08 - 10 - 2012, 06:17 PM | رقم المشاركة : ( 11 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: تفسير انجيل مرقس لمثلث الرحمات البابا شنودة
كاتبي الأسفار المقدسة عن المستوي الشخصي
. ونحن نريد أن نرتفع بالرسل والأنبياء كاتبي الأسفار المقدسة عن المستوي الشخصي أثناء كتابتهم بالوحي . لقد ذكروا ما يخصهم مديحاً وذماً ، لمجرد رواية الحق ، دون أن يكون لأشخاصهم إعتبار في نظرهم وقت الكتابة . وسنضرب لذلك مثلين ، من العدين القديم والحديث . أ- مثال القديس موسي النبي ورد في سفر العدد ( 12 : 3 ) وكاتبه موسي النبي " وأما الرجل موسي فكان حليماً جداً أكثر من جميع الناس الذين علي وجه الأرض " ، فهل كان يجب ان يحذف موسي النبي هذه العبارة لكي يكون متواضعاً ؟! أم نأخذ هذا النص دليلاً علي أن موسي النبي ليس هو كاتب سفر العدد ، وهو أحد أسفار موسي الخمسة ؟. وكذلك في نفس الإصحاح سجل دفاع الله عن عبده موسي وتوبيخه لهرون ومريم ، إذ قال لهما : " إسمعا كلامي ، إن كان منكم نبي للرب ، فبالرؤيا إستعلن له في الحلم أكلمه . وأما عبدي موسي فليس هكذا ، بل هو أمين علي كل بيتي . فماً إلي فم وعياناً أتكلم معه لا بالألغاز ، وشبه الرب يعاين . فلماذا لا تخشيان أن تتكلما علي عبدي موسي " ( عد 12 : 6 - 8 ) . وقد ذكر موسي في أسفاره المعجزات التي صنعها الله علي يديه ، وظهور الرب له ، وأحاديثه مع الله ، وقبول الله لشفاعته ، ومديح الرب له . ولم يمنعه الإتضاع من ذكر كل هذا . بل ذكر موسي أيضاً أن وجهه كان يلمع عند نزوله من عند الرب ، حتي وضع برقعاً علي وجهه ( خر 34 : 30 - 35 ) . وذكر أن الرب جعله إلهاً لفرعون ( خر 7 : 1 ) وإلهاً لهرون ( خر 4 : 16 ) . وفي نفس الوقت ذكر موسي ضعفاته ، وكيف أنه كان ثقيل الفم واللسان ( خر 4 : 10 ) ، وذكر خطيته ، وعقوبة الرب له بمنعه من دخول أرض الموعد . إنه تاريخ مقدس ، أعلي من المستوي الشخصي ، يشمل المدح والذم ، يكتبه رجال الله القديسون " مسوقين من الروح القدس " ( 2 بط 1 : 21 ) . مثال القديس يوحنا الرسول إن يوحنا الحبيب هو الوحيد في الإنجيليين الأربعة الذي ذكر وقوفه عند صليب المسيح ، وأن الرب خاطبه من علي الصليب ، وعهد له بأمه العذراء ( يو 19 : 25 - 27 ) . وكان بإستمرار يلقب نفسه بأنه " التلميذ الذي يسوع يحبه " الذي " يتكئ في حضن يسوع " ( يو 13 : 23 - 25 ) . هل كان ممكناً أن يغفل ذكر كل هذه الأمور من باب الإتضاع ؟!. ومع كل ذلك نحب أن نسأل في شئ من التدقيق |
||||
08 - 10 - 2012, 06:17 PM | رقم المشاركة : ( 12 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: تفسير انجيل مرقس لمثلث الرحمات البابا شنودة
هل أغفل مارمرقس مديح بطرس ؟
