منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 10 - 10 - 2012, 10:21 AM
الصورة الرمزية jajageorge
 
jajageorge Male
| غالى على قلب الفرح المسيحى |

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  jajageorge غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 313
تـاريخ التسجيـل : Jun 2012
العــــــــمـــــــــر : 62
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 7,781

زمن «الحقّ فى التحرش»
هل توجد فى العالم دولة يقوم الذكور فيها بالتحرش بالنساء جهارًا نهارًا فى جميع الأوقات صباحًا وظهرًا ومساءً دون أدنى قلق من العقاب سواء المجتمعى أو القانونى أو الإعلامى أو حتى الأسرى؟ نعم توجد هذه الدولة… وهى حاليا للأسف مصرنا المحروسة التى يبدأ فيها الذكور بممارسة حقهم فى التحرش قبل أن ينتهوا من المرحلة الابتدائية ويُقْدمون على هذا الفعل المخزى دون أدنى مظهر من مظاهر الخجل أو محاولة التخفى، بل بنوع من التباهى وادّعاء «الفتاكة» والتصرف بسماجة ورذالة ولزاجة، وذلك ببساطة لأن الذكور الأكبر منهم سنا يقومون بالفعل ذاته بجرأة أكبر وبعنف مريض وبـ«بجاحة» مرذولة وباستعراض مقيت. وما زال جيلى يتذكر أيام كانت المعاكسة فى الشارع المصرى آخرها «يا قمر يا جميل»، وللعجب كانت أيامها الملابس قصيرة، ولكن الأخلاق عالية، وكانت كلمة «عيب» أو حتى النظرة الصارمة أو المستنكرة من الأنثى كافية لردع الشاب وتراجعه، وفى زمن مضى كانت الشرطة تقوم بحلق شعر من يعاكس «زيرو» ليكون العقاب بمثابة الفضيحة للشاب بصفته أتى بفعل غير مقبول أخلاقيا، وبالطبع يبدو هذا الأمر مضحكًا فى هذه الأيام التى تُضطرّ فيها النساء إلى التفكير فى استخدام صواعق كهربائية للحماية من التحرش «الفاجر». والأسوأ بالنسبة للإنثى من التحرش اللفظى أو الجسدى هو رد الفعل المجتمعى الذى ينظر إليها بصفتها طرفا مشاركا فى هذه الجريمة، إما بنزولها للشارع أصلا وإما بما ترتديه من ملابس وإما بإبلاغها عن الواقعة أو الاحتجاج عليها علنا لحظة حدوثها، فنحن فى دخائلنا نريد الأنثى المصرية مقهورة ومتراجعة إلى خلفية الصورة فى حياتنا، أمّا إذا ظهرت فى شوارعنا أو مواصلاتنا فهى فريسة مباحة لكل من فى نفسه مرض، لكل من عانى من الكبت، لكل من قهره الفقر، لكل من اعتقد أن المرأة على إطلاقها عورة، فهؤلاء جميعًا يهاجمون المرأة ويحطون من قدرها الذى أعلته الأديان السماوية واحترمته الفطرة السليمة. وهذه بالقطع ليست شكوى من طرف ضعيف إلى طرف أقوى أو مظلمة مرفوعة إلى سلطة أو رجاءً مقدمًا لصانع قرار، بل هى إدانة صارخة واتهام صريح لكل من ساهم فى خلق أو ترسيخ هذا الوضع الشائن، سواء بالصمت العاجز والجبان خشية القيل والقال أو بالحديث المنافق والانتهازى عن الأخلاق والقيم التى لم تنحدر خوفًا من النظرة الاجتماعية المتخلفة، أو بالتظاهر أن كل شىء على ما يرام وأن حالات التحرش فردية واستثنائية، وأنه إذا كان هناك خطأ فإنه خطأ الأنثى التى كانت فى المكان الخطأ فى الوقت الخطأ، وبالتالى فهى جزء من أسباب ما حدث… فعار عليكم جميعا، أليست النساء أمهاتكم، بناتكم، أخواتكم، زوجاتكم؟ ألسن شريكاتكم فى هذه الثورة التى تباهون بها؟ من يربى أنجالكم ويحفظ بيوتكم ويشارك بفاعلية فى تغطية نفقات حياتكم معا؟ المسألة يا سادة ذات جذور عميقة ولا تكفى فيها القوانين وحدها على أهميتها، الأهم هو مواجهة الثقافة السائدة التى تستشرى من يوم إلى آخر وتم تأسيسها عبر العقود الماضية على تفسيرات خاطئة وانتقائية لما جاءت به الشريعة الإسلامية السمحاء التى كرّمت المرأة وأعطتها كامل الحقوق ليأتى المغرضون عبر العصور ويفسروا عن جهل أو عمد النصوص الدينية المقدسة بما يخدم أغراضهم فى التقليل من دور المرأة كشريك على قدم المساواة لا يقل عن الرجل مكانة وعطاء ومساهمة فى التاريخ الإنسانى، القضية يا سادتى تبدأ من المنزل والتربية الأسرية التى لا تفرق بين الولد والبنت ومناهج التعليم التى تساوى بين الفتاة والفتى والخطاب الدينى الذى يحترم المرأة ويكرمها والتشريعات الصارمة التى تجرم الاعتداء على الكرامة الإنسانية للمرأة وتوقع العقاب الصارم بالمتحرشين. ولا ننسى أن هذه الظاهرة اللا أخلاقية تجد مرتعا خصبا فى ظروف الجهل والمعاناة الاقتصادية والبطالة التى تدفع بالمتسربين من التعليم فى سنواتهم الأولى والمتعطلين عن العمل فى شبابهم إلى الشارع ينفثون غضبهم وإحباطهم فى الأنثى باعتبارها الضحية المباح انتهاك إنسانيتها وإهانتها مطمئنين إلى أنهم سينجون بأفعالهم فى ظل مناخ ثقافى واجتماعى ينظر بدونية إلى النساء وغياب للعقاب الرادع من قِبل المؤسسات المعنية بحفظ الأمن وتطبيق القانون فى الشارع المصرى. ولكن النساء لن يكُنّ الحلقة الضعيفة فى هذا المجتمع الذى يحاول النهوض، بل يجب أن يدرك الجميع أنهن المحرك الحقيقى الدافع نحو التغيير والتقدم، والمرأة المصرية كما صمدت دائما وضحّت وقدمت الكثير لأسرتها ومجتمعها ستحافظ على حقوقها التى يحاول البعض استلابها وستدافع عن كرامتها الإنسانية التى لا يحقق أى مجتمع تقدما من دونها، ولا نامت أعين الجبناء.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الحقّ الحقّ أقول لكم
الحقّ
"ضد التحرش" تطالب الحكومة بمساعدتها فى مواجهة التحرش الجنسى
ثورة نسائية ضد التحرش,,«يا مرسى فينك فينك، التحرش بقى عينى عينك»
فتاه مصرية تقوم بتجربة مثيرة وهى التحرش بالشباب في شوارع القاهرة لاقناع الشباب التوقف عن التحرش


الساعة الآن 05:20 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024