![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
|
أن النهوض ممكن ولو من أعمق نقطة ظلام من فتاة على الحافة … إلى امرأة ولدت من جديد لم تكن آمبر رشدي مجرد فتاة تعاني من السمنة؛ كانت شابة في الثالثة والعشرين محاصرة داخل جسد يزن حوالي 300 كجم… جسد أثقل خطواتها، وأطفأ أنفاسها، وخطـف منها إحساسها بأنها إنسانة كاملة. كانت اليقظة الصباحية معركة، والوقوف مهمة مستحيلة، والتنقل بين الغرف يحتاج شجاعة أكبر مما يحتاجه عبور شارع مزدحم. كل حركة كانت مؤلمة، وكل نفس كان يبدو وكأنه الأخير. وحتى صورتها في المرآة كانت تُشعرها بالقـسوة، فكانت تقول عن نفسها: "كنت أشعر وكأنني شيء مشوّه… كمخلوق لا ينتمي لهذه الحياة." لم تبدأ معاناتها عند 300 كجم… بل بدأت وهي طفلة في الخامسة، حين أصبح الطعام ملاذًا من الخوف والقلق. لم يلاحظ أحد أن الفتاة الصغيرة التي تلتـهم بشراهة كانت تحاول الهروب من عالم مؤلم لا تفهمه. ومع السنوات، أصبح الأكل علاجها الوحيد… ثم سجنها الأكبر. كبرت، وكبرت معها العزلة. أصدقاؤها يختفون واحدًا تلو الآخر. المناسبات تُصبح كابوسًا. والليل يتحول إلى ساحة قتا*ل ما بين رغبتها في الحياة ورغبة جسدها في الانـ*هيار. في أحد الأيام، وبينما كانت تتنفس بصعوبة على سرير أثقلها، دوّى بداخلها سؤال لم تستطع تجاهله: "هل سأمو*ت هكذا؟… وحدي، محاصرة؟" كانت تلك اللحظة أقرب إلى صفعة… أعادت إليها وعيًا حاولت دفنه لسنوات. أدركت أنها إذا لم تهرب الآن، فلن تهرب أبدًا. وهنا قررت القيام بما لم تتجرأ عليه طيلة حياتها: مواجهة نفسها. بدأت آمبر رحلة تغير لم تعتمد على أطباء فقط، بل على قوة إرادة لم تعرف يومًا أنها تملكها. واجهت مخاوفها، إد*مانها للطعام، قلقها، واكتـ*ئابها… وجميع الأشباح التي كانت تطاردها منذ الطفولة. لم تكن الرحلة سهلة؛ كانت تنـهار، تبكي، تتراجع، ثم تنهض من جديد. كانت أيام تمرّ بلا تقدم، وأيام أخرى تمرّ بانتصارات صغيرة تشبه المعجزات. شيئًا فشيئًا… بدأ الجسد يستجيب. خسرت أكثر من 170 كجم خلال عام واحد. ثم تجاوز مجموع ما خسرته حوالي 180 كجم. لكن الرقم لم يكن هو المعجزة… المعجزة كانت عودتها إلى الحياة. اليوم، تعيش آمبر حياة لم تتخيلها في أسوأ لحظات ضعفها. تخرج، تتنفس، تعمل في مجال تكنولوجيا المعلومات، وتلتقط صورًا مفعمة بثقة كانت تعتبرها حلمًا بعيدًا. أصبحت تتحدث بصوت قوي عن اضطرابات الأكل وتقبّل الذات، وتقول بابتسامة هادئة: "لن أكون نحيفة يومًا… لكنني تصالحت مع نفسي." لم تعد سجينة جسدها، بل أصبحت صاحبة قرارها. قصة آمبر ليست قصة وزن… إنها قصة روح قاومت الغرق، ورسالة تقول لكل من ينهزم أمام ضعفه: أن النهوض ممكن… ولو من أعمق نقطة ظلام. |
|
|
رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
|
..::| مشرفة |::..
|
ورسالة تقول لكل من ينهزم أمام ضعفه: أن النهوض ممكن… ولو من أعمق نقطة ظلام
ميرسي للقصة المعبرة ربنا يباركك |
||||
|
![]() |
|