إن أكثررسول من رسل المسيح الإثني عشر إهتم به مارمرقس في إنجيله هو بطرس الرسول . ذكر دعوة الرب له كأول دعوة ( 1 : 16 - 20 ) ، ووضع إسمه في مقدمة أسماء الرسل ( 3 : 16 ) ، وذكر أن الرب دخل بيته وشفي حماته كأول معجزة شفاء ذكرها مارمرقس للرب ( 1 : 29 - 31 ) وقال بعدها " فتبعه سمعان والذين معه " ( 1 : 36 ) بينما الذين معه كانوا إندراوس ويعقوب ويوحنا ( 1 : 29 ) . وذكر أن بطرس قال للمسيح " ها قد تركنا كل شئ وتبعناك " ( 10 : 28 ) وسمع مديح الرب لمن يترك شيئاً من أجله . وذكر مارمرقس أيضاً أن بطرس هو الذي قال للرب " يا سيدي أنظر ، التينة التي لعنتها قد يبست " ( 11 : 21 ) . وذكر أيضاً أن الملاك قال للنسوة " إذهبن وقلن لتلاميذه ولبطرس أن يسبقكم إلي الجليل " ( 16 : 7 ) . وذكره مع يعقوب ويوحنا في مناسبات هامة . فعند إقامة إبنة يايرس قال عن الرب " ولم يدع أحداً يتبعه إلا بطرس ويعقوب ويوحنا " ( 5 : 37 ) . وذكر أن هؤلاء الثلاثة هم الذين شاهدوا التجلي ( 9 : 2 - 8 ) ، وأنهم هم الذين أخذهم الرب إلي بستان جثسيماني ( 14 : 33 ) . وأنهم هم ومعهم إندراوس سألوه علي إنفراد ما هي علامات إنتهاء العالم ( 13 : 3 ) . مَنْ من الرسل ذكره إنجيل مرقس بهذا الوضع وبهذه الكثرة ؟ وإن كان بطرس يريد أن ينكر ذاته من باب التواضع ، فلماذا سمح أن يلاقي بكل هذا الإهتمام في إنجيل مرقس ؟. ماذا بقي إذن أن يقال في مديح بطرس ؟ لقد أغفل أصحاب الرأي الآخر كل هذا الذي ذكرناه ، وركزوا علي نقطتين ، سنحاول أن نتناولهما الآن بشئ من التحليل والتعليق : |
||||
08 - 10 - 2012, 06:17 PM | رقم المشاركة : ( 13 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: تفسير انجيل مرقس لمثلث الرحمات البابا شنودة
ماذا بقي إذن أن يقال في مديح بطرس ؟
لقد أغفل أصحاب الرأي الآخر كل هذا الذي ذكرناه ، وركزوا علي نقطتين ، سنحاول أن نتناولهما الآن بشئ من التحليل والتعليق : إعتراضان ، والرد عليهما الأول : يقولون إن مرقس عندما ذكر إعتراف بطرس بالمسيح ، لم يذكر بعدها تطويب الرب له وإعطاءه المفاتيح الثاني : أن مارمرقس أغفل مشي بطرس علي الماء إعتراف بطرس بالمسيح، ولم يذكر بعدها تطويب الرب له الأول : يقولون إن مرقس عندما ذكر إعتراف بطرس بالمسيح ، لم يذكر بعدها تطويب الرب له وإعطاءه المفاتيح وقوله له " كل ما تربطه علي الأرض يكون مربوطاً في السموات ، وكل ما تحله علي الأرض يكون محلولاً في السموات " ( مت 16 : 13 - 19 ) . في الواقع أن مارمرقس أراد أن يركز علي شخصية المسيح وحده . فلم يذكر هذا عن بطرس ، كما لم يذكر هذا عن باقي الرسل أيضاً . فلم يذكر قول الرب لهم كما ورد في إنجيل متي " الحق أقول لكم كل ما تربطونه علي الأرض يكون مربوطاً في السماء ، وكل ما تحلونه علي الأرض يكون محلولاً في السماء " ( مت 18 : 18 ) . كما لم يذكر أيضاً ما ورد في إنجيل يوحنا أن الرب نفخ وقال لهم " إقبلوا الروح القدس . من غفرتم خطاياه تغفر له ، ومن أمسكتم خطاياه أمسكت " ( يو 20 : 22 ، 23 ) . لماذا هذه الحساسية إذن من جهة بطرس الرسول ؟! إن أشياء كثيرة لم يسجلها مارمرقس ، تمر في هدوء ، فلماذا لا يمر أيضاً بنفس الطريقة ما يخص بطرس الرسول . إن مارمرقس لم يذكر شيئاً مثلاً في مديح يوحنا الرسول . فعندما قبض علي الرب ، قال مارمرقس " وكان بطرس قد تبعه من بعيد إلي داخل دار رئيس الكهنة " ( 14 : 54 ) . وفي الواقع أن بطرس لم يتبع الرب وحده وقتذاك ، بل كان هناك تلميذ آخر تبعه أيضاً ( يو 18 : 15 - 17 ) . وأغفل مارمرقس هذا التلميذ الآخر . ولم نأخذ هذه دلالة علي علاقة بين هذا التلميذ ومرقس . لماذا إذن هذه الحساسية من جهة بطرس ؟! لم يذكر مارمرقس أيضاً أن يوحنا كان يتكئ في حضن الرب ، وأن الرب كان يحبه . ولم يذكر أن بطرس طلب وساطة يوحنا ليعرف من هو الذي سيسلم المسيح . ولم يذكر أن يوحنا كان واقفاً عند صليب المسيح ، وأن الرب قد عهد إليه بأمه العذراء ، وإعتبره إبناً خاصاً لها ... ومع ذلك نمر نحن علي هذا الإغفال ليوحنا ببساطة ، ولا نستنتج منه مطلقاً أن يوحنا أوصي مرقس من باب الإتضاع ألا يكتب هذا عنه ولو من باب التلميح مثلما فعل يوحنا فيما بعد ... فلماذا إذن هذه الحساسية من جهة بطرس الرسول ؟. ولم يذكر مرقس مديح آخرين ورد مدحهم في باقي الأناجيل . لم يذكر دعوة فيلبس ونثنائيل ، ولا مديح الرب لنثنائيل ، ولا إعتراف نثنائيل بأن المسيح هو إبن الله ، قبل إعتراف بطرس بسنين ( يو 1 : 43 - 51 ) . ولم يذكر مدح الرب ليوحنا المعمدان بقوله " الحق أقول لكم لم يقم من بين المولودين من النساء من هو أعظم من يوحنا المعمدان .." ( مت 11 : 11 ) . في الواقع أن مرقس الرسول كان هدفه أن يركز علي شخص المسيح بالذات . فلما وصل إلي إعتراف بطرس بأنه المسيح إبن الله إكتفي بهذا . ولم يشأ أن يستطرد في تفاصيل الحديث ، لأن ذلك لم يكن هدفه . نلاحظ أيضاً أن لوقا البشير فعل مثلما فعل مارمرقس تماماً ، وذكر إعتراف بطرس بالمسيح ، وإكتفي بهذا دون ذكر ما بعده من تطويب ( لو 9 : 18 - 20 ) ولم يأخذ أحد هذا الأمر دلالة علي أن لوقا أخذ معلوماته عن بطرس ، أو أن بطرس طلب إلي لوقا أن يمتنع عن ذكر مدحه تواضعاً !!. أما يوحنا الرسول ، فلم يعرض لهذا الحادث كلية . وبالتالي لم يذكر شيئاً عن هذا السلطان الذي دفع إلي بطرس ، وفي نفس الوقت ذكر هذا السلطان مدفوعاً للرسل جميعاً ( 20 : 22 ، 23 ) . ولم يقل أحد أن بطرس كان له تأثير علي يوحنا في إغفال هذا الأمر تواضعاً منه ... |
||||
08 - 10 - 2012, 06:24 PM | رقم المشاركة : ( 14 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: تفسير انجيل مرقس لمثلث الرحمات البابا شنودة
مارمرقس أغفل مشي بطرس علي الماء
+ الإعتراض الثاني : يقولون أن مارمرقس أغفل مشي بطرس علي الماء ، تواضعاً من معلمه بطرس !! ومشي بطرس علي الماء أغفله يوحنا البشير أيضاً ( يو 6 : 15 - 21 ) . ولم يتعرض له لوقا إطلاقاً ، ولم يرد إلا في إنجيل متي . ونحب أن نرد أيضاً بنفس طريقة مرقس وهي التركيز علي شخص المسيح وحده . علي أننا من ناحية أخري نحب أن نقول إن المسألة ليست كلها مديحاً في هذه الحادثة بالذات ، بل أن فيها أيضاً توبيخاً من الرب لبطرس عندما شك ووقع في الماء ، فأمسك به الرب قائلاً : " يا قليل الإيمان ، لماذا شككت " ( مت 14 : 31 ) . وإن كان بطرس يقصد إظهار ضعفاته ، فكان الأولي أن يذكر له إنجيل مرقس هذا الشك وهذا الوقوع وهذا التوبيخ من الرب . إن هذا يجعلنا أن ننتقل هل إهتم مرقس بإظهار ضعفات بطرس يقولون إن مارمرقس ذكر صياح الديك مرتين في حادثة نكران بطرس للرب ( مر 14 : 68 - 72 ) ، بينما ذكر باقي الإنجيليين صياحه مرة واحدة . ويؤخذ من هذا ان بطرس لم يتنبه سريعاً . وذكر هذا الضعف ، دليل علي أن بطرس أملاه علي مرقس تواضعاً !! وربما يكون مرقس قد أورد صياح الديك مرتين من باب تدقيقه الشديد في ذكر التفاصيل . ففي معجزة الخمس خبزات والسمكتين بينما يذكر متي ويوحنا مجرد إتكاء الناس علي العشب ( مت 14 : 19 ، يو 6 : 10 ) ، ويزيد لوقا إتكاءهم فرقاً خمسين خمسين ( لو 9 : 14 ) ، يذكر مرقس إتكاءهم " رفاقاً رفاقاً علي العشب الأخضر .. صفوفاً صفوفاً ، مئة مئة ، وخمسين خمسين " ( مر 6 : 39 ، 40 ) . ومع ذلك فلنحلل حادثة الإنكار هذه ، ونري علي ماذا تدل ... ففي الإنكار الأول نري إنجيل مرقس أخف لهجة من لوقا ويوحنا . في إنجيل مرقس قال بطرس للجارية " لست أدري ولا أفهم ما تقولين " ( مر 14 : 68 ) وفي إنجيل لوقا قال عن المسيح " لست أعرفه يا إمرأة " ( لو 22 : 57 ) وهذا نكران أصرح وأصعب . وبالمثل في إنجيل يوحنا قال إنه ليس من تلاميذ المسيح ... ( يو 18 : 17 ) . فلو كان مرقس الرسول يريد إظهار ضعفات بطرس تواضعاً ، لإستخدم هنا أسلوب لوقا أو يوحنا !! وفي الإنكار الثاني نري إنجيل مرقس أخف الأناجيل لهجة ، إذ يقول في إختصار " فأنكر أيضاً " . أما متي فيقول عنه " فأنكر أيضاً بقسم أني لست أعرف الرجل " ( مت 26 : 72 ) . ولوقا ويوحنا ذكرا أيضاً تفاصيل هذا الإنكار ... وفي الإنكار الثالث لم يزد مرقس شيئاً عما رواه متي ... إن حادثة نكران بطرس ذكرتها جميع الأناجيل الأربعة . وكان إنجيل مرقس أخفها لهجة . فهل ننسي كا هذا من أجل صياح الديك مرتين ؟! بل أن صياح الديك هذا يعقب عليه مرقس قائلاً عن بطرس " فلما تفكر به بكي " ( مر 14 : 72 ) أما متي ولوقا فيذكران هذه الخطية في عمقها ويقولان عن بطرس إنه خرج إلي خارج ، وبكي بكاءاً مراً ( مت 26 : 75 ، لو 22 : 62 ) . إننا نقول بملء الثقة ، ومن واقع الكتاب إن إنجيل مرقس هو أقل الأناجيل الأربعة في شرح وذكر ضعفات بطرس الرسول . وسنضرب لذلك بعض أمثلة |
||||
08 - 10 - 2012, 06:24 PM | رقم المشاركة : ( 15 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: تفسير انجيل مرقس لمثلث الرحمات البابا شنودة
ومن واقع الكتاب
وسنضرب لذلك بعض أمثلة مرقس هو أقل الأناجيل شرح وذكر ضعفات بطرس الرسول إنتهار الرب لبطرس + في إنتهار الرب لبطرس ذكر مرقس قول الرب " إذهب عني يا شيطان لأنك لا تهتم بما لله لكن بما للناس " ( مر 8 : 33 ) . أما متي فذكر هذه العبارة كلها ، وأضاف عليها قول الرب أيضاً لبطرس " أنت معثرة لي " ( مت 16 : 23 ) . فلو كان بطرس هو الذي أملاه ذلك تواضعاً ، لسجل تلك العبارة أيضاً . مرقس إندفاع بطرس + لم يذكر إنجيل مرقس إندفاع بطرس وتسرعه وأخطاءه في الكلام ، وتهديد الرب له بقوله " إن كنت لا أغسلك فليس لك معي نصيب " مما أورده يوحنا بالتفصيل ( يو 13 : 6 - 10 ) . إنجيل مرقس في أعجوبة التجلي + التجلي " وأما بطرس واللذان معه فكانوا قد تثقلوا بالنوم . فلما إستيقظوا رأوا مجده " مما رواه القديس لوقا ( 9 : 32 ) . لم يذكر إنجيل مرقس ما قاله الرب لبطرس + لم يذكر إنجيل مرقس ما قاله الرب لبطرس " ولكني طلبت من أجلك لكي لا يفني إيمانك " ( لو 22 : 32 ) . قداسة البابا شنودة الثالث |
||||
|