![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
زفاف عريس إلى مشرحة المستشفى القبطى (مقالة تخيلية كتبتها المسلمة رناء الدرديرى) جورنال 10/10/2011م أسمى: فيفيان مجدى العمر : عروس أنفصلت عن الزمن جعلها وطنها أرملة قبل أن تتزوج فرحى سيكون بعد شهرين .. على ثائر أسمه مايكل مسعد جرجس أتذكر فى وقت الثورة عندما كان يتركنى ويهرول إلى ميدان التحرير و أنا أسمع الترانيم و أدعي له أن يعيده إلي الرب سليم ويعيد إلي مصر حرة ..أصيب مينا برصاصة فى ساقه من قبل رجال الشرطة فظلت تعيش بجسده حتى يوم التنحى وعندما تحررت مصر قرر أن يهتم بنفسه ويخرجها من جسده .كان يحارب النظام الفاسد والرصاصة تسكن به ويكتفى بتهدئة صرخات جسده بالمسكنات .. ولقد عشت معه على الحلوة والمرة وكان دائما بعد الثورة فى الشارع برأيه ويسعى بكل نشاط وحماس لتصل مصر إلى بر الأمان . . كنت أشجعه تارة وكنت أوبخه تارة أخرى بسبب إهماله لنفسه ..وبعد أحداث كنيسة أمبابة و أطفيح كنت أقول له :هى دى مصر يا مايكل ؟ هى دى اللى نزلت التحرير علشانها ؟ هى دى اللى اتصبت علشانها ؟ أحنا ملناش مكان هنا .. كان دائما يرد علي بإبتسامة مرددا : مبارك دايما بيقول إما أنا أو الفوضى أنتى نسيتى المسلمين فى التحرير كانو بيحمونا أزاى؟ نسيتى أننا جزء منهم ؟ ماتخليش فيروس أمن الدولة يصيب عقلك وحسى بقلبك هتعرفى فعلا أن مافيش فرق بينا . ولكن حياتنا الهادئة وتفهمى لكلامه جعلنى فى معظم الأحيان أصمت و إن رشحت قلبى فسأجد قمع و إضطهاد و دولة يعيش فيها القبطى مهمش .. وغالبا كنا تنتناقش فى كثير من الأمور ونحن فى طريقنا لإعداد عش الزوجية الذى سوف يحتوى أحلامنا ومشاعرنا . وحدث ماحدث بكنيسة المريناب بأسوان .. كان مايكل يسارع بالنزول مع أصدقائه المسلمين للمشاركة بالمسيرات السلمية التى تطالب بتأمين دور العبادة وتفعيل القوانين الخاصة بذلك .. وتردد ثلاث مرات على ثلاث مسيرات خلال الأسبوع واليوم أتصلت به وهو فى طريقه للمسيرة الثالثة أسأله إذا كان قادم لإصطحابى إلى عش الزوجية و التأكد من أنه لا ينقصنا شئ علينا ترتيبه .. ولكنه قال لى أنه عليه أن يتوجه إلى المسيرة التى تسير من شبرا وحتى ماسبيرو .. كنت قاسية فى الرد عليه و أغلقت المكالمة و أنا منفعلة ولكننى جلست أفكر ..وتوصلت إلى أن على الزوجة الصالحة دعم زوجها فى قراراته وأنه يجب علي الوقوف إلى جانبه فهو ينادى بحقى وحق كل قبطى وحق أبنائى القادمين .. من حقنا أن نعيش فى وطن لا نشعر فيه بأننا أقلية أو لا يستمع إنسان إلى هتافاتنا وعندما ندخل إلى الصلاة بالكنيسة نكون على يقين بأننا سوف نصل إلى منازلنا سالمين امنين ... أتصلت به ثانية لأعتذر له عن طريقتى ولكننى سمعت صوت صراخ ... قلت له : ايه الأصوات دى ؟ كان رده : أهالى السبتية يرشقوننا بالحجارة لردع المسيرة .. لا تقلقى أنا بخير و أصدقائى معى رافعين الصليب ومعنا الله لا تقلقى هتافاتنا ستصل إلى المشير قلت له : خلى بالك من نفسك .. الرب يقاتل عنكم وأنتم تصمتون -خر14: 14 ماتحدفوهمش بحجارة أو تردوا عليهم بعنف "من لطمك على خدك الأيمن فحول له الاخر أيضاً مت -39:5 رد علي قائلا : نحن لا يوجد بأيدينا سوى صلبان من الخشب أغلقت المكالمة وقررت أن أشاركه هذه اللحظة .. صففت شعرى ونزلت حتى أفاجئه بدعمى له فلقد علمت أنه سيكون فى ماسبيرو خلال 30 دقيقة وكان وقت كافى لكى أصل إلى هناك . وفى طريقى سمعت هتافات جعلت من روحى ملاك من نور .. شرحت صدرى هل هذا لأننى سمعت صوت قبطى ممزوج بصوت مسلم ينادى بحق الأقلية أم أننى سوف أرى نصفى الاخر يطالب بحقى وحق أمتى ؟ هاهو مايكل يظهر على الطريق يمسك بصليب من خشب ولكن .... هاهو أيضا وحش فى صورة مدرعة عسكرية يسير بجنون على الطريق أنا لا أنظر إلى هذه المدرعة أنا أنظر إلى مايكل .. أنا أسمعها .. أنا أصرخ هو لا يسمعنى .. هى لا ترتعد صوتها يكاد يكتم أنفاسى .. أيها الرب نحن صامتون أين أنت ؟؟ ألا تدافع ألا تردع هذا الوحش الغاضب المصعور رأيتها تعبر الرصيف لتصل إليه ... لم يهرب ظل ماسك بالصليب .. إختفى مايكل .. إختفى مع ملك الموت .. هرولت لأجد جسمه قوى البنية متهشم كالقط الذى لقى حدفه أما سيارة يقودها غول طائش ليس بقلبه ذرة من الرحمة أو الإنسانية ..مسكت بيده وسحبه البشر وأنا ماسكة بيده .. و أنا أقول له : يا مايكل ليس هذا وقت النوم أو الإستسلام أم أنك تهرب منى ؟ لا أعلم لماذا ينظر إلي الناس كهذا .. فأنا أتكلم مع زوج المستقبل .. ينظرون إلي و كأننى مجنونة ؟ينظرون إلي وكأنه ليس من حقى أن أرافقه فى رحلة علاجه بالمستشفى .. إنه مجرد مصاب ... لم يمت وصلنا إلى المستشفى القبطى لا أعلم لماذا أدخلوننا المشرحة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ لماذا ؟؟؟ مايكل لم يمت .. وهذا الكتاب المقدس الذى أحمله بين يدى خطيبى لم يمت ... لم أكترث إلى الأجسام التى كانت ملقاة حوله .. فلقد شاهدت هذا المنظر عندما كان ينام مايكل فى ميدان التحرير لا يأبه الشتاء القارص الذى بات ينحت فى عظامه وحوله أصدقائه ولكن لم تكن أجسام مشوهة كهذة الأجسام ؟جاء إلي بعد الأشخاص يريدون منى أن أتركه ولكننى لن أفلت يده هل تريدوننى أن أتركه هو لم يتركننى ولن يتركننى ولم يترك وطنه لماذا علي ألا أعامله بالمثل ؟ سأبقى معه حتى يفيق وسوف ينفذ وعده لى ... سوف يزفنا الناس بميدان التحرير هذا حق ثائر أحب وطنه أكثر من نفسه لن أفلت يده لماذا ؟ إن لم يستطع النهوض فسوف أظل بجانبه هنا " بالمشرحة " أراد مايكل الخير لمصر و أراد أن يتزوج وزفنا العسكر إلى المشرحة .. أتركونى معه .. أتركونى فلن أترك وطنى مايكل مسعد .. . هذه القصة كتبتها ونسجتها : رناء الدرديرى وليست فيفيان لاأعرف هذه العروس ولم ألتق بها ولم أسمعها ولكننى أقسم بالله أننى أسمع صرخاتها و أنينها مما جعلنى أنسج تفاصيل من خيالى المتواضع الذى عجز عن توضيح هول الواقع الذى عاشته هذه الفتاة وعاشته ضحايا الحدث .. أنا مسلمة غاضبة .. أبكى دماء أبكى على مايكل و ألطخ وجهى بالتراب .. التراب الذى شرب دمه ودم كل قبطى قتله العسكر قتله وطنه . |
![]() |
رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() شكرا على المشاركة المثمرة
ربنا يفرح قلبك |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| VIP |::..
![]() |
![]() ميرسى يامارى على مرورك
|
||||
![]() |
![]() |
|