من بين الذين عاشوا في القرن التاسع الميلادي واستهوتهم قداسة الأنبا يحنس كامي راهب سرياني اسمه ماروثا. ففي ذات ليلة رأى ماروثا حلمًا عجيبًا أحس فيه بأنه اختطف إلى السماء ووقف بين القديسين والملائكة المحيطين بعرش النعمة، وبينما هو يتأمل هذه الجموع استلفت نظره رجلان بينهم، ثم همس في أذن ملاك قريب منه: "من هم هذان اللذان يشع منهما النور؟" أجابه الملاك: "إن الطويل منهما هو الأنبا مقاريوس أب رهبان برية شيهيت، والذي بجانبه هو يوأنس كامي الذي نهج منهجه". ذهابه إلى مصر:
غمرت النشوى قلب ماروثا لهذا الحلم لازمته إلى ما بعد يقظته، وكان من أثر هذه النشوى أن أمسك ماروثا بريشته ورسم صورة هذين القديسين كما رآهما في حلمه وداوم على عمله ليل نهار فأتمه في أيام قليلة لكي تأتي الصورة مطابقة للرؤيا السماوية، وما أن فرغ من رسم هذه الصورة حتى غادر بلاده وجاء إلى مصر. ثم قصد لفوره إلى برية شيهيت وكان أول دير زاره هو دير الأنبا مكاري الكبير، ثم قصد إلى دير الأنبا يوأنس القصير ومنه إلى دير الأنبا يوأنس كامي. وقد وصل ماروثا حينما كان الأب شنودة هو مدبر رهبان هذا الدير، فقص الحلم الذي رآه على الرهبان ثم أراهم الأيقونة التي رسمها، ففاضت قلوب الرهبان فرحًا وشكرًا لله. وقضى ماروثا بضعة أيام بين رهبان دير يوأنس كامي فاستهوته حياتهم بما فيها من محبة وتواضع وخدمة، ومن ثَمَّ أعلن لهم رغبته في أن يقضي بقية حياته معهم فرحبوا به. وهكذا عاش ماروثا في الدير، ولما دنت ساعته أهدى للدير الصورة التي كان قد رسمها نتيجة للحلم الذي رآه ثم انتقل في هدوء وسلام.قد نهج عدد من الرهبان السريان منهج ماروثا فجاءوا إلى مصر وعاشوا في دير الأنبا يوأنس كامي، فاعتاد المصريون أن يطلقوا اسم "دير السريان" على هذا الدير نسبة إلى هؤلاء الرهبان، ولا تزال هذه التسمية شائعة حتى اليوم.