التي اشتقت إليها منذ صغري، وتمنّيت لو كنت واحدًا من أولئك الذين يتركون كل شيء من أجل محبتهم للمسيح.
وكان الدير به مائة وأربعة راهبًا من الشيوخ والشباب، وكنا نحيا معًا حياة مجمعية أو حياة شركة تتسم بالمحبة الكاملة والخدمة الطاهرة. فكان لنا القلب الواحد والنفس الواحدة، وكانت مائدة الأغابي تجمعنا مرة واحدة أسبوعيًا بعد القداس الإلهي يوم الأحد.
كان آباؤنا الشيوخ يسْدون لنا الإرشادات الروحية والنصائح الاختبارية في حياة النسك وفي مواجهة الحروب المختلفة التي كان يثيرها علينا عدو الخير.بل كانوا مثالًا لنا نقتدي بهم في السلوك الرهباني بكل نسكياته وأصوامه وصلواته ومزاميره وقوانينه.
وذات يوم بينما نحن نجلس أمام شيوخنا القديسين في الكنيسة نتعلم منهم الحياة في المسيح، سمعتهم يمدحون حياة الآباء السواح الذين يسكنون البراري الداخلية، مثل إيليا النبي ويوحنا المعمدان، عندئذ اتجهت إلى أحد الشيوخ وسألته:
"يا أبي القديس، هل يوجد في البرية من هم أفضل منكم عند الله، علي الرغم من هذا التعب وهذا الحرص الشديد في حياتكم اليومية، وهذه الأمانة الروحية من أجل محبة الله التي في قلوبكم؟"
قال:
"نعم يا ولدي نوفير. هناك من هم أفضل منا بكثير.
نحن لم نسلك طريق الرهبنة بعد أمام حياتهم النسكية السامية التي فيها يقدمون ذواتهم ذبيحة حب للمسيح له المجد.
فنحن إن ضاق صدرنا وجدنا من يعزينا، وإن مرضنا وجدنا من يفتقدنا، وإن تعرّينا وجدنا من يكسونا.
أما سكان البرية فليس لهم شيء من ذلك".
السياحة:


فلما سمعت هذا اضطرم قلبي شوقًا إلى عيشة السواح. فلما كان الليل أخذت قليلًا من الخبز وغادرت الدير، وتضرّعت إلى السيد المسيح أن يرشدني إلى موضعٍ أقيم فيه، فسهَّل لي طريقي.
أثناء سيري إذا بنورٍ ساطعٍ يشق ستار الظلام من حولي، وظهر لي ملاك. شعرت بالخوف وفكرت في العودة إلى الدير ثانية. ولكن الملاك اقترب مني وقال لي: "لا تخف يا نوفير، هوذا أنا الملاك الذي عيّنه الرب لك منذ ولادتك، وسأكون معك، وأصحبك إلى المكان الذي اختاره لك الرب". ففرحت جدًا وتهللت وغدوت أنشد المزامير بفرحٍ وسرورٍ، واستأنفت المسير، وكان الملاك يسير معي. إذ جعلني ألتقي بقديسٍ أقمت عنده وهو علمني كيف تكون السياحة. وعندما تركته وأتيت إلى هنا فوجدت هذه النخلة وهذه العين، تطرح النخلة اثني عشر عرجونًا (سباطة أشبه بحزمة لفروع البلح) سنويًا يكفيني كل عرجون شهرًا، وأشرب من هذه العين، ولي اليوم ستون سنة لم أرَ وجه إنسان سواك".
نياحته:


في صباح اليوم التالي بينما هما يتحدثان نزل ملاك الرب وأعلم القديس أبا نوفير بقرب انتقاله، وفي الحال تغيّر لونه وصار شبه نار.
خاف القديس بفنوتيوس خوفًا عظيمًا، فبادره الأنبا نوفير قائلًا له:
"لا تخف أيها الحبيب بفنوتيوس،
لأن الرب يسوع المسيح قد أرسلك من أجل هذه الساعة.
أرسلك لكي تهتم بدفن جسدي بعد الموت،
فلقد أعلمني الرب أن اليوم هو يوم عُرسي،
يوم انتقالي إلى كنيسة الأبكار السماوية مع الملائكة والقديسين".
قال له الأنبا بفنوتيوس: "يا أبي القديس، كنت أود أن أسكن هنا في مكان عزلتك، حيث أشتاق إلى هذه الحياة الانفرادية، وأسلك كما سلكت".
علّق الأنبا نوفير قائلًا: "يا أخي بفنوتيوس لم يرسلك الرب يسوع من أجل حياة العزلة الكاملة، ولكن لكي تواري جسدي التراب. عليك يا أخي أن تعود ثانية وتثابر في حياتك، وتجاهد من أجل محبة المسيح، وسوف نلتقي مرة أخري في الملكوت".
إذ كرر القديس بفنوتيوس شوقه للبقاء قال له الأنبا نوفير: "كلا يا أخي الحبيب. لكل إنسان رسالة في حياته علي الأرض من أجل نشر الملكوت. لقد خصّك الله بزيارات القديسين، وكشف حياتهم التي عمل فيها بروحه القدوس. هذه السيّر المقدسة التي تسجلها لأجل مجد اسم المسيح وتسبيحه".
ثم أحنى ركبتيه وسجد للرب، وودَّع القديس بفنوتي، واستودع روحه الطاهرة في يديَّ الآب السماوي. فدفنه القديس بفنوتي في مغارته. ومن العجيب أن النخلة جفَّت وسقطت كما جفَّت العين، وكان ذلك بتدبير من الله كي يعود الأب بفنوتي ويبشر العالم بذكر السواح القديسين الذين رآهم.
من كلماته للأنبا بفنوتيوس:
  • كنت أتوق يوميًا لهذه الحياة المنفردة مع الله. كنت أشعر أنني أريد أن أنفصل عن الكل لكي أتحد بالواحد العظيم القدوس الذي لا نهاية له... لذلك قررت أن أترك الدير، وأنطلق إلى البرية الداخلية، إلى الأعماق مع يسوع.
  • لقد جعل الرب الوحوش المفترسة تتآنس بي، وتكون رفيقتي ليلًا ونهارًا. فعندما أسير هنا أو هناك تسير خلفي كأنني في حراستها... هكذا عشت هذه السنين ممجدًا الله في تدبيره وفي صلاحه من أجل خلاص نفسي.
العيد يوم 16 بؤونة.
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
ما لم يستطع الناموس أن يتمّمه بالحروف تحقّق بالإيمان
صلوات سهمية بالحروف الأبجدية
ايات بالحروف الابجدية من الكتاب المقدس
توبيكاتنا الجميلة بالحروف الابجدية
الأحباب ينتحرون بالحروف والسهر والحنين


الساعة الآن 03:24 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